نجوى كرم لـ«الشرق الأوسط»: أخاف التكرار لا التجديد

شبّهت لبنان بـ«طائر الفينيق» وهنّأت السعودية برحلتها نحو «الأفضل»

«شمس الأغنية اللبنانية» نجوى كرم
«شمس الأغنية اللبنانية» نجوى كرم
TT

نجوى كرم لـ«الشرق الأوسط»: أخاف التكرار لا التجديد

«شمس الأغنية اللبنانية» نجوى كرم
«شمس الأغنية اللبنانية» نجوى كرم

كم يبدو جديد نجوى كرم، «حلوة الدنيي»، شبيهاً بروحها الرافضة للاستسلام! نظرة متفائلة إلى الحياة ومناجاة لا تهدأ للأمل. افتقدها محبوها عبر مواقع التواصل حين أذعنت للمسافات. أين «شمس الأغنية»؟ ماذا تُخبئ خلف الغياب؟ لا يعقل أن تعود بسلال فارغة. كانوا محقين وهي تطل بألوان الصيف الصاخبة، وتقول لمَن هم مُحبطون: «وبتبقى الدنيي حلوة لو شو ما كان... ضلك شوف من الكباية النص المليان».
يوقظ صوتها النفوس المُنهكة من قوقعتها ويدفعها للانطلاق نحو ما هو أوسع من الأحزان. من داخلها تعلم جيداً أن الأمور ليست على ما يرام، والإحباط جماعي يتفشى كالأمراض. مع ذلك تصر على بهجة من هنا وامتنان من هناك: «كل لحظة قول يا رب. يا رب كتر خيرك». أو تفعل ذلك رغماً عن أنف اليأس. لتقارعه بما تملك؛ بسلاحها، بدفاعاتها، وهي هنا الصوت العصي على الشوائب. تتيح له أن يصدح في الأعالي، فوق الجراح، فيُنسم على الأرواح المُتعبة، يمسح بعض همومها، ويحاول البلسمة وتهدئة القلق، وسحب بعض الزعل من الدواخل كما يُسحب بساط من تحت قدم. هذه الرسالة التي تُحدث «الشرق الأوسط» عنها. تسميها رسالة فنية أي ما يرتقي بالفن ويشكل نبله؛ وهي في حالة الانتصارات والأفراح، عليها ملء الكون بالإيجابية والطاقة الخلاقة، وفي حالة الانكسار والنكسة، تجترح الضوء للتفوق على الظلمة.
تتصدر أغنيتها الجديدة «حلوة الدنيي» (إنتاج «روتانا») الترتيب ضمن الأكثر استماعاً وتحميلاً في لبنان والدول العربية. لا بد من الإحساس بشمس الصيف وأنت تصغي. وهي من النوع اللذيذ دندنته بارتفاع الأصوات، والاستماع إليه بعالي الصوت أيضاً. الكلمات والألحان لجهاد حدشيتي، والتوزيع لروبير الأسعد. الفيديو كليب بكل الألوان ومعاني الإضاءة الساطعة، ورمزيتها هنا التمسك بالنور وخيار الانتماء للحياة. تطل فيه النجمة اللبنانية بأزياء زمنها الجميل؛ كانت ارتدتها في الماضي بكليباتها، واليوم تُحرك بإعادة ارتدائها الحنين إلى القديم، مع إصرار على اللحاق بالعصر. لا تترك قطاراً يفوتها. تحجز المقعد الأمامي في الطريق إلى جميع الناس.
كانت نجوى كرم السباقة في التجديد، وقد شكلت أغنية «ما في نوم بعد اليوم» (2011) بإيقاع «الدوم تاك دوم» خضة. نسألها عن قرارٍ بالتجديد يبدو لوهلة مخيفاً، أو بتعبير آخر جريئاً. ألا تخشى الأفكار الشجاعة، فيما المألوف عند الناس قد كسب عزه وحقق نجاحاته حتى صار مضموناً؟
تقدم جواباً مختصراً مفيداً: «لا أخاف من التجديد؛ على العكس، أخاف من التكرار. بدأتُ التجديد بين العامين 2000 و2001 ومنذ (عاشقة أسمراني)، (اتهموني بغرامه)، و(أوعا تكون زعلت)... اتخذتُ قرار التغيير بعد انطلاقتي بمرحلة قصيرة. التجديد يريحني. يُشعرني أنني أواكب الأجيال».
فلنعترف أن الغناء يشهد «ثورة» في مفهومه وغايته. هذا زمن «تيك توك» ومن الصعب التعتيم على جيل بأكمله يمضي الأوقات في صحبته. وزمن «السوشيال» والانتشار الجنوني. يشغل هذا الواقع مساحة في بال نجوى كرم. فكيف تقاربه، وماذا عن الربط بين فورة التجديد الغنائي وموجة تُتهم بالإساءة إلى الأغنية والتقليل من شأنها؟
ترفض رابطاً يعني بالضرورة أن أي تجديد هو فن هابط، فتجيب: «التغيير والتجديد لا يعنيان أن الأغنية دون المستوى. بل هما الخروج على النمط المألوف الذي يعتاد الناس سماعه من الفنان. بالنسبة إلي، لا أتنازل عن مستوى الكلمة واللحن وطريقة الأداء التي عليها أن تكون متجددة وفق نوعية الإيقاع».
بالعودة إلى معنى الفن وغايته، تراه نجوى كرم «رسالة، والرسالة تتجلى على حقيقتها في المحن أو الانتصارات أو الأحداث. على الفنان تسخير موهبته وصوته لهذه المهمة. عندها، إما أن نملأ الكون فرحاً وهيصات، وإما نولد من النكسة أملاً ونهضة مُشرفة».
مسيرة من العطاء وجميل الأغنيات في الذاكرة. اليوم، أتصعب خيارات نجوى كرم الفنية، أم هي متاحة بوفرة وما عليها سوى الانتقاء كورود الحديقة؟ ترد: «الخيارات ليست دائماً متوافرة، مما يجعل الانتظار صعباً حتى أجد أغنية تناسب الظروف والتجدد، مع المحافظة على ما أقدمه. ليس سهلاً على الإطلاق إصدار أغنية وطرحها في الأسواق».
لذا تفضلين الغياب؟ مكانكِ يناديكِ دائماً. «أغيب حين لا يكون لدي ما أقدمه. لا أحبذ في هذه الحالة الظهور على وسائل التواصل بغاية الوجود. أحياناً، يكون الغياب أشد سطوعاً من الحضور. فحين نغيب لهدف، ذلك يشبه تماماً أن نقدم شيئاً لهدف. أفضل الوَقْع القوي على الناس. لا يعنيني الوجود ولا أخشى الانقراض».
قبل الختام، كلمتان: واحدة للبنان الذي تحمله بصوتها أمانة، والثانية للسعودية المُعجبة بقيادتها المستقبل. تختصر وطنها بثلاث كلمات: «لبنان طائر الفينيق». وتعلم أن الجميع قد اعتادوا على هذه التسمية، «لكن علينا التركيز على جوهرها ومعانيها». والمملكة؟ «هي البلد الذي يسير بثقة مع التطور. أهنئ الشعب السعودي من القلب. فهو يدرك فن التكيف مع المستقبل بأسلوب مُبتكر. حكامها يقودون شعبهم وأرضهم نحو الأفضل».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.