الحرب في أوكرانيا تدفع الصومال نحو المجاعة... وخيارات «مرعبة» (صور)

صوماليون في المخيمات في مقديشو (أ.ب)
صوماليون في المخيمات في مقديشو (أ.ب)
TT

الحرب في أوكرانيا تدفع الصومال نحو المجاعة... وخيارات «مرعبة» (صور)

صوماليون في المخيمات في مقديشو (أ.ب)
صوماليون في المخيمات في مقديشو (أ.ب)

لقي أكثر من عشرين طفلاً حتفهم من الجوع خلال الشهرين الماضيين في أحد مستشفيات الصومال، حيث شهد الدكتور يحيى عبدي جارون قدوم أهالي هؤلاء الأطفال «الهزيلين» من المناطق الريفية الأكثر جفافاً منذ عقود، وسط عدم وصول أي مساعدات إنسانية إلى تلك المناطق.

وبعد وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا، أبلغت جهة مانحة كانت بصدد تقديم نصف مليون دولار لمنظمة مساعدات صومالية مديرها التنفيذي حسين كولمي، أنها ستعيد توجيه الأموال لمساعدة الأوكرانيين بدلاً من ذلك.
وفي حين يملأ الصوماليون الفارون من الجفاف أكثر من 500 مخيم في مدينة بيدوا، قال الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي يان إيغلاند، في تصريح لوكالة «أسوشييتد برس» إن عمال الإغاثة يتخذون خيارات «مرعبة» لمساعدة أحد المخيمات وتجاهل 10 آخرين، مؤكداً أنه «غاضب ويخجل من نفسه».
وسحبت الحرب في أوكرانيا فجأة ملايين الدولارات من أزمات أخرى. وقد يكون النقص الكبير في الغذاء الذي يواجهه الصومال سببه إلى حد كبير الحرب على أوكرانيا.
وانخفض تمويل المساعدات في الصومال إلى أقل من النصف مقارنةً بالعام الماضي بينما أرسل المانحون الغربيون أكثر من 1.7 مليار دولار للرد على الحرب في أوروبا.
ربما يكون التحول العالمي في الأموال والاهتمام هذا العام أكثر إلحاحاً في القرن الأفريقي، بما في ذلك إثيوبيا وكينيا، حيث يمكن إعلان المجاعة في غضون أسابيع في بعض المناطق. وحسب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فإن السلطات الإقليمية لم تشهد مجاعة بهذا الحجم منذ أكثر من 100 عام.
وبعدما نفقت ملايين المواشي التي تعد ثروة ومصدر غذاء للأسر، الناس سيموتون تالياً.
ويمشي الصوماليون المنهكين لأيام وسط الأراضي التي ضربها الجفاف مثل مقديشو بحثاً عن المساعدة.

وجلست حواء عثمان بلال خارج خيمتها المؤقتة وهي تحمل ملابس ابنتها أفراح التي ماتت مثل الكثير من الصوماليين المستضعفين بعد الرحلة الصعبة لطلب المساعدة.
قالت الأم: «كانت نحيفة وهزيلة، وماتت أمامي». ودُفنت الفتاة في مكان قريب، وكان قبرها واحداً من بين قبور صغيرة عدة في المكان.

وتحدثت دهابو عيسى (60 عاماً)، وهي تجلس خارج خيمتها المؤقتة في مخيم للنازحين في ضواحي مقديشو، أنها فرّت من الجفاف من دون أي طعام أو ماء، ما تسبب في وفاة أربعة من أطفالها جوعاً.

وقال المسؤول عن المخيم المزدحم فادومو عبد القادر ورسامي، لوكالة «أسوشييتد برس» إن «نحو 100 عائلة وصلت في الأسبوع الماضي وحده، مما أدى إلى تضخم عدد السكان إلى 1700 أسرة. في المقابل لا يوجد طعام يكفيهم».
وأضاف: «الشيء الوحيد الذي يمكننا تقديمه هو الخبز والشاي الأسود... لا توجد مساعدات من المانحين حتى الآن».

وفي مخزن قريب تديره منظمة (Peace and Development Action) المحلية بدعم من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، تضاءل المخزون، وقال المدير الفني شافيسي علي أحمد: «لقد أدار العالم ظهره للصومال للتركيز على أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

العالم العربي الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي نجاح قواته في «تصفية 60 من عناصر حركة (الشباب) المتطرفة»، في عملية عسكرية مخططة، جرت صباح الثلاثاء، بمنطقة علي قبوبي، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب منطقة حررطيري في محافظة مذغ وسط البلاد. وأكد محمد كلمي رئيس المنطقة، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية، أن «الجيش نفذ هذه العملية بعد تلقيه معلومات عن سيارة تحمل عناصر من (ميليشيات الخوارج) (التسمية المتعارف عليها حكومياً لحركة الشباب المرتبطة بالقاعدة) وأسلحة»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن «مقتل 60 من العناصر الإرهابية والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسيارتين عسكريتين». ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب» بدعم من مقات

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار

رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

(حوار سياسي) بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إليها مستقبلاً...

خالد محمود (القاهرة)
العالم رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار حمزة بري أكد ضرورة القضاء على أزمة الديون لإنقاذ وطنه من المجاعة والجفاف بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إ

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون، قدمه أحد النواب اليمينيين المتشددين، يدعو الرئيس جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأميركية من الصومال في غضون عام واحد. ورغم هيمنة الجمهوريين على المجلس، فإن المشروع الذي تقدم به النائب مات غايتس، الذي لعب دوراً كبيراً في فرض شروط الكتلة اليمينية المتشددة، قبل الموافقة على انتخاب كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، رفضه غالبية 321 نائباً، مقابل موافقة 102 عليه. وعلى الرغم من أن عدد القوات الأميركية التي تنتشر في الصومال، قد تراجع كثيراً، عما كان عليه في فترات سابقة، خصوصاً منذ عام 2014، فإن البنتاغون لا يزال يحتفظ بوجود مهم، في الصومال وفي قواعد قريبة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

عقدت الدول المشاركة في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال (أتميس)، اجتماعاً (الثلاثاء)، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، لبحث «سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على (حركة الشباب) المتطرفة». ويأتي الاجتماع تمهيداً للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة «أتميس»، وهي (جيبوتي، وأوغندا، وبوروندي، وكينيا، وإثيوبيا)، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وناقش الاجتماع «سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول (حركة الشباب)، كما تم الاستماع إلى تقرير من الدول الأعضاء حول ذلك»، مشيدين بـ«سير العمليات

خالد محمود (القاهرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.