قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير أمس الأحد، إن الحكومة الفرنسية تستعد لوقف كامل لإمدادات الغاز الروسي وهو ما تعتبره الاحتمال الأكثر ترجيحا في خططها المستقبلية، لتنضم بذلك باريس إلى برلين في السيناريو الأسوأ بشأن إمدادات الغاز الروسي.
ويأتي حوالي 17 في المائة من إمدادات الغاز لفرنسا من روسيا، لكنها أقل اعتمادا على الغاز الروسي من بعض جيرانها وتعد الحكومة خططا بديلة.
ويمثل وقف الإمدادات مشكلة في الوقت الراهن لأن مولدات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية ستواجه صعوبة في تعويض النقص بسبب توقف عدة مفاعلات لإجراء أعمال صيانة.
وقال لومير على هامش مؤتمر للأعمال والاقتصاد في جنوب فرنسا: «أعتقد أن وقف كل إمدادات الغاز الروسي أصبح احتمالا حقيقيا... ونحتاج للتحضير لذلك». وأضاف أن أول خط دفاعي هو أن تخفض الأسر والشركات استهلاك الطاقة ثم بناء بنية أساسية جديدة مثل منشأة عائمة لإعادة الغاز المسال القادم من الخارج إلى حالته الغازية.
وتترقب الدول الأوروبية قرارا روسيا اليوم بشأن الغاز، حيث من المقرر أن تغلق شركة غازبروم الروسية الموردة للغاز، خط نورد ستريم 1 للقيام بأعمال الصيانة الروتينية السنوية، في الوقت الذي خفضت فيه غازبروم بالفعل بشكل كبير تدفق الغاز عبر هذا الخط، مشيرة إلى أسباب فنية تقول ألمانيا، الأكثر اعتمادا على الغاز الروسي في أوروبا، إنها مثار شكوك، وهناك مخاوف من عدم استئناف ضخ الغاز.
وتوقع وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك حدوث «محنة» وشيكة في إمدادات الغاز خلال الشتاء المقبل. وقال يوم السبت، في إشارة إلى كميات الغاز المنتظرة من روسيا هذا العام: «كل شيء ممكن. كل شيء يمكن أن يحدث. قد يتدفق الغاز مرة أخرى، حتى أكثر من ذي قبل. قد لا يأتي شيء على الإطلاق. وبصراحة علينا دائما الاستعداد للأسوأ والعمل قليلا لصالح السيناريو الأفضل».
يأتي هذا في الوقت الذي تصاعد فيه التوتر بين روسيا والغرب، بعدما غادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قمة مجموعة العشرين مبكرا، وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بـ«عواقب كارثية» إذا ما تم فرض المزيد من العقوبات على الاقتصاد الروسي.
وفي حديثه مع أعضاء الحكومة، قال بوتين إن «استخداما آخر للعقوبات يمكن أن يؤدي، دون مبالغة، إلى عواقب أكثر خطورة وكارثية على سوق الطاقة العالمية»، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء يوم الجمعة.
كما أشار بوتين مجددا إلى «الحرب الاقتصادية الخاطفة» التي يشنها الغرب على روسيا. وبينما زعم بوتين أن تلك الحرب فشلت، اعترف بأن «هذه الإجراءات والقيود تضر باقتصادنا، وأن هناك العديد من المخاطر». وقال إنه سيتعين على الشركات الروسية الاستعداد لحظر النفط والبحث عن المزيد من الفرص لتصدير الطاقة.
فرنسا تستعد لوقف إمدادات الغاز الروسي
وزير المالية يدعو الأسر والشركات لتخفيض استهلاك الطاقة
فرنسا تستعد لوقف إمدادات الغاز الروسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة