خاتمي يطالب بتخفيف القيود عن الإصلاحيين بدلاً من التضييق عليهم

تاج زاده وزوجته بعد تقديم أوراق ترشحة للانتخابات الرئاسية الإيرانية في مايو العام الماضي (أرشيفية-مهر)
تاج زاده وزوجته بعد تقديم أوراق ترشحة للانتخابات الرئاسية الإيرانية في مايو العام الماضي (أرشيفية-مهر)
TT

خاتمي يطالب بتخفيف القيود عن الإصلاحيين بدلاً من التضييق عليهم

تاج زاده وزوجته بعد تقديم أوراق ترشحة للانتخابات الرئاسية الإيرانية في مايو العام الماضي (أرشيفية-مهر)
تاج زاده وزوجته بعد تقديم أوراق ترشحة للانتخابات الرئاسية الإيرانية في مايو العام الماضي (أرشيفية-مهر)

انتقد الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، التضييق على الإصلاحيين بدلاً من تخفيف القيود عنهم، في أول تعليق على اعتقال حليفه مصطفى تاج زاده، بتهمة «العمل ضد الأمن القومي ونشر الأكاذيب لتعكير صفو الرأي العام»، ضمن حملة اعتقالات جديدة طالت مخرجين سينمائيين من أبرز منتقدي المؤسسة الحاكمة.
وذكرت مواقع إصلاحية، أمس، أن خاتمي أعرب عن أسفه لاعتقال تاج زاده، في اتصال مع زوجته فخر السادات محتشمي بور.
ونقل عن خاتمي قوله: «يا ليت بدلاً من هذه الاعتقالات وفرض القيود، تم إطلاق سراح المعتقلين السابقين، على رأسهم العزيزين في الإقامة الجبرية»، وذلك في إشارة ضمنية إلى الزعيمين الإصلاحيين مهدي كروبي ومير حسين موسوي وزوجته زاهر رهنورد، الذين تفرض عليهم السلطات الإقامة الجبرية منذ فبراير (شباط) 2011 على خلفية احتجاجات «الحركة الخضراء» التي اندلعت في أنحاء البلاد، بعد اتهام السلطات بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009.
وواجه خاتمي قيوداً بدرجة أخف من حلفائه، اقتصرت على منع نشر اسمه وصورته في وسائل الإعلام الداخلية بمختلف توجهات، لكن القيود بدأت تخف في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، يتعرض خاتمي لانتقادات من الناشطين السياسيين، بعضهم من الإصلاحيين، بسبب عدم اتخاذ مواقف واضحة من قمع الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد بعد احتجاجات 2017.
وقال خاتمي، إن تخفيف القيود عن حلفائه «ستكون خطوة حازمة في إطار الإصلاح الذاتي، ستعزز النظام ويعود الأمل والثقة إلى المجتمع». وأضاف: «من دون شك أن انتخاب هكذا توجه، سيقلص الكثير من المشكلات التي يواجهها الشعب، وسيقوي أسس الأمن القومي ويضعف جشع الأعداء».
وشغل تاج زاده منصب نائب وزير الداخلية الإصلاحي السابق للشؤون السياسية، وكان من بين أبرز المعتقلين في احتجاجات «الحركة الخضراء»، وسُجن بين عامي 2009 و2016، كما هو واحد من المرشحين الإصلاحيين الذين لم يحصلوا على موافقة السلطات لخوض الانتخابات الرئاسية العام الماضي، قبل أن يعلن مقاطعته للانتخابات. وتحول إلى منتقد بارز للسلطات خلال الأعوام الأخيرة.
وذكرت وكالة «مهر» الحكومية، الجمعة، أن تاج زاده اعتقل بتهمة «العمل ضد الأمن القومي ونشر الأكاذيب لتعكير صفو الرأي العام».
في وقت لاحق أمس، أصدرت «جبهة الإصلاحات»، خيمة الأحزاب الإصلاحية، بياناً تطالب فيه بإطلاق سراح تاج زاده.
ويذكر البيان أن «تأثير العقوبات الأميركية والسياسيات غير المناسبة للحكومة والبرلمان والضعف الإداري المتزايد في البلاد، تسبب في مشكلات حادة للإيرانيين وتسبب في استياء عام».
وكتب تاج زاده على «تويتر»، الأسبوع الماضي، أنه لا بد من تحمل المرشد الإيراني علي خامنئي، المسؤولية إذا فشلت جهود إحياء الاتفاق النووي. وأضاف: «في ظل الظروف الاقتصادية المؤسفة الحالية واستياء الرأي العام فإن عدم إحياء الاتفاق النووي له عواقب مدمرة، وتقع مسؤوليته في المقام الأول على عاتق المرشد».
ولم يتضح ما إذا كان اعتقال تاج زاده مرتبطاً بهذه التغريدة، التي تنتقد صاحب كلمة الفصل في جميع شؤون الدولة، ونادراً ما يتم انتقاده. وقد تصل عقوبة التعليقات المهينة له إلى الحكم بالسجن بموجب القانون الإيراني.
وقال المحلل السياسي الإصلاحي عباس عبدي، إن تاج زاده «يمارس السلوك والأدبيات السياسية ذاتها منذ سنوات»، ومن هذا المنطلق دعا إلى تحري أسباب أخرى لاعتقاله. وأشار إلى أسباب محتملة منها «المساعدة على تعزيز القطبية وأدبيات الإطاحة بالنظام» و«عدم توصل الاتفاق النووي إلى نتيجة والاستعداد لدخول مرحلة جديدة»، و«توجيه رسالة مضمونها أن التغييرات التي حصلت في جهاز استخبارات الحرس الثوري لا تفسر إيجابياً للسياسة الداخلية»، وكذلك «تمهيداً لإنهاء مشروع الحفاظ (على الإنترنت)». و«ردة فعل ضد الاستياء العام بسبب العجز عن الوفاء بالوعود».
من ناحية أخرى، وقع أكثر من 300 من صناع السينما وناشطين في مجال الثقافة، على بيان احتجاجي ضد اعتقال المخرج المنتقد محمد رسولوف وزميله مصطفى آل أحمد.
واعتقل رسولوف وآل أحمد، الجمعة، بتهمة الارتباط بجماعات مناهضة للحكومة وارتكاب مخالفات أمنية، حسبما أوردت وكالة أنباء «أرنا» الرسمية.
وكان الاثنان ضمن مجموعة من الممثلين والمخرجين الذين وقعوا على نداء دعوا فيه قوات الأمن إلى «إلقاء أسلحتكم والعودة إلى حضن الأمة» خلال احتجاجات في الشوارع أعقبت انهيار مبنى تجاري حديث النشأة في مدينة عبادان، أدى لسقوط قتلى في مايو (أيار)، وأنحى المسؤولون باللوم فيه على الفساد وتراخي السلامة.
ويحمل البيان توقيع المخرج والكاتب المسرحي الكبير بهرام بيضايي، والمخرج المستقل جعفر بناهي، إضافة إلى المخرج الحائز على جائزة أوسكار، أصغر فرهادي، الذي واجه انتقادات خلال العام الماضي، بسبب عدم اتخاذ مواقف مؤيدة للحراك في الشارع الإيراني.
ويصف البيان اعتقال المخرجين بأنه «هجوم معد سلفاً»، متهماً الأجهزة الأمنية بـ«قمع وممارسة الضغط على صانعي السينما المستقلين، وذوي التفكير الحر وعدم احترام الحقوق الفردية والاجتماعية الأساسية».
وعلى غرار تاج زاده، واجه رسولوف اتهامات في الماضي. ويواجه ما لا يقل عن حكمين بالسجن معلقين بتهم تتراوح من التصوير دون تصريح إلى «التواطؤ ضد الأمن القومي».
وفاز رسولوف بجائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي عام 2020 عن فيلم «ذير إز نو إيفل» (لا يوجد شر) حول عقوبة الإعدام، وتم تصويره في تحدٍ سري للرقابة الحكومية الإيرانية.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إيران تعتقل مغنية بثت حفلاً على «يوتيوب» دون حجاب

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تعتقل مغنية بثت حفلاً على «يوتيوب» دون حجاب

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

اعتقلت السلطات الإيرانية مغنية بعد أن أدت حفلاً افتراضياً على «يوتيوب»، حسبما أفاد محامٍ.

وقال ميلاد بناهيبور، المحامي الإيراني، إن باراستو أحمدي (27 عاماً)، اعتُقلت في مدينة ساري، عاصمة محافظة مازندران الشمالية، يوم السبت.

يوم الخميس، أقامت السلطة القضائية قضية تتعلق بأداء باراستو أحمدي في الحفل؛ حيث غنت مرتدية فستاناً أسود طويلاً بلا أكمام ولا ياقة ودون حجاب، وكان برفقتها 4 موسيقيين ذكور.

ونشرت باراستو أحمدي حفلها على «يوتيوب» قبلها بيوم، قائلة: «أنا باراستو، فتاة تريد أن تغني للناس الذين تحبهم. هذا حق، الغناء لأرض أحبها بشغف». وقد تمت مشاهدة الحفل الافتراضي أكثر من 1.4 مليون مرة.

قال بناهيبور، لوكالة «أسوشييتد برس»: «للأسف، لا نعرف التهم الموجهة ضد باراستو أحمدي، أو من اعتقلها، أو مكان احتجازها، لكننا سنتابع الأمر من خلال السلطات القانونية».

وأضاف أن اثنين من الموسيقيين في فرقة أحمدي، هما سهيل فقيه نصيري وإحسان بيرغدار، اعتُقلا في طهران يوم السبت.

شهدت إيران احتجاجات في عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في البلاد بسبب عدم ارتدائها الحجاب.