الشاعر القصاص والفنان عبلة يتبادلان القصيدة واللوحة

في أمسية استضافها منتدى عفيفي مطر بغاليري «ضي»

جانب من الندوة التي تناولت الصورة في الشعر والفن
جانب من الندوة التي تناولت الصورة في الشعر والفن
TT

الشاعر القصاص والفنان عبلة يتبادلان القصيدة واللوحة

جانب من الندوة التي تناولت الصورة في الشعر والفن
جانب من الندوة التي تناولت الصورة في الشعر والفن

افتتح منتدى عفيفي مطر بغاليري «ضي» في حي الزمالك الراقي، بالقاهرة، أنشطته بأمسية جمعت بين الشعر والفن التشكيلي، وذلك على هامش معرض استعادي ضم كثيراً من أعمال الفنان المصري محمد عبلة، وشارك في الأمسية عبلة، والشاعر جمال القصاص، وقدمها الشاعر والكاتب الصحافي محمد حربي، الذي أشار في البداية إلى أن القصاص هو «من القلائل في المشهد الشعري المصري الذين يجيدون قراءة الفن التشكيلي بعمق شعري، وتربطه بأعمال محمد عبلة وشائج قربى من الجمال والإبداع. لذلك سنستمع إليهما وهما يتبادلان الأدوار، صعوداً إلى الشعر واللوحة معاً».
وذكر القصاص في مداخلته أن «محمد عبلة يصنع نقطة حميمية لعناق الشعر والفن التشكيلي في أعماله، كما أن علاقة الشعر بالتشكيل تأتي من خلال تجربتي شاعراً ومعايشتي للفن التشكيلي، ففي أعماقي فنان تشكيلي هارب، يكتب الشعر بمنظور بصري، ويحيل مرجعيته إليه، وليس للبلاغة التقليدية المعتادة. زمن الفنان التشكيلي هو زمن الصورة، يشكلها ويرسمها بإحساسه ومدى علاقته باللون والفراغ، والخط والمساحة، وكل المفردات التي تكوّن العمل الفني، الذي يصنع في النهاية الصورة الفنية، أما زمن الشاعر فتشكله اللغة، ينفتح من خلالها على ذاته والعالم من حوله».
وذكر القصاص أنه حين اقترح على الفنان محمد عبلة أن يسمي معرضه الاستعادي «مراحل» كان يعني ذلك، «فكل فنان مجرّب ومغامر له مراحل، ومحطات فنية، يراكم فيها معرفته وطرائقه الجمالية ويغادرها إلى محطة أخرى، لكن دائماً هناك علاقة بين كل محطة وسابقتها، من هنا يمكن القول إن مرحلة الطفولة مهمة جداً في تشكيل أي مبدع، وهي ليست مرتبطة باللغة فقط، ولكن بوعي الفنان. مناخات الطفولة حتى الآن تومض في لوحات محمد عبلة، وهي التي تقي الفن من عطب الشيخوخة، وتمنحه زمناً متجدداً. نحن نبحث دائماً عن طفولة الأشياء، والفن واللغة والزمن، والحب والحرية، والجمال، فهي تعني أننا نستطيع أن نصعد إلى الأعلى، وتعني أن الفنان يبحث عن لحظة خاصة، يستمدها من النور الداخلي الذي يصنعه فنه وينعكس على ذاته، وهذه اللحظة الخاصة يبحث عنها الشاعر أيضاً، يصنع من خلالها تميزه وتفرده، وخصوصيته، وهناك نقطة مهمة تتجلى بين التشكيل والشعر، تتركز في فكرة الكم المفتوح، فالشعر الحقيقي لا يمكن تأويله في دلالة محددة، وكذلك اللوحة لا تستطيع أن تقبض على معنى تام ونهائي لها، لأنها قابلة مع كل قراءة ومشاهدة أن تمنحك نفسها بشكل جديد. في أعمال محمد عبلة هناك ما يمكن أن نسميه (قصائد بصرية)، تكاد تفك الإطار وتخرج وتحتضن مشاهدها وتعانقه. مغامرة عبلة في الفن تستند على روافد كثيرة وتراكمات متنوعة من الخبرة، التي تلتقي فيها كل حدوسات المعرفة الإنسانية والفكرية والفنية والجمالية، والمسألة هنا ليست في تراكم الخبرة، لكن فيما يفعله الفنان بها وقدرته على استغلالها في الانفتاح على عالمه وذاته ومشاعره وعلى العالم الخارجي أيضاً».
