زُلزل المجتمع اللبناني، أمس (الثلاثاء)، بانتشار خبر جريمة تقشعر لها الأبدان ارتكبها متقاعد عسكري لبناني سابق من بلدة القاع، إحدى قرى قضاء بعلبك، إذ قام باغتصاب أطفال من الجنسَين قبل أن يفضحه أحد ضحاياه ويدفع به إلى السجن.
في تفاصيل الجريمة المروّعة التي تصدرت عناوين الصحف المحلية اليوم (الأربعاء)، فإنه منذ قرابة عشرة أيام استفاق أحد الأطفال من تأثير حبوب المخدّر ليجد نفسه عارياً داخل منزل المدعو «أ. ض» وهو حسب وسائل إعلام محلية خمسيني ورتيب متقاعد في أحد الأسلاك العسكرية.
فتوجّه الطفل على وجه السرعة إلى ذويه وأخبرهم بما حصل، ليتبيّن أن الطفل تعرّض للاغتصاب من «سفّاح القاع»، فما كان من ذويه إلا إبلاغ فرع مخابرات الجيش بالمنطقة التي كانت أصلاً تضع الرجل قيد المراقبة، ولديها شكوك حول سلوكه.
وحسب وسائل الإعلام، وضعت مخابرات الجيش خطة مُحكمة، وتمكنت من توقيفه، وضبطت على هاتفه فيديوهات وصوراً لعدد كبير ناهز الـ20 من ضحاياه. وبالتحقيق معه اعتراف الجاني بالتهم المنسوبة إليه بعد مواجهته بالأدلة والإثباتات ليتمّ بعد ذلك تحويله إلى فصيلة رأس بعلبك في قوى الأمن الداخلي، ومن ثم إلى مكتب مكافحة الاتجار بالأشخاص وحماية الآداب في الشرطة القضائية للتوسّع بالتحقيق معه بناءً على إشارة القضاء المختص.
وأحدثت هذه الجريمة من هول تفاصيلها، حالة غضب عارمة في الأوساط اللبنانية، وتحت وسم «سفاح الأطفال» طالب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بإنزال أشدّ العقوبات بالمغتصب والكشف عن هويته بالكامل وفضحه.
https://twitter.com/Doumit_Azzi/status/1544327547743240193
https://twitter.com/hibazinati/status/1544312043804704770
وازداد الغضب بعدما تداولت وسائل إعلام محلية خبراً مفاده أن ضغوطاً من جهات سياسية ودينية حمَت المرتكب من المحاسبة، وعملت على التعتيم على الموضوع في الفترة الماضية.
https://twitter.com/souad_gharios/status/1544367300400365575
https://twitter.com/DanyDargham/status/1544360990959181824
«اليونيسيف» تدعو لحماية الأطفال
وفي سياق متصل، دعت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)»، إلى حماية الأطفال وضمان سلامتهم وصون حقوقهم في ظل حالات العنف ضد الأطفال التي تزداد في لبنان.
وقال ممثل «اليونيسيف» في لبنان، إدوارد بيغبيدير، في بيان اليوم (الأربعاء)، إن «المعلومات والتقارير التي يتم تداولها مؤخراً في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي عن ممارسات عنفية جنسية وجسدية جسيمة بحق الأطفال هي مؤشر إضافي إلى تزايد مظاهر العنف ضد الأطفال في لبنان».
وأضاف: «تناشد اليونيسيف الأسر والمجتمعات والسلطات المحلية توفير السلامة والرفاه للأطفال والشباب، وتدعو الجميع إلى كسر حاجز الصمت حول إساءة معاملة الأطفال ودعم حقهم في الحماية حتى يتمكن كل طفل من العيش في بيئة آمنة خالية من العنف».