«العنف يضمن النجاح»... وثائق مسربة تتهم «أوبر» باستخدام أساليب غير قانونية لدى انطلاقها

الرئيس التنفيذي السابق لشركة «أوبر» وأحد أبرز مؤسسي الشركة ترافيس كالانيك (أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي السابق لشركة «أوبر» وأحد أبرز مؤسسي الشركة ترافيس كالانيك (أ.ف.ب)
TT
20

«العنف يضمن النجاح»... وثائق مسربة تتهم «أوبر» باستخدام أساليب غير قانونية لدى انطلاقها

الرئيس التنفيذي السابق لشركة «أوبر» وأحد أبرز مؤسسي الشركة ترافيس كالانيك (أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي السابق لشركة «أوبر» وأحد أبرز مؤسسي الشركة ترافيس كالانيك (أ.ف.ب)

وجدت منصّة «أوبر» نفسها غارقة في ماضيها أمس (الأحد) بسبب تحقيق أجراه صحافيّون يتّهم الشركة بـ«خرق القانون»، وباستخدام أساليب عنيفة لفرض نفسها رغم تحفّظات السياسات وشركات سيارات الأجرة.
وقالت جيل هازلبيكر، نائبة الرئيس المكلّفة الشؤون العامّة في «أوبر»، في بيان نُشر عبر الإنترنت: «لم نُبرّر ولا نبحث عن أعذار لسلوكيّات سابقة لا تتوافق مع قيَمنا الحاليّة». أضافت: «نطلب من الجمهور أن يحكم علينا بناءً على ما فعلناه في السنوات الخمس الماضية وما سنفعله في السنوات المقبلة».
وحصلت صحيفة «الغارديان» البريطانيّة على نحو 124 ألف وثيقة مؤرّخة من 2013 إلى 2017، وتَشاركتها مع الاتّحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، بما فيها رسائل بريد إلكتروني ورسائل تعود إلى مديرين في «أوبر» في ذلك الوقت، بالإضافة إلى مذكّرات وفواتير.
وأمس (الأحد)، نشر عدد كبير من المؤسّسات الإعلاميّة، من بينها صحيفة «لوموند» الفرنسيّة وهيئة الإذاعة البريطانيّة (بي بي سي) أولى تقاريرها حول ما أُطلِقت عليه تسمية «وثائق أوبر». وقد سلّطت هذه الوسائل الإعلاميّة الضوء على بعض ممارسات «أوبر» خلال سنوات توسّعها السريع.
وكتبت صحيفة «ذي غارديان»، «لقد خرقت الشركة القانون وخدعت الشرطة والمُنظّمين واستغلّت العنف ضدّ السائقين وضغطت سراً على الحكومات في كلّ أنحاء العالم».
تُشير التقارير الإعلاميّة تلك خصوصاً إلى رسائل من ترافيس كالانيك الذي كان حينها رئيساً للشركة التي تتّخذ سان فرانسيسكو مقراً، عندما عبّر عدد من كوادر الشركة عن القلق بشأن المخاطر التي قد يتعرّض لها السائقون الذين كانت «أوبر» تشجّعهم على المشاركة في مظاهرة في باريس.
وبحسب التقارير فقد أجاب كالانيك وقتذاك على تلك المخاوف بالقول: «أعتقد أنّ الأمر يستحقّ ذلك. العنف يضمن النجاح».
ووفقاً لصحيفة «الغارديان»، تبنّت «أوبر» تكتيكات متشابهة في دول أوروبية مختلفة (بلجيكا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها)، حيث عمدت إلى حشد سائقيها وتشجيعهم على تقديم شكاوى إلى الشرطة عندما كانوا يتعرّضون لاعتداءات، وذلك من أجل الاستفادة من التغطية الإعلاميّة للحصول على تنازلات من السلطات.
لكنّ ديفون سبورجن المتحدّث باسم المسؤول السابق المثير للجدل ترافيس كالانيك، قال في بيان أرسله إلى الاتّحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، إنّ «كالانيك لم يقترح أبداً أن تستغلّ أوبر العنف على حساب سلامة السائقين».
وقد اتُهم كالانيك بتشجيع ممارسات إداريّة عنيفة ومشكوك فيها، على خلفية تمييز على أساس الجنس وحوادث تحرش أثناء العمل، واضطرّ إلى التخلّي عن دور المدير العام للمجموعة في يونيو (حزيران) 2017. وعندما أعلن استقالته من مجلس الإدارة في نهاية 2019. قال إنّه «فخور بكلّ ما أنجزته أوبر».
ونفى المتحدّث باسمه أمس (الأحد) كلّ الاتّهامات التي وردت في الصحف، بما في ذلك الاتّهامات بعرقلة العدالة.
وبحسب الصحف، فإن «أوبر» وضعت استراتيجيات مختلفة لإحباط محاولات تدخل قوات الأمن بينها استراتيجية «مفتاح الإيقاف»، التي ترتكز على قطع وصول مكتب المجموعة بشكل سريع إلى قواعد البيانات الإلكترونية الرئيسية، في حال حصول مداهمة.
وتذكر «الغارديان» مقتطفات مختلفة من محادثات بين مسؤولين يتحدثون خلالها عن غياب الإطار القانوني لأنشطتهم.
وكتبت المديرة العالمية للاتصالات في «أوبر» نايري هورداجيان متوجّهة لزملائها عام 2014. «أحياناً لدينا مشاكل، لأننا بصراحة خارج القانون»، في حين كان وجود المنصة مهدّداً في تايلاند والهند.
وقبل أن تصبح الشركة تقدم خدمة حجز سيارات سياحية مع سائق، كافحت كي تصبح مقبولة.
تودّدت المجموعة للمستهلكين والسائقين ووجدت حلفاء لها في دوائر السلطة على غرار إيمانويل ماكرون الذي قد يكون ساعد الشركة بشكل سرّي عندما كان وزيراً للاقتصاد.
وأشارت «ذي غارديان» إلى أن الشركة الناشئة قد تكون قدّمت أيضاً عدداً من أسهمها لسياسيين في روسيا وألمانيا ودفعت لباحثين «مئات آلاف الدولارات لنشر دراسات حول مزايا نموذجها الاقتصادي».
وخلقت الشركة نموذج الاقتصاد القائم على المهام الذي لجأ إليه فيما بعد عدد كبير من الشركات الناشئة، إلا أنه استغرق أكثر من 12 عاماً لتحقق أول أرباح فصلية. كما أن وضع السائقين سواء كانوا مستقلين أو موظفين، لا يزال متنازعاً عليه في عدد كبير من الدول.
وتذكّر «أوبر» في بيانها الصادر أمس (الأحد)، بأن وسائل الإعلام سبق أن غطّت بشكل كبير «أخطاء» الشركة قبل عام 2017. من الصحف إلى الكتب وحتى في مسلسلات تلفزيونية. وقالت جيل هازلبيكر: «اليوم، أوبر (...) باتت جزءاً لا يتجزّأ من الحياة اليومية لمائة مليون شخص». وأضافت: «انتقلنا من عصر المواجهة إلى عصر التعاون».


