«الأصالة والمعاصرة» يثمن تعاون الرباط مع دي ميستورا لحل نزاع الصحراء

جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة (الشرق الأوسط)
TT

«الأصالة والمعاصرة» يثمن تعاون الرباط مع دي ميستورا لحل نزاع الصحراء

جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة (الشرق الأوسط)

ثمن المكتب السياسي لـ«حزب الأصالة والمعاصرة» المغربي (غالبية حكومية) التعاون البناء الذي يقوم به المغرب تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس مع جميع الأطراف الدولية؛ وعلى رأسها مبعوث الأمم المتحدة المكلف ملف الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب.
وأوضح الحزب في بيان له أول من أمس أن هذا التعاون من شأنه دفع العملية السياسية «تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة»، لإيجاد حل لهذا «النزاع المفتعل»، على أساس «مبادرة الحكم الذاتي» (مبادرة تقدم بها المغرب إلى مجلس الأمن سنة 2007 لحل «قضية الصحراء»). وشدد الحزب على أن هذا الحل يتم في إطار «الاحترام التام للسيادة المغربية على كامل التراب الوطني».
في السياق ذاته، ثمن المكتب السياسي للحزب عالياً فعاليات الجلسة العامة، التي عقدها البرلمان الأنديني بمدينة العيون؛ كبرى مدن المحافظات الصحراوية المغربية، عادّاً أن عقد هذا البرلمان، الذي يضم 5 دول (بوليفيا وكولومبيا والإكوادور وبيرو وتشيلي) جلسته العامة لأول مرة في تاريخه بمدينة العيون المغربية، يعدّ «تكريساً دولياً جديداً لمغربية الصحراء، وشهادات دولية مسترسلة على العمق التاريخي للمملكة المغربية، وعلى تطورها ورؤيتها المتبصرة في تحقيق التنمية الشمولية من شمال المغرب إلى أقصى جنوبه».
على صعيد آخر يتعلق بتصاعد ارتفاع أسعار المحروقات وانعكاساتها السلبية على القدرة الشرائية للمغاربة، أفاد بيان المكتب السياسي للحزب أنه يتابع هذه التطورات بقلق كبير، ويثمن إقدام الحكومة على تسريع إخراج مشروع القانون المتعلق بمجلس المنافسة (مؤسسة دستورية تراقب مدى احترام شروط المنافسة الاقتصادية)، وكذا مشروع القانون المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة، وقال الحزب إن هذا كان من مطالب الحزب بوصفه أحد الإجراءات الأساسية الكفيلة بتعزيز دور الدولة في ضبط السوق، والتصدي بحزم لكل الممارسات الاحتكارية والمنافسة غير الشريفة في المجال التجاري والاقتصادي.
وبخصوص أحداث 24 يونيو (حزيران) الماضي، التي وقعت بالممر الرابط بين مدينة الناظور ومليلية المحتلة من طرف إسبانيا (شمال المغرب)، حين اقتحم مئات المهاجرين المدينتين ما أدى لعدد من الوفيات، ثمن المكتب السياسي الجهود المبذولة لاحتواء المشكل، ومعالجته بشكل رصين وعقلاني، وطالب الحكومة باستئناف الدينامية التي أطلقتها المبادرة الملكية بتسوية الوضعية القانونية لأزيد من 50 ألف مهاجر غير نظامي، معظمهم من بلدان جنوب الصحراء، وذلك بتعبئة كل الإمكانات لإعطاء نفس جديد للاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، وتيسير سبل إدماج المهاجرين، وتمكينهم من الولوج إلى الخدمات الأساسية، مع دعوة الحكومة كذلك إلى التسريع بإخراج ما تبقى من النصوص التشريعية والتنظيمية ذات الصلة بالهجرة، لا سيما المراجعة الشاملة للقانون المتعلق بدخول وإقامة الأجانب، وملاءمته مع المستجدات الدستورية والالتزامات الدولية للمغرب، وكذا الإسراع بإخراج مشروع القانون رقم 66.17 المتعلق بالهجرة واللجوء.
أما بشأن نقص المياه الذي تفاقم بحدة في القرى، سواء على مستوى المياه الصالحة للشرب ومياه السقي، فقد أوضح الحزب أن انعكاسه المسترسل يهدد اليوم بأزمة عطش حادة، وبخسائر كبيرة في مجال الاستثمار الفلاحي. وأشاد الحزب بالتدابير والإجراءات التي وضعتها الحكومة لمجابهة هذه الأزمة. لكنه دعا إلى توسيع عضوية اللجنة الوزارية المكلفة موضوع المياه، واستنفار كل إمكانات الحكومة من أجل وضع، وتنزيل مخطط مائي وطني مستعجل، قصير الأمد.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

