باتريس إيفرا: عشت مسيرتي الكروية كـ «إنسان آلي» لا يعرف البكاء

القائد السابق لمانشستر يونايتد ومنتخب فرنسا يتحدث عن مشواره ودعمه لبرامج حماية الأطفال

إيفرا يرفع كأس الدوري الإنجليزي مع السير أليكس فيرغسون خلال آخر تتويج ليونايتد عام 2013 (أ.ب)
إيفرا يرفع كأس الدوري الإنجليزي مع السير أليكس فيرغسون خلال آخر تتويج ليونايتد عام 2013 (أ.ب)
TT

باتريس إيفرا: عشت مسيرتي الكروية كـ «إنسان آلي» لا يعرف البكاء

إيفرا يرفع كأس الدوري الإنجليزي مع السير أليكس فيرغسون خلال آخر تتويج ليونايتد عام 2013 (أ.ب)
إيفرا يرفع كأس الدوري الإنجليزي مع السير أليكس فيرغسون خلال آخر تتويج ليونايتد عام 2013 (أ.ب)

لم يكن القائد السابق لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي ومنتخب فرنسا باتريس إيفرا قادرا على البكاء لعقود من الزمان. وعندما كان يشاهد أفلاما حزينة، لم يكن يتأثر كثيرا، كما لم يكن قادرا على أن يزرف الدموع حتى في حالة وفاة أحد أصدقائه أو أقاربه. وفي حالة حدوث شيء مذهل أو استثنائي، مثل الفوز بدوري أبطال أوروبا، كان يرسم البسمة على شفتيه فقط، لكنه من داخله لا يشعر بسعادة غامرة. يقول إيفرا عن ذلك: «كنت مثل الإنسان الآلي».
وحتى عندما كان الآخرون يُظهرون المشاعر، لم يكن يتعاطف معهم على الإطلاق. وفي أحد الأيام، وبينما كان يلعب في صفوف يوفنتوس الإيطالي في عام 2015 تقريبا، يتذكر إيفرا ما حدث عند رؤية أحد زملائه في حالة سيئة.
يقول إيفرا: «مررت بجانبه وسألته عما حدث. كان الأمر يبدو وكأنه قد تلقى خبرا سيئا عن وفاة شخص عزيز عليه. سألته عن السبب الذي يجعله يبكي، فرد قائلا إنه شاهد أحد الأفلام أربع مرات، وفي كل مرة يشاهده فإنه يبكي مجددا. لقد كنت مذهولا ولا أكاد أصدق ذلك».

إيفرا عاشق كرة القدم يسيطر على الكرة في مباراة أساطير يونايتد وليفربول السابقين (أ.ف.ب)

أخبر إيفرا أحد زملائه في الفريق بما حدث، ونقل هذا الزميل الأمر إلى بقية اللاعبين فضحك الجميع، لكنني ندمت على ذلك.
منذ ذلك الحين، تغيرت مشاعر الرجل البالغ من العمر 41 عاما، وأصبح يشعر بالآخرين ويتأثر بما يحدث من حوله. وخلال العام الماضي تحدث إيفرا لأول مرة على الملأ عن تعرض لتحرش جنسي عندما كان طفلا.
كان إيفرا يبلغ من العمر 13 عاما ويعيش في منزل مدير المدرسة التي يتعلم بها، لأن منزله كان بعيدا جدا عن مدرسته الجديدة. كان المعلم يتسلل إلى غرفة نومه ليلا، وعندما يتأكد من أنه قد نام كان يتحرش به. كتب إيفرا في سيرته الذاتية، التي تحمل اسم «أحب هذه اللعبة»، والتي نُشرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يقول: «كنت أعرف أن ما كان يفعله خطأ، لذلك حاولت دفعه بعيدا ولكمه، وقررت أن أعود إلى منزل عائلتي، لم أكن أعرف إذا كان علي إخبار عائلتي أو أصدقائي بهذا الأمر أم أكتمه في نفسي».
خلال الأسبوع الماضي، تحدث اللاعب الفرنسي السابق في مؤتمر «القضاء على العنف» الذي أقيم برعاية الأمم المتحدة بهدف ضمان حماية الأطفال من سوء المعاملة في جميع أنحاء العالم.
وإلى جانب العديد من المتحدثين البارزين، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والممثل أشتون كوتشر، تحدث إيفرا علنا عن تجاربه داعيا القادة العالميين إلى اتخاذ إجراءات في هذا الشأن.

