ماذا ستفعل لو كان لديك مقابلة لوظيفة جديدة غداً؟ قد يفكر البعض في نوع الأسئلة التي سيتم طرحها عليهم حتى يتمكنوا من التحضير، أو تخيل أن المقابلة تسير على ما يرام. وبالنسبة للبعض الآخر، التفكير في إجراء مقابلة سيدفعهم إلى التفكير طوال الليل في أسوأ سيناريو ممكن. وإذا كنت ممن يميلون إلى التفكير الثاني فأنت عرضة للتهويل.
وطرحت دراسة نشرها موقع «ساينس أليرت»، إشكالية حول الأشخاص الذين يفكرون بالأسوأ وينظرون إلى الأمور بسلبية، وتأثير ذلك وانعكاسه على تصرفاتهم وقراراتهم، وقدم طرقاً لمكافحة «التهويل» ومساعدة الدماغ على عدم «توقع الأسوأ» والنظر إلى الأمور من زاوية إيجابية.
ووفقاً للدراسة، فإن التهويل هو ميل لافتراض أن الأسوأ سيحدث، عند تخيل موقف مستقبلي ويتم ربطه بالقلق، مما يشير إلى أن التهويل المتكرر قد يكون عاملاً في تطوير بعض مشاكل الصحة العقلية.
وأوضحت أنه «عندما نتخيل الأحداث المستقبلية، يبرز شعور برد فعل عاطفي للشيء المتخيل، وعادة ما تستخدم هذه الاستجابة لتحديد الشعور المستقبلي»، مؤكدة أن «هذه الطريقة في تنبؤ المستقبل غالباً ما تكون خاطئة، لأننا غير قادرين على معرفة ما قد يحدث، مما قد يؤدي إلى إيجاد استجابة عاطفية خاطئة للمواقف المستقبلية».
وشرحت الدراسة أن «الإيمان بما سيحدث في المستقبل يمكن أن يكون له تأثير كبير على السلوك. على سبيل المثال، الأشخاص المتفائلون، أو حتى الواقعيون، بشأن المستقبل هم أكثر استعداداً لتجربة أشياء جديدة».
وبالنتيجة، قد يؤدي التهويل إلى إجهاد وقلق لا داعي له، وقد يمنع من القيام بالأشياء التي قد يستمتع بها أو يتعلم منها، بحسب الدراسة.
وإذا كنت شخصاً يميل إلى التهويل عند التوتر أو القلق، فإليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة:
* اتخذ قراراتك في الصباح
غالباً ما نشعر بالقلق بشأن المستقبل في الليل. وعندما نكون مستعدين للنوم، يقل النشاط في الجزء العقلاني من دماغنا، ويزداد النشاط في الجزء الأكثر عاطفية من دماغنا. نتيجة لذلك، نميل إلى استخدام «دماغنا العاطفي» لتصور المستقبل عندما نكون مستيقظين في الليل.
ويمكن أن تؤدي قلة النوم إلى جعلنا أكثر حساسية تجاه الأشياء التي نراها تهددنا. ويمكن أن يقودنا هذا إلى التركيز أكثر على الخطأ الذي قد يحدث، ويجعلنا أكثر عرضة للتهويل.
عليك تذكير نفسك بأنك لا تفكر بعقلانية عندما تكون مستعداً للنوم، ومن المفيد الانتظار حتى الصباح لاتخاذ قرارات عندما يكون عقلك مستريحاً.
* مرّن ناقدك الداخلي على أن يكون أكثر تعاطفاً
يمكن أن يكون الدافع وراء التهويل بسبب «النقد الداخلي»، ويجب أن يُعوّد الشخص نفسه على تجنب التفكير بعاطفية.
وعندما يحدث هذا، حاول أن تتخيل الأمور من منظور مختلف، بمعنى محاولة معرفة ما يمكن أن يتحدث به شخص آخر في موقف مشابه، وتحديد ما إذا كان النقد الداخلي مفيداً أو مبرراً.
وينصح بضرورة إدراك ذلك في حالة الشعور بالقلق أو التوتر، واللجوء إلى تخيل الأمور بطريقة أكثر لطفاً.
* اخترع قصة أفضل
حتى لو ساءت الأمور في الماضي، فمن غير المرجح أن يكون هذا هو الحال في المستقبل. وإذا كان لديك ميل إلى التهويل بشأن الأحداث المستقبلية، فحاول التفكير بدلاً من ذلك في الطرق التي قد يسير بها هذا الحدث على ما يرام، مما قد يساعدك على الشعور بقلق أقل.
وهناك طريقة تتمثل في اختلاق قصة إيجابية حول ما يمكن أن يحدث، وقد يساعد ذلك في تقليل الشعور بالقلق أو التوتر.
* كن لطيفاً مع نفسك
حاول أن تكون أكثر لطفاً وتعاطفاً مع نفسك عند التفكير في مستقبلك، والتعاطف يساعد على التفاعل بشكل جيد مع الآخرين. وقد تساعد هذه الممارسة في كثير من الأحيان على ابتكار حلول لأي مشكلة يمكن أن تواجه الشخص في المستقبل.
وينصح أيضاً بتجنب التفكير في السيناريوهات الأسوأ، التي قد تؤثر على الصحة العقلية، ومن المهم تذكير نفسك بأن الأشياء التي تقلق بشأنها قد لا تحدث أبداً.
لـ«مكافحة التهويل»... 4 طرق تمنع دماغك من توقّع الأسوأ
لـ«مكافحة التهويل»... 4 طرق تمنع دماغك من توقّع الأسوأ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة