دعم نمساوي لأحقية مصر في حصتها من «مياه النيل»

وزيرا خارجية مصر والنمسا خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
وزيرا خارجية مصر والنمسا خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
TT

دعم نمساوي لأحقية مصر في حصتها من «مياه النيل»

وزيرا خارجية مصر والنمسا خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
وزيرا خارجية مصر والنمسا خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)

خلال مباحثات استضافتها القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره النمساوي ألكسندر شالينبرج على «عمق علاقات التعاون التي تربط بين البلدين في العديد من المجالات». وتطرق الوزيران إلى ملفات ثنائية وإقليمية عدة خلال مؤتمر صحافي، جمعهما أمس، عقب جلسة مباحثات رسمية، وكان من أبرز تلك الملفات قضية «سد النهضة».
وفيما قال شكري إن بلاده تعمل على أن «تكون النمسا بحكم عضويتها في الاتحاد الأوروبي مطلعة على وجهة النظر المصرية ونقلها إلى المؤسسات الأوروبية في موضوع السد وغيره من الملفات»، قال شالينبرج إن «تدفق النيل لا يخص دولة واحدة وإنما كل الدول المطلة على النهر، ولا يجب على دولة واحدة أن تسيطر عليه، وأكد حق مصر في الحصول على حصتها من مياه النيل، وأن النمسا تدعم هذا الحق». ووصف شكري، العلاقات بين البلدين بأنها «تاريخية» ومبنية على الصداقة، لافتاً إلى أن «الموقع الجغرافي للنمسا يجعلها قريبة من التفاعلات في الشرق الأوسط، وأشار إلى إسهامات النمسا في الجهود المبذولة لحل القضية الفلسطينية».
وقال شكري إن المباحثات مع نظيره النمساوي تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون بين الجانبين في كافة المجالات خصوصاً الاقتصادية والفرص المتاحة للاستفادة من العلاقات السياسية لتوسيع رقعة التعاون الاقتصادي».
وأوضح أن المباحثات تركزت أيضاً على القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها القضية الفلسطينية والتطورات في ليبيا واليمن وسوريا والقضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والأوضاع في القارة الأفريقية وموضوع «سد النهضة». من جانبه، أكد شالينبرج أن «مصر تعد شريكاً أساسياً، وتلعب دوراً كبيراً ليس للنمسا فقط، ولكن للاتحاد الأوروبي»، وأضاف: «أن المباحثات تطرقت إلى العديد من القضايا التي شملت مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأوضاع الإقليمية، كما تحدثنا عن القضايا الإقليمية التي تهم الاتحاد الأوروبي ومصر والنمسا».
وأضاف أن المباحثات تناولت «العواقب الوخيمة التي زلزلت العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الغذاء العالمية نتيجة هذه الحرب»، مشيراً إلى أن «الاتحاد الأوروبي أعلن عن تقديم مساعدات تبلغ 100 مليون يورو لحل أزمة الغذاء، وأوضح أن أوروبا تقف بجانب أوكرانيا لحل أزمة الغذاء العالمية».
ورداً على سؤال بشأن أزمة توريد الحبوب من روسيا وأوكرانيا بالنسبة لمصر وشمال أفريقيا، قال شكري إن «الأزمة الأوكرانية الراهنة لها تأثير كبير ليس على مصر فقط وإنما العالم أجمع، مشيراً إلى أن مصر تعد أكبر مستورد للحبوب في العالم وتعتمد على روسيا وأوكرانيا بشكل كبير».
وأضاف أن «لدينا قدراً من الاحتياطي فيما يتعلق بالحبوب كما قمنا بالتعاقد على توريد كميات من الحبوب من مصادر أخرى، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار عالمياً يمثل عبئاً على موازنة الدولة». وأعرب عن أمله أن يكون هناك «تعامل ولو جزئياً في إطار الجهود التي تبذل من الأمم المتحدة للخروج الآمن للحبوب من روسيا وأوكرانيا للدول المستوردة».
وشدد على أن الأمن الغذائي لا بد أن يتم التعامل معه بكل جدية، ونتواصل مع شركائنا من كل الأطراف لمحاولة تيسير القضية وإيقاف الأعمال العسكرية واستعادة الاستقرار بما يؤدي لتخفيف العبء على كل الدول اتصالاً بأزمة الغذاء وارتفاع قيمة الأسعار خصوصاً في الدول النامية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

قال محامون في الجزائر إن المحكمة العليا قبلت طعناً بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً، بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل، بناءً على توجيهات من تنظيم إرهابي»، يُسمى «حركة الحكم الذاتي في القبائل».

صورة لنيران منطقة القبائل صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وأكد المحامي والحقوقي الشهير، مصطفى بوشاشي، الذي ترافع لصالح بعض المتهمين، لصحافيين، أن أعلى غرفة الجنايات بأعلى هيئة في القضاء المدني نقضت، مساء أمس الخميس، الأحكام التي صدرت فيما بات يعرف بـ«قضية الأربعاء ناث إراثن»، وهي قرية ناطقة بالأمازيغية (110 كيلومترات شرق)، شهدت في صيف 2021 حرائق مستعرة مدمرة، خلفت قتلى وجرحى، وإتلافاً للمحاصيل الزراعية ومساحات غابات كبيرة، وعقارات ومبانٍ على غرار قرى أخرى مجاورة.

مبنى المحكمة العليا بأعالي العاصمة الجزائرية (الشرق الأوسط)

غير أن الحرائق ليست أخطر ما حدث يومها في نظر القضاء، فعندما كان سكان القرية يواجهون النيران بوسائلهم الخاصة البسيطة، تناهى إليهم أن شخصاً بصدد إضرام النار في بلدتهم عمداً، وفعلاً ألقت الشرطة بهذه الشبهة على ثلاثيني من منطقة بوسط البلاد، يُدعى جمال بن سماعين، فتوجهوا وهم في قمة الغضب إلى مقر الأمن، وكان الشاب في تلك الأثناء داخل سيارة الشرطة فأخرجوه منها، غير عابئين بالعيارات النارية، التي أطلقها رجال شرطة لثنيهم عن قتله، وأخذوه إلى الساحة العامة، فنكّلوا به وأحرقوا جثته، بينما كان يتوسل إليهم أن يخلوا سبيله، وبأنه حضر إلى القرية للمساعدة وليس لإشعال النار.

وجرى تصوير مشاهد التنكيل المروعة بكاميرات الهواتف النقالة، واعتقل الأمن لاحقاً كل الذين ظهروا في الصور.

جمال بن سماعين قُتل على أيدي سكان قرية التهمتها النيران (متداولة)

على أثر ذلك، طالبت قطاعات واسعة في المجتمع بـ«القصاص»، ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي تصدرها المحاكم دون أن تنفذ، وذلك منذ تطبيقه بحق 3 إسلاميين عام 1993، بتهمة تفجير مطار العاصمة صيف 1992 (42 قتيلاً). لكن أثبت التحقيق بأن بن سماعين لا يد له في الأحداث المأساوية.

وبثّ الأمن الجزائري «اعترافات» لعدد كبير من المعتقلين بعد الأحداث، أكدوا كلهم أنهم وراء النيران المستعرة، وبأنهم ارتكبوا الجريمة بأوامر من رئيس تنظيم «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، فرحات مهني، الذي يتحدر من المنطقة، ويقيم منذ سنوات طويلة بفرنسا بصفته لاجئاً سياسياً.

فرحات مهني المتهم بإشعال النار في منطقة القبائل (الشرق الأوسط)

وقال محامو المتهمين بعد تداول هذه «الاعترافات» إن القضاء «يبحث عن مسوّغ لإنزال عقوبة ثقيلة في حقهم»، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بإدانتهم بالإعدام. علماً بأن التهم وجهت لمائة شخص في هذه القضية، وحُكم على بعضهم بالسجن بين عام و5 سنوات مع التنفيذ، في حين نال آخرون البراءة.

وتمثلت التهم أساساً في «نشر الرعب في أوساط السكان بإشعال النيران»، و«الانتماء إلى منظمة إرهابية» تُدعى «ماك»، و«قتل شخص عن سبق إصرار والتنكيل بجثته»، و«القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو انعدام الأمن»، وتم تثبيت الأحكام بعد استئنافها.

أما فرحات مهني فكذّب، في فيديو نشره بالإعلام الاجتماعي، التهمة المنسوبة إليه، وطالب بفتح تحقيق مستقل في الأحداث «من طرف جهة أجنبية».

وفي نظر عدد كبير من المحامين على صلة بهذا الملف، فإن القضاء يبحث من خلال نقض الأحكام عن «إصلاح أخطاء تسبب فيها بإصدار قرارات متسرعة»، وبأن القضاة «كانوا تحت ضغط رأي عام طالب بالقصاص». ووفق ما ينص عليه القانون، ستعاد محاكمة المتهمين في محكمة الجنايات بتشكيل قضاة غير الذين أدانوهم في المرة السابقة.