مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

اقتراحات بإنشاء كيان مستقل لإدارة المنطقة

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ضمن توجه لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً، تدرس مصر مقترحات بإنشاء كيان مستقل لإدارة المنطقة بوصفها أحد معالم السياحة الثقافية في العاصمة المصرية، بما تملكه من بنايات تراثية ذات طرز معمارية فريدة.

المقترحات التي ناقشها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري خلال اجتماع مع الوزارات والجهات المعنية، الاثنين، تهدف إلى إعداد رؤية متكاملة لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» التي تشهد أعمال تطوير واسعة، واستثمارها سياحياً. ووفق بيان لمجلس الوزراء، ناقش الاجتماع مقترحاً بتكليف أو إنشاء «كيان» مختص لإدارة المنطقة وتشغيلها.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع أن «هناك اهتماماً كبيراً بإعادة إحياء منطقة القاهرة الخديوية، والاستغلال الأمثل لها، خصوصاً بعد انتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة»، مشيراً إلى أن «تجارب الدول التي قامت بإحياء المناطق التاريخية عمدت إلى تكليف (كيان) مستقل لإدارة هذه المناطق، ولذا فهناك رؤية ومقترح بإنشاء كيان مستقل يختص بإدارة هذه المنطقة؛ وذلك بما يسهم في الاستغلال الأمثل لها، والحفاظ عليها»، وفق بيان لمجلس الوزراء.

خطط لترميم مباني القاهرة الخديوية وتطويرها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتقع القاهرة الخديوية في وسط العاصمة المصرية، ويُطلق عليها «وسط البلد»، وتمتد من منطقة الجزيرة وكوبري قصر النيل غرباً إلى منطقة الأزبكية وميدان العتبة شرقاً، وبلغت مساحتها في مخطط الخديو إسماعيل نحو 20 ألف فدان، واستغرق إعداد وتصميم وتنفيذ مشروع القاهرة الجديدة 5 سنوات، وفق المجلس الأعلى للثقافة.

وتتميّز القاهرة الخديوية بطرز معمارية فريدة ساهم فيها معماريون فرنسيون وإيطاليون وألمان ومصريون، فقد أنشأها الخديو إسماعيل عقب زيارته للمعرض العالمي في باريس عام 1867، وعلى نهج تطوير باريس على يد هاوسمان، قرّر الخديو الاستعانة بالمعماري الفرنسي نفسه لتخطيط القاهرة، وتعيين علي باشا مبارك وزيراً للأشغال العمومية للإشراف على تنفيذ المخطط العمراني للقاهرة على غرار باريس. وفق وزارة السياحة والآثار المصرية.

ويرى الخبير الآثاري، مفتش الآثار في وزارة السياحة والآثار المصرية الدكتور، أحمد عامر أن «إعادة إحياء القاهرة التاريخية وتطويرها يأتيان ضمن التوجه الحكومي للاهتمام بالسياحة الثقافية لتحقيق التوازن بين جميع أشكال المنتج السياحي، إذ إن السياحة الشاطئية هي الأكثر رواجاً»، وقال عامر لـ«الشرق الأوسط»: إن «إسناد إدارة وتشغيل المنطقة إلى (كيان) مختص أمر جيد سيساهم في استعادة القاهرة الخديوية لرونقها وشغلها مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية العالمية بما تملكه من مقومات فريدة».

ووجه رئيس الحكومة المصرية بتشكيل مجموعة عمل لدرس المقترحات الخاصة بـ«القاهرة الخديوية»، محدداً فترة لا تتعدى شهراً واحداً للانتهاء من دراستها حتى يتسنى البدء في التنفيذ.

بنايات تراثية في القاهرة التاريخية وطرز معمارية فريدة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وخلال الاجتماع أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني أن «الرؤية الاستراتيجية للقاهرة الخديوية تتضمن وضع إطارٍ مؤسّسي لإدارة الأصول في المنطقة»، موضحاً أن «فكرة إنشاء (كيان) مختص لتشغيلها وإدارتها تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار وجذب الاستثمارات السياحية».

