ليبيا: حديث أممي عن وساطة بين الدبيبة وباشاغا

توافق «النواب» و«الرئاسي» على حكومة واحدة للانتخابات

صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه مع نائب رئيس المجلس الرئاسي في القبة
صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه مع نائب رئيس المجلس الرئاسي في القبة
TT

ليبيا: حديث أممي عن وساطة بين الدبيبة وباشاغا

صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه مع نائب رئيس المجلس الرئاسي في القبة
صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه مع نائب رئيس المجلس الرئاسي في القبة

بينما لوحت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز بمساعي وساطة بين الحكومتين المتنازعتين على السلطة في ليبيا، تحدث مجلسا النواب والرئاسي عن ضرورة وجود حكومة واحدة قادرة على تنفيذ الاستحقاقات الدستورية والانتخابية.
وسربت أمس حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة معلومات عن قرارها تعيين مجلس إدارة جديد للمؤسسة الوطنية للنفط برئاسة فرحات بن قدارة بدلاً من مصطفى صنع الله، وتشكيل لجنة للتسلم والتسليم.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر بالحكومة أن القرار استند لقانون مؤسسة النفط وتعديلاته، مشيرة إلى أن القانون ينص على تعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة بقرار من مجلس الوزراء بناء على عرض من وزير النفط.
ولم يصدر على الفور رد فعل من صنع الله أو المؤسسة، التي قالت مصادر فيها إنه «لا يزال يمارس أعماله كرئيس لها ولم يتلق أي قرار رسمي بإقالته».
وشهدت الشهور الماضية معركة إعلامية وكلامية بين محمد عون وزير النفط بحكومة الدبيبة وصنع الله الذي رفض في السابق أي محاولة لإزاحته من منصبه.
وسعى الدبيبة لاحتواء اعتصام العاملين في شركة الحديد والصلب، في مدينة مصراتة بغرب البلاد حيث طالبهم بتقديم مطالب مكتوبة، وبشكل واضح ومحدد، واعتبر أن الشركة والصناعة الليبية بشكل عام، تواجه مشكلات ولا تختلف عن أي قطاع آخر.
بدوره، استبق فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار اجتماعاً افتراضياً مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني بالإعراب أمس عن تطلعه إلى مناقشة مشتركة بشأن تكوين علاقات أقوى بين ليبيا والمملكة المتحدة، لافتاً إلى أن «خريطة الطريق» التي اقترحها مؤخراً «توضح السبيل إلى التعافي، وقال إن ليبيا تحت قيادته «مستعدة للعب دورها على المسرح العالمي» على حد تعبيره.
إلى ذلك، وبعد نحو أسبوع من اتهام عقيلة صالح رئيس مجلس النواب لمحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي بالتورط في عملية اقتحام مقر مجلس النواب بمدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، قال عبد الله اللافي نائب المنفي إنه عقد ما وصفه بلقاء إيجابي مع صالح بمقره في مدينة القبة بشرق البلاد في إطار سعي المجلس الرئاسي لصياغة مبادرة وطنية شاملة، وفق ما أُعلن عنه الأسبوع الماضي، مشيراً إلى مناقشة كيفية معالجة النقاط الخلافية في مشروع الدستور.
ورغم تجاهل اللافي الإشارة إلى اتهامات صالح للمنفي، لكنه قال في بيان مساء أول من أمس إنهما توصلا لعدة نقاط سيتم لاحقاً مناقشتها مع باقي الأطراف، للوصول إلى صيغة نهائية في أسرع وقت ممكن.
وطبقاً لبيان وزعه صالح فإن الاجتماع ناقش الأزمات المتعلقة بحياة المواطن اليومية المتمثلة في نقص الكهرباء والوقود، التي أثرت سلباً على حياة المواطنين، لافتاً إلى تأكيد الحاضرين على مطالبته بالتحقيق في الأسباب الحقيقية وراء هذه الأزمة المتفاقمة.
وقال إنه تم التأكيد على ضرورة أن تكون «هناك حكومة واحدة، قادرة على تنفيذ الاستحقاقات الدستورية والانتخابية».
كما أعلن اللافي أنه ناقش أمس في العاصمة طرابلس مع محمد الحافي رئيس المحكمة العليا، سبل إعادة صياغة النصوص الخلافية الواردة بمشروع الدستور، بشكل توافقي وتجنب العقبات والتحديات المتعلقة بالقضايا المطروحة ضمن سلسلة المشاورات، التي يجريها في إطار المهمة التي يتطلع المجلس الرئاسي إلى إنجازها، لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة.
وتزامن ذلك مع إعلان المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، أن البعثة اقترحت على مكاتب الأمم المتحدة في ليبيا لعب دور الوساطة بين حكومتي الدبيبة وباشاغا بغية التقدم إلى الأمام في العملية السياسية، وكشفت النقاب في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، عن أن اقتراح الأمم المتحدة وساطة مباشرة بين مجلسي النواب والدولة وحكومتي الدبيبة وباشاغا لاستكمال المسيرة الدستورية للعودة إلى خارطة الطريق الانتخابية، مشيرة إلى أهمية دعم المجتمع الدولي والدول الإقليمية والجامعة العربية لهذه العملية لتقريب وجهات النظر بين الليبيين وتحقيق المصالحة الوطنية.
وبعدما أوضحت أن التركيز منصبّ حالياً على ضرورة استعادة خارطة الطريق الانتخابية، بالإضافة إلى التأكيد على الإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات، اعتبرت ويليامز أن «الأمم المتحدة لا تعترف بالحكومات»، مشيرة إلى أن البعثة الأممية لم تعلن أي موقف رسمي بالخصوص، وقالت إن أي عودة إلى العنف هي أمر غير مقبول.
كما دعت الأطراف السياسية مجددا للاستماع لمطالب الشعب الليبي وتجاوز الخلافات للمضي قدماً في العملية السياسية وإجراء الانتخابات، مشيرة إلى أن «هناك أجساماً تعاني أزمة شرعية منذ سنوات بحاجة ماسة للتجديد»، على حد قولها.
وكان الناطق باسم مجلس النواب عبد الله بليحق قد اعتبر أن النقطة الوحيدة محل خلاف مع مجلس الدولة في المسودة الدستورية هي شروط الترشح لانتخابات الرئاسية. وأوضح أنه بعد التوافق سيكون الحل في إجراء استفتاء على الدستور لدورة واحدة وإفساح المجال للجميع للمشاركة.
إلى ذلك، أعلن اللواء «444 قتال» التابع لحكومة الوحدة، تحرير 110 مختطفين يحملون جنسية بنغلاديش، والقبض على الخاطفين في إطار ما وصفه بعملية خاطفة، مشيراً في بيان إلى تعرض المختطفين لشتى صنوف التعذيب والابتزاز.
وأوضح أن العصابة كانت من بني جلدة المخطوفين وعددهم 9 أشخاص، وكانوا على تعاون مع شخصين ليبيين، حيث كانوا يستدرجون ضحاياهم في أوكار عدة ومن ثم يسجنونهم ويطالبون أهاليهم وذويهم بدفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراح كلّ فرد.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مؤتمر دولي بالقاهرة يدعو إلى «ضوابط» لمواجهة «فوضى الفتاوى»

جانب من مؤتمر دار الإفتاء المصرية بالقاهرة (دار الإفتاء المصرية)
جانب من مؤتمر دار الإفتاء المصرية بالقاهرة (دار الإفتاء المصرية)
TT

مؤتمر دولي بالقاهرة يدعو إلى «ضوابط» لمواجهة «فوضى الفتاوى»

جانب من مؤتمر دار الإفتاء المصرية بالقاهرة (دار الإفتاء المصرية)
جانب من مؤتمر دار الإفتاء المصرية بالقاهرة (دار الإفتاء المصرية)

دعا مؤتمر دولي في القاهرة إلى «ضوابط» لمواجهة «فوضى الفتاوى»، وأكد أن آراء «غير المختصين» تُشكل «خطورة» على المجتمعات. وأشار مشاركون إلى أن «الفتوى الصحيحة تعد أحد الأسس المحورية لتعزيز الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية».

وقد عقد المؤتمر، الأحد، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظمته «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم»، تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، بعنوان «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»، بمشاركة علماء ومفتين من مختلف دول العالم.

ووفق مفتي مصر، نظير عياد، فإن هناك تحديات «خطيرة» تواجه أمن المجتمعات، ومنها «فوضى الفتاوى»، التي تصدر من غير ذي صفة، وتكون بعيدة عن الاستدلال الصحيح المتفق مع نصوص الشريعة ومقاصدها، وهذه الفتاوى أصبحت سبباً للطعن في الإسلام، وتشويه صورته، ومعوقاً رئيساً لتحقيق الأمن والاستقرار، ولا شك أن تسميتها فتوى، هو بالأساس من «باب المجاراة»، وإلا فحقها أن تسمى «دعوة أو دعوات للإفساد».

ولفت إلى أن التطرف نحو تكفير المسلمين، واستباحة دمائهم، وتخويف الآمنين وترويعهم ليس من الإسلام في شيء، مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار هذه «الفوضى»، حتى أننا «نجد عدد المفتين في الواقع الافتراضي يكون بعدد من لهم صفحات أو مواقع على هذه الوسائل، الأمر الذي أثّر بالسلب على الأمن الفكري، والاستقرار المجتمعي بشكل خطير».

وحذّر مفتي مصر من «خطورة الجماعات المتطرفة على الأمن الفكري والمجتمعي على السواء؛ حيث إنها تغرس أفكاراً منحرفة في العقول، تجعل الإنسان مسخاً مشوهاً من دون انتماء أو هوية، غير الانتماء لها ولمصالحها». وأشار إلى أن الفتوى لها دور مهم في «تعزيز الانتماء الوطني والشعور بالهوية، وإرساء مبادئ المواطنة الشاملة، التي تقوم على التعايش والتسامح وقبول التنوع الديني والعرقي والمجتمعي في الوطن الواحد».

