يائيل برون بيفيه... طموحات كبيرة رغم الصعوبات

الرئيسة الجديدة لمجلس النواب الفرنسي لم تكن مرشحة ماكرون المفضلة

يائيل برون بيفيه... طموحات كبيرة رغم الصعوبات
TT

يائيل برون بيفيه... طموحات كبيرة رغم الصعوبات

يائيل برون بيفيه... طموحات كبيرة رغم الصعوبات

بعد 64 سنة من تولي جاك شابان دلماس رئاسة «الجمعية الوطنية» (مجلس النواب) الأولى في عهدة «الجمهورية الخامسة» بفرنسا، وأربع سنوات على تولي ريشار فيران رئاسة هذه المؤسسة السياسية العريقة، انتخبت النائبة يائيل برون بيفيه (52 سنة) أخيراً رئيسة لمجلس النواب. ومع انتخاب نواب «الجمعية الوطنية» (إحدى مجلسي البرلمان بجانب مجلس الشيوخ) برون بيفيه، بـ242 صوتاً، فإنها باتت أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ فرنسا. ويأتي هذا الاختيار اللافت على رأس السلطة التشريعية بعد شهرٍ واحد من تعيين سيدة أخرى هي إليزابيث بورن رئيسة لمجلس الوزراء (الحكومة) خلفاً لجان كاستيكس. ومع بورن وانتخاب أورور بيرجيه، لرئاسة كتلة «حزب النهضة» الرئاسي في مجلس النواب، يُشكّل هذا «الثلاثي النسائي» في السلطة سابقة في فرنسا.
مراقبو المشهد السياسي في فرنسا لا يرون في تولي يائيل برون بيفيه رئاسة «الجمعية الوطنية»، أي مجلس النواب، خطوة مفاجأة، بل هو نتيجة مساعٍ حثيثة قامت بها هذه الأخيرة للفوز بهذا المنصب المرموق.
إنها مساعٍ استمرت لأشهر طويلة حتى قيل إن تعيينها على رأس وزارة أراضي ما وراء البحار، يوم 20 من مايو (أيار) الماضي، كان محاولة من الأوساط المقربة للرئيس إيمانويل ماكرون لإخماد طموحها في الوصول إلى قصر البوربون (مقر «الجمعية الوطنية» في باريس). وللعلم، فإن رئيس مجلس النواب السابق ريشار فيران كان قد أعرب عن نيتّه الترشح من جديد، وكانت طموحات براون بيفيه ستضعه في وضعية منافسة قد تكون صعبة. وهنا نشير إلى أن عين برون بيفيه على المنصب المرموق تعود إلى 2018 حين أعلنت عن ترشحها لأول مرة في مواجهة زميلها فيران قبل أن تنسحب وتعلن دعمها لهذا الأخير.
ثم في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2021 عادت لتحاول من جديد، وهذه المرة جاءت النائبة الطموحة وهي مستعدة و«حافظة» لدرسها. وبالفعل، فإنها عمدت على تحضير تقرير لـ«مؤسسة جان جوريس» القريبة من اليسار - والتي تعتبر بمثابة مختبر للأفكار - بعنوان «دعوة من أجل برلمان قوي». ويومذاك فُسّر التقرير بأنه برنامج برون بيفيه لرئاسة مجلس النواب، لا سيما أنه تضمّن 25 مقترحاً لتحقيق توازن القوى بين السلطة التنفيذية والتشريعية، وتعزيز دور البرلمان وتخطّي الحواجز التي تحّد من حرية هذا الجهاز، إضافة إلى تعزيز دور المعارضة وحقوقها، وتطبيق مراقبة صارمة على نشاط الحكومة. وحقاً، شدّ التقرير الذي حضرته النائبة انتباه زملائها من النواب ولاقى استحسانهم، وبخاصة، أنهم لا طالما ندّدوا بضعف موقف المعارضة وضيق هامش المناورة في مواجهة الرأي الآخر.
في المقابل، لم يكن ترشح برون بيفيه لرئاسة مجلس النواب خطوة إيجابية من وجهة نظر قصر الإليزيه (أي رئاسة الجمهورية) لعدة اعتبارات، أبرزها: الأول، أن ترشحها يعني تخليها عن منصب وزاري حسّاس يخصّ أراضي ما وراء البحار. والثاني أنها بذا ستكون رابع وزيرة تترك منصبها بعد الهزائم التي تعرّضت لها ثلاث وزيرات في الانتخابات التشريعية الأخيرة. والثالث والأهم أن الرئيس ماكرون، على المستوى الشخصي، لم يكن يدعم ترشحها.
والحقيقة، أنه بعد انسحاب ريشار فيران - في أعقاب هزيمته في الانتخابات، وهو الذي كان الخيار رقم واحد للرئيس - تحوّل الرئيس ماكرون إلى دعم ترشح نائب آخر هو رولان لوسكور الذي كان يبدو أنسب للمنصب، حسب مصادر رئاسية. لكن مع هذا، لم يُضعف هذا الموقف من عزيمة برون بيفيه، التي كثّفت مساعيها، وأقامت مأدبة عشاء بمناسبة عيد الموسيقى، دعت إليها زملاءها من النواب، وكان الغرض طبعاً هو حرصها على التأكد من حشد التأييد وحصّد عدد كافٍ من أصوات زملائها النواب. ثم اجتهدت أيضاً في كواليس المؤسسة التشريعية لتفعيل دعم ملف ترشحها، لا سيما في أوساط معارفها من الحزب الاشتراكي الذي كانت تنتمي إليه.
- بدايات سياسية صعبة
هنا لا بد من القول، إن الرئيسة الجديدة لمجلس النواب تتمتع بسمعة جيدة في الأوساط السياسية الفرنسية. إذ يصفها زملاؤها بـ«المجتهدة»، فبعد وقت قصير من توليها مهامها البرلمانية شرعت في الزيارات الميدانية للسجون ومراكز الإصلاح في إطار مشروع قانون قدمته لإطلاق ما يسمى بـ«سجون الأمن المفتوحة». وكانت أيضاً وراء مشروع قانون حول إعادة وضع تدابير أمنية للإرهابيين الخارجين من السجون، ومشروع ثالث يتعلّق بسن قانون أساسي من أجل الثقة في الحياة السياسية.
إلا أن الوضع لم يكن كذلك في البداية. ففي حوار لصحيفة «لونوفيل إكونوميست» كشفت برون بيفيه أن بداياتها في السياسة كانت على أصعب ما يكون. وذكرت أن قلّة خبرتها في المجال السياسي جعلتها عرضة لانتقادات شديدة، مضيفة أنها «حين دخلت المعترك السياسي لم تكن تدرك أنها ستتلقى الكّم الهائل الذي تلقته من الضربات»... وللتذكير، كانت رئيسة مجلس النواب الجديدة منخرطة في صفوف الحزب الاشتراكي من دون أن تُسند إليها أي مسؤوليات. وهي بعد عودتها إلى فرنسا بعد إقامة طويلة في الخارج انضمت إلى حزب الرئيس إيمانويل ماكرون المسمى «لا غوبوبريك أون مارش» - أو «الجمهورية إلى الأمام» - الذي كان يبحث آنذاك عن وجوه جديدة. ثم دخلت حلبة الانتخابات، وفازت بمقعد برلماني عام 2017 عن إحدى دوائر محافظة الإيفلين (بجنوب غربي باريس) وعاصمتها فرساي.
- طموح وصعود
إلا أن طموح النائبة المبتدئة في السياسة دفعها خلال فترة قصيرة إلى تقديم ترشحها لمنصب أكثر أهمية وهو منصب رئيسة لجنة القوانين في الغرفة الثانية للبرلمان، وهو منصب رفيع المستوى من النادر أن يحظى به مُشرع مبتدئ. وبعد أسبوعين فقط فازت به متغلّبة بذلك على أكثر المرشحين خبرة من الرجال. وكانت ثاني امرأة في تاريخ فرنسا تفوز بهذا المنصب بعد كاترين تاسكا، التي شغلت المنصب ذاته من 1997 إلى 2000 وهي سياسية مُحنّكة شغلت عدة حقائب وزارية.
وبعد أسابيع من توليها هذا المنصب، كشف صحافي من صحيفة «لوكانار أنشينيه» الفرنسية الساخرة كان حاضراً في جلسة اللجنة بأن برون بيفيه تفتقر لأدنى درجات المهنية المنتظرة من المُشرع ألا وهي التحكّم في المُصطلحات القانونية. ونقل هذا الأخير أنه إبّان سير إحدى الجلسات سألت النائبة أعضاء اللجنة «متى نصوّت على المراسيم؟... وهذا قبل أن ينبهّها بعض النواب بأن المراسيم ليست من صلاحيات النواب ولا يجري التصويت عليها، بل إن الحكومة هي الجهة التي تُصدرها.