واقترح عامر أن يجري «استثناء القاهرة الخديوية من القرارات الحكومية الخاصة بتحديد مواعيد رسمية لإغلاق المحلات والمتاجر، وكذلك استثناؤها من تطبيق خطة ترشيد استهلاك الكهرباء التي تقضي بإطفاء إنارة الشوارع في مواعيد محدّدة»، ففي رأيه أن «السياحة الثقافية لها خصوصية، وعندما يأتي السائح إلى القاهرة الخديوية فإنه يميل إلى السّهر ليلاً، خصوصاً في فصل الصيف، والتّجول والتّسوق».

وحدّدت وزارة التنمية المحلية منذ عام 2020 مواعيد لعمل المحلات والمتاجر، حيث تبدأ فتح أبوابها شتاء في السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء، ويُمدّد الموعد في أيام الإجازات والأعياد ويومي الخميس والجمعة حتى الحادية عشرة، بينما يسمح للمطاعم والكافيهات بالعمل حتى 12 مساء، وفي فصل الصيف يكون موعد الإغلاق الرئيس الحادية عشرة مساء، كما تُطبّق الحكومة خطة لترشيد استهلاك الكهرباء تقضي بإطفاء جزئي لإنارة الشوارع.

وتتضمن مقترحات إعادة إحياء القاهرة الخديوية وضع خطط للترويج والتسويق السياحي للمنطقة، ودراسات السوق، ومعدّلات الطّلب على مختلف أشكال المنتج السياحي، وفق بيان مجلس الوزراء.

ويرى الخبير السياحي الدكتور زين الشيخ أن تسويق المنتج السياحي في القاهرة الخديوية يحتاج إلى رؤى وخطط مختلفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مصر تمتلك تميّزاً وخصوصية في السياحة الثقافية بجميع أشكالها، من متاحف وحضارة وبنايات تراثية، لذا يجب أن تكون خطط تسويق القاهرة الخديوية غير تقليدية، مباشرة مثل المشاركة في المعارض السياحية الدولية، والدعاية في الأسواق السياحية المختلفة، وغير مباشرة، مثل استخدام القوة الناعمة، عبر الأعمال الفنية، من أفلام ومسلسلات، ودعوة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من دول العالم إلى الحضور لمصر».


مقالات ذات صلة

انتقادات لمؤثرة سورية تعيد الجدل حول شخصية «فرعون موسى»

يوميات الشرق المتحف الكبير في مرحلة الافتتاح التجريبي (الشرق الأوسط)

انتقادات لمؤثرة سورية تعيد الجدل حول شخصية «فرعون موسى»

أعادت انتقادات وجهها متابعون سوشياليون لمؤثرة سورية الجدل حول شخصية «فرعون موسى»، بعدما نشرت مقطع فيديو للملك رمسيس الثاني من داخل المتحف المصري الكبير.

عصام فضل (القاهرة )
ثقافة وفنون صورة جوية لبئر الماء المكتشفة والدَّرَج المؤدي إلى القاع (كونا)

اكتشاف بئر ماء أثرية في «فيلكا» الكويتية تعود إلى ما قبل 1400 عام

أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، الأحد، اكتشاف بئر ماء أثرية في جزيرة فيلكا تعود لفترة ما قبل الإسلام وبداية العهد الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
يوميات الشرق الأطفال أكثر الدفنات الموجودة بجبانة كانت ورشة للفخار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني في سوهاج

البعثة الأثرية المصرية - الأميركية من جامعة بنسلفانيا عثرت على المقبرة الملكية بجبانة «جبل أنوبيس» بأبيدوس في سوهاج.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق تعابيرها الحيّة مخيفة (مطبعة جامعة كمبردج)

دمى «مُخيفة وتكاد تتحرّك» من 2400 عام في السلفادور

اكتشف علماء آثار في أميركا الوسطى دمى طينية غريبة يعود تاريخها إلى 2400 عام، خلال عمليات تنقيب في موقع غير متوقَّع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