إيفرا مع زوجته عارضة الأزياء الدنماركية

وقد أجريت هذه المقابلة مع إيفرا عبر تطبيق «زوم» بينما كان يقيم في غرفة فندقية قبل انطلاق المؤتمر يوم الثلاثاء، وتحدث اللاعب الفرنسي السابق بعمق كبير وبصراحة شديدة. ويريد إيفرا التحدث عن الإساءة لأنه مهتم بهذا الأمر، كما يريد من الحكومات في جميع أنحاء العالم أن تسن تشريعات لضمان حماية الأطفال بشكل أفضل. ويقول: «نحن بحاجة للوصول إلى الأشخاص في أعلى المناصب. من السهل أن نطلق حملة، لكننا بحاجة إلى سن قوانين».
وأشار إيفرا إلى ملاحظات استشارية كان قد أعدها مسبقا، قائلا: «لقد شعرت بصدمة شديدة لأن ضرب الأطفال لم يكن ممنوعا في إنجلترا. كان ضرب الأطفال ممنوعا في ويلز وفي اسكوتلندا أيضا. يستحق الأطفال في جميع أنحاء العالم الحماية. لذلك هذا هو هدفي في الحياة، وأريد أن أساعد في ذلك، فأنا أريد أن أساهم في تغيير الأشياء».
وبالنسبة لإيفرا، الذي ولد في السنغال ونشأ في فرنسا، كانت الرحلة التي شهدت تحوله من «روبوت» كرة القدم إلى التحدث بصراحة عن صدماته الخاصة مليئة بالمطبات والتحديات.
وخلال السنوات القليلة الماضية، ارتبط إيفرا بعلاقة خطوبة مع عارضة الأزياء الدنماركية ألكسندرا مارغو واستقبل طفلته الأولى، ليلاس، البالغة من العمر سنة واحدة الآن. وقد ساعدته شريكته، عارضة الأزياء الدنماركية مارغو ألكسندرا، التي وصفها بأنها «امرأة حياتي»، على الانفتاح وجعله يشعر «بالأمان»، على حد قوله.
لكنه غير متأكد من أنه كان سيصبح ضعيفا للغاية لو كان لا يزال يعمل في مجال كرة القدم. فعندما كان إيفرا لاعبا، لم يكن الحديث عن المشاعر والأوقات الصعبة علامة على القوة. يقول اللاعب الفرنسي السابق: «إنها تلك الذكورة السامة. الناس ليسوا منفتحين. وبمجرد أن تُظهر أنك إنسان لديه مشاعر، فإنهم ينظرون إليك باستخفاف ويقولون: يا إلهي، لا يمكننا خوض حرب مع هذا الرجل!».
وقبل الحديث عن الملأ عن الإساءة التي تعرض لها، كان إيفرا متوترا ويشعر بالقلق من احتمال أن تتغير نظرة الناس إليه. كما كان يشعر بالذنب، لأنه قبل سنوات، وعندما كان يبلغ من العمر 24 عاما، تلقى مكالمة من الشرطة تسأله عما إذا كان قد تعرض للإيذاء من قبل مدير المدرسة، لكنه شعر بالخوف من العواقب ولم يعترف بما حدث معه.
وكتب في سيرته الذاتية: «اشتكى بعض الأطفال من هذا الرجل وأرادت الشرطة معرفة ما إذا كان قد حاول فعل أي شيء معي. ونظرا لأنني كنت مشهورا وقلقا من رد الفعل، كذبت وقلت لا. سألوني عما إذا كنت متأكداً من ذلك، وأكدت لهم أنني لم أتعرض لأي شيء. لقد عشت مع تلك الكذبة لسنوات عديدة، ولا يمكنني أن أخبركم كم ندمت على ذلك».
ويشير إيفرا إلى أنه يشعر بالخجل والعار لقيامه بذلك، ويقول: «كنت أسأل نفسي عن الطريقة التي سينظر بها الناس إلي عندما يعرفون ذلك، وخاصة أنه كان يتم النظر إلي على أنني رجل قوي وكقائد! وكنت أسأل نفسي عن كيف سينظر إلي زملائي في الفريق عندما يعرفون ذلك».
وعلى مدار سنوات طويلة، لم يسمح إيفرا لنفسه بالانفتاح حول ذلك الأمر، وكانت «الطريقة التي تعاملت بها مع هذا الأمر هي أن أغلق كل مشاعري»، كما يقول. ويضيف: «لم أكن قادرا على البكاء، ولم أكن قادرا على إظهار ما إذا كنت سعيدا جدا. لا أريد أن يعيش الأطفال بنفس الطريقة التي عشت بها لسنوات عديدة».
ولم يتمكن إيفرا من الحديث عن تلك التجربة على الملأ إلا عندما ابتعد عن اللعب على مستوى النخبة، وعندما أصبحت تداعيات الحديث عن ذلك أقل تأثيرا. يقول إيفرا: «إنه شيء يجب أن يأتي من داخلك، وليس لأن شخصا آخر يدفعك للقيام بذلك. لقد قررت أن أتحدث عن ذلك الأمر بعدما شاهدت برنامجا عن الأشخاص الذين يميلون للتحرش بالأطفال. لقد لاحظت زوجتي مارغو أن ملامح وجهي قد تغيرت بشدة وسألتي عن السبب. فقلت لها لا شيء، لكنها طلبت مني الحديث بصراحة، لأننا لا نخفي شيئا عن بعضنا بعضا».