كذلك، ذكر مقال «لوكانار أنشينيه» أن النائبة «كذبت على الملأ حين أعلنت في وسائل الإعلام أنها بحكم تكوينها القانوني ومعارفها قادرة على ممارسة نشاطها النيابي على أكمل وجه، بينما نبقى مصدومين بجهلها لأبسط عناصر لغة المشرع وهو التفريق بين القانون والمرسوم». أما نواب المعارضة فقد انتقدوا بشدة سير أعمال لجنة القوانين التي ترأسها برون بيفيه، ونقل عن نائب المعارضة الاشتراكي أوليفيه دوسومبت قوله بأنه لم يشهد في حياته لجنة بهذا القدر من «الفوضوية».
الانتقادات التي طالت مهنية برون بيفيه شملت أيضاً إعفاءها من العمل كل يوم أربعاء الذي كانت قد طلبته من أجل الاهتمام بأطفالها بينما بعض الملفات لا تحتمل الانتظار، وحادثة الميكروفون الذي تركته مفتوحاً بعد إحدى الجلسات حين سُمعت وهي تنتقد زملاءها في البرلمان، مما اضطرها إلى تقديم اعتذار رسمي.
حملة الهجوم هذه لم تتوقّف عند هذا الحّد، بل زادت حدّة بعدما شاركت برون بيفيه في لجنة تحقيق برلمانية في «قضية بنالا». وهنا نذكّر بأن ألكسندر بنالا كان مساعداً لمدير مكتب الرئيس ماكرون جرى توقيفه ووضعه رهن الحجز الاحترازي بعدما نشرت صحيفة «لوموند» شريط فيديو يظهر فيه وهو يضرب متظاهراً في يوم عيد العمال منتحلاً صفة رجل أمن، الأمر الذي أدى إلى إقالته من مهامه. لجنة التحقيق البرلمانية هوجمت بشدة يومذاك لأنها لم تسلّط الضوء على مسؤولية الإليزيه (أي الرئيس ماكرون) في ممارسات بنالا بما فيه الكفاية. كذلك تعرّضت برون بيفيه تحديداً لهجمات معادية للسامية، وتلّقت رسائل تهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت عنها النائبة بنفسها على «تويتر» وفي مجلس النواب الذي علّق جلسته تضامناً معها وتّم فتح تحقيق في القضية.
- المحاماة والنشاط الخيري
في حوار مع صحيفة «لونوفيل إكونوميست» تتذكر يائيل برون بيفيه أنها حلُمت بمهنة المحاماة منذ نعومة أظافرها حين عثرت في مكتبة والديها على كتاب جيل بيرو «السترة الحمراء» فانبهرت بكل تفاصيل قضية القاتل كريستيان غنوشي، المعروف أيضاً بكونه آخر سجين يحكم عليه بالإعدام في فرنسا. وأنها «رغم طبعها المتّمرد وشخصيتها العنيدة» كانت تتقّبل نصائح والديها بصدر رحب، ولا سيما والدتها التي شجعّتها مع أخيها على المواظبة في الدراسة والتفوق لإحراز النجاحات والوصول إلى منزلة اجتماعية مرموقة.
وبالفعل، بعد حصولها على شهادة القانون الجنائي، عملت يائيل في مكتب أكبر المحامين الفرنسيين وهو إرفيه تميم الذي تقول إنه من علّمها مبادئ المحاماة. وهي تذكر كيف أنه هبّ لمواساتها حين خسرت أول دعوى قضائية لها بصفتها محامية المساعدة القانونية بقوله: «عليك أن تتذكري أن العدالة لن تأتي دائماً في موعدها... لا بأس هي ليست نهاية العالم.....». وعن هذه الكلمات تقول النائبة: «لم أنسها البتة لأنها كانت تساعدني على التهوين من الإحباط حين أشعر بالظلم».
وبعد بضع سنوات أمضتها النائبة في الخارج مع عائلتها بعيداً عن أي نشاط مهني، عادت إلى الحياة العملية من خلال مشروع استثماري تمثّل في عرض للإيواء والسكن مقابل نقل معرفي مهما كان نوعه، فناً يدوياً أو علمياً. الفكرة لم تنجح وباعتراف برون بيفيه نفسها: «المقاولات لم تكن مناسبة لي»، ورغم المحاولات فإنها طّوت هذه الصفحة نهائياً لتتحول إلى مجال آخر يناسب أكثر قيمها ويمكّنها من خدمة المجتمع وهو النشاط الخيري.
