حفتر يطالب الليبيين بعدم «انتظار المعجزات»

صالح «يشتبه» في تورط رئيس المجلس الرئاسي بحرق مقر البرلمان

صورة وزعتها رئاسة أركان قوات حكومة الدبيبة لتكريم العسكريين الأتراك بالعاصمة طرابلس
صورة وزعتها رئاسة أركان قوات حكومة الدبيبة لتكريم العسكريين الأتراك بالعاصمة طرابلس
TT

حفتر يطالب الليبيين بعدم «انتظار المعجزات»

صورة وزعتها رئاسة أركان قوات حكومة الدبيبة لتكريم العسكريين الأتراك بالعاصمة طرابلس
صورة وزعتها رئاسة أركان قوات حكومة الدبيبة لتكريم العسكريين الأتراك بالعاصمة طرابلس

حثّ المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، الشعب الليبي على عدم «انتظار المعجزات»، وقال إنه «يتعين عليه إنتاج خريطة الطريق نحو الدولة المدنية المزدهرة». يأتي ذلك بينما التزم المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، الصمت حيال اتهام عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، له بالتورط مع شقيقه في عملية اقتحام مقر المجلس بمدينة طبرق، الجمعة الماضي.
وأضاف صالح، في تصريحات تلفزيونية، مساء أمس (الثلاثاء)، إن «هناك اشتباهاً في أن المنفي عن طريق شقيقه سامي لهما دور في هذه الأحداث»، التي وصفها بأنها «مؤامرة على الوطن ومطامع شخصية»، لكنه استدرك: «هذا يظل اشتباهاً، وبعد التحقيق سيظهر من قام بهذا العمل، لكن ما هو لدينا من معلومات أن شقيق المنفي متورط في هذه العملية».
واعتبر صالح أن مَن قام بهذه الأعمال التخريبية، هم خارجون عن القانون وأن القضاء سيلاحقهم على هذه الأفعال، لافتاً إلى أن مجلس النواب لا يستحق هذا التصرف من قبل هذه المجموعات، كونه مَن أصدر قانوني العفو العام وإلغاء العزل السياسي.
ولم يصدر على الفور أي رد رسمي من المجلس الرئاسي، أو الناطقة الرسمية باسمه حيال هذه الاتهامات التي من شأنها، بحسب مراقبين، إضعاف المبادرة التي أعلنها المجلس أول من أمس، للمصالحة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ العام الماضي.
من جهة أخرى، أعيد، أمس، فتح الطريق الساحلي غرب سرت عند البوابة (رقم 50) وإزالة السواتر الترابية، بعد ساعات فقط من مطالبة بعثة الأمم المتحدة بإعادة فتحه، وتأكيدها، في بيان، مساء أول من أمس، على ضرورة إبقاء هذا الطريق الحيوي مفتوحاً من كلا الاتجاهين لضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع بين المدن.
وكانت البعثة التي أعربت عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد بإغلاق متقطع للطريق، دعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال استفزازية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في البلاد، وأشادت بجهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لحماية اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020.
واعتبرت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، أن الطريق شريان حياة ولا يجوز حرمان المواطنين من أبسط حقوقهم منها حرية التنقل بين مختلف مناطق ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً. وقالت، في تغريدة لها عبر موقع «تويتر»: «ينبغي عدم المساومة بحقوق وحريات الليبيين مهما كان الأمر».
وكان مختار المعداني، عميد بلدية سرت، طالب مجلس مصراتة البلدي بالتواصل مع المجموعة التي أغلقت الطريق الساحلي لحل المشكلة، مشيراً إلى أن الإغلاق تسبب في مشكلات كبيرة للمواطنين.
من جانبه، قال المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إن الشعب الليبي هو من يدفع ثمن إخفاق الاتفاقيات والمبادرات المحلية والدولية بشأن ليبيا، واعتبر في كلمة خلال فعالية احتفالية بمدينة درنة، مساء أول من أمس، في ذكرى «تحريرها من الإرهاب»، أنه «يتعين على الشعب أن يتولى بنفسه إنتاج خريطة الطريق نحو الدولة المدنية المزدهرة»، ورأى أن «من يصنع الخلاص هو الشعب وحده دون سواه، وأن العصا السحرية الوحيدة القادرة على قلب الموازين لصالحه هي إرادته الحرة».
وطالب الشعب الليبي بـ«عدم انتظار وقوع المعجزات ليتحسن حاله»، مشيراً إلى أنه «ليس أمامه إلا تحطيم حاجز الخوف والتردد، لوضع حد لمن وصفهم بالمستهترين بمصالحه وتطلعاته والعابثين بثرواته ومقدراته».
بدوره، منح محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قائد بعثة التدريب التركية في ليبيا، نوط التدريب من الطبقة الأولى، وضابطي اتصال البعثة برئاسة الأركان العامة والقوات البحرية، نوط التدريب من الطبقة الثانية، تنفيذاً لقرار الدبيبة، باعتباره وزير الدفاع.
وقال الحداد إن التكريم، الذي حضره كبار العسكريين في قوات الدبيبة، جاء تقديراً للجهد المميّز في تدريب وتأهيل الجيش الليبي بناءً على أسس التعاون المشترك بين البلدين في مجال التدريب، للوصول إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والأداء.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.