التضخم يعجل مباحثات التجارة الأميركية ـ الصينية

قد تشمل رفع رسوم جمركية

ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة لأعلى مستوى منذ 40 عاماً يضع الإدارة الأميركية في موقف حرج ويجبرها على التعاون مع الصين (إ.ب.أ)
ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة لأعلى مستوى منذ 40 عاماً يضع الإدارة الأميركية في موقف حرج ويجبرها على التعاون مع الصين (إ.ب.أ)
TT

التضخم يعجل مباحثات التجارة الأميركية ـ الصينية

ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة لأعلى مستوى منذ 40 عاماً يضع الإدارة الأميركية في موقف حرج ويجبرها على التعاون مع الصين (إ.ب.أ)
ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة لأعلى مستوى منذ 40 عاماً يضع الإدارة الأميركية في موقف حرج ويجبرها على التعاون مع الصين (إ.ب.أ)

أجرى نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين محادثات الثلاثاء، على ما أفادت وسيلة إعلام رسمية، في وقت تدرس فيه واشنطن رفع الرسوم الجمركية المشددة المفروضة على بعض المنتجات الصينية سعياً لاحتواء التضخم.
وسجل تدهور كبير في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (2017 - 2021)، الذي شن حرباً تجارية على العملاق الآسيوي، ترافقت مع فرض رسوم جمركية مشددة متبادلة طالت مجموعة واسعة من المنتجات، ولا يزال بعضها قائماً رغم توقيع البلدين هدنة في يناير (كانون الثاني) 2020.
وتدرس إدارة بايدن في سعيها للجم التضخم المزداد رفع بعض التدابير الجمركية عن منتجات صينية.
وأشار ليو هي، الذي يشرف على المسائل الاقتصادية وجانيت يلين خلال محادثاتهما عبر الفيديو، إلى أن «الاقتصاد العالمي يواجه تحديات خطيرة»، وفق ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة.
وذكرت الوكالة أن المحادثات كانت «بناءة»، وجرت بطلب من الولايات المتحدة. ولم يذكر التقرير سوى بشكل موجز مسألة الرسوم الجمركية المشددة، لكنه نقل «قلق» بكين حيال هذه التدابير التي تضر بالمنتجات الصينية في الولايات المتحدة.
وفرضت أول مجموعة من الرسوم الجمركية المشددة في 6 يوليو (تموز) 2018 وتلتها ثلاث مجموعات أخرى، بما يشمل واردات من الصين بقيمة 350 مليار دولار في السنة. وتنتهي مدة السلسلة الأولى من التدابير تلقائياً الأربعاء، في 6 يوليو، ما لم تطلب أي شركة في الولايات المتحدة تمديدها.
وتخضع إدارة بايدن لضغوط من أجل رفع هذه الرسوم المشددة في ظل تضخم غير مسبوق منذ أربعين عاماً يعانيه الأميركيون، وفيما تجد الشركات صعوبة في التزود بإمدادات أساسية.
واتفق ليو ويلين بحسب وكالة الصين الجديدة، على أن «الحفاظ معاً على استقرار سلاسل الإمداد العالمية هو لمصلحة البلدين والعالم».
في المقابل، يذكر تقرير واشنطن عن المحادثات «وطأة الحرب الروسية في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي والممارسات الاقتصادية غير النزيهة» الصينية. وجرى الاتصال قبل محادثات مرتقبة «خلال الأسابيع المقبلة» بين بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ، بحسب البيت الأبيض.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأنه من المتوقع أن يتراجع الرئيس الأميركي جو بايدن عن بعض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية قريباً، وهو قرار تقيده أهداف سياسية متنافسة لمعالجة التضخم والحفاظ على الضغط الاقتصادي على بكين، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».
ومن الممكن أن يشمل القرار الأميركي، رفع الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الاستهلاكية مثل الملابس واللوازم المدرسية، فضلاً عن إطلاق مجال واسع للسماح للمستوردين بطلب إعفاءات جمركية.
يشار إلى أن مكتب الممثل التجاري الأميركي يجري حالياً مراجعة إلزامية لفترة السنوات الأربع التي فرضت خلالها الرسوم الجمركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وأن فترة تعليق الشركات وغيرها من الأنشطة التجارية التي استفادت من الرسوم الجمركية ستنتهي في الخامس من يوليو الحالي، ما يمنح الإدارة فرصة لتقييم سياستها.
كانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قد قالت أوائل الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة تنظر في إمكان رفع بعض من الرسوم العقابية التي فُرضت على الصين في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وذلك في إطار مكافحة ارتفاع معدّل التضخم.
وقالت يلين إن بكين «مذنبة بارتكاب ممارسات تجارية مجحفة»، لكن وزيرة الخزانة أشارت إلى أن التدابير «لم تكن معدّة حقاً لخدمة مصالحنا الاستراتيجية». وتابعت: «انتهى الأمر بأن دفع الأميركيون» التكاليف الإضافية التي كان يفترض أن يسدّدها الصينيون، مشددة على أنها «ألحقت الضرر بالمستهلكين الأميركيين والشركات الأميركية».
وقالت يلين إن الإدارة الأميركية تنظر في كيفية «تعديل» الرسوم العقابية لكي تكون ذات فائدة استراتيجية أكبر، مشيرة إلى إمكان توفير «جدول زمني محدد في الأسابيع المقبلة» فيما يتعلق بـ«الإعفاءات» و«الرسوم»، مضيفة أن «هذا الأمر يخضع حالياً للدرس».