إيفرا بقميص منتخب فرنسا  (إ.ب.أ)

ويضيف: «ثم تحدثت إليها بكل صراحة، لأنني شعرت بالأمان. لقد شعرت بأنني لا أستطيع الكذب. إنها لم تجبرني على الحديث، لكن كان من الصعب الحديث عن مثل هذه الأمور».
وحتى الآن، فإن إيفرا ليس متأكدا من أن الحديث عن هذه التجربة بشكل علني أثناء مسيرته الكروية كلاعب كان سيخدمه بشكل جيد، ويقول: «كنت أسأل نفسي: هل كان باتريس بشخصية اليوم، بعدما أصبح أكثر انفتاحا وعاطفة، سيحقق نفس النجاح الذي حققته كلاعب عندما كنت لا أملك أي مشاعر وأتعامل مع الأمور مثل الإنسان الآلي؟ عندما كنت مثل الروبوت وأتعامل مع الأشياء كالآلة كنت لا أفكر في أي شيء سوى تحقيق الفوز».
ولتشجيع المزيد من الإبلاغ عن الانتهاكات، ولتقليل وصمة العار التي تلاحق من يتعرضون لتلك الانتهاكات، فإن الأمر لا يتعلق ببساطة بأن نطلب من الضحايا الحديث عن تلك التجارب، كما يقول إيفرا. وبدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بتثقيف الناس وخلق بيئة يمكنهم فيها التحدث علنا بأمان. الأمر نفسه ينطبق على تشجيع لاعبي كرة القدم على الظهور كمثليين، والانفتاح على الأشياء الشخصية الأخرى، كما يقول.
لكن هذا لا يعني أن الأمر واضح ومباشر، أو أن الجميع سيقبلونه على الفور، كما يقول إيفرا، الذي يضيف «لست متدينا جيدا، لكن لا أشجع على الترويج للشذوذ، أنا أتبع نفسي فقط وأتبع قلبي. وأعتقد أنه لا يجب أن نكون قاسيين للغاية مع الأشخاص الذين يقولون إنهم لا يتقبلون الشذوذ الجنسي بسبب دينهم أو أي شيء آخر».
ويتابع: «إنه أمر صعب حقا. على سبيل المثال، ما يحدث للاعب في باريس سان جيرمان»، في إشارة إلى رفض لاعب خط وسط باريس سان جيرمان إدريسا غاي اللعب في إحدى المباريات لتجنب ارتداء شارة قوس قزح التي تدعم حقوق المثليين، ويوضح: «لم يكن يريد أن يرتدي هذا القميص، لا يريد الترويج لذلك، فهي حريته أيضا».
ويشير إيفرا إلى أن كرة القدم بها نفس المشاكل الموجودة في المجتمع ككل، ويقول: «أقول دائما إننا نرغب في توجيه أصابع الاتهام إلى كرة القدم أو أي شيء آخر، لكن كل هذا موجود في المجتمع. الأمر يتعلق بالتعليم، لأن الشخص لا يولد عنصريا. لا يوجد طفل عنصري، لكنه يصبح كذلك عندما يكبر. كل لاعبي كرة القدم هؤلاء من بشر ولديهم مشاعر وأحاسيس».