أعلن بيان للديوان الملكي المغربي، مساء أول من أمس، أن الملك محمد السادس تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح (أول) محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. وجاء في البيان أن العاهل المغربي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي. ويأتي هذا القرار تجسيداً للعناية الكريمة التي يوليها العاهل المغربي للأمازيغية «باعتبارها مكوناً رئيسياً للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، مايك روجرز، مساء أمس، في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز، خلال مؤتمر صحافي، عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم»، مبرزاً أن هذه المحادثات شكلت مناسبة للتأكيد على الدور الجوهري للمملكة، باعتبارها شريكاً للول

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

عقد حزبا التقدم والاشتراكية اليساري، والحركة الشعبية اليميني (معارضة برلمانية) المغربيين، مساء أول من أمس، لقاء بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية في الرباط، قصد مناقشة أزمة تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بسبب موجة الغلاء. وقال الحزبان في بيان مشترك إنهما عازمان على تقوية أشكال التنسيق والتعاون بينهما على مختلف الواجهات السياسية والمؤسساتية، من أجل بلورة مزيد من المبادرات المشتركة في جميع القضايا، التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وذلك «من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد، وعن القضايا الأساسية لجميع المواطنات والمواطنين».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

دعت «تنسيقية أسر وعائلات الشبان المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين» إلى تنظيم وقفة مطلبية اليوم (الخميس) أمام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي بالرباط، تحت شعار «نضال مستمر من أجل الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة والإنصاف»، وذلك «لتسليط الضوء» على ملف أبنائها المفقودين والمحتجزين ببعض الدول. وتحدث بيان من «التنسيقية» عن سنوات من المعاناة وانتظار إحقاق الحقيقة والعدالة، ومعرفة مصير أبناء الأسر المفقودين في ليبيا والجزائر وتونس وفي الشواطئ المغربية، ومطالباتها بالكشف عن مصير أبنائها، مع طرح ملفات عدة على القضاء. وجدد بيان الأسر دعوة ومطالبة الدولة المغربية ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والتع

«الشرق الأوسط» (الرباط)

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
TT

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)

في حين تغرق العلاقات بين الجزائر وباريس في دوامة من التوترات، جدّد جزائريون يعيشون بوسط فرنسا حملة سبق أن أطلقوها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لنزع اسم حاكم عسكري بالجزائر خلال القرن الـ19، اشتهر بالبطش ضد قبائل قادت ثورات عسكرية، بهدف طرد الاستعمار الفرنسي من البلاد.

مبادرة الجالية الجزائرية في فرنسا تأتي في وقت تتفاقم فيه التوترات بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

القصة بدأت قبل عدة أسابيع، عندما بدأت «جمعية فرنسيين من أصول جزائرية» تنشط بمدينة ليون، تضغط على عمدتها غريغوري دوسيه، من أجل استبدال اسم المارشال توماس بيجو (1784-1849) من شارع رئيسي بالدائرة السادسة بالمدينة، بحجة أن «الإبقاء عليه تمجيدٌ لمجرم حرب، وإهانة لنا، ولجميع الفرنسيين الذين يؤمنون بقيم الجمهورية والقيم الإنسانية لبلدنا فرنسا»، وفق ما كتبه ناشطو الجمعية في حساباتهم بالإعلام الاجتماعي.

