«شانيل» و«ديور» و«لانكوم» تعزز مكانتها في عالم الترف بالورد والياسمين

السباق يحتدم على شراء أراضٍ وعقد شراكات في عاصمة العطور الفرنسية

قطف الورود له طقوس دقيقة ومعينة (تصوير: بول باريل لبارفان ديور)
قطف الورود له طقوس دقيقة ومعينة (تصوير: بول باريل لبارفان ديور)
TT

«شانيل» و«ديور» و«لانكوم» تعزز مكانتها في عالم الترف بالورد والياسمين

قطف الورود له طقوس دقيقة ومعينة (تصوير: بول باريل لبارفان ديور)
قطف الورود له طقوس دقيقة ومعينة (تصوير: بول باريل لبارفان ديور)

حركة مثيرة يشهدها عالم العطور في الآونة الأخيرة. تتجسد هذه الحركة في شراء بيوت أزياء وشركات مثل «شانيل» و«لانكوم» التابعة للوريال أراضي في مدينة غراس الواقعة جنوب فرنسا. على أقل تقدير ربط شراكات طويلة المدى مع ملاك هذه الأراضي كما هو الحال بالنسبة لدار «ديور».
فمنذ فترة قصيرة اشترت «شانيل» 20 هكتاراً فيما اشترت «لانكوم» في عام 2020. ولأول مرة 4 هكتارات، أطلقت عليها اسم «دومين دو لا روز» Domaine de la Ros. كان لا بد لهذه الحركة أن تثير بعض التساؤل لا سيما أنها أتت في وقت لم يكن العالم قد تعافى فيه تماماً من تبعات فيروس كورونا. في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2018 وعلى خلفية زيارة لمدينة غراس الواقعة جنوب فرنسا للمشاركة في موسم قطف الياسمين، كان لـ«الشرق الأوسط» لقاء مع عطار دار «شانيل» أوليفييه بولج تكلم فيه عن أهمية المنطقة بالنسبة لقسم العطور خصوصاً. شرح كيف أن نوعية تُربتها ومناخها لا مثيل لهما في كل أنحاء العالم، من دون أن ينسى الحديث عن ارتباطها الوثيق بعطرها الأيقوني «شانيل نمبر 5». فهنا وُلد هذا العطر منذ أكثر من قرن وتبلور إلى حد أنه لا يمكن تصور وجوده من دون ياسمين غراس تحديداً. فالقصة التي تحكيها الدار أن هنا التقت غابرييل شانيل العطار إيرنيست بو، ابن المنطقة، وسألته ما هو المكون النادر والمترف الذي يمكن أن يُميز عطرها، عندما أجابها: الياسمين، قالت له إذن أكثر منه».

في مواسم معينة تُغطي الورود أراضي المنطقة فتُعطرها (تصوير: أرنو بيفكا)

في الثمانينات من القرن الماضي بدأت الحاجة لضمان حصولها على كميات كافية منه، وباقي أنواع الورود لصناعة منتجاتها تتزايد، بسبب ارتفاع أسعار الأراضي وفتح أبواب الاستثمار فيها. كانت هذه الأسعار جد مُغرية بالنسبة للمزارعين الذين توارثوها أباً عن جد، خصوصاً من شريحة الشباب الذين كانوا يتوقون للانعتاق من إرث توارثه الآباء عن الأجداد والانتقال للعمل والعيش في باريس وغيرها من المدن الكبيرة.
وهكذا وبعد أن كان عدد العائلات العاملة في مجال العطور في عام 1925 يُقدر بـ2000 عائلة، تقلص هذا العدد بشكل انعكس على المدى الأخضر الذي يحتضن شتلات الميموزا والورد والياسمين. كان لا بد من عملية إنقاذ سريعة تمثلت في عام 1987 بربط «شانيل» شراكة مع عائلة مول التي كانت تمتلك مساحات شاسعة من مزارع الياسمين والورود في المنطقة حصلت بموجبه على عقد احتكار لكل ما تُنتجه العائلة من غلة. كانت هذه الشراكة مهمة لضمان استمرار عطرها الأيقوني «شانيل نمبر 5» وباقي عطورها مثل «غابرييل»، وفي الوقت ذاته الحفاظ على إرث يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر. بدورها أصبحت «ديور» تعتمد على غلتي كل من كارول بيانكالانا، وهي امرأة من الجيل الرابع الذين توارث مزرعة شاسعة تُعرف الآن بـ«دومين دي مانو»، للحصول على الورود ثم الياسمين ومسك الروم ومزرعة لكريستيل آرتشر في منطقة الأنتيبس، غير البعيدة عن غراس تُعرف باسم Florapolis. فكريستيل حالياً هي الشخص الوحيد الذي يزرع نوعاً من البرتقال المر يُستعمل في إنتاج أزهار عطرية، بالإضافة إلى أنواع لا مثيل لها في كل العالم من النيرولي والياسمين ومسك الروم.

ولا تُخفي كريستيل امتنانها لدار «ديور»، التي أعادت الحياة لأراضي كانت شبه مهجورة لـ25 عاماً وكانت ستبقى كذلك لولا تدخل الدار الفرنسية للاستفادة من الإنتاج الكامل للمزرعة. الآن أصبح تحت تصرف قسم العطور الخاصة بالدار الفرنسية 15 هكتاراً من الأراضي، إلى جانب قصرها في «لاكول نوار»، الذي كان ملكاً لمؤسسها كريستيان ديور وأصبح اليوم مزاراً تفوح من جوانبه روائح فواحة تحكي تاريخها مع عطورها الأيقونية، بعد أن أعادت ترميمه وتفعيله.
لكن مع الانتعاش الذي تشهده مبيعات العطور، فإن هذه المساحات لم تعد كافية لمواجهة الطلب. صناع العطور أكدوا أن الإنتاج لم يتأثر بسياسات الإغلاق والحجر الصحي بحكم أن عمليات القطف كانت تجري في الهواء الطلق، لكن الكميات لم تعد تكفي لإنتاج الورد والسوسن والجيرانيوم ومسك الروم، وهو ما استدعى أن تتحرك «شانيل» لشراء 10 هكتارات أضافتها لـ20 هكتاراً تستغلها بموجب عقدها مع عائلة مول.

في مواسم معينة تُغطي الورود أراضي المنطقة فتُعطرها (تصوير: أرنو بيفكا)

شركة «لانكوم» انتبهت هي الأخرى لضرورة شراء أراضٍ في عاصمة العطور الفرنسية لضمان إنتاجيتها. مثل غيرها، كان هدفها أن تُوفر لنفسها مكونات بنوعية جيدة لتُدخلها في العطور ومستحضرات التجميل التي تحمل توقيعها، ومن تم ترتقي باسمها فتدخل عالم الرفاهية من أوسع الأبواب.
كل من «شانيل» و«لانكوم» و«ديور» وباقي الشركات الفرنسية تحتاج الآن مُكونات تُخول لها القول إن منتجاتها عُضوية تحترم التنوع البيولوجي ومعايير الاستدامة والجودة لتبرير أسعارها المتزايدة ومخاطبة جيلي زي وألفا. فهدف «لانكوم» مثلاً عندما اشترت أرض غراس في 2020، لم تكن مجرد توفير خلاصات السوسن الذي يشكل أهم عُنصر في عطرها الأكثر شعبية «لافي إي بيل» La Vie Est Belle بل من أجل عطورها المتخصصة مثل «ميل إي إين روزز». Mille et Une Roses الذي يقدر سعره بـ188 يورو. وإذا كانت أرباحها السنوية تُقدر حالياً بـ4 مليارات يورو، فإنها تتوقع أن تصل إلى 5 مليارات بحلول 2025، بعد أن تدخل 60 في المائة من الورود الفرنسية في مُنتجاتها.

حقول «دومان دو مانو» (تصوير: بول باريل)

عطور «ديور» المتخصصة أيضاً لها أسعارها التي تخاطب النخبة وعشاق كل ما هو فريد، كذلك بالنسبة لـ«شانيل». فهي لا تزال تعتمد على الياسمين رغم نُدرته. فالكيلو الواحد منه يحتاج إلى 8 آلاف ياسمينة تقريباً.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الإقبال على اقتناء الأراضي من طرف بيوت الأزياء وشركات العطور، كان بمباركة الحكومة الفرنسية، التي منحت جيروم فيو عُمدة مدينة غراس في عام 2018 الصلاحية لإفشال عمليات بيع كانت تستهدف تحويل 70 هكتاراً من الأراضي إلى عقارات استثمارية، وجعلها في المقابل أراضي لزراعة الورود والنباتات العطرية فقط. فهو يُدرك تماماً أنه كلما انتعشت صناعة العطور، ازدهرت المدينة.


