«روح شاكيد»... «مجزرة» إسرائيلية في حرب 67

كشفها فيلم عرضته تل أبيب وأثار غضباً واسعاً بين المصريين

الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ووزير الدفاع الإسرائيلي الراحل بنيامين بن إليعازر (أرشيفية)
الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ووزير الدفاع الإسرائيلي الراحل بنيامين بن إليعازر (أرشيفية)
TT

«روح شاكيد»... «مجزرة» إسرائيلية في حرب 67

الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ووزير الدفاع الإسرائيلي الراحل بنيامين بن إليعازر (أرشيفية)
الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ووزير الدفاع الإسرائيلي الراحل بنيامين بن إليعازر (أرشيفية)

أعادت تقارير نشرتها صحف إسرائيلية بشأن وجود «مقبرة تضم جثامين 80 جندياً مصرياً» قتلوا خلال حرب عام 1967، ودفنوا في موقع غير مصنف مقبرةً، وأقيم أعلاه متنزه قرب القدس، إلى الأذهان قضية الفيلم الوثائقي «روح شاكيد»، الذي أثار غضباً واسعاً في مصر لدى عرضه عام 2007.
«روح شاكيد» فيلم وثائقي بثته القناة العاشرة الإسرائيلية عام 2007، وكشف حينها عن تصفية وحدة «شاكيد» لنحو 250 جندياً مصرياً في نطاق قطاع غزة، وأثار الفيلم حينها ردود فعل مصرية غاضبة، خصوصاً أن قائد الوحدة أثناء تلك المجزرة بنيامين بن إليعازر (1936: 2016)، الذي كان وزيراً أثناء عرض الفيلم، ارتبط بما وصف بـ«صداقة» مع الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك (1928: 2020)، الذي تفجرت قضية الفيلم أثناء حكمه.
وحسب ما نشرت صحيفة «الأهرام» المصرية المملوكة للدولة، في تغطية عن محتوى فيلم «روح شاكيد»، فإن «تفاصيل الفيلم تروي أحداث نهاية حرب 1967 التي طاردت فيها (وحدة شاكيد) وقتلت عناصر كوماندوز (الصاعقة) مصريين كانوا في قطاع غزة، وحاولوا الوصول إلى سيناء، خلال مطاردتهم لعدة أيام بواسطة طائرات الهليكوبتر، وفي النهاية تم إحصاء حوالي 250 قتيلاً من الجنود المصريين».
كما ينقل تقرير «الأهرام» عن الوثائقي الذي اعتمد على شهادة عدد من قادة «شاكيد»، عن إليعازر قوله: «منعت وحدة (شاكيد) دخول القوات المصرية إلى سيناء، وقمنا بمطاردتهم وقتلنا كثيراً منهم داخل سيناء‏،‏ وأعطينا أقصى حد من الأمان للقوات الإسرائيلية».
وبسبب حجم الضحايا المصريين الكبير (250 جندياً)، طالبت مصر رسمياً في عام 2007 تل أبيب بالتحقيق الرسمي فيما جاء في الفيلم.
وحسب ما نقل بيان رسمي عن وزير الخارجية المصري، آنذاك أحمد أبو الغيط، فإنه خاطب نظيرته الإسرائيلية حينها تسيبي ليفني، مطالباً إياها بـ«إجراء تحقيق فوري في الأحداث التي تضمنها الوثائقي»، مؤكداً أن «إسرائيل مُلزمة بإجراء تحقيق فوري في الأحداث التي تضمنها الفيلم، وموافاة مصر بنتيجته».
كما طالب أبو الغيط حينها «بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان محاكمة المتهمين بانتهاك القانون الإنساني الدولي، خصوصاً أن هذه الالتزامات ينص عليها القانون الدولي التعاقدي والعرفي وترتقي إلى منزلة القواعد الآمرة التي تلتزم كل الدول بعدم مخالفتها».
وبعد ردة الفعل المصرية، عادت وسائل الإعلام الإسرائيلية لفرض «تعتيم»، حسب ما تصف صحيفة «المصري اليوم»، في تقرير لها عام 2007، على «روح شاكيد»، و«قامت الصحف الإسرائيلية، خصوصاً صحيفة (يديعوت أحرونوت)، بإلغاء كل ما يتعلق بالفيلم من محركات البحث الخاصة بها، وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل كانت قد تعهدت لمصر بالتحقيق في هذه الأحداث وتقديم النتائج للقاهرة لكنها لم تفعل ذلك».
وعرفت ساحات القضاء المصري، قضايا عدة تتعلق بضحايا الحروب مع إسرائيل، خصوصاً الأسرى، الذين تمكن بعضهم عام 2017 من الحصول على حكم نهائي من «المحكمة الإدارية العليا» برفض «طعن الحكومة في حكم سابق بإلزامها باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالقصاص للأسرى المصريين، خلال حربي عام 1956 و1967 ضد إسرائيل»، وكان الحكم بعد نحو 16 عاماً على إقامة الدعوى، غير أن الحكومة المصرية لم تعلن عن طبيعة الإجراءات التي اتخذتها لتنفيذ الحكم بعد صدوره.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