ونظم مئات الأشخاص، عدد منهم يحمل جنسيتي البلدين، وآخرون هاجروا من الجزائر إلى فرنسا في بداية الألفينات، مظاهرة الأحد الماضي في الشارع، الذي يحمل اسم بيجو، لمطالبة رئيس البلدية دوسيه بإلغاء اسمه من المكان، على أساس أنه «عرف بمجازره التي ارتكبها في الجزائر في القرن التاسع عشر».

ووصف المتظاهرون أنفسهم بأنهم «أبناء مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، الذين تم خنقهم وحرقهم أحياء على يد مارشال فرنسا توماس بيجو»، الذي حكم الجزائر من 1830 إلى 1840.

اسم المارشال بيجو على اللوحة في باريس قبل نزعه (متداولة)

ويناضل المحتجون ليحمل الشارع، الذي يقع بالقرب من القنصلية الجزائرية، اسم «شارع 17 أكتوبر 1961»، تكريماً لـ297 جزائرياً نكّل بهم محافظ شرطة باريس، موريس بابون، عندما خرجوا في مظاهرات في ذلك التاريخ لدعم ثورة التحرير (1954-1962)، التي كانت على وشك الحسم مع الاستعمار.

ووفق الصحافة المحلية في ليون، فقد أعلن غريغوري دوسيه منذ فترة عن دعمه لفكرة تغيير تسمية شارع بيجو، وأكدت أنه «من المتوقع أن تطلق مدينة ليون في الأسابيع المقبلة لجنة من الخبراء لإجراء جرد للشارع والتماثيل، وكذا اللوحات والمواقع التي تُثير الجدل، وتقديم حلول لكل منها».

عمدة مدينة ليون غريغوري دوسيه (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

من جهته، أعلن «الاتحاد الجزائري»، وهو جمعية للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، عزمه رفع دعوى قضائية ضد دوسيه بتهمة «تمجيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، مقترحاً أن يصبح شارع بيجو «شارع كاميل بلان»، عمدة إيفيان-ليه-بان، الذي جرى اغتياله عام 1961 من قِبَل «منظمة الجيش السري»، في حين كان يناضل من أجل السلام في الجزائر.

وقتلت هذه المنظمة المئات من الأشخاص في الجزائر غداة الإعلان عن استقلالها عام 1962، رافضة فكرة خروج فرنسا منها.

عمدة باريس تشرف على إعادة تسمية الشارع بالدائرة 16 (بلدية باريس)

وفي حين يستمر الجدل في ليون، حسمت عمدة باريس، آن هيدالغو، القضية نفسها عندما نزعت في 14 من أكتوبر الماضي، اسم المارشال بيجو من طريق رئيسي بالدائرة رقم 16 «بسبب دوره السيئ في الجزائر؛ حيث ارتكب ما يمكن أن يعد اليوم جرائم حرب»، وفق بيان للعمدة التي تنتمي لليسار، والتي سمّت الطريق نفسه باسم هوبرت جيرمان، أحد رموز تحرير فرنسا من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب العلاقات بين البلدين من القطيعة، بعد أن اشتدت الأزمة بين البلدين في يوليو (تموز) الماضي، عندما أعلنت باريس دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وهو ما أثار سخط الجزائر، التي سحبت سفيرها فوراً، وألغت ترتيبات زيارة كانت ستقود الرئيس عبد المجيد تبون إلى فرنسا في خريف العام الماضي.

جانب من المظاهرة بدعم من الحزب الشيوعي الفرنسي (متداولة)

ومع ذلك ظل هدير الأزمة صامتاً، على الرغم من الحملات التي شنّها اليمين الفرنسي المتطرف بهدف إلغاء «اتفاق الهجرة 1968»، الذي يؤطر مسائل الإقامة والدراسة والعمل والتجارة، و«لمّ الشمل العائلي»، بالنسبة للجزائريين في فرنسا.