عائلات «ضحايا ميونيخ» تطالب واشنطن بـ110 ملايين دولار من أموال ليبيا المحتجزة لديها

هددت بمقاطعة المهرجان الدولي لإحياء الذكرى الخمسين في ألمانيا

أحد الخاطفين يطل من شرفة مكان احتجاز الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ (أ.ب)
أحد الخاطفين يطل من شرفة مكان احتجاز الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ (أ.ب)
TT

عائلات «ضحايا ميونيخ» تطالب واشنطن بـ110 ملايين دولار من أموال ليبيا المحتجزة لديها

أحد الخاطفين يطل من شرفة مكان احتجاز الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ (أ.ب)
أحد الخاطفين يطل من شرفة مكان احتجاز الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ (أ.ب)

توجهت عائلات 11 رياضياً إسرائيلياً قتلوا في هجوم فلسطيني خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ الألمانية سنة 1972. برسالة إلى الإدارة الأميركية، تطالبها بدفع تعويض لها بقيمة 110 ملايين دولار من الأموال الليبية المحتجزة لديها، بعد فشل معركتهم في تحصيل تعويضات من ليبيا عبر الأمم المتحدة.
وتدعي هذه العائلات، بأن الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، لعب دوراً مركزياً في قتل الرياضيين الإسرائيليين، عن طريق دعم منظمة «أيلول الأسود»، التي نفذت عملية القتل، وتمويل منظمة التحرير الفلسطينية التي تنتمي إليها منظمة «أيلول الأسود»، بل إنه كافأ منفذي العملية بتحويل 5 ملايين دولار إلى رئيسها ياسر عرفات، في حينه، بحسب بيان الأهالي.
المعروف أن 11 رياضياً إسرائيلياً قتلوا، خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ، قبل 50 عاماً، بعد أن حضر عدد من أعضاء منظمة «أيلول الأسود» إلى مسكنهم في القرية الأولمبية، واحتجزوا الرياضيين رهائن، مطالبين بالإفراج عن 236 معتقلاً في السجون الإسرائيلية، معظمهم من العرب والفلسطينيين، بالإضافة إلى كوزو أوكاموتو من الجيش الأحمر الياباني. وفي حينه، هاجمت القوات الألمانية المسلحين الفلسطينيين وانتهت العملية بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً، و5 من منفذي العملية الفلسطينيين الثمانية، وشرطي وطيار مروحية ألمانيين. وفي وقت لاحق، أطلقت ألمانيا سراح المسلحين الفلسطينيين الثلاثة، فلاحقتهم المخابرات الإسرائيلية واغتالتهم واحداً تلو الآخر، بل اغتالت عدداً من المتعاونين معهم في التخطيط للعملية.
ومع الكشف عن أن الأمم المتحدة تحتفظ بأموال طائلة للرئيس القذافي تمت مصادرتها بعد اغتياله، عام 2011. بدأت العائلات الإسرائيلية مع السلطات الحكومية في تل أبيب، تدرس إمكانية الحصول على تعويض. وقاد هذه العملية في إسرائيل، غلعاد إردان، وزير الأمن الداخلي الذي أصبح سفيراً لإسرائيل في الأمم المتحدة. وحسب تقرير زوده السفير إردان لهيئة المحامين التي تمثل عائلات الرياضيين الإسرائيليين القتلى، فإن السلطات في ليبيا، بقيادة القذافي، كانت شريكة للفلسطينيين في الهجوم المذكور. فقد تم تدريب المسلحين الفلسطينيين على الأراضي الليبية، وتم منح أحدهم جواز سفر ليبيا دخل بواسطته إلى ألمانيا. وأضاف التقرير أن «القذافي منح هدية لرئيس منظمة التحرير، ياسر عرفات، في حينه، تقديراً ومكافأة على تلك العملية». وفي يوم الأربعاء، كشف مصدر إسرائيلي أن ليبيا أرسلت سلاحاً لهؤلاء الفلسطينيين عبر البريد الدبلوماسي لسفارتها في العاصمة الألمانية بون، في ذلك الوقت.
ويقول التقرير الإسرائيلي، إن ليبيا بقيادة القذافي، اعتذرت في سنة 2008 عن دورها بكارثة لوكربي، التي قامت خلالها بإسقاط طائرة ركاب أميركية كانت في طريقها من لندن إلى نيويورك، عام 1988، ودفعت تعويضات بقيمة 1.5 مليار دولار لـ270 عائلة من ضحاياها. ولكنها لم تعوض عائلات عملية ميونيخ. ومع أن ألمانيا تحملت مسؤولية قتل الرياضيين خلال محاولة تحريرهم، ودفعت في حينه تعويضات للعائلات على دفعتين، مليون دولار في المرة الأولى و3 ملايين يورو، في الثانية، فإن السفير الإسرائيلي راح يحث العائلات على مطالبة ليبيا بتعويضات إضافية بقيمة 10 ملايين دولار لكل عائلة.
ولكن هذه المعركة لم تسفر عن نتيجة. فقررت العائلات مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بدفع هذه التعويضات، من الأموال الليبية المحتجزة لديها، والبالغة مليارين دولار. وبموازاة ذلك تطالب العائلات حكومة ألمانيا بزيادة التعويضات التي دفعتها لهم ونقلها إلى أحفاد الضحايا أيضاً. وهي تهدد بمقاطعة المهرجان العالمي الذي ستقيمه الحكومة الألمانية في ميونيخ، بعد شهرين، تحت رعاية الرئيسين الإسرائيلي والألماني. وبعثت العائلات برسالة إلى الرئيس أوليف شولتس، تطالبه فيها، إضافة إلى التعويضات، بأن تعلن الحكومة الألمانية اعتذاراً عن العملية وتكشف حقيقة ما جرى وكيف قتل كل فرد من الرياضيين الإسرائيليين وتخصيص برنامج دراسي في ألمانيا عن هذه العملية والنتائج المستخلصة منها.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
TT

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)

حظرت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، بقيادة أسامة حمّاد، رسمياً، مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية كافة، وأمرت «بعدم السماح ببيع السلع المرتبطة بالاحتفال، أو إدخالها إلى البلاد، من بينها شجرة الميلاد وتمثال بابا نويل والصلبان»، في قرار أثار ردود فعل غاضبة.

وقال جهاز البحث الجنائي، بشرق ليبيا، الأحد، إنه «تنفيذاً لتعليمات وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء عصام أبوزريبة، يتم منع الاحتفال بما يسمي عيد رأس السنة»، وأوضح أنه بناء على ذلك كُلف رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء حسن الجحاوي، إدارة فروع: الظواهر السلبية والتحري والاستدلال والدوريات والتمركزات الأمنية ومكافحة التزييف والتزوير والآداب العامة بعدم السماح بدخول وبيع جميع السلع المرتبطة بالاحتفال برأس السنة».

وفي منتصف الأسبوع الماضي، شنّ جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي، شرق ليبيا، حملة على المحال التجارية المخصصة لبيع الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة، وصادرها وأمر بعدم بيعها، بداعي أنها «مخالفة للدين».

ويأتي قرار الحكومة التي يترأسها حمّاد، بعد أزمة أخرى أثارها حديث حكومة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، عن تفعيل شرطة الآداب، بداعي «انتشار الظواهر المنافية لقيم المجتمع الليبي في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

وتعاني ليبيا من انقسام حكومي حاد، ولديها حكومتان؛ الأولى في شرق ليبيا برئاسة حمّاد، وتحظى بدعم البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية في غربها بقيادة الدبيبة.