أكد علماء آثار اليوم (الأربعاء) أنهم عثروا على أحفورة وجه جزئي لأحد أسلاف الإنسان هي الأقدم في أوروبا الغربية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«قطايف» يقود سامح حسين للتكريم رسمياً في مصر

وزير الأوقاف المصري يكرم الفنان سامح حسين (وزارة الأوقاف)
وزير الأوقاف المصري يكرم الفنان سامح حسين (وزارة الأوقاف)
TT

«قطايف» يقود سامح حسين للتكريم رسمياً في مصر

وزير الأوقاف المصري يكرم الفنان سامح حسين (وزارة الأوقاف)
وزير الأوقاف المصري يكرم الفنان سامح حسين (وزارة الأوقاف)

حظي الفنان المصري سامح حسين بتكريم رسمي من وزارة الأوقاف المصرية؛ لما يقدمه من محتوى في برنامجه الرمضاني «قطايف»، الذي ينشره على صفحته على «يوتيوب» ووسائل التواصل المختلفة.

وأشاد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ببرنامج الفنان سامح حسين، خلال شهر رمضان. وخلال حفل إفطار رمضاني، في ذكرى يوم الشهيد والمحارب القديم، أكد الرئيس على ضرورة تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة، مشدداً على الدور الجوهري للإعلام المصري في هذا المجال، إلى جانب دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة في بناء مجتمع قوي، وفق بيان لرئاسة الجمهورية، الاثنين. 

وكان وزير الأوقاف المصري، الدكتور أسامة الأزهري، قد استقبل الفنان سامح حسين، بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية، في لقاء يؤكد على «اهتمام الوزارة بدور القوى الناعمة في بناء الوعي، وتعزيز منظومة القيم الأخلاقية».

وكرَّم وزير الأوقاف الفنان سامح حسين؛ تقديراً لعطائه الفني المتميز، وما قدَّمه من محتوى هادف وناجح من خلال برنامجه «قطايف»، الذي يُذاع في شهر رمضان، والذي أثَّر تأثيراً كبيراً في وجدان المصريين، ولمس قلوبهم، كما ثمَّن جهوده في تقديم أعمال تحمل رسائل تربوية، وأخلاقية، وإنسانية سامية، تُسهم في بناء الوعي، وتعزيز القيم المجتمعية النبيلة. وفق بيان للوزارة، الاثنين.

وعَدّ وزير الأوقاف إسهامات الفنان سامح حسين في تقديم هذا المحتوى المتميز تعزز الهوية الثقافية المصرية، وترسِّخ القيم الإيجابية في المجتمع، وأكد أن الفن الواعي يُعد شريكاً رئيسيّاً في مسيرة التنوير، وبناء الشخصية الوطنية.

وثمَّن وزير الأوقاف الدور الذي تلعبه الدراما الهادفة في معالجة قضايا المجتمع، مشيراً إلى أن مصر منارة للفنون الراقية، التي تترك أثراً إيجابيّاً في وجدان الأجيال. وأوضح أن الوزارة حريصة على مد جسور التعاون مع المثقفين والمبدعين لنشر الفكر المستنير، وتحصين المجتمع ضد أي أفكار هدامة، مؤكداً أن العمل الفني إذا توافر له الحس التربوي والأخلاقي، أصبح وسيلة قوية لنشر الوعي، وتعزيز السلوكيات الإيجابية.

وأهدى وزير الأوقاف الفنان سامح حسين، كتاب «ماذا حدث للمصريين؟» للكاتب الكبير جلال أمين، إلى جانب درع الوزارة؛ تقديراً لإسهاماته المتميزة في نشر الفضائل من خلال فنه الراقي، ورسالته الفنية السامية.

