جنود إسرائيليون يرفضون أوامر لوقف اعتداءات المستوطنين على فلسطينيين

شكا عدد من ضباط الجيش الإسرائيلي من ظاهرة، يصطدمون بها في الضفة الغربية المحتلة، وهي تمرد جنود يهود على الأوامر التي يمكن أن تؤدي إلى صدام مع المستوطنين أو إلى مساس بهم أو تقييد حريتهم وهم يهاجمون مواطنين فلسطينيين أو أراضي وممتلكات فلسطينية.
وقالت إذاعة المستوطنين (القناة السابعة) العبرية، أمس (الاثنين)، إن عدداً من جنود الجيش الإسرائيلي رفضوا تنفيذ الأوامر العسكرية على الحواجز في الطريق المؤدية إلى مستوطنة حومش، شمال الضفة الغربية، لأنهم رفضوا المساس بالمستوطنين، وتعاطفوا مع نشاطهم. وقالت القناة إن أحد الجنود رفض تفتيش سيارات المستوطنين عندما طُلب منه ذلك، قائلاً: «لم نتجند في الجيش لهذا الأمر». وفي حالة أخرى، سار عدد من المستوطنين مشياً على الأقدام نحو مستوطنة حومش، وعبروا الحاجز العسكري من دون الحصول على تصريح بذلك، وفي الوقت ذاته قرر عدد من الجنود مرافقتهم نحو البؤرة، من دون أن يُطلب منهم هذا الفعل. وعندما طالبهم قائدهم العودة رفضوا الانصياع لأوامره، واستمروا في مرافقة مجموعة المستوطنين لحمايتهم.
وأضافت القناة الاستيطانية أن قائد قوة عسكرية إسرائيلية طلب من أحد الجنود إغلاق طريق وصول المستوطنين إلى المستوطنة، إلا أنه رفض تنفيذ الأمر، وقام بإطفاء السيارة وغادر المنطقة.
والمعروف أن مستوطنة حومش هي واحدة من 4 مستوطنات يهودية أخليت سوياً مع إخلاء قطاع غزة ضمن خطة الانفصال من طرف واحد، التي قادها رئيس الوزراء الأسبق، أرئيل شارون، في سنة 2004. وانسحب بموجبها من قطاع غزة، ومن شمال الضفة الغربية. ويطالب المستوطنون بالعودة إلى المستوطنات الأربع، وهم يديرون معركة مع الجيش، ومع الحكومة حول هذا الأمر. ورضخت الحكومة لضغوط المستوطنين، فسمحت لهم ببناء وإدارة معبد يهودي في مستعمرة حومش. لكن هذا لم يكفهم، فقرروا مواصلة الضغوط على أمل أن تقرر الحكومة إعادتهم إلى بيوتهم. ويقف الجيش بشكل عام مع المستوطنين ويحميهم من رد فعل فلسطيني ضد إجراءاتهم. ويشترك معهم في بعض الأحيان بتنفيذ الاعتداءات.
وعلّق الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على هذا النشر، قائلاً: «إن واقع الجنود في الضفة الغربية معقد للغاية، وينطوي على التعامل مع فئات مختلفة». وأكد أن سياسة الجيش فيما يتعلق بمستوطنة حومش التي تم إخلاؤها لم تتغير، وسيعمل في المنطقة وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي.