كافانو وباريت و«محافظو» المحكمة العليا... نموذجاً لمقياس التصويت على قضايا الأمة

مبنى المحكمة الأميركية العليا في العاصمة واشنطن (رويترز)
مبنى المحكمة الأميركية العليا في العاصمة واشنطن (رويترز)
TT

كافانو وباريت و«محافظو» المحكمة العليا... نموذجاً لمقياس التصويت على قضايا الأمة

مبنى المحكمة الأميركية العليا في العاصمة واشنطن (رويترز)
مبنى المحكمة الأميركية العليا في العاصمة واشنطن (رويترز)

كان بعض راصدي واشنطن يظنون أن المحكمة الأميركية العليا، كانت حتى وفاة القاضية روث بايدر غينسبرغ، «محكمة جون روبرتس»، إلا أنه بعد قرارها التاريخي بإلغاء حق الإجهاض، خرجت تماماً من تحت عباءته.
ليس هذا وحسب، بل صار رئيس المحكمة تابعاً للغالبية المحافظة فيها، وصار الحكم عليها يمتد -مما ستصدره لاحقاً من أحكام- إلى تصرف قضاتها وإلى كيفية عملها كـ«مؤسسة»... إذ أصبح «متوسط» التصويت فيها قائماً على نموذجي القاضي بريت كافانو وزميلته إيمي باريت، ما غيّر مشهدها تماماً.
القضاة الخمسة المحافظون الذين يتحكّمون الآن بالمحكمة هم:
- القاضي الأسود الوحيد كلارنس توماس (73 سنة)، الذي عيّنه جورج بوش الأب، وهو معروف بميوله اليمينية المحافظة جداً، وتفسيره الصارم للدستور، والذي لطالما اتخذ مواقف متشددة من قضايا متعلقة بالسلطة التنفيذية وحرية التعبير وعقوبة الإعدام والعمل الإيجابي والقيم المحافظة.
- القاضي صاموئيل أليتو (72 سنة)، الذي عيّنه جورج بوش الابن، وهو القاضي الثاني بعد أنتوني سكاليا، متحدر من أصل إيطالي. ويصف أليتو نفسه بأنه «أصلي وعملي» كأحد أكثر القضاة محافظة. ورغم ذلك فإن تاريخ أليتو في عدد من القضايا المثيرة للجدل، من بينها الإجهاض وحقوق المثليين والتمييز بحق النساء، لا توحي بأنه كان معترضاً منذ البداية على تلك القوانين، بقدر ما يشير الأمر إلى تأثيرات المرحلة السياسية الراهنة، التي حوّلت القضاة الثلاثة المحافظين الذين عيّنهم الرئيس دونالد ترمب (غورستش وكافانو وباريت)، إلى «بيضة القبان» في إعادة تشكيل المحكمة العليا اليوم.
- القاضي نيل غورستش (54 سنة)، عيّنه ترمب بعد استخدام مجلس الشيوخ «الخيار النووي»، الذي غيّر قواعد التصويت من الغالبية المطلقة (60 صوتاً) إلى الغالبية البسيطة، ليحل محل القاضي سكاليا المتوفى قبل أكثر من سنة. الرئيس باراك أوباما فشل يومذاك في تعيين بديل «ليبرالي» عنه بسبب المعارضة الجمهورية الشديدة. ويعد غورسنش «محافظاً جداً»، خصوصاً في القضايا الاجتماعية كالإجهاض، كما جرى الأسبوع الماضي، وكما يتوقع لاحقاً في قضية حقوق المثليين.
- القاضي بريت كافانو (57 سنة)، عيّنه ترمب خلفاً للقاضي المعتدل نسبياً أنتوني كينيدي، ويكره «الليبراليون» ليس فقط مواقفه المناهضة للإجهاض، والمثليين وحقوق المهاجرين، بل مواقفه المتشددة من تطبيق النظام الدستوري. ويشكك البعض بأنه قد لا يكون قادراً على الوقوف بوجه الرئيس إذا ما استدعي الأخير للمثول أمام القضاء أو معارضته لإصدار الرئيس عفواً عن نفسه أو مقاضاته وإعفائه من منصبه، أو حتى تجريمه ومنعه من الترشح على سبيل المثال.
- القاضية إيمي باريت (50 سنة)، عيّنها ترمب لتحل محل القاضية اليهودية غينسبيغ، التي كانت توصف بـ«الأيقونة النسوية الليبرالية». باريت تنتمي إلى طائفة دينية يمينية متشددة من الكاثوليك تُعرف باسم «جماعة أهل الحمد»، ولقد تحدث بعض أفرادها المنشقين عنها، عن ممارسات قمعية، وعن تدخل قادة الطائفة بشكل تفصيلي في قرارات وخيارات أفرادها الشخصية، الأمر الذي يطرح تساؤلاً عن قدرة باريت على الفصل بين قناعاتها الشخصية وأحكامها القضائية. والسبب حسب منتقديها ليس كاثوليكيتها، بل علاقتها غير الواضحة بتلك الطائفة، التي تثير الشكوك في صفوف الكاثوليك أنفسهم، حيث يؤمن أتباعها بحلول الروح القدس عليهم، وقدرتهم على التنبؤ واجتراح المعجزات والتحدّث بلغات قديمة لا يعرفونها.
اليوم بعض الخبراء يعتقدون أن الاختلافات بين القضاة المحافظين في المحكمة ورئيسها روبرتس، ستتلاشى قريباً، وستركز الغالبية المحافظة على تطبيق «أجندتها» في مجالات أخرى مثل «العمل الإيجابي»، وكبح سلطة الدولة التنظيمية، وهي قضايا يميل روبرتس إلى أن يكون أكثر انسجاماً فيها معهم.
وأمام هذا الواقع، يقوم الرهان الآن على مدى قدرة الساسة الأميركيين على تغيير قوانين تنظيم المحكمة العليا نفسها، كإلغاء فترة الخدمة مدى العمر أو زيادة عدد القضاة، أو الحفاظ قانونياً على «المواقع الحيادية» بشكل مُلزم للحزبين عند اختيارهم للقضاة.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البنتاغون: لا سفن إيرانية قبالة ساحل أميركا

شعار وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)
شعار وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)
TT

البنتاغون: لا سفن إيرانية قبالة ساحل أميركا

شعار وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)
شعار وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الأربعاء إنه لا توجد أدلة على أن طائرات مسيرة رُصدت فوق ولاية نيوجيرزي مصدرها كيان أجنبي أو معاد، ورفضت ادعاء عضو بالكونغرس بهذا الشأن.

وأشار عضو الكونغرس الجمهوري جيف فان درو في وقت سابق اليوم إلى أن "سفينة أُمّ" إيرانية متمركزة قبالة ساحل شرق الولايات المتحدة هي التي تطلق الطائرات المسيرة. وكتب على منصة إكس "ما كشفناه مقلق، طائرات مسيرة تحلق نحونا من جهة المحيط، ويُحتمل ارتباطها بسفينة أم إيرانية مجهولة".

وقالت وزارة الدفاع إنه لا توجد سفينة أم إيرانية. وقالت سابرينا سينغ المتحدثة باسم البنتاغون "هذا ليس صحيحا. لا توجد سفينة إيرانية قبالة سواحل الولايات المتحدة ولا يوجد ما يُسمى ‘السفينة الأم‘ التي تطلق طائرات مسيرة صوب الولايات المتحدة". وأضافت سينغ أن الطائرات المسيرة المرصودة ليست تابعة للجيش الأميركي أيضا وأن سلطات إنفاذ القانون المحلية تحقق في الموضوع. وتابعت أن الجيش الأميركي لم يسقط أي طائرات مسيرة لأنها لم تشكل تهديدا لأي منشآت عسكرية.