أميركا تحيي ذكرى استقلالها وسط معاناة بسبب الأسلحة النارية

السلطات تقبض على مطلق النار في شيكاغو... وبايدن يطالب بمزيد من الإجراءات للحد من انتشارها

آليات لقوى إنفاذ القانون قرب مكان إطلاق النار في هايلاند بارك (د.ب.أ)
آليات لقوى إنفاذ القانون قرب مكان إطلاق النار في هايلاند بارك (د.ب.أ)
TT

أميركا تحيي ذكرى استقلالها وسط معاناة بسبب الأسلحة النارية

آليات لقوى إنفاذ القانون قرب مكان إطلاق النار في هايلاند بارك (د.ب.أ)
آليات لقوى إنفاذ القانون قرب مكان إطلاق النار في هايلاند بارك (د.ب.أ)

قبضت السلطات في ولاية إلينوي الأميركية على المسلح الذي أمطر المتفرجين على موكب احتفالي بمناسبة عيد استقلال الولايات المتحدة في الرابع من يوليو (تموز) في إحدى ضواحي شيكاغو، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وجرح نحو 40 آخرين، مضيفاً اسماً آخر إلى قائمة طويلة من المدن والبلدات في بلاد تعاني من تفشي الأسلحة النارية وعمليات إطلاق النار الجماعية.
وعلى الرغم من هذا الحادث، فقد أضاءت العروض الملونة الكبيرة والصغيرة والألعاب النارية سماء الليل في واشنطن العاصمة ومدن نيويورك وسياتل ودالاس وغيرها.
وقال الرئيس جو بايدن، في بيان مشترك مع زوجته جيل بايدن، إنه «صُدم من عنف السلاح الأحمق الذي تسبب مرة أخرى في حزن المجتمع الأميركي في يوم الاستقلال هذا»، علماً بأنه وقّع قبل ثمانية أيام فقط على حزمة إجراءات نادرة، وإن متواضعة، أقرها الكونغرس للحد من الأسلحة النارية. وأضاف أن هناك «مزيداً من العمل الذي يتعين القيام به... مات ستة أشخاص وأصيب آخرون، لكن لدينا كثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، وعلينا السيطرة على هذا».
ووصفت الشرطة الشاب الذي أطلق النار من على سطح أحد المنازل بأنه كان مسلحاً ببندقية قوية، وأطلق النار على ما يبدو بشكل عشوائي وسط حشد متجمع للتعبير عن فرحتهم للفرق الموسيقية المحلية في مدينة هايلاند بارك بولاية إلينوي. وخلّفت الرشقتان الأوليان خمسة قتلى في مكان الحادث، ودفعت مئات الأشخاص إلى الفرار في حال من الذعر، تاركين وراءهم الكراسي المقلوبة والمبردات وعربات الأطفال. وكان بين الجرحى أطفال ومسنون في الثمانينات من العمر.
وقال الناطق باسم فرقة مكافحة الجرائم الرئيسية في لايك كاونتي كريستوفر كوفيلي، إن «كثيراً من الضحايا المتوفين» قضوا في مكان الحادث، وتوفي آخر بالمستشفى.
وأظهر مقطع فيديو صوره صحافي من شيكاغو بعد سماع إطلاق النار، فرقة موسيقية على عوامة تستمر في العزف، بينما كان الناس يركضون ويصرخون.
وأظهرت مقاطع من شريط فيديو دماء على الرصيف، فيما كان عناصر الشرطة يتحدثون مع الناس في وسط هايلاند بارك. وبدت الفوضى واضحة لدى سماع دوي إطلاق النار في شارع تناثرت فيه الكراسي والألعاب والبطانيات.
وقالت السلطات في مؤتمر صحافي، إن «أكثر من عشرين» شخصاً نقلوا إلى المستشفيات، وتأكدت وفاة ستة. وأكدت أن الشرطة تبحث عن المسلح، ونصحت السكان بالاحتماء في أماكنهم لأنها تتعامل مع «حادثة ناشطة».
وقال رئيس شرطة هايلاند بارك لو جوغمان، إن ضابط شرطة أوقف روبرت اي. كريمو (22 عاماً) على مسافة نحو خمسة أميال من مكان الحادث المحتمل بعد ساعات من نشر الشرطة لصورته وصورة لسيارته من طراز «هوندا»، وتحذيرها من أن هذا الشخص مسلح وخطير. ورفضت الشرطة تحديد كريمو على الفور كمشتبه فيه، لكنها أكدت أنه شخص محل اهتمام ونشر اسمه ومعلومات أخرى علناً كان خطوة جادة.
وكان هذا الهجوم طغى على احتفالات الأميركيين بعيد الاستقلال، الاثنين. وأعلنت السلطات في هايلاند بارك ومدن أخرى في المنطقة إلغاء المناسبات بسبب إطلاق النار.
وجاءت أنباء وقوع حادث إطلاق نار جماعي آخر في وقت حاولت فيه الولايات المتحدة إيجاد سبب للاحتفال باستقلالها والروابط التي ما زالت تجمعها. وكان يفترض أن يكون يوم عطلة والتوافد على المسيرات وأكل الهوت دوغ والبرغر في حفلات شواء بالفناءات الخلفية للبيوت والتجمع لمشاهدة إطلاق الألعاب النارية.
لكن إطلاق النار في هايلاند بارك ترك مشهداً فوضوياً ومتناقضاً في 4 يوليو (تموز)، إذ إن البلاد تعاني كثيراً من المخاطر: فهناك ركود اقتصادي يتربص، وسيؤثر إطلاق النار في هايلاند بارك على المعنويات الوطنية المنخفضة بالفعل بسبب عمليات إطلاق النار الجماعية مثل تلك التي استهدفت أخيراً مدرسة ابتدائية في مدينة يوفالدي بولاية تكساس ومتجراً في مدينة بافالو بولاية نيويورك.
كما انكشفت الانقسامات الاجتماعية والسياسية الحادة من خلال قرارات المحكمة العليا الأخيرة التي ألغت الحق الدستوري في الإجهاض وإلغاء قانون نيويورك الذي يقيد حمل السلاح في الأماكن العامة.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يوسّع قائمة المنظمات التي يهدّد بالانسحاب منها