ومع ذلك، اكتشف إيفرا بعد اعتزاله كرة القدم حياة أخرى خارج «فقاعة» كرة القدم و«الرجولة السامة» التي يقول إنها تحيط بها. يقول عن ذلك: «قال لي الكثير من الناس إنني سأجد صعوبة كبيرة في الحياة بعد اعتزال كرة القدم، وأخبروني بأنني قد أدخل في حالة اكتئاب، لكنني في واقع الأمر أكثر سعادة من أي وقت مضى. لقد أصبحت حرا بشكل أكبر، وليس لدي الكثير من الالتزامات التي كنت مطالبا بها عندما كنت لاعبا، حيث بات بإمكاني الآن القيام بأي شيء أريده. يمكنني الآن أن أصبح جادا أو مهرجا، كما يمكنني أن أحفز الآخرين. هذه هي الحياة، ويمكنني أن أكون أي شيء أريده».
وعلى إنستغرام، لدى إيفرا 10 ملايين متابع ويحظى بشعبية كبيرة للغاية بين المشجعين الشباب بسبب مقاطع الفيديو المبهجة التي ينشرها، بدءا من مقاطع الفيديو التحفيزية التي ينشرها يوم الاثنين من كل أسبوع وصولا إلى مقاطع الفيديو التي ينتحل فيها شخصية المغنية والممثلة السويسرية تينا تيرنر ويداعب فيها دجاجة نيئة. يقول إيفرا عن ذلك: «في السابق، كان جميع المديرين الفنيين ضد وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك عندما كنت لاعبا لم يكن بإمكاني عمل كل مقاطع الفيديو المجنونة هذه».
ويتحلى إيفرا بإيجابية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة أنه حتى المتصيدين العنصريين قد شعروا بالملل من انتقاده. يقول إيفرا: «إذا وضع شخص ما رمزاً تعبيرياً عبارة عن صورة موزة (في إشارة إلى العنصرية) فإنني أقول إنني أحب الموز، وبالتالي يقوم هذا الشخص بالحذف على الفور. وعندما يرسلون لي صورة قرد، أطالبهم بأن يرسلوا لي صورة غوريلا، لأن القرد ضعيف والغوريلا قوية، لذا يقومون بحذف صورة القرد أيضا».
وبالإضافة إلى أن اعتزال كرة القدم قد منحه المزيد من الحرية في نشر مثل هذه المقاطع الكوميدية، فإنه قد سمع له أيضا بالتخلي عن حذره. ورغم أنه «مشغول أكثر من أي وقت مضى» بالعمل - بدءا من الحملات الترويجية وصولا إلى الظهور في سلسلة «جمد الخوف» على قناة بي بي سي - فإنه أصبح أقل توتراً. يقضي إيفرا معظم وقت فراغه في المنزل مع مارغو في لعب الطاولة وتغيير الحفاضات لطفلته وإعداد العشاء. ويقول عن ذلك: «أنا رجل عائلي».
لقد أصبح إيفرا يبكي كثيرا، حتى من الأشياء الصغيرة. ويقول عن ذلك: «في السابق، حتى لو بدأت أبكي كنت أقول لنفسي على الفور: لا، ما الذي تفعله؟ لكن مارغو كانت تطالبني بأن أستمر في البكاء وأن أعبر عن نفسي، لأنني إذا لم أخرج ما بداخلي فإنه سوف يحرقني».

