غاريث بيل يحتاج الدوري الأميركي ولوس أنجليس أكثر مما يحتاجان إليه

المهاجم الويلزي يعول على انتقاله الجديد من أجل استعادة مستواه والاستعداد بشكل جيد لنهائيات كأس العالم 2022

غاريث بيل اختار الدوري الأميركي من أجل اللعب بانتظام قبل خوض كأس العالم (أ.ب)
غاريث بيل اختار الدوري الأميركي من أجل اللعب بانتظام قبل خوض كأس العالم (أ.ب)
TT

غاريث بيل يحتاج الدوري الأميركي ولوس أنجليس أكثر مما يحتاجان إليه

غاريث بيل اختار الدوري الأميركي من أجل اللعب بانتظام قبل خوض كأس العالم (أ.ب)
غاريث بيل اختار الدوري الأميركي من أجل اللعب بانتظام قبل خوض كأس العالم (أ.ب)

كان النجم الويلزي غاريث بيل بحاجة إلى وجهة جديدة. وكان هذا واضحاً لبعض الوقت، حتى عندما كان لا يزال متعاقداً مع ريال مدريد، حيث أصبح شخصية غير مرغوب فيها في نهاية فترة السنوات التسعة التي قضاها في إسبانيا. ومن المتوقع أن يكون نادي لوس أنجليس بيئة أكثر ترحيباً ببيل، لأسباب ليس أقلها أن كاليفورنيا تضم بعضاً من أفضل ملاعب الغولف في الولايات المتحدة!.
وبدأ البعض يتبادل النكات حول اللاعب الذي رفع ذات يوم لافتة مكتوب عليها «ويلز، الغولف، مدريد. بهذا الترتيب»، لكن هناك أسباباً قوية لوجود بيل في لوس أنجليس، حيث يعول اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً كثيراً على النادي الأميركي لمساعدته على استعادة مستواه والاستعداد بشكل جيد للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2022. والتي ستكون حاسمة ومهمة للغاية في المسيرة الكروية للاعب الذي فاز بالفعل بخمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا وثلاثة ألقاب للدوري الإسباني الممتاز وسجل أكثر من 100 هدف مع ريال مدريد. ويحتاج منتخب ويلز لأن يكون بيل في كامل لياقته البدنية والذهنية بحلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث يفتتح مشواره في كأس العالم باللعب أمام الولايات المتحدة.
من السهل أيضاً وضع افتراضات بأن لوس أنجليس والدوري الأميركي قد تعاقدا مع نجم أوروبي مُسن كان يتم التشكيك في التزامه واحترافيته في الآونة الأخيرة. لقد تعرض الدوري الأميركي للمحترفين في الماضي لصدمة من قبل اللاعبين الذين يتعاملون مع هذا الدوري على أنه محطة أخيرة للحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال قبل الاعتزال. وأثارت أخبار تعاقد نادي لوس أنجليس مع بيل سخرية جديدة من الدوري الأميركي للمحترفين، الذي وصفه البعض بأنه «دوري المتقاعدين».
لكن بيل ليس توقيعاً نموذجياً لـ«دوري المتقاعدين»، فنادي لوس أنجليس لم يتعاقد معه ليكون القلب النابض لفريقه، كما أن حظوظ الفريق ليست مرتبطة بنجاح أو فشل هذه الصفقة، حيث يعد لوس أنجليس حالياً هو أفضل نادٍ في الدوري الأميركي لكرة القدم، وبالتالي فهو ليس بحاجة ماسة وملحة إلى جهود بيل داخل الملعب.
لقد تم التعاقد مع بيل وفق ما يعرف بـ«صفقة أموال التخصيص المستهدفة»، وهي عبارة عن أموال مخصصة خارج سقف الرواتب المسموح بها لتقليل عدد مرات الوصول إلى الحد الأقصى لراتب اللاعبين. كما ضم النادي مدافع يوفنتوس السابق جورجيو كيليني بنفس الطريقة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، لكن من الواضح أن نادي لوس أنجليس قد وجد طريقة ما تلائم بيل في استراتيجيته الحالية دون أي تغييرات جذرية.