مؤتمر دار الإفتاء المصرية يدعو إلى «ضوابط» لمواجهة «فوضى الفتاوى» (دار الإفتاء المصرية)

وفي كلمته بالمؤتمر، قال وزير الأوقاف المصري، أسامة الأزهري، إن «الفتوى ليست مجرد توجيه ديني، بل هي عملية تفاعل فكرية تتطلب الفهم العميق لواقع الناس ومتطلباتهم في مختلف المجالات»، مؤكداً أن «الفقيه يجب أن يكون على دراية تامة بأحوال الناس وعاداتهم»، مشيراً إلى أن «الفقه لا يتحقق إلا من خلال الفهم الشامل للظروف المستجدة، والأفكار المتغيرة».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أثارت فتاوى بشأن عمل المرأة وتربية الحيوانات انتقادات وجدلاً واسعاً بين رواد مواقع «التواصل»، ما دفع دار الإفتاء المصرية للرد عليها.

وأكد وكيل الأزهر، الدكتور محمد الضويني، أن «ظهور متطفلين على الفتوى أسهم في تعميق أزمات عالمنا العربي والإسلامي»، مبيناً أنه «كلما كانت الفتوى أكثر (شذوذاً وغرابة) ازداد الاهتمام بها، وتناقلتها بعض وسائل الإعلام ومنصات (التواصل)».

وبيّن الضويني أن موطن الداء في «الفتاوى غير المؤصلة وهؤلاء المفتين المفتونين بالشاشات والصفحات»، حيث إنها «لا تعبر إلا عنهم أو عن مذهبهم أو عن جماعتهم، وإنها قد تغفل أبعاداً أخرى ضرورية في صناعة الفتوى»، داعياً إلى «إقرار قوانين وضوابط ومعايير تُعنى بضبط وتصحيح مسيرة الإفتاء، ووقاية المجتمع من تداعيات الانحراف بها عن الصواب، والسعي لتأكيد ثقة الناس في المؤسسات الرسمية، بدلاً من هذه الهوة المقصودة التي تسعى اتجاهات وأجندات لتجذيرها».

وقد وافقت «اللجنة الدينية» بمجلس النواب المصري (البرلمان) في مارس (آذار) عام 2022 على مشروع قانون مقدم من 61 نائباً بتعديل بعض أحكام قانون «تنظيم ممارسة الخطابة». ونصّت التعديلات المقترحة حينها على أن تكون ممارسة الخطابة والدروس الدينية، والحديث في الشأن الديني في وسائل الإعلام المرئية، أو المسموعة أو الإلكترونية «للمختصين فقط». وحدّدت عقوبات على المخالفين، تتمثل في «غرامة مالية أو حبس».

مشاركون في مؤتمر دار الإفتاء المصرية بالقاهرة (دار الإفتاء المصرية)

وقال الأمين العام لـ«مجمع الفقه الإسلامي الدولي» المنبثق عن «منظمة التعاون الإسلامي»، قطب مصطفى سانو، إن «الأمن الفكري هو صمام أمان المجتمع، وضمان استقراره وحمايته من الانحرافات الفكرية والغلو»، داعياً إلى الالتزام بضوابط الإفتاء التي تضمن نشر الوسطية والاعتدال، وتواجه الفكر المتطرف.

وفي كلمتها بالمؤتمر، أشارت الأمين العام لـ«مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي»، ماريا محمد الهطالي، إلى أن الأجيال الحالية تواجه مخاطر متعددة، على رأسها تأثير العوالم المفتوحة، ووسائل التواصل الاجتماعي التي أدت إلى ظهور ظواهر مثل «الإفتاء الافتراضي»، و«السيولة الإفتائية»، مشددة على ضرورة بناء «الوعي الإفتائي» بوصفه ضرورة ملحة.

وأوضحت أن عصر التقنية والذكاء الاصطناعي يتطلب منا فهم طبيعة التساؤلات التي تطرحها الأجيال الجديدة، وعدم الاكتفاء بالتحليل السطحي لهذه التحديات، مؤكدة أن «مواجهة هذه التحديات ليست خياراً؛ بل هي واجب وطني وديني». وأشارت إلى أهمية تقديم إجابات شافية لهذه التساؤلات، وإلا فإن «الفراغ الفكري سيتيح للجماعات المتطرفة استغلال هذه الحاجة لنشر أفكارها السامة».

بينما شدّد أمين عام مكتب الإفتاء بسلطنة عمان، أحمد بن سعود السيابي، على «ضرورة أن يراعي المفتي أحوال الناس عند إبداء الآراء الشرعية»، لافتاً إلى «أهمية العمل الجماعي لتحقيق الأمن الفكري في المجتمعات».