شبح الركود يرعب بريطانيا أكثر من غيرها

«الإرث الهيكلي لكورونا» يفاقم مخاطر صدمة الطاقة

يرى محافظ البنك المركزي البريطاني أن ارتفاع التضخم سيؤثر سلبياً على بلاده أكثر من أي دولة كبرى أخرى (رويترز)
يرى محافظ البنك المركزي البريطاني أن ارتفاع التضخم سيؤثر سلبياً على بلاده أكثر من أي دولة كبرى أخرى (رويترز)
TT

شبح الركود يرعب بريطانيا أكثر من غيرها

يرى محافظ البنك المركزي البريطاني أن ارتفاع التضخم سيؤثر سلبياً على بلاده أكثر من أي دولة كبرى أخرى (رويترز)
يرى محافظ البنك المركزي البريطاني أن ارتفاع التضخم سيؤثر سلبياً على بلاده أكثر من أي دولة كبرى أخرى (رويترز)

حذّر محافظ البنك المركزي البريطاني من أن ارتفاع معدل التضخم سوف يؤثر سلبياً على بريطانيا أكثر من أي دولة كبرى أخرى خلال أزمة الطاقة الحالية.
ونقلت وكالة «بي إيه ميديا» عن محافظ البنك أندرو بيلي، القول إنه من المحتمل أن يضعف الاقتصاد البريطاني في وقت أبكر، نتيجة لصدمة أسعار الطاقة التي تواجهها جميع الاقتصادات الأوروبية. وأضاف أن الوضع متفاقم في بريطانيا بسبب «الإرث الهيكلي» الذي خلفته جائحة كورونا في سوق العمل، حيث تعاني الشركات من قلة العاملين.
وأوضح في مؤتمر للبنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال، مساء الأربعاء: «للأسف، سوف يكون هناك ارتفاع آخر في معدل التضخم في بريطانيا في وقت لاحق من هذا العام، لأن ذلك نتاج رد فعل الحد السعري للطاقة مع أسعار الطاقة التي رصدناها خلال الشهور القليلة الماضية». وأضاف: «أعتقد أنه من المرجح أن يضعف الاقتصاد البريطاني في وقت أبكر وبصورة أكبر من دول أخرى».
وبينما يتحدث بيلي، هبط الجنيه الإسترليني أمام منافسيه الرئيسيين بعد تعليقات أدلى بها عضو جديد بلجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا المركزي أبقت العملة البريطانية في مسار نحو تسجيل أكبر هبوط لستة أشهر مقابل الدولار الأميركي منذ 2016، العام الذي أُجري فيه الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وقال سواتي دينغرا، الذي من المقرر أن ينضم إلى بنك إنجلترا في أغسطس (آب)، إنه ينبغي أن يتحرك البنك بطريقة بطيئة جداً لتشديد السياسة النقدية لأنه توجد علامات على أن تباطؤاً اقتصادياً أصبح وشيكاً بدرجة أكبر كثيراً مما كان معتقداً في السابق... والإسترليني هو إحدى العملات الرئيسية الأسوأ أداء هذا العام مع هبوطه أكثر من 10 في المائة أمام الدولار بسبب مخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد.
هذه المخاوف تأتي رغم أن الاقتصاد البريطاني نما كما كان متوقعاً في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، لكنها فترة لم يشعر فيها المواطنون بآثار ارتفاع التضخم، الذي يهدد الآن بالتسبب في ركود.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الناتج المحلي الإجمالي في خامس أكبر اقتصاد في العالم ارتفع بنسبة 0.8 في المائة في الربع الأول مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021. وكان تقدير أولي سابق لمكتب الإحصاءات قد توقع نمو الاقتصاد في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار) بنسبة 0.8 في المائة. ولم يكن اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون تعديل ذلك التوقع في البيان الصادر يوم الخميس.
وفي وقت سابق الشهر الماضي، أعلن بنك إنجلترا المركزي رفع أسعار الفائدة الرئيسية للمرة الخامسة على التوالي في محاولة منه لكبح جماح التضخم المرتفع، حيث صوتت لجنة السياسة النقدية بنسبة 3 - 6 على زيادة سعر الفائدة المصرفية بمقدار 25 نقطة أساس إلى 1.25 في المائة، مع تصويت الأعضاء الثلاثة المعارضين على زيادة 50 نقطة أساس إلى 1.5 في المائة. وفي اجتماعه في مايو (أيار) الماضي، رفع البنك سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 1 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ 13 عاماً، لكنه حذر من أن الاقتصاد البريطاني يواجه خطر الانزلاق إلى الركود.
كما تراجعت مبيعات العقارات في بريطانيا خلال شهر مايو الماضي، في مؤشر آخر على بدء تراجع الزخم في هذه السوق التي اتسمت بالنشاط خلال الفترة الماضية. وذكر مؤشر أسعار المنازل في بريطانيا، الذي تصدره شركة زوبلا للتسويق العقاري، أن مبيعات العقارات في مايو تراجعت بنسبة سنوية بلغت 13 في المائة، كما ارتفع متوسط الفترة اللازمة من أجل إبرام اتفاق بشأن بيع العقارات من 20 يوماً في مارس إلى 22 يوما في مايو.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن غراين غيلمور، مدير الأبحاث في شركة زوبلا، قوله: «هناك مؤشرات على تراجع الزخم في سوق العقارات، كما أن تزايد حساسية الأسعار في هذا السوق سوف يؤدي إلى بطء في وتيرة نمو الأسعار خلال الفترة الباقية من 2022».
وذكرت شركة زوبلا أن نمو أسعار المنازل في مايو كان الأبطأ منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019؛ حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 0.1 في المائة في المتوسط.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.