مقالات ذات صلة

الأحمر والأخضر يتنافسان على جذب الشابات

لمسات الموضة المنافسة على أشدها بين الزمرد والياقوت لجمالهما ورمزيتهما في ثقافات متعددة (جيمفيلدز)

الأحمر والأخضر يتنافسان على جذب الشابات

في الوقت الذي تراجع فيه الألماس نسبياً، تحتدم المنافسة على دور البطولة بين الياقوت والزمرد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة السعفة الذهبية لعام 2024 بعد أن انتهي من صُنعها حرفيو دار «شوبارد»

دار «شوبارد» تعبّر عن حبها للسينما بالذهب الخالص والمستدام

منذ عام 1988، ودار «شوبارد» هي الشريك الرسمي لمهرجان «كان» السينمائي. هذه الشراكة تمنحها الحق في صنع جميع الجوائز التي يحصل عليها النجوم في المهرجان، بما في…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مجموعة «ريفلكسيون دو كارتييه» عبارة عن مقابلة جريئة بين المينا ومرآة يبدو فيها الوقت معكوساً لكل نسخها   (كارتييه)

مواجهة بين الماضي والحاضر في إصدارات «كارتييه» لعام 2024

ما يُطمئن ويُحفز على الابتكار أن الدار تعترف بأخطائها وتملك جرأة التراجع عنها فهناك تصميمات جرى اختبارها ولم تر النور وأخرى توقّف إنتاجها لأنها لم تعد مناسبة

جميلة حلفيشي (جنيف)
لمسات الموضة النظارة الجديدة كما ظهرت في الحملة الترويجية (سان لوران)

رحلة سفاري تجمع أنطوني فاكاريللو بإيف سان لوران

عندما قدّم أنتوني فاكاريللو، مصمم دار «سان لوران»، عرضه على خلفية برج إيفل خلال أسبوع باريس الماضي، كان يستهدف الإبهار واستحضار أمجاد الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة افتُتح الأسبوع السعودي الدولي للفخامة في جدة بمشاركة عالمية (الشركة المنظمة)

الأسبوع السعودي الدولي للفخامة يفتح أبوابه في جدة مرة أخرى

تظهر مصممة المجوهرات والساعات السعودية رناد العمودي، التي تستلهم تصاميمها من التراث السعودي، وتجسد جمال الحضارة العربية الغنية.

أسماء الغابري (جدة)

لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟

لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟
TT

لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟

لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟

بدأت شركة «أسترازينيكا» في سحب اللقاح الخاص بها من الأسواق العالمية، بعد الأعراض الخطيرة التي ظهرت بشكل كبير، وأهمها على الأطلاق كان تكوين جلطات تسببت في وفاة عدة أشخاص حول العالم، فضلاً عن خفض الصفائح الدموية المسؤولة عن عملية التخثر في الدم thrombosis with thrombocytopenia syndrome (TTS).

شكوك في سلامة اللقاح

والحقيقة أن الشكوك حول مدى أمن وسلامة اللقاح كانت موجودة منذ بداية استخدامه في يناير (كانون الثاني) عام 2021، وظهرت تقارير طبية كثيرة ناقشت احتمالية تكوين الجلطات نُشِر بعضها في دورية «لانست» The Lancet الطبية ذائعة الصيت. ولكن الشركة كانت ترد على هذه التقارير بأن هذه الأعراض نادرة الحدوث جداً (شخص واحد لكل 10 ملايين).

توصيات بمنع تلقيح الاطفال

نتيجة لهذا العرض الجانبي، خصوصاً في صغار العمر، كانت التوصيات بمنع استخدام اللقاح في الأطفال تحت 18 عاماً. وقامت جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة بمنع الشركة حتى من تكملة التجارب الإكلينيكية على هذه الفئة العمرية وحتى أعمار بداية الشباب.