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


قتلى وجرحى بعد دهس سيارة حشداً بمهرجان شعبي في كندا

ضباط شرطة فانكوفر في موقع الحادث حيث قُتل عدة أشخاص عندما صدمت سيارة حشداً في مهرجان شعبي بمدينة فانكوفر (د.ب.أ)
ضباط شرطة فانكوفر في موقع الحادث حيث قُتل عدة أشخاص عندما صدمت سيارة حشداً في مهرجان شعبي بمدينة فانكوفر (د.ب.أ)
TT
20

قتلى وجرحى بعد دهس سيارة حشداً بمهرجان شعبي في كندا

ضباط شرطة فانكوفر في موقع الحادث حيث قُتل عدة أشخاص عندما صدمت سيارة حشداً في مهرجان شعبي بمدينة فانكوفر (د.ب.أ)
ضباط شرطة فانكوفر في موقع الحادث حيث قُتل عدة أشخاص عندما صدمت سيارة حشداً في مهرجان شعبي بمدينة فانكوفر (د.ب.أ)

أعلنت شرطة فانكوفر في كندا اليوم (الأحد)، أن عدداً من الأشخاص لقوا حتفهم، وأُصيب آخرون بعد أن صدم قائد سيارة حشداً في مهرجان شعبي بالمدينة الواقعة بغرب البلاد، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأفادت الشرطة الكندية أن المشتبه به في الحادث هو رجل يبلغ من العمر 30 عاماً، واعتبرت أن الحادث ليس إرهابيا.