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

بنسبة 28 %... الرياض تتصدر استهلاك الكهرباء في السعودية لعام 2023

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

بنسبة 28 %... الرياض تتصدر استهلاك الكهرباء في السعودية لعام 2023

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

استحوذت منطقة الرياض على النصيب الأعلى من استهلاك الطاقة الكهربائية للقطاع السكني في السعودية خلال العام الماضي، بنسبة 28.1 في المائة، تليها منطقة مكة المكرمة بـ25.5 في المائة، وفي المنطقة الشرقية بمعدل 16.7 في المائة، وجاءت منطقة الباحة الأقل استهلاكاً بنسبة 0.9 في المائة على مستوى المناطق الإدارية.

وبحسب الهيئة العامة للإحصاء، بلغ متوسط ساعات التشغيل الأسبوعي للأجهزة الكهربائية لتسخين المياه 62.1 ساعة أسبوعيّاً خلال عام 2023، فيما بلغ متوسط ساعات التشغيل الأسبوعي للتكييف 51.5 ساعة أسبوعيّاً، وللتدفئة 17.9 ساعة أسبوعيّاً، وأما فيما يخص الأجهزة الكهربائية المستخدمة للطبخ فقط بلغ متوسط ساعات التشغيل الأسبوعي 6.8 ساعة أسبوعيّاً.

وأفادت الهيئة بأن نسبة الأسر المهتمة جدّاً بترشيد استهلاك الطاقة بلغت 92.1 في المائة خلال العام الماضي، ووصلت نسبة الأسر التي تطبق تعليمات ترشيد الطاقة في استخدام الأجهزة الكهربائية في المسكن 83.6 في المائة، بينما سجلت نسبة الأسر التي ترغب بإنفاق بعض المال لاستبدال الأجهزة القديمة بأجهزة حديثة ذات كفاءة طاقة أعلى 55.2 في المائة، وتشير النتائج إلى أن 42.3 في المائة من الأسر ترغب باستخدام الطاقة الشمسية في المسكن على مستوى المملكة.

وبيّنت النتائج أن نسبة المساكن التي تستخدم أشكال الطاقة المختلفة للطبخ في القطاع السكني بلغت 98.4 في المائة خلال عام 2023، وتشكل نسبة المساكن التي تستخدم مادة الغاز 89 في المائة من نسبة أشكال الطاقة المستخدمة للطبخ، بينما بلغت نسبة استخدام الكهرباء للطبخ 9.3 في المائة، أما فيما يخص المساكن التي تستخدم الأنواع الأخرى من أشكال الطاقة المختلفة للطبخ فقد بلغت نسبتها 0.1 في المائة.

يُذكر أن نشرة إحصاءات الطاقة المنزلي تعتمد على مصدرين للبيانات هما بيانات من مسح الطاقة المنزلية وبيانات من السجلات الإدارية من وزارة الطاقة، كما تعرض نتائج النشرة بيانات عن استخدامات الطاقة بأشكالها المختلفة في المسكن حسب أنواع المساكن وحيازتها في السعودية.