الرئيس دونالد ترمب متوسطاً الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في أثناء استعدادهم لتوقيع اتفاقية جديدة في بوينس آيرس عام 2018 (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب متوسطاً الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في أثناء استعدادهم لتوقيع اتفاقية جديدة في بوينس آيرس عام 2018 (أ.ب)
TT

ترمب يوسّع قائمة المنظمات التي يهدّد بالانسحاب منها

الرئيس دونالد ترمب متوسطاً الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في أثناء استعدادهم لتوقيع اتفاقية جديدة في بوينس آيرس عام 2018 (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب متوسطاً الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في أثناء استعدادهم لتوقيع اتفاقية جديدة في بوينس آيرس عام 2018 (أ.ب)

منذ صعوده إلى السلطة للمرة الأولى عام 2016 تحت شعار «أميركا أولاً»، انسحب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب من عدد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، مما دفع البعض إلى وصف سياسته الخارجية بـ«الانعزالية».

وبعد نحو 5 أعوام، جدّد رؤيته هذه؛ إذ يستعد لإعادة تنفيذها مع تسلّمه المنصب للمرة الثانية غداً، ووسّع القائمة لتشمل منظمات أخرى، من بينها: الاتحاد البريدي العالمي، ومنظمة التجارة العالمية، ومعاهدة أميركا الشمالية.

وتجمّع الآلاف، أمس، في العاصمة واشنطن وعدد من المدن الأميركية، بمشهد وصف بأنه جزء من «مسيرة الشعب»، احتجاجاً على أولويات ترمب، التي يقول المشاركون في التجمع إنها ستقوّض حقوق المرأة والمهاجرين والأقليات العرقية والدينية. وقال المنظمون إنهم حصلوا على تصريح يسمح لـ50 ألف متظاهر فقط بالمشاركة في الحدث بالعاصمة.