ويستند عبلة في مغامراته التشكيلية، حسب رأي القصاص، على ركيزتين أساسيتين، الأولى أن الفن لديه فعل معايشة مستديمة لكل مفردات الطبيعة والحياة والواقع بكل انكساراته وصعوده، سياسياً واقتصادياً، وهو مسلح دائماً بالتأمل، بالقدرة على النفاذ فيما وراء الأشياء والعناصر، والتقاط المصادفة، ليصنع منها فنه، فهو قادر على صناعة لوحاته من فجوة أو حفرة في الشارع، أو شق في جدار، إن فكرة المعايشة اليومية يرفدها حجر آخر وركيزة أخرى، وهي الابتكار، فعبلة فنان حلول ابتكارية بامتياز، للخامة واللون والشكل والخط، والرؤية، وهي حلول متحركة، بقوة الفن والشعر معاً، ففي أعماله ثمة تجليات شعرية مغوية، من أبرزها شعرية الضوء، التي تجلت في معرضه الممتع «أضواء المدينة» ومغامرة اللعب مع النور الاصطناعي، عكس ما هو معتاد في الفن. فالضوء يتراءى في عزلته متجسداً في مصباح عمود إنارة يرعش تحت رذاذ المطر، وكأنه صدى لرعشة المدينة نفسها، في المقابل هناك الضوء الكرنفالي الصاخب في سهرات السمر بالمراكب النيلية، وفي طقوس الأفراخ الشعبية. وهناك شعرية اللون، وهي البطل الذي يضبط إيقاع كل الشعريات الأخرى، وهناك شعرية الحكاية، والطبيعة والمكان، بخاصة في لوحات المنظر الطبيعي، وشعرية النار والطرق في الأعمال النحتية، التي تستخدم الصب بخامة البرونز. ومن أرق شعريات عبلة شعرية الماء والنيل. حيث يظهر السطح رجراجاً بألوانه وكائناته، النيل عنده يعتبر قصيدة مفتوحة على هموم البشر والناس، وبعدهما الفكري والبصري، وقد غاص في قاع النيل الذي عاني من البشر وتصاريف الزمن، محتفياً بالونس به وشعرية مائه، بتجددها وحركيتها الدائمة.
وعرج القصاص على أعمال عبلة الغرافيكية، مشيراً إلى أن ما يلفت النظر، برغم صلادة الخامة، هو طابعها الشعري، وإيقاعها الموسيقي الخاص الذي يصل باللون إلى قوة إيحاء داخلية تضفي جواً من الدفء والبهجة على الإشارات والرموز في اللوحات التي ترتكز على بساطة التكوين وعفوية الخطوط والأشكال، والميل إلى ألوان تلقائية متفجرة وناصعة والانفلات من إيقاع البناء الهندسي الصارم، مع الاهتمام بالضوء وعنصر الحركة، ما يساهم في إبراز الفراغ والإيحاء به وتنظيمه على مسطح الكتلة بشكل انسيابي تلقائي، وفي سياق من العلاقات الجمالية الجديدة الخاصة.
ومن جهته، تحدث الفنان محمد عبلة عن علاقته بالشعر من خلال دواوين وقصائد جمال القصاص، وقال إنه من أوائل من كتبوا عن معارضه، وقد عرفه عن طريق الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر، وقد كان بالنسبة له ميزاناً لمعرفة الغث والسمين في الحركة الثقافية المصرية. وقال عبلة: «كنت أتردد وقتها على أتيليه القاهرة، وقد شعرت أن هذا هو المكان الذي يمكنني من خلاله أن أرى مصر، وقد كان عفيفي يشير لي إلى من يمكن أن أقيم معهم علاقات مجدية ومفيدة، كان عفيفي يرى أن جمال القصاص شاعر صاحب خصوصية، وقد دفعني هذا لقراءة شعره مبكراً، وحين بدأت في إقامة معارض لي كان هو أيضاً يتابعني، ويهتم بما أقدم من فن، وأنا أعتبره من أهم شعراء مصر حالياً وهو قادر على الابتكار في إطار قصائده، فهو لا يستعير ابتكارات غيره ولا مغامراتهم، وحين نقرأ قصائده نجدها دائماً تشكل تكوينات جديدة وتخريجات مبتكرة للغة، هناك علاقات خاصة جداً بكل لفظ يخلق من خلاله عوالم جديدة ومدهشة بما فيها من استعارات خاصة به، وهو قادر على استنباط الجديد دائماً».
ولفت عبلة إلى أن علاقته بالشعر والشعراء جعلته يدرك قيمة الاختزال والتكثيف والاختصار، فبعد أن درس الفن في مصر والنمسا وسويسرا، وقام بتدريسه أيضاً، فهم ماهية الفن الحديث والمعاصر، وكان دائماً حريصاً على ألا تكون مغامراته داخل تاريخ الفن، وألاعيبه، وقال: «هناك فنانون كثيرون تشعر في أعمالهم بقوة التعبير في ألوانهم أو ملامسها، أو في حلولهم التكعيبية والتجريدية التي يلجأون إليها وتظهر في أعمالهم ويقدمونها بشكل جميل، أما أنا فقد كنت دائماً أبتعد عن الوقوع في فخ اللعب مع الفن، وقد استعضت عن ذلك باستخدام ما لديّ من معرفة للعب مع ذاتي وحياتي وتاريخي».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ضمن توجه لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً، تدرس مصر مقترحات بإنشاء كيان مستقل لإدارة المنطقة بوصفها أحد معالم السياحة الثقافية في العاصمة المصرية، بما تملكه من بنايات تراثية ذات طرز معمارية فريدة.