إيفرا (يمين) يخوض مباراة خيرية بين قدامى نجوم العالم ومنتخب إنجلترا (رويترز)

واليوم، إذا رأى إيفرا زميله في يوفنتوس وهو يبكي بسبب مشاهدته لأحد الأفلام، فإنه لن يضايقه أو يسخر منه، ويقول: «سوف أطلب منه أن أشاهد معه هذا الفيلم وأن نبكي سويا. أصبح بإمكاني أن أبكي من السعادة. ويمكنني الآن أن أبكي إذا شاهدت فيلما مؤثرا، وهذه ليست علامة على الضعف. هذه هي الطريقة التي تلقيت بها تعليمي، حيث كان والدي والرجال من حولي ينظرون إلى البكاء على أنه علامة ضعف، لكن هذا ليس صحيحا، فالبكاء علامة على القوة».
لقد كان الحديث بكل صراحة عن الإساءة التي تعرض لها وهو صغير شافيا. يقول إيفرا، بينما يحاول عدم الإسهاب في الحديث عن المعتدي عليه: «عندما يتحدث الناس عن هذا، فإنني لا أعرف حتى وجه هذا الشخص، ولا أعرف ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة أم لا. لقد سألني أحد الأشخاص عما إذا كنت أكره هذا الشخص، فقلت له لا، لأن قلبي ليس به كره لأي شخص. لكن إذا سألتني عما إذا كنت أريد إلقاء القبض على هذا الشخص، فسأقول لك نعم، لكن هذا ليس من أجلي، ولكن للتأكد من أنه لن يفعل نفس الأشياء التي فعلها معي مع أطفال آخرين».
لكنه يشير إلى أن إخفاء هذا الأمر على مر السنين كان مدمرا. ويضيف «التحدث على الملأ عن تلك التجربة جعلني أدرك أن إخفاء هذا الأمر لعدة سنوات قد قتل الكثير من المشاعر بداخلي».
لا يريد إيفرا أن يتم تصويره على أنه «ضحية»، أو أن يُنظر إليه على أنه «شجاع» أو «بطل» لحديثه عن تلك التجربة على الملأ، كما وصفه البعض، لكنه يأمل أن يشجع ذلك أشخاصا آخرين على الإبلاغ عن الاعتداءات التي تعرضوا لها. ويقول: «قد يقول هؤلاء الأشخاص لأنفسهم: إذا كان هذا اللاعب وقائد هذا الفريق قد تحدث عن تجربته على الملأ، فلماذا لا يمكنني القيام بذلك؟»
ومنذ أن نشر إيفرا سيرته الذاتية، تواصل مع أشخاص في الشارع ووجهوا له الشكر على حديثه عن ماضيه، وقالوا له إنهم تعرضوا للإساءة أيضا. يقول إيفرا: «كانت والدتي تقول دائما إنه كلما أعطيت أكثر، تلقيت أكثر. وردود الفعل التي تلقيتها من الناس في الشارع كانت عبارة عن توجيه الشكر لي على ما فعلت».
ويختتم القائد السابق لمانشستر يونايتد ومنتخب فرنسا حديثه قائلا: «لقد جعلني هذا أقول لنفسي: يا إلهي، لقد كان من الجيد أن تركل الكرة، لكن بإمكانك أن تفعل أكثر من ذلك بكثير يا باتريس!».


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».