في هذا المضمار أدارت أحد المطاعم المنتمية للمنظمة الخيرية «مطاعم القلب» (بمعنى مطاعم المحبة) التي تقدم سلالاً غذائية أو وجبات غذائية ساخنة للمحتاجين واللاجئين، وهي الفكرة التي أطلقها الكوميدي الراحل «كولوش» في عقد الثمانينات وهي اليوم من أهم المنظمات الخيرية والمنتشرة في كامل أرجاء فرنسا. وفي عام 2014 أشرفت على افتتاح مطعم خيري جديد واهتمت بإدارته، إضافة لمركز مجاني للاستشارات القانونية يستفيد منه المحتاجون وكل من يحتاج لمساعدة محامي.
الدفاع عن حقوق المرأة من القضايا القريبة على قلب برون بيفيه أيضاً، وهي التي خصّصت أول زيارة لها بعد توليها منصب رئيسة الجمعية لمركز «بيت النساء»، الذي يهتم بضحايا العنف الجنسي والعائلي واستقبال طلبات الإجهاض العاجلة. وكانت المناسبة التي أكدت فيها الرئيسة دعمها الكامل لكل القضايا التي تحسن وضع المرأة. وعلى ضوء تداعيات صدور حكم إسقاط حق الإجهاض في الولايات المتحدة فإن أولى جلسات المناقشة التي تنتظر الرئيسة الجديدة بعد الاهتمام بالقدرة الشرائية للفرنسيين ستكون مشروع تكريس حق الإجهاض في الدستور الفرنسي.
- العائلة تأتي أولاً
في حوار مع قناة «فرانس 3» صرّحت برون بيفيه بأنها، ورغم إحساسها بالتألق في حياتها المهنية، فإن عائلتها لا تزال مركز اهتمامها وإحدى أولى أولوياتها... وقد كانت كذلك منذ البداية. فهي أم لخمسة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، وكانت قد جمّدت عملياً نشاطها المهني من أجل التفرغ لتربيتهم حين تلقى زوجها عرضاً للعمل خارج فرنسا. وكشفت برون بيفيه بأنها مرت بمرحلة كان فيها التوفيق بين عملها والاهتمام بأطفالها مستحيلاً، فاختارت أن تتفرغ لهم أكثر من ثماني سنوات بانتظار أن يكتسبوا القدر الكافي من الاستقلال الذاتي.
خلال هذه الفترة أقامت عائلتها في تايوان والبرتغال واليابان التي ولد فيها طفلاها الأخيران. وهي حريصة رغم مسؤولياتها الكثيرة - وبفضل تنظيم مُحكم - على الالتقاء بعائلتها على الأقل مرتين في الأسبوع حول وجبة غذاء تجرى فيها مناقشة مواضيع مختلفة، بما فيها السياسية، والبقاء على اتصال دائم مع كل أفراد عائلتها.
- بطاقة هوية
* ولدت يائيل برون بيفيه يوم 7 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1970 بمدينة نانسي، في شمال شرقي فرنسا
* حاصلة على شهادة في القانون الجنائي من جامعة باريس - نانتير، وهي عضو في نقابة المحاميين منذ 1996
* متزوجة من فياني بيفيه، المسؤول في مجموعة لوريال لمستحضرات الجميل، وأم لخمسة أطفال (بنتين وثلاثة صبيان)
* متحدرة من أصول يهودية بولندية وألمانية، وكان جداها (لجهة والدها) فرّا إلى فرنسا هرباً من النازيين خلال الثلاثينات، ولم يكن بحوزتهما سوى حقيبة واحدة.
* في عدة تصريحات وصفت نفسها بأنها محافظة على تراثها اليهودي، لا سيما، ما يخّص الأعياد وعادات وتقاليد الطبخ التي كانت تمارسها في طفولتها، لكنها لا تطبق الأعراف الدينية.
* والدتها نشأت في ملجأ للأيتام، وبعد تلقيها التدرب على الآلة الكاتبة استقلت مادياً وتركت الملجأ، أما والدها فموظف في شركة للملصقات الإعلانية، ولديها أخ واحد.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