وأعرب الفنان سامح حسين عن سعادته بهذا التكريم، معتبراً أنه وسام شرف على صدره، مشيراً إلى أن هذا التكريم يؤكد مدى اهتمام الدولة بدور الفن في تشكيل الوعي المجتمعي. وأكد أن العمل الفني رسالة ومسؤولية، وأنه يسعى دائماً إلى تقديم محتوى يحترم عقول المشاهدين، ويراعي قيم المجتمع وثوابته.

وزير الأوقاف المصري يكرم الفنان سامح حسين (وزارة الأوقاف)

وكان رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، كرّما الفنان سامح حسين، السبت، في «ماسبيرو»؛ لما يقدمه من محتوى هادف عبر برنامجه الذي يبثه على صفحته بـ«يوتيوب» خلال شهر رمضان.

ويقدم الفنان سامح حسين برنامج «قطايف» منذ بداية شهر رمضان، ولا تزيد الحلقة على دقيقتين، وحصد اهتماما كبيراً وتصدر «التريند» على «غوغل» و«إكس» في مصر، خلال الأيام الماضية، ويقدم خلال البرنامج نصائح تربوية وأفكاراً عامة عن الحياة، مدعومة بالاستشهادات الدينية.

ويحظى سامح حسين بجمهور على صفحاته «السوشيالية»، يتجاوز عدده 10 ملايين متابع على فيسبوك، و3 ملايين على «إنستغرام» ومثله على «تيك توك».

وعدّ المتخصص في «السوشيال ميديا» والإعلام الرقمي، معتز نادي، الفنان سامح حسين نجح في التعامل مع معطيات شهر رمضان بشكل يحقق رواج القيمة وليس «التريند» الوهمي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «بداية من الاسم (قطايف) الذي اختاره لبرنامجه بما يحمله من دلالة تعبر عن مكون مميز للشهر الكريم، وصولاً إلى الموضوعات التي تحمل رسالة وقيمة إيجابية وبتكلفة دعاية لا تذكر، فاستطاع أن يستحوذ على اهتمام المتابعين ويلقى استحسانهم بمشاهدات غير متوقعة، لدرجة جعلته يعتبر ما يحدث معه (معجزة)»، واعتبر نادي أن «تكريم سامح حسين سواء من الهيئة الوطنية للإعلام قبل يومين، أو من وزارة الأوقاف، هو دليل نجاح لما يقدمه، وانتصار للقيمة الحقيقية للمحتوى الهادف».

ومن الحلقات التي شهدت رواجاً كبيراً، حلقة تحدث فيها الفنان عن الموت، وأن الإنسان يمر كل عام على تاريخ وفاته دون إدراكه؛ لأنه ببساطة لا يعرفه، واصفاً يوم وفاة أي شخص بأنه سيكون يوماً عادياً، وستستمر الحياة بعده، وأن خبر الوفاة على «فيسبوك» سيحظى بدمعة حزن، وفي المنشور التالي مباشرة ستكون هناك ضحكة، في رسالة مفادها بأن «موت الإنسان لن يغير شيئاً في العالم حوله، لذلك عليه أن يجعل لحياته معنى». وفي حلقة أخرى تحدث عن مصر وقيمتها الكبيرة منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث.

وأكد المتخصص في الإعلام الرقمي أن «التكريم يعكس توجه وزارة الأوقاف نحو الاستفادة من القوى الناعمة الممثلة في الفن وصناعه والقائمين عليه، لدعم منظومة القيم الأخلاقية ونشر الفكر المستنير، ويعبر عن إدراك مؤسسات الدولة لأهمية الأعمال الدرامية والفنية في مواجهة التطرف وتعزيز الانتماء الوطني».

واشتهر الفنان سامح حسين بتقديم الأعمال الكوميدية في الدراما والسينما، وحظي بشهرة كبيرة خلال مشاركته في مسلسل «راجل وست ستات» مع أشرف عبد الباقي لعدة مواسم متتالية، كما شارك في العديد من الأفلام والمسلسلات، ولعب بطولة مسلسل «عبودة ماركة مسجلة» عام 2009، وكان أحدث أفلامه «ساندوتش عيال» عام 2024.