سودانيون يستقبلون العيد في ساحات الاعتصام

جانب من موكب 6 يوليو في الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني (أ.ف.ب)
جانب من موكب 6 يوليو في الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني (أ.ف.ب)
TT

سودانيون يستقبلون العيد في ساحات الاعتصام

جانب من موكب 6 يوليو في الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني (أ.ف.ب)
جانب من موكب 6 يوليو في الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني (أ.ف.ب)

أعلنت «لجان المقاومة الشعبية» التي تقود الحراك في السودان وتدير المظاهرات والاعتصامات في مدن العاصمة المثلثة - الخرطوم، أم درمان، وبحري - استمرار التصعيد دون انقطاع خلال أيام عيد الأضحى، وبدأت بالفعل التجهيزات لأداء صلاة العيد، استعداداً لعصيان مدني شامل في كل البلاد كانت قد أعلنت عنه قوى المعارضة التي تسعى لإنهاء الحكم العسكري.
وبحسب بعض أعضاء لجان المقاومة الذين تحدثوا لــ«الشرق الاوسط»، فإن هناك زخماً كبيراً وتفاعلاً من الشباب المعتصمين في الاستعداد للعيد، إذ بدأوا في نظافة الساحات وطلاء «المتاريس» المشيدة من الطوب لحماية المعتصمين، بألوان علم السودان تعبيراً عن الفرحة بقدوم العيد، ويحمل العلم في الوقت نفسه رمزية الانتماء للوطن، على حد تعبيرهم.
وفي غضون ذلك يجري نشاط مكثف من قبل القوى السياسية المعارضة والكيانات المهنية والنقابية ولجان المقاومة للاتفاق على ميثاق عمل مشترك لتنسيق العمل السياسي والميداني في الشارع لمواجهة السلطة العسكرية القائمة، عقب عيد الأضحى. ووقع أول من أمس نحو 23 كياناً مهنياً ونقابياً على مذكرة لتنسيق العمل السياسي والميداني للوصول إلى وحدة بين ما يسمونها «قوى الثورة» خلال الفترة المقبلة.
وأفاد عدد منهم بأن اللجان الميدانية في اعتصامات مناطق أم درمان القديمة ومحطة سراج ومستشفى الجودة في وسط الخرطوم، بدأت في الترتيب لتجهيز ساحات لإقامة صلاة العيد، وشراء خراف العيد لذبحها، وتوقعوا أن يشارك مواطنو الأحياء بكثافة في الاعتصامات. وأعلنت لجان مقاومة مدينة بحري، التي تحتضن اعتصاما في منطقة «المؤسسة» في وسط المدينة، إقامة صلاة العيد في ساحة الاعتصام، وشرعت في التنسيق مع مواطني تلك الأحياء للمشاركة فيه.
وقال عضو في لجنة منطقة الديوم التي تنظم اعتصام «الجودة»، محمد الخاتم، إن أعداداً كبيرة من المحتجين موجودون في الساحة منذ إعلان الاعتصام عقب المظاهرة المليونية في 30 يونيو (حزيران) الماضي، وكثير منهم قرروا أن يعيدوا في ساحة الاعتصام. وأضاف أن اللجان في حالة استعداد ونشاط متواصل لإنجاح فعاليات العيد، للإبقاء على زخم الحراك الجماهيري متواصلاً، استعداداً لتصعيد الاحتجاجات في الفترة المقبلة.
ومن جانبه، أكد عضو لجان المقاومة في الخرطوم، محمد أنور، أن هناك تفاعلاً كبيراً مع فكرة الاعتصامات خلال أيام العيد، ويجري حالياً نقاش في أن تكون مرنة ومتحركة أو ثابتة مستمرة. وإعلان استمرار الاعتصامات في عيد الأضحى المبارك، أمر متروك للجان الأحياء هي التي تقرر في ذلك. ويشير أنور إلى أن الاعتصام، من أدوات العمل السلمي، مثل الاحتجاجات والوقفات الاحتجاجية والعصيان المدني وغيرها من وسائل الحراك الجماهيري، وتتحدد كل وسيلة وفقاً لظرف ووقت محدد.
ويرى أن الاعتصامات التي تشهدها العاصمة الخرطوم ومدينة ومدني في بوسط البلاد، جاءت لتثبيت الانتصار الكبير في مليونية 30 يونيو، التي خرج فيها السودانيون في غالبية مدن السودان رفضاً لاستمرار الحكم العسكري، وللمطالبة بالحكم المدني الديموقراطي. وكانت لجان مقاومة ولاية الخرطوم، التي ترفض أي حوار مع قادة الجيش، قد أعلنت أن الاعتصامات التي بدأت في 30 يونيو تدخل يومها التاسع، وأنها ستستمر رغم سقوط عشرات القتلى والجرحى برصاص قوات الأمن، لكنها «لن تتراجع وستواصل تصعيد الحراك الشعبي في الشارع حتى إسقاط السلطة العسكرية وعودة الجيش للثكنات، وتأسيس سلطة مدنية كاملة».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«أطباء السودان»: الحرب أوقعت 40 ألف قتيل

طفل سوداني نازح من دارفور يتلقى العلاج في مستشفى للاجئين شرق تشاد (إ.ب.أ)
طفل سوداني نازح من دارفور يتلقى العلاج في مستشفى للاجئين شرق تشاد (إ.ب.أ)
TT

«أطباء السودان»: الحرب أوقعت 40 ألف قتيل

طفل سوداني نازح من دارفور يتلقى العلاج في مستشفى للاجئين شرق تشاد (إ.ب.أ)
طفل سوداني نازح من دارفور يتلقى العلاج في مستشفى للاجئين شرق تشاد (إ.ب.أ)

قدّر المتحدث باسم «نقابة الأطباء» في السودان، أحمد عباس، أن أكثر من 40 ألف شخص قتلوا في الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.

ورجّح المتحدث باسم نقابة الأطباء، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون العدد الفعلي للضحايا أكبر من توقعاته، خاصة أن «أعداداً كبيرة من القتلى لم تصل إلى المستشفيات».

ويواجه حصر أعداد الضحايا بالسودان صعوبات، وتذهب تقديرات أممية متحفظة إلى أن 12 ألف شخص قتلوا حتى ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

من جهة أخرى، زاد القلق بين سكان ولاية سنار (جنوب شرقي السودان) من اجتياحها بعد تجدد الاشتباكات في منطقة جبل موية، غرب الولاية. ومن شأن السيطرة على سنار، تهديد أمن طريق حيوية تربط الولاية بولاية النيل الأبيض في الجنوب.

وأفاد سكان في سنار بأن «الدعم السريع» قصفت بشكل عشوائي منطقة سنار التقاطع، وعبّروا عن «قلق كبير» من هجوم وشيك لـ«الدعم» على المدينة.