تونس... على أبواب انتخاباتها الرئاسية الجديدة

الرئيس قيس سعيّد ... يعد العدة لاختبار انتخابي مهم. (رويترز)
الرئيس قيس سعيّد ... يعد العدة لاختبار انتخابي مهم. (رويترز)
TT

تونس... على أبواب انتخاباتها الرئاسية الجديدة

الرئيس قيس سعيّد ... يعد العدة لاختبار انتخابي مهم. (رويترز)
الرئيس قيس سعيّد ... يعد العدة لاختبار انتخابي مهم. (رويترز)

تكشف تصريحات قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل وهيئات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وبلاغات الأحزاب السياسية، عن تركيز على مطلب «تنقية المناخ السياسي والاجتماعي» في تونس و«تنظيم حوار وطني قبل الانتخابات»، كما ورد على لسان نور الدين الطبوبي، الأمين العام لـ«الاتحاد» وقياديين في «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة مثل الزعيم اليساري عز الدين حزقي، والمحامي احمد نجيب الشابي، والحقوقية شيماء عيس والأكاديمي رياض الشعيبي. بل إن قياديين في أحزاب تعد قريبة إلى «السلطة» يطالبون ايضاً بـ»الحوار بين الأطراف الاجتماعية والسياسية» بينهم المرشحان للرئاسة الوزير ناجي جلول، الوزير السابق وأمين عام «حزب الائتلاف الوطني»، وزهير المغزاوي، أمين عام حزب الشعب القومي الناصري.

بل إن المحامي العروبي خالد الكريشي وعدداً من القياديين البارزين في حزب الشعب القومي الناصري، الذي يعتبر «الأقرب سياسياً» إلى قصر قرطاج الرئاسي، أدلوا أخيراً بـ«تصريحات سياسية نارية» انتقدت السلطات السياسية واتهمتها بـ«الفشل في تحقيق الشعارات التي رُفعت يوم حراك 25 يوليو (تموز) 2021» وقرارات حل البرلمان والحكومة السابقين.

نورالدين الطبوبي...ابرز الشخصيات النقابية (آ ف ب)

انتعاش الخطاب الشعبوي

خالد الكريشي قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه ورفاقه الذين كانوا قد دعموا بقوة الرئيس سعيّد سابقاً، أصبحوا يدعمون ترشيح زعيم حزبهم زهير المغزاوي، ويعطون أولوية للإصلاحات السياسية «حرصاً على مصداقية الانتخابات الرئاسية المقبلة». وفي السياق ذاته، أعلن المغزاوي خلال مؤتمر صحافي في أحد فنادق العاصمة تونس أنه قرّر الترشح للرئاسة؛ لأن مشروع برنامجه الانتخابي يتضمّن بالخصوص «إقامة نظام ديمقراطي والتصدّي لسيناريو حكم الفرد». أما ناجي جلول فذهب إلى ما هو أبعد من ذلك؛ إذ تعهد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«توظيف خبراته السياسية وتجاربه السابقة في المعارضة، ثم في الحكومة وفي قصر قرطاج في عهد الرئيس الباجي قائد السبسي لإخراج البلاد من أزماتها في ظرف 6 اشهر فقط».