وكان الرأي الطبي أن اللقاح يعطي أفضل نتيجة إذا تم استخدامه في بداية الأربعينات من العمر، لكن لم يتم منع مَن هم دون الأربعين مِن استخدامه إلا من يعانون من أمراض يمكن أن تضعف الجهاز المناعي للجسم، مثل الأمراض المناعية ومرضى الأورام، وكانت طريقة تناوله على جرعتين في الأغلب في الجزء العلوي من عضلة الذراع بفاصل نحو 3 أشهر.

جلطات دموية مميتة

رغم أن حالات الجلطات الناتجة عن اللقاح كانت تبعاً للإحصائيات 3 لكل 100 ألف حالة، فإنه تم منع استخدام اللقاح في المملكة المتحدة بداية من عام 2023، ثم بدأ العديد من المنظمات الصحية في عدة دول منعه، بعد أن ظهرت أعراض جانبية بعد أيام قليلة مِن تناوله، خصوصاً في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.

وقالت الشركة إن السبب في ذلك راجع للتفاعلات المناعية نتيجة لقوة الجهاز المناعي في هذه الفئات أكثر من كبار السن. وعلى وجه التقريب كان المرضى فوق عمر السبعين عاماً أقل تعرضاً لأي أعراض جانبية حتى البسيطة منها، مثل ارتفاع درجة الحرارة.

وقالت الشركة بعد اعترافها بالأعراض الجانبية إن الآلية التي تحدث بها الجلطات غير معروفة تماماً حتى الآن، ولكن خفض الصفائح الدموية بشكل ملحوظ يعني وجود خلل كبير في عملية التجلُّط. ورغم أن أعداد مرضى الجلطات كانت قليلة، فإن بعض هذه الجلطات كانت نادرة وغريبة في الأوردة المخية cerebral venous sinus thrombosis وهو ما يجعل هذه الجلطات مميتة.

وفي محاولة لطمأنة المرضى قالت الشركة إن حالات السكتة الدماغية التي حدثت للذين حصلوا على التطعيم بالفعل ربما تكون نتيجة الأعراض الممتدة لتأثير فيروس «كورونا» على الجهاز العصبي، ولا داعي للخوف، لكن اللقاح سوف يتم سحبه من الأسواق على أي حال.


باريس تندد بسياسة «الابتزاز المستمر» الإيرانية وتطالب بـ«الإفراج الفوري» عن 4 من مواطنيها

متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية في إيران سيسيل كوهلر المعتقلة منذ عامين في 23 مارس الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية في إيران سيسيل كوهلر المعتقلة منذ عامين في 23 مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

باريس تندد بسياسة «الابتزاز المستمر» الإيرانية وتطالب بـ«الإفراج الفوري» عن 4 من مواطنيها

متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية في إيران سيسيل كوهلر المعتقلة منذ عامين في 23 مارس الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية في إيران سيسيل كوهلر المعتقلة منذ عامين في 23 مارس الماضي (أ.ف.ب)

مرة أخرى، ترفع فرنسا الصوت بوجه إيران للمطالبة بالإفراج «الفوري» عن أربعة فرنسيين، ثلاثة منهم معروفو الهوية وهم: سيسيل كوهلر، وجاك باريس، ولويس أرنو، فيما تتكتم السلطات الفرنسية والإيرانية عن هوية الشخص الرابع. وثمة من يزعم، في باريس، أنه عميل للمخابرات الفرنسية. والمدهش أن الجانب الإيراني الذي يلصق تهمة التجسس أو الاعتداء على المصالح العليا للجمهورية الإسلامية، أو التحضير لأعمال تخريبية، امتنع، حتى تاريخه، عن كشف هوية الشخص الرابع، أو عن الاتهامات الموجهة إليه، والتي تبرر اعتقاله.

ويوم الثلاثاء، عادت مسألة الفرنسيين الأربعة إلى الواجهة بمناسبة مرور عامين على اعتقال كوهلر، وباريس، فعمدت وزارة الخارجية الفرنسية إلى إصدار بيان متشدد، اتهمت فيه إيران بممارسة «سياسة رهائن الدولة»، ونددت بـ«الابتزاز المستمر» الذي لا تتوقف عن ممارسته.

وثمة قناعة مترسخة، ليس فقط في باريس، وإنما في كل العواصم التي لديها رهائن في إيران، بأن طهران تستخدم الرهائن الغربيين إما للحصول على امتيازات، أو لتحرير مواطنين لها معتقلين في هذه البلدان.

جاك باريس رفيق درب سيسيل كوهلر اعتقل في اليوم نفسه وما زال محتجزا في سجن آلفين في طهران (أ.ف.ب)

وسبق للتلفزة الإيرانية أن بثت «اعترافات» لاثنين من الرهائن الأربعة، أعلنا خلالها بأنهما «عميلان للمخابرات الفرنسية». وفي هذا الخصوص، أدانت فرنسا «الممارسة المقيتة التي تمارسها الجمهورية الإسلامية المتمثلة في الاعترافات القسرية والعلنية» كما نددت بـ«ظروف الاحتجاز اللاإنسانية والمهينة التي يتعرض لها مواطنونا».

وإذ حملت الخارجية الفرنسية السلطات الإيرانية «المسؤولية عن مصير الرهائن ومعاملتهم»، فإنها طالبت بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم». وانتهى البيان الفرنسي بالإعراب عن «التعاطف مع جميع الرهائن الأوروبيين الآخرين المحتجزين في السجون الإيرانية، وهم أبرياء من التهم العبثية الموجهة إليهم في محاكمات صورية»، مؤكداً أن «السلطات الفرنسية لا تزال ملتزمة التزاماً كاملاً بتأمين إطلاق سراح مواطنيها الأربعة»، وهي تواظب على التواصل مع عائلاتهم. وبحسب معلومات متداولة في باريس، فإن هناك ما بين 20 و30 رهينة غربية في إيران يندرج وضعها تحت خانة «دبلوماسية الرهائن» التي دأبت طهران على ممارستها.

وفي 7 مايو (أيار) من العام 2022، ألقى الأمن الإيراني القبض على سيسيل كوهلر ورفيق دربها جاك باريس بنهاية زيارة سياحية دامت ثلاثة أسابيع. كلاهما منخرط في التعليم: الأولى أستاذة الآداب المعاصرة في إحدى مدارس منطقة «إيفلين» القريبة من باريس، والثاني أستاذ رياضيات متقاعد. وهما معتقلان في سجن «إيفين» القريب من طهران. وحتى تاريخه، لم تتم محاكمتهما، كما أن المحامين المكلفين بالدفاع عنهما لم يطلعوا بعد على ملفيهما فيما التواصل بين المحتجزين وعائلتيهما متقطع.

سيسيل كوهلر وشقيقتها ناعومي في صورة تعود للعام 2020 (أ.ف.ب)

في المقابل، فإن الرهينة الثالثة لويس أرنو تمت محاكمته وإدانته بـ«التجسس لحساب قوى خارجية»... وصدر بحقه حكم بالسجن خمس سنوات. وتسعى لجان تشكلت للدفاع عن كوهلر وباريس للضغط على الحكومة الفرنسية لدفعها لمزيد من التحرك، علماً بأن أي اتصال رسمي بين باريس وطهران يأتي دوماً على ملف الرهائن الأربعة.

ورغم الدعوات الفرنسية المتكررة المطالبة، على كافة المستويات، بإطلاق سراح الأربعة، فإن الطرف الإيراني يصم أذنيه عن المطالب الفرنسية. وبحسب مطلعين على هذا الملف، فإن مشكلة باريس هي أن الاتصالات لا تتم مع الجهات التي بيدها الحل والربط أي «الحرس الثوري»، والجهاز القضائي المرتبط به. ومن جهة ثانية، تسعى هذه اللجان إلى المحافظة على اهتمام الرأي العام بالرهائن، حتى لا يلفهم عالم النسيان.

وكان باريس وكوهلر ينشطان في العمل النقابي في قطاع التربية. وجاء القبض عليهما في سياق حراك الجسم التعليمي في إيران (نهاية العام 2021)، الأمر الذي يفسر اتهامهما بـ«التعاون والتواطؤ للنيل من أمن البلاد».

وقبل أيام، تحدثت ناعومي كوهلر، شقيقة سيسيل، عن ظروف اعتقالها، فأكدت أنها فيما يسمى «القسم 9» في سجن «إيفين» الذي نقلت إليه بعد أن أمضت عدة أشهر في عزلة تامة، وهي حالياً تتقاسم خليتها في السجن التي تبلغ مساحتها تسعة أمتار مربعة مع نساء أخريات.

وأفادت ناعومي بأن سيسيل لم تحظ سوى بثلاث زيارات قنصلية منذ اعتقالها، وقد تمت تحت مراقبة شديدة من حراس السجن. وباستثناء الاتصالات الهاتفية النادرة مع عائلتها، فإنها «معزولة عن العالم الخارجي». ويسمح للرهينة الفرنسية، بحسب شقيقتها، بثلاث نزهات قصيرة في فناء السجن. وخلاصتها أن شقيقتها «رهينة لعبة تتخطاها، إذ إنها تتناول مصالح أبعد بكثير مما تمثله».

صورة لسيسيل كوهلر تعود لأيام قبل اعتقالها وتظهرها في زيارة لمسجد في مدينة أصفهان (صورة مصدرها عائلة كوهلر)

والمناشدات والضغوط الفرنسية لم تجدِ حتى اليوم في إخراج الرهائن الأربعة من إيران، بعكس ما حصل عند الإفراج عن رهينتين فرنسيتين قبل عام تماماً هما بنجامين بريير (37 عاماً) وبرنار فيلان (64 عاماً) «لأسباب إنسانية». وتأمل عائلتا كوهلر وباريس أن تعمد طهران لبادرة إنسانية مشابهة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. وكان الاثنان محتجزين في سجن «وكيل آباد» في مدينة مشهد حيث كان حكم على بريير بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهمة التجسس. إلا أن محكمة استئناف برأته من التهمة لكنه بقي معتقلاً. أما فيلان الذي يحمل أيضاً الجنسية الآيرلندية، إلى جانب جنسيته الفرنسية، فكان يعمل في القطاع السياحي، وأدين بتهمة «المساس بالأمن القومي» الإيراني، وحكم عليه بالسجن لست سنوات ونصف.

وأكدت كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية وقتها، أن باريس «ستواصل العمل مع شركائها الأوروبيين للإفراج عن مواطنيها، وعددهم أربعة، وعن جميع المواطنين الأوروبيين، وعددهم كبير للأسف، وهم معتقلون من دون سبب في إيران». وفي شهر فبراير (شباط) الماضي، أفرجت طهران عن الباحثة فريبا عادلخاه من سجن إيفين حيث كانت تمضي عقوبة بالسجن خمسة أعوام صدرت بحقها في 2020 لإدانتها بتهمة «المساس بالأمن القومي»، وهي تهمة سبق لها أن نفتها. لكن حتى اليوم، لم يسمح لها بمغادرة إيران.

ويحظى جاك باريس بتعبئة شبيهة بما تحظى به سيسيل كوهلر. ونشر 16 عالماً في مجال الرياضيات رسالة طلبوا فيها «الإفراج الفوري» عنه، مؤكدين أن إيران «تخالف القوانين الدولية في العديد من النقاط، منها انتزاع اعترافات بالقوة، وظروف اعتقال مهينة إنسانياً، ومنع المحامين من الاطلاع على ملفه القضائي، وحجزه مع أربعة آخرين في خلية سجن ضيقة، ومنعه من التواصل مع الخارج، واحتجاز سلطات السجن ما يرسل إليه من كتب، وأموال»... وتؤكد الرسالة أن ما سبق «يبين أن إيران تخالف المواد 9 و10 و14 من الشرعة الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، والمبادئ التي تحكم ظروف وشروط الاعتقال».


أفغانستان: مقتل 3 عناصر شرطة في انفجار قنبلة بولاية بدخشان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

أفغانستان: مقتل 3 عناصر شرطة في انفجار قنبلة بولاية بدخشان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، الأربعاء، مقتل 3 عناصر شرطة وإصابة 5 آخرين، عندما انفجرت قنبلة أثناء مرور قافلتهم في ولاية بدخشان شمال شرقي أفغانستان، بعد أيام من اشتباكات دامية بين حركة «طالبان» ومزارعي الخشخاش.