المقترحات التي ناقشها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري خلال اجتماع مع الوزارات والجهات المعنية، الاثنين، تهدف إلى إعداد رؤية متكاملة لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» التي تشهد أعمال تطوير واسعة، واستثمارها سياحياً. ووفق بيان لمجلس الوزراء، ناقش الاجتماع مقترحاً بتكليف أو إنشاء «كيان» مختص لإدارة المنطقة وتشغيلها.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع أن «هناك اهتماماً كبيراً بإعادة إحياء منطقة القاهرة الخديوية، والاستغلال الأمثل لها، خصوصاً بعد انتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة»، مشيراً إلى أن «تجارب الدول التي قامت بإحياء المناطق التاريخية عمدت إلى تكليف (كيان) مستقل لإدارة هذه المناطق، ولذا فهناك رؤية ومقترح بإنشاء كيان مستقل يختص بإدارة هذه المنطقة؛ وذلك بما يسهم في الاستغلال الأمثل لها، والحفاظ عليها»، وفق بيان لمجلس الوزراء.

خطط لترميم مباني القاهرة الخديوية وتطويرها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتقع القاهرة الخديوية في وسط العاصمة المصرية، ويُطلق عليها «وسط البلد»، وتمتد من منطقة الجزيرة وكوبري قصر النيل غرباً إلى منطقة الأزبكية وميدان العتبة شرقاً، وبلغت مساحتها في مخطط الخديو إسماعيل نحو 20 ألف فدان، واستغرق إعداد وتصميم وتنفيذ مشروع القاهرة الجديدة 5 سنوات، وفق المجلس الأعلى للثقافة.