واعتبر مراقبون أن هذه التصريحات تكشف الآن عن مدى انتشار «الخطاب الشعبوي» في أوساط عدّة داخل تونس بسبب اقتناع «النخب» باستفحال معاناة الطبقات الشعبية من البطالة والفقر وغلاء الأسعار.

إصلاحات سياسية فورية

في سياق متصل، صدرت داخل الجامعات ومقار نقابات الصحافيين والمحامين والقضاة نداءات من كبار خبراء القانون الدستوري والعلوم السياسية تطالب رئاستي الجمهورية والحكومة ووزارة الداخلية ببدء «إصلاحات سياسية جريئة»، بينها تحرير الإعلام والإفراج عن الإعلاميين والموقوفين في قضايا ذات صبغة سياسية.

واعتبر الأكاديمي أمين محفوظ، وهو أستاذ جامعي للعلوم السياسية والقانونية والدستورية، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس «مهمة جداً، بل قد تكون الأهم والأخطر منذ 15 سنة». ودعا محفوظ الـ8 ملايين ناخب تونسي إلى تجنب مقاطعة انتخابات 6 (تشرين الأول) المقبل كما قاطعوا الانتخابات النيابية والمحلية خلال العامين الماضي، ومثلما امتنع معظمهم عن المشاركة في الاستفتاء على دستور 2022 احتجاجاً على أوضاعهم المعيشية وعلى «غلطات النخب».

من جهته، أورد عماد الدايمي، الوزير والمستشار السابق في رئاسة الجمهورية، الذي أعلن مبدئياً ترشحه للرئاسة أنه سيعمل على إقناع عموم المواطنين بنجاعة «الرهان مجدداً على أن التغيير يكون عبر صندوق الاقتراع». واعتبر الدايمي أن «الانتخابات الرئاسية المقبلة يمكن أن تخرِج البلاد من أزماتها السياسية والأمنية، ثم الاقتصادية والاجتماعية، وأن تدفع في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية».

غير أن معارضيه اتهموه بدورهم بـ«الشعبوية» وأطلق من وصفوا أنفسهم بـ«أنصار الرئيس سعيّد» حملة ضده، وذكّروه بأنه كان وزيراً مستشاراً ومديراً لمكتب الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي ما بين 2011 و2014.

وفي سياق موازٍ، تضمن البرنامج الانتخابي لمنذر الزنايدي، الوزير السابق للتجارة والسياحة والنقل والصحة قبل 2011، تعهداً بالقيام بإصلاحات سياسية فورية، بينها «إعادة تحقيق المصالحة الوطنية بين التونسيين بمختلف انتماءاتهم وبصرف النظر عن خلافات الماضي». ويعتبر الزنايدي عملياً المرشح المبدئي الأقرب لـ«الحزب الدستوري» الذي كان في الحكم إبان عهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. لكنه ومجموعة أخرى من المرشحين يوجدون خارج البلاد، بينهم الأميرال كمال العكروت، المستشار العسكري للرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي.

الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في صدارة الجدل السياسي والانتخابي. (إيبا)

الورقة الاقتصادية الاجتماعية

في المقابل، تكشف تصريحات الأميرال كمال العكروت عن تحاشي التركيز على الملفات السياسية مقابل محاولة مواكبة «المشاغل المعيشية للطبقات الشعبية». وأعلن الأميرال رهاناً متزايداً على «إنقاذ البلاد من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية الهيكلية» التي استفحلت منذ جائحة «كوفيد - 19» عامي 2020 - 2021، وكذلك تضرر البلاد من الحرب في أوكرانيا. وللعلم، كانت تونس تستقبل سنوياً قبل اندلاع الحرب الأوكرانية نحو 800 ألف سائح روسي وأوكراني، كما كانت تعتمد في توفير حاجياتها من الحبوب والمحروقات بأسعار تفضيلية على وارداتها من روسيا وأوكرانيا.