وفي الصباح، انفجرت قنبلة «موضوعة على دراجة نارية (...) في مدينة فايز آباد»، عاصمة ولاية بدخشان، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد المتين قاني، على موقع «إكس». وأضاف قاني أن «العبوة انفجرت بينما كانت قافلة الشرطة في طريقها لتدمير محاصيل الخشخاش، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة خمسة آخرين». وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى اعتقال عناصر في «طالبان» عشرات الأشخاص قرب مكان الهجوم، واقتيادهم إلى مركبات وتفتيش منازل.

وقال أمين الله، وهو شاهد لم يرغب، في ذكر اسمه الكامل، للوكالة، إنه سمع انفجاراً قوياً، ورأى قافلة لـ«طالبان» مستهدفة. وأضاف أن «القوات الأمنية منعت على الفور الوصول إلى منطقة الهجوم». وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دراجة نارية متفحمة ومركبة عسكرية نخرها الرصاص. وشهدت نهاية الأسبوع الماضي مواجهات أسفرت عن مقتل شخصين في بدخشان بين المزارعين الذين قاوموا قوات مكافحة المخدرات التابعة لـ«طالبان»، التي فرضت القضاء على زراعة الخشخاش، المحظور منذ عام 2022.

وقال قرويون لوكالة الصحافة الفرنسية إن عناصر «طالبان» اقتحموا منازلهم، وكسروا الأبواب، وأطلقوا النار على كل مَن حاول المقاومة.

وتظاهر عشرات الرجال هاتفين «الموت للإمارة»، في إشارة إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، كما نقلت الوكالة الفرنسية. وأرسلت الحكومة وفداً رفيع المستوى إلى المنطقة ثم أكدت عودة الهدوء. وأكد المتحدث باسم الحكومة، ذبيح الله مجاهد، مساء الثلاثاء، على موقع «إكس»، أن «المشاكل الناتجة عن حملة القضاء على حقول الخشخاش في بدخشان قد حُلّت». وتتعرض أفغانستان بانتظام أيضاً لهجمات يشنها تنظيم «داعش» الإرهابي، تستهدف بشكل خاص أبناء طائفة الهزارة الشيعية، وخلّفت مئات القتلى منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021.


المُلاكِمة التونسية خلود: الأولمبياد سيكون ملخصاً لمسيرتي

خلود الحليمي (رويترز)
خلود الحليمي (رويترز)
TT

المُلاكِمة التونسية خلود: الأولمبياد سيكون ملخصاً لمسيرتي

خلود الحليمي (رويترز)
خلود الحليمي (رويترز)

بحركات رشيقة ترافقها صيحات حماسية، تتبادل الملاكمة التونسية خلود الحليمي اللكمات مع مدربها بقبضة ثابتة وعزيمة كبيرة؛ استعداداً لمشاركتها الثانية في الأولمبياد التي تستضيفها باريس هذا العام؛ سعياً منها لاعتلاء منصة التتويج.

وتكثف خلود التي تنافس في وزن تحت 60 كيلوغراماً تدريباتها تحت إشراف المدرب سامي الخليفي من الاتحاد التونسي للملاكمة بعدما ضمنت التأهل للأولمبياد.

وأبلغ الخليفي «رويترز»: «خلود حالة استثنائية، امرأة استثنائية، إنسانة مجتهدة تحب توصل وتحب تحقق أهدافها، شاركت في الألعاب الأولمبية طوكيو 2021 وشافت روحها قريبة من التتويج، لكن هناك تفاصيل صغيرة كانت تستطيع أن تتفاداها في ذلك الوقت لتصل إلى التتويج».

وأبلغت خلود «رويترز» أنها ستدافع عن فرصها في الفوز بميدالية أولمبية لتتوج مسيرتها الممتدة منذ أكثر من 18 عاماً وتؤكد تفوقها في رياضة يهيمن عليها الرجال عادة.

وقالت خلود: «الألعاب الأولمبية تمثل لي ملخصاً، يعني مسيرتي وكل الذي تدربت عليه، أي مسيرة 18 سنة بالنسبة لي أنا داخلة على 19 سنة. الملخص اