حل لغز احتفاظ نسيج فرعوني بطياته 4 آلاف سنة

عينات من النسيج المصري القديم (متحف أونتاريو الملكي)
عينات من النسيج المصري القديم (متحف أونتاريو الملكي)
TT

حل لغز احتفاظ نسيج فرعوني بطياته 4 آلاف سنة

عينات من النسيج المصري القديم (متحف أونتاريو الملكي)
عينات من النسيج المصري القديم (متحف أونتاريو الملكي)

قبل نحو 116 عاماً، شارك تشارلز كوريلي، المدير الأول لمتحف أونتاريو الملكي بكندا، في أعمال التنقيب بمقبرة منتوحتب الثاني (الأسرة الحادية عشرة) في الدير البحري، وجلب إلى كندا الكثير من الحفريات والأشياء التي اشتراها في أثناء وجوده في مصر، وكان بينها سبعة أجزاء من قماش الكتان الناعم، احتوت على أنماط طيات معقدة.
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت هذه الأجزاء موضوع دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «الكيمياء وعلم الآثار»، بهدف الإجابة عن سؤال: كيف احتفظت هذه الأجزاء من قماش الكتان بطياتها لمدة 4000 عام؟
وكانت بعض الأجزاء ذات طيات مفردة، والبعض الآخر احتوى على طيات مزدوجة أكثر تعقيداً كانت منفذة أفقياً وعمودياً، وبلغت المسافة بين الطيتين في بعضها نحو 16 مم.
وللإجابة عن هذا السؤال، أخضع فريق بحثي من متحف أونتاريو، النسيج الكتاني للفحص والتحليل باستخدام سبع أدوات، هي: المجهر الضوئي المستقطب، والمسح المجهري الإلكتروني، ومطياف الأشعة السينية المشتتة للإلكترون، والكروماتوغرافيا الغازية، ومطياف الكتلة، والتحليل الحراري للغاز اللوني، وقياس الطيف الكتلي.
وقادت هذه الأدوات الفريق البحثي إلى الإجابة عن السؤال، كشفت عن تفاصيل أخرى تخص طريقة صناعة النسيج من الكتان.
وذكر الفريق البحثي في دراسته، أن الأجزاء السبعة التي تم فحصها احتوت جميعها على آثار «عديد السكاريد»، وهي جزيئات مصنوعة من الكثير من السكريات الأحادية البسيطة، مثل الجلوكوز، وإليها عزا الفريق البحثي احتفاظ النسيج بطياته طيلة تلك المدة.
وقال الباحثون إن المصادر المحتملة لـ«عديد السكاريد» الذي عُثر عليه بعينات النسيج السبعة، هي صمغ «أرابينوجالاكتان»، مثل الصمغ العربي أو صمغ الفاكهة، ومادة «بولي جلوكوزيد»، والنشا.
وأوضح الباحثون أنه من المحتمل أن تكون ثلاث من قطع النسيج عبارة عن شظايا من ملابس أُعيد تصميمها كضمادات للمومياوات، ويؤكد ذلك أنها كانت مشبعة براتنجات التحنيط المكون من راتنج الصنوبر وراتنج الفستق وزيت عطري يتميز بوفرة عالية من مركب السدرول، ربما يكون مصدره أنواع من نبات العرعر.
وبصرف النظر عن راتنجات التحنيط، فإن العينات كانت متشابهة في كل من المظهر والتركيب، وتم صنعها جميعاً في نسج غير متساوٍ، مما أدى إلى إنتاج قماش بطريقة نسجية تعرف باسم «الوجه الملتوي».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
TT

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

قال مايك والتس، مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب، الأحد، إن رصد سلسلة من الطائرات المسيرة في ولاية نيوجيرسي وولايات أخرى سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي للولايات المتحدة ينبغي معالجتها.

وقللت إدارة الرئيس جو بايدن من المخاوف بشأن مشاهدة عدد من الطائرات المسيرة، وقالت إنه لا يوجد دليل على أي تهديد للأمن القومي. لكن مشرعين أميركيين، بينهم بعض رفاق بايدن الديمقراطيين، عبروا عن إحباطهم مما وصفوها بعدم شفافية الحكومة وعدم التصدي للمخاوف العامة.

وقال والتس في تصريح لشبكة «سي بي إس نيوز»: «ما تشير إليه قضية الطائرات المسيرة هو نوع من الفجوات في وكالاتنا... فجوات بين وزارة الأمن الداخلي، ووكالات إنفاذ القانون المحلية، ووزارة الدفاع».

وأضاف والتس، في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: «تحدث الرئيس ترمب عن قبة حديدية لأميركا. يجب أن يشمل ذلك الطائرات المسيرة أيضاً، وليس فقط أسلحة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت»، وفقاً لوكالة «رويترز». وطورت إسرائيل منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وهي نظام دفاع جوي متنقل مصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية التي تعرض المناطق المأهولة بالسكان للخطر.

وبدأت مشاهدة طائرات مسيرة في نيوجيرسي في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنها انتشرت في الأيام القليلة الماضية لتشمل ماريلاند وماساتشوستس وولايات أميركية أخرى. وقد استحوذت هذه المشاهدات على اهتمام وسائل الإعلام، ودفعت إلى إنشاء صفحة على موقع «فيسبوك» تضم ما يقرب من 70 ألف عضو.

ودافع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس عن رد الولايات المتحدة على مثل هذا التهديد المحتمل، قائلاً إن وزارته نشرت أفراداً وتكنولوجيا لمواجهتها. وقال مايوركاس لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «إذا كان هناك أي سبب للقلق، وإذا حددنا أي تورط أجنبي أو نشاط إجرامي، فسوف نتواصل مع الجمهور. لكن في الوقت الحالي، لا علم لنا بشيء من هذا القبيل».

من جانبه، حث السيناتور الأميركي تشاك شومر الحكومة الفيدرالية على استخدام تكنولوجيا أفضل لتعقب تلك المسيرات بهدف التعرف عليها، وفي نهاية المطاف إيقاف هذه «الآفات الجوية». ووفقاً لتصريحات صادرة عن مكتبه، دعا شومر، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية نيويورك، وزارة الأمن الداخلي إلى استخدام تكنولوجيا خاصة على الفور لتحديد وتعقب هذه المسيرات حتى نقاط هبوطها.

وتأتي دعوات شومر وسط تزايد القلق العام من أن الحكومة الفيدرالية لم تقدم تفسيرات واضحة بشأن من يقوم بتشغيل المسيرات، كما أنها لم توقفها. وقال مسؤولو الأمن القومي إن هذه المسيرات لا يبدو أنها علامة على تدخل أجنبي.

وذكر الرئيس المنتخب دونالد ترمب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي: «هل يمكن أن يحدث هذا حقاً دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك. دعوا الرأي العام يعرف، وأن يعرف الآن. وإلا، فأسقطوها».