من جانبه، تعهد الإعلامي والكاتب العروبي أحمد الصافي سعيد، الذي يتهمه خصومه أيضاً بـ«الشعبوية»، بأن تكون على رأس أولوياته الاقتصادية والاجتماعية «تنويع الشراكات الاقتصادية للبلاد عربياً ودولياً»، واستحداث «مدن ذكية» وأقطاب تكنولوجية في العاصمة وفي الجهات؛ ما يؤدي إلى توفير موارد رزق لمئات آلاف الشباب العاطل عن العمل وبينهم عشرات آلاف من خريجي الجامعات والمهندسين الشبان.

واعتبر الصافي سعيد في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «إصلاح الأوضاع الاقتصادية ممكن... ولجوء مزيد من الشباب إلى الحلول اليائسة، مثل الهجرة غير النظامية، يمكن معالجته عبر تنويع فرص التنمية وخلق الثروة وتحسين شروط التفاوض مع الاتحاد الأوربي وشركاء البلاد الإقليميين والدوليين حول ملفات كثيرة»، منها «تشديد مراقبة تونس لسواحلها وحدودها البرية كي لا تكون معبراً لعشرات آلاف المهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء سنوياً».

التغيير آتٍ

في هذه الأثناء، ترفع النخب السياسية والشخصيات التي أعلنت مبدئياً الترشح لانتخابات 6 أكتوبر المقبل شعارات كثيرة ذات صبغة اقتصادية اجتماعية سياسية، منها «الشعبوي» ومنها «التغييري». لكن الخبراء الاقتصاديين المستقلين، مثل رضا الشكندالي، لا يترددون باتهام هؤلاء بـ«الشعبوية» و«اللاواقعية». ويفسّر بعض الخبراء أزمات تونس الحالية بعوامل عدة، من بينها «حصيلة السلطات المتعاقبة منذ اندلاع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في 2008، وتضرر صادرات البلاد ومداخيل سياحتها وفرص الاستثمار والتوظيف» نتيجة «الانكماش الاقتصادي العالمي، وبخاصة داخل البلدان الأوروبية التي تعدّ الشريك الأول لتونس بنسبة تفوق الـ70 في المائة».

وعودة إلى الوزير السابق عماد الدايمي، فإن الملفات الاقتصادية والاجتماعية هيمنت على خطابه، ولقد برّر شعاره «التغيير قادم» بثلاثة أسباب تهم السياسات الاقتصادية للدولة وأولويات القطاع الخاص.

ويشرح الدايمي، فيقول إن السبب الأول هو كون «المنوال التنموي للبلاد وصل إلى نهاية الطريق، وصار عاجزاً تماماً عن تأمين حلول للمشاكل» المتراكمة منذ عقود. والسبب الثاني هو أن «بنية الدولة التونسية ومؤسساتها تقادمت وتهالكت، ولم ترضخ للتجديد، فباتت على درجة كبيرة من البيروقراطية والتكلس وانعدام الفاعليّة». ولأن منظومة المؤسسات والمنشآت العمومية الواسعة أضحت كلها تقريباً مفلسة وحوكمتها مدمّرة، خرّبها الفساد والمحسوبية و«بلطجة النقابات». وأما السبب الثالث والأخير، فهو واقع «البنية الريعية» للاقتصاد التونسي، «الذي تزايد اعتماده على عدد قليل من العائلات ورجال الأعمال الذين يحتكرون الثروة ويهيمنون على كل القطاعات رغم ضغوط المستثمرين الشبان والشركاء الأجانب».

اهتمامات الرئيس سعيّد

ولكن، هذا التركيز على الملفات الاقتصادية والاجتماعية ليس محصوراً بالمرشحين المحسوبين على المعارضة بمختلف ألوانها، بل يهم كذلك الرئيس قيس سعيّد، الذي استأنف زياراته للأسواق الشعبية وللجهات الداخلية المهمشة وللمؤسسات العمومية التي تمر بصعوبات، بما في تلك في قطاعات الصحة والمياه والكهرباء والبنوك.