ويتناقض هذا بشكل صارخ مع تعاقد نادي تورونتو مع لورينزو إنسيني، على سبيل المثال، حيث وافق اللاعب الدولي الإيطالي على الانضمام إلى النادي الأميركي لمدة أربع سنوات مقابل 60 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام، لكنه لم يصل إلى تورونتو إلا الأسبوع الماضي فقط. ومن المتوقع ألا يلعب إنسيني أي مباراة مع فريقه الجديد قبل التاسع من يوليو (تموز)، مع العلم بأن تورينتو لا يملك سوى 18 نقطة فقط من 16 مباراة لعبها هذا الموسم. وبالتالي، ينتظر تورتنتو مشاركة إنسيني بفارغ الصبر لكي يحدث الفارق مع الفريق ويساعده على تجاوز هذه الفترة الصعبة.
هناك بعض اللاعبين المميزين الذين لم ينجحوا في الدوري الأميركي وأضافوا بالفعل إلى صورة «دوري المتقاعدين»، مثل ستيفن جيرارد، لكن هناك لاعبين آخرين مثل ديفيد بيكهام وروبي كين وواين روني وزلاتان إبراهيموفيتش وديفيد فيا وكثيرين آخرين أثبتوا أنه لا يزال من الممكن أن يواصل اللاعبون المخضرمون التألق في الملاعب الأميركية، وأنه يمكنهم مواصلة تقديم مستويات مميزة في حال الانتقال إلى الفريق المناسب في الظروف المناسبة، وهذا هو الرهان الذي وضعه لوس أنجليس على غاريث بيل.
واعتماداً على الوقت الذي سيشارك فيه بيل في المباريات، فمن الممكن ألا يكون مؤثراً مع فريقه لوس أنجليس الأميركي خلال الفترة السابقة لانطلاق بطولة كأس العالم 2022، لأن بيل سيكون بحاجة إلى بعض الوقت في البداية للتأقلم مع الانتقال إلى فريق جديد ودوري جديد وبلد جديد، كما سيكون حذراً للغاية حتى لا يتعرض لأي إصابة قد تمنعه من المشاركة في المونديال. وبالتالي، لن يكون مفاجئاً أن يتجنب بيل التدخلات القوية أثناء المباريات، بل ويتجنب اللعب على الملاعب الصناعية حتى لا تتأثر ركبتاه بهذا النوع من الإجهاد.
يلعب لوس أنجليس بطريقة 4 - 3 - 3. وهو ما سيسمح لبيل باللعب على اليسار أو اليمين، كما سيكون حتى بمقدوره اللعب في عمق الملعب حتى يمنح الفريق بُعداً مختلفاً داخل المستطيل الأخضر. وسيكون لدى لوس أنجليس أحد أفضل خطوط الهجوم وأكثره فعالية وسلاسة ومرونة في ظل وجود غاريث بيل وكارلوس فيلا، ناهيك عن وجود لاعبين مميزين آخرين مثل كريستيان أرانغو وبريان رودريغيز.
لكن بيل سيواجه مشكلة كبيرة عند خسارة فريقه للاستحواذ على الكرة، لأنه لا يجيد القيام بواجباته الدفاعية كما ينبغي، والدليل على ذلك أن ثلاثة لاعبين فقط من قائمة ريال مدريد التي تضم 26 لاعباً، كانوا أقل من غاريث بيل من حيث عدد التدخلات والاعتراضات لكل 90 دقيقة الموسم الماضي. وبالتالي، قد يتعين على زملائه الجدد في لوس أنجليس تعويض هذا العجز أو عدم الرغبة في الضغط على لاعبي الفريق المنافس.
ويمكن القول إن غاريث بيل يحتاج لوس أنجليس - من نَواحٍ كثيرة - أكثر مما يحتاج لوس أنجليس إليه، وهو ما يقول شيئاً ما عن تطور الدوري الأميركي على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية أو نحو ذلك. يحتاج اللاعب الويلزي إلى اللعب في فريق بمستوى عالٍ بما يكفي لإبقائه قوياً ولائقاً، ولكن ليس لإصابته، قبل كأس العالم هذا الشتاء، كما يحتاج إلى المشاركة في المباريات بشكل مستمر حتى يستعيد حساسية المباريات ويعود إلى المسار الصحيح. إن المخاطر ليست كبيرة جداً في الدوري الأميركي لكرة القدم.
قد لا يرى لوس أنجليس أفضل مستوى من بيل قبل عام 2023، وحتى في ذلك الوقت قد يواجه اللاعب الويلزي صعوبة في تقديم أداء ثابت ومتناسق خلال الموسم الذي يبدأ في فبراير (شباط)، خاصة أن العقد الأولي للاعب لمدة 12 شهراً فقط، لكن يُعتقد أنه يضم بنداً للتمديد حتى يوليو (تموز). لكن حتى لو قدم بيل لمحات جيدة من التألق خلال فترة قصيرة في الدوري الأميركي، فإن لوس أنجليس سيستفيد بكل تأكيد. وإذا حدث ذلك، ووصل بيل إلى كأس العالم في حالة بدنية وذهنية جيدة، فإن هذا يعني حصول كلا الطرفين على ما يريدانه.


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».