وتتميّز القاهرة الخديوية بطرز معمارية فريدة ساهم فيها معماريون فرنسيون وإيطاليون وألمان ومصريون، فقد أنشأها الخديو إسماعيل عقب زيارته للمعرض العالمي في باريس عام 1867، وعلى نهج تطوير باريس على يد هاوسمان، قرّر الخديو الاستعانة بالمعماري الفرنسي نفسه لتخطيط القاهرة، وتعيين علي باشا مبارك وزيراً للأشغال العمومية للإشراف على تنفيذ المخطط العمراني للقاهرة على غرار باريس. وفق وزارة السياحة والآثار المصرية.

ويرى الخبير الآثاري، مفتش الآثار في وزارة السياحة والآثار المصرية الدكتور، أحمد عامر أن «إعادة إحياء القاهرة التاريخية وتطويرها يأتيان ضمن التوجه الحكومي للاهتمام بالسياحة الثقافية لتحقيق التوازن بين جميع أشكال المنتج السياحي، إذ إن السياحة الشاطئية هي الأكثر رواجاً»، وقال عامر لـ«الشرق الأوسط»: إن «إسناد إدارة وتشغيل المنطقة إلى (كيان) مختص أمر جيد سيساهم في استعادة القاهرة الخديوية لرونقها وشغلها مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية العالمية بما تملكه من مقومات فريدة».

ووجه رئيس الحكومة المصرية بتشكيل مجموعة عمل لدرس المقترحات الخاصة بـ«القاهرة الخديوية»، محدداً فترة لا تتعدى شهراً واحداً للانتهاء من دراستها حتى يتسنى البدء في التنفيذ.

بنايات تراثية في القاهرة التاريخية وطرز معمارية فريدة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وخلال الاجتماع أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني أن «الرؤية الاستراتيجية للقاهرة الخديوية تتضمن وضع إطارٍ مؤسّسي لإدارة الأصول في المنطقة»، موضحاً أن «فكرة إنشاء (كيان) مختص لتشغيلها وإدارتها تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار وجذب الاستثمارات السياحية».

واقترح عامر أن يجري «استثناء القاهرة الخديوية من القرارات الحكومية الخاصة بتحديد مواعيد رسمية لإغلاق المحلات والمتاجر، وكذلك استثناؤها من تطبيق خطة ترشيد استهلاك الكهرباء التي تقضي بإطفاء إنارة الشوارع في مواعيد محدّدة»، ففي رأيه أن «السياحة الثقافية لها خصوصية، وعندما يأتي السائح إلى القاهرة الخديوية فإنه يميل إلى السّهر ليلاً، خصوصاً في فصل الصيف، والتّجول والتّسوق».

وحدّدت وزارة التنمية المحلية منذ عام 2020 مواعيد لعمل المحلات والمتاجر، حيث تبدأ فتح أبوابها شتاء في السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء، ويُمدّد الموعد في أيام الإجازات والأعياد ويومي الخميس والجمعة حتى الحادية عشرة، بينما يسمح للمطاعم والكافيهات بالعمل حتى 12 مساء، وفي فصل الصيف يكون موعد الإغلاق الرئيس الحادية عشرة مساء، كما تُطبّق الحكومة خطة لترشيد استهلاك الكهرباء تقضي بإطفاء جزئي لإنارة الشوارع.

وتتضمن مقترحات إعادة إحياء القاهرة الخديوية وضع خطط للترويج والتسويق السياحي للمنطقة، ودراسات السوق، ومعدّلات الطّلب على مختلف أشكال المنتج السياحي، وفق بيان مجلس الوزراء.

ويرى الخبير السياحي الدكتور زين الشيخ أن تسويق المنتج السياحي في القاهرة الخديوية يحتاج إلى رؤى وخطط مختلفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مصر تمتلك تميّزاً وخصوصية في السياحة الثقافية بجميع أشكالها، من متاحف وحضارة وبنايات تراثية، لذا يجب أن تكون خطط تسويق القاهرة الخديوية غير تقليدية، مباشرة مثل المشاركة في المعارض السياحية الدولية، والدعاية في الأسواق السياحية المختلفة، وغير مباشرة، مثل استخدام القوة الناعمة، عبر الأعمال الفنية، من أفلام ومسلسلات، ودعوة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من دول العالم إلى الحضور لمصر».