ولئن برز سعيّد قبل نجاحه في انتخابات 2019 بمداخلاته السياسية والقانونية والدستورية في وسائل الإعلام، فإنه منذ وصوله قصر قرطاج قبل خمس سنوات صار يعطي أولوية مطلقة للمشاغل الاجتماعية والاقتصادية للطبقات الشعبية. ومن ثم، يتهم «عصابات التهريب والاحتكار» بتحمّل مسؤولية ارتفاع الأسعار ونسب البطالة والفقر، وبالتسبب في تعطيل عمل شبكات نقل المياه والكهرباء.

وحقاً، مع اقتراب موعد انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية كثّف سعيّد تحركاته في محافظات عدة متفقداً أوضاع الطبقات الشعبية، وكاشفاً للشعب عبر الفريق الإعلامي المرافق له عن ما يراه من «حجم الدمار والتخريب» الذي حمّل مسؤوليته إلى أجيال من السياسيين والإداريين منذ عهدي الرئيسين بورقيبة (1956 - 1987) وبن علي (1987 - 2011) ثم في حكومات ما بعد «انتفاضة يناير 2011» الشبابية والاجتماعية. وعلى الرغم من وجود سعيّد في الحكم منذ سنوات، فإنه لا يزال يتبرأ في الكلمات التي يتوجه بها إلى الشعب من «تقصير أجيال من المسؤولين» ومن «التخريب الذي يقوم به متآمرون على الأمن القومي» إلى حد تعمّد احتكار مواد الاستهلاك والترفيع في الأسعار وتخريب شبكات الماء والكهرباء. سعيّد يحمّل النخب الحاكمة منذ 70 سنة مسؤولية تردي الأوضاع

الاهتمام بالشأن السياسي متراجع تحت الضغوط الاقتصادية والمعيشية

> في ظل التركيز الشديد من قِبل أنصار الرئيس قيس سعيّد ومعارضيه على الصعوبات الاقتصادية والمعيشية وغلاء الأسعار والبطالة، تراجع الاهتمام بـ«الشأن السياسي»، وبالملفات السياسية والدستورية والجيو استراتيجية التي كانت حاضرة بقوة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية والبلدية التي نظمت منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2011. بل إن التقارير المفصلة لبعض المنظمات المستقلة، التي تحصل على دعم مالي من عواصم غربية، مثل «منظمة بوصلة»، أصبحت تتحدث بوضوح عن كون التحضيرات للانتخابات المقبلة تجري في «مناخ لا سياسي». رئيس المعهد التونسي للمستشارين الجبائيين الأسعد الذوادي، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن تياراً واسعاً من الشارع التونسي دعم الخطوات التي قام بها قيس سعيّد عندما فتح بعض «ملفات الفساد المالي» الكبرى، وأمر بإيقاف مجموعة من رجال الأعمال والمسؤولين السابقين عن البنوك والشركات العمومية ومصادرة أملاك بعضهم. ومن جهة ثانية، دعا عدد من الزعماء السياسيين والخبراء الاقتصاديين والنقابيين المستقلين إلى ضرورة ألا يتسبب تزامن التحقيقات القضائية مع «المتآمرين على أمن الدولة» ومع «الفاسدين مالياً» مع العملية الانتخابية في عملية «تصفية حسابات». ورأى هؤلاء أن «الأسباب العميقة للصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تمرّ بها تونس أسباب هيكلية»، ولقد تعقّدت بعد سنوات من الجفاف و13 سنة من الاضطراب السياسي والإداري. وهنا يتساءل البعض عما إذا كانت انتخابات 6 أكتوبر ستساهم في تحسين فرص استرجاع ثقة ملايين الناخبين والمواطنين بصناديق الاقتراع، أم ترى سيتجدد سيناريو «امتناع» نحو 88 في المائة عن المشاركة في التصويت كما حدث خلال السنتين الماضيتين، وهذا بينما يضغط ملف الصعوبات الاقتصادية على كل من مرشحي السلطة ومعارضيهم.