وكتبت شرطة مدينة فانكوفر الكندية على إكس: «نثق أن واقعة الدهس لم تكن عملا إرهابيا». ولم تدل الشرطة في بيانها على منصة "إكس" بمعلومات عن عدد القتلى والجرحى الذي خلفته الحادثة.

وقال ممثل الشرطة في مؤتمر صحافي إن المشتبه به كان معروفا للشرطة، مضيفا أن هناك مشتبها به واحدا فقط تم اعتقاله على الفور ووضعه في الحبس.

وتداول متابعون صورة للمشتبه به بعد إلقاء القبض عليه.

صورة متداولة للسائق بعد إلقاء القبض عليه (إكس)
صورة متداولة للسائق بعد إلقاء القبض عليه (إكس)

وقال كين سيم، عمدة فانكوفر: «أشعر بصدمة وحزن عميقين جراء الحادث المروع الذي وقع اليوم في احتفالية يوم لابو لابو».

وذكرت إدارة شرطة فانكوفر في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أن السيارة دخلت الشارع حيث كان الناس يحضرون مهرجاناً للجالية الفلبينية بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل يوم الجمعة، بالقرب من تقاطع شارع إيست 41 وشارع فريزر، حيث كان يُقام مهرجان يوم لابو لابو.

صورة متداولة من موقع حادث الدهس في فانكوفر بكندا (إكس)
صورة متداولة من موقع حادث الدهس في فانكوفر بكندا (إكس)

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، إنه «أُصيبت بصدمة بالغة لسماع نبأ الأحداث المروعة التي شهدها مهرجان لابو لابو في فانكوفر»، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأُقيم مهرجان يوم لابو لابو في أحد أحياء جنوب فانكوفر. وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي ضحايا وحطاماً متناثراً على امتداد طويل من الطريق، مع وجود ما لا يقل عن 7 أشخاص ملقين بلا حراك على الأرض.

ويمكن رؤية سيارة دفع رباعي سوداء ذات قسم أمامي محطم في صور ثابتة من مكان الحادث، وفق ما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال أحد الشهود لقناة «سي تي في نيوز» إنه رأى سيارة سوداء تسير بشكل متعرج في منطقة المهرجان قبيل صدمها للحشد. وذكرت صحيفة «فانكوفر صن» أن آلاف الأشخاص كانوا في المنطقة.

جثمان أحد الضحايا بالقرب من شاحنة طعام في موقع الحادث حيث قُتل عدة أشخاص عندما صدمت سيارة حشداً في مهرجان شعبي بمدينة فانكوفر غرب كندا (د.ب.أ)
جثمان أحد الضحايا بالقرب من شاحنة طعام في موقع الحادث حيث قُتل عدة أشخاص عندما صدمت سيارة حشداً في مهرجان شعبي بمدينة فانكوفر غرب كندا (د.ب.أ)

ووفقاً لقناة «سي تي في نيوز»، كان جاجميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد الكندي، من بين الحاضرين في المهرجان، لكنه غادر قبل دقائق من وصول السيارة. ونقلت القناة عن سينغ قوله: «هذا أمر مروع للغاية، لا أعرف ماذا أقول. كنت هناك للتو، وأتخيل وجوه الأطفال الذين رأيتهم يبتسمون ويرقصون». وتشهد كندا انتخابات اتحادية غداً (الاثنين).

ضباط الشرطة يعملون في مكان الحادث بعد أن اقتحمت سيارة حشداً في حفل يوم لابو لابو بكندا (رويترز)
ضباط الشرطة يعملون في مكان الحادث بعد أن اقتحمت سيارة حشداً في حفل يوم لابو لابو بكندا (رويترز)

وذكرت صحيفة «فانكوفر صن» أن آلاف الأشخاص كانوا في المنطقة. وقال يوسيب فارديه، وهو مالك مشارك لعربة طعام بالمنطقة، في مقابلة مع شبكة «بوست ميديا»: «لم أرَ السائق، كل ما سمعته كان هدير محرك». وأضاف بصوت متقطع: «خرجت من شاحنة الطعام الخاصة بي، ونظرت إلى الطريق، فإذا بالجثث في كل مكان».