متهم ثالث ينضم إلى لائحة «إرهاب إيران» في أوروبا

عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
TT

متهم ثالث ينضم إلى لائحة «إرهاب إيران» في أوروبا

عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)

وجّه القضاء الفرنسي الاتهام إلى شخص ثالث للاشتباه بمشاركته في مخطط أمرت به إيران؛ لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة على الملف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». والرجل البالغ من العمر 38 عاماً، تمّ استجوابه في بادئ الأمر في الربيع الماضي حين كان محتجزاً لدى الشرطة، لكنه نفى بشدة هذه الاتّهامات، وفقاً لأحد هذه المصادر.

ولم تتمّ ملاحقته في هذه القضية يومها بل أعيد إلى السجن؛ حيث أودع الحبس على ذمة التحقيق بتهمة تهريب مخدرات. ويوم الخميس، وجّه إليه قاضي تحقيق متخصّص بقضايا مكافحة الإرهاب تهمة التآمر الإرهابي الإجرامي، بحسب ما أفاد مكتب المدّعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب.

وسرعان ما قرّر قاضٍ آخر خلال جلسة استماع، عقدت خلف أبواب مغلقة، إيداعه الحبس الاحتياطي على ذمة هذه القضية الجديدة. وبعد الجلسة، رفض محامي الدفاع عن المتّهم الردّ على أسئلة الصحافيين. وكان القضاء الفرنسي وجّه في مطلع مايو (أيار) الماضي، إلى رجل وزوجته تهمة المشاركة في مخطط أمرت به إيران؛ لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا، بحسب ما قالت مصادر أمنية وقضائية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي.

«ماركو بولو»

هذه القضية التي تعرف باسم «ماركو بولو»، وكان موقع «ميديا بارت» الفرنسي أول من كشف عنها، تؤشر عودة «إرهاب الدولة الإيراني» في أوروبا، وفقاً لمذكرة صادرة عن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية، طبقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت المديرية إنه «منذ عام 2015، عادت الأجهزة الإيرانية إلى ممارسة اغتيالات محددة»، موضحة أن «التهديد تفاقم (...) في سياق الحرب بين إسرائيل و(حماس)». وعدت المديرية أنّ المخطط الإيراني يهدف إلى «ضرب أشخاص مدنيين مستهدفين» من أجل زيادة شعور انعدام الأمن في صفوف معارضي النظام الإيراني وداخل «المجتمع اليهودي الإسرائيلي».

ويتهم القضاء الفرنسي إيران بتجنيد أفراد عصابات في أوروبا، وخصوصاً تجار مخدرات، لتنفيذ هذه الاغتيالات. والأهداف التي كان المتّهمون يعتزمون ضربها هي، وفقاً للائحة الاتهامية: موظف سابق في شركة أمنية إسرائيلية يعيش في باريس وثلاثة من زملائه السابقين في منطقة باريس، بالإضافة إلى ثلاثة إسرائيليين ألمان في مدينتي ميونيخ وبرلين.

كما يتهم المحقّقون هذه الخلية بالوقوف خلف 4 حرائق طالت شركات تقع في جنوب فرنسا، و«تخص مواطنين إسرائيليين». ووفق وسائل إعلام فرنسية، فإن الشرطة تشتبه في أن شخصاً يدعى «عبد الكريم. س»، فرنسي - جزائري، هو «المشغل الرئيسي» في فرنسا لـ«خلية» ترعاها إيران، خططت لأعمال عنف في ألمانيا وفرنسا. ويرجح أن يكون التواصل بينه وبين «منسق» الخلية قد تم عن طريق زميل سابق له في السجن.