حثّ المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، الشعب الليبي على عدم «انتظار المعجزات»، وقال إنه «يتعين عليه إنتاج خريطة الطريق نحو الدولة المدنية المزدهرة». يأتي ذلك بينما التزم المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، الصمت حيال اتهام عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، له بالتورط مع شقيقه في عملية اقتحام مقر المجلس بمدينة طبرق، الجمعة الماضي.
وأضاف صالح، في تصريحات تلفزيونية، مساء أمس (الثلاثاء)، إن «هناك اشتباهاً في أن المنفي عن طريق شقيقه سامي لهما دور في هذه الأحداث»، التي وصفها بأنها «مؤامرة على الوطن ومطامع شخصية»، لكنه استدرك: «هذا يظل اشتباهاً، وبعد التحقيق سيظهر من قام بهذا العمل، لكن ما هو لدينا من معلومات أن شقيق المنفي متورط في هذه العملية».
واعتبر صالح أن مَن قام بهذه الأعمال التخريبية، هم خارجون عن القانون وأن القضاء سيلاحقهم على هذه الأفعال، لافتاً إلى أن مجلس النواب لا يستحق هذا التصرف من قبل هذه المجموعات، كونه مَن أصدر قانوني العفو العام وإلغاء العزل السياسي.
ولم يصدر على الفور أي رد رسمي من المجلس الرئاسي، أو الناطقة الرسمية باسمه حيال هذه الاتهامات التي من شأنها، بحسب مراقبين، إضعاف المبادرة التي أعلنها المجلس أول من أمس، للمصالحة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ العام الماضي.
من جهة أخرى، أعيد، أمس، فتح الطريق الساحلي غرب سرت عند البوابة (رقم 50) وإزالة السواتر الترابية، بعد ساعات فقط من مطالبة بعثة الأمم المتحدة بإعادة فتحه، وتأكيدها، في بيان، مساء أول من أمس، على ضرورة إبقاء هذا الطريق الحيوي مفتوحاً من كلا الاتجاهين لضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع بين المدن.
وكانت البعثة التي أعربت عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد بإغلاق متقطع للطريق، دعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال استفزازية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في البلاد، وأشادت بجهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لحماية اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020.
واعتبرت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، أن الطريق شريان حياة ولا يجوز حرمان المواطنين من أبسط حقوقهم منها حرية التنقل بين مختلف مناطق ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً. وقالت، في تغريدة لها عبر موقع «تويتر»: «ينبغي عدم المساومة بحقوق وحريات الليبيين مهما كان الأمر».
وكان مختار المعداني، عميد بلدية سرت، طالب مجلس مصراتة البلدي بالتواصل مع المجموعة التي أغلقت الطريق الساحلي لحل المشكلة، مشيراً إلى أن الإغلاق تسبب في مشكلات كبيرة للمواطنين.
من جانبه، قال المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إن الشعب الليبي هو من يدفع ثمن إخفاق الاتفاقيات والمبادرات المحلية والدولية بشأن ليبيا، واعتبر في كلمة خلال فعالية احتفالية بمدينة درنة، مساء أول من أمس، في ذكرى «تحريرها من الإرهاب»، أنه «يتعين على الشعب أن يتولى بنفسه إنتاج خريطة الطريق نحو الدولة المدنية المزدهرة»، ورأى أن «من يصنع الخلاص هو الشعب وحده دون سواه، وأن العصا السحرية الوحيدة القادرة على قلب الموازين لصالحه هي إرادته الحرة».
وطالب الشعب الليبي بـ«عدم انتظار وقوع المعجزات ليتحسن حاله»، مشيراً إلى أنه «ليس أمامه إلا تحطيم حاجز الخوف والتردد، لوضع حد لمن وصفهم بالمستهترين بمصالحه وتطلعاته والعابثين بثرواته ومقدراته».
بدوره، منح محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قائد بعثة التدريب التركية في ليبيا، نوط التدريب من الطبقة الأولى، وضابطي اتصال البعثة برئاسة الأركان العامة والقوات البحرية، نوط التدريب من الطبقة الثانية، تنفيذاً لقرار الدبيبة، باعتباره وزير الدفاع.
وقال الحداد إن التكريم، الذي حضره كبار العسكريين في قوات الدبيبة، جاء تقديراً للجهد المميّز في تدريب وتأهيل الجيش الليبي بناءً على أسس التعاون المشترك بين البلدين في مجال التدريب، للوصول إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والأداء.
حفتر يطالب الليبيين بعدم «انتظار المعجزات»
صالح «يشتبه» في تورط رئيس المجلس الرئاسي بحرق مقر البرلمان
حفتر يطالب الليبيين بعدم «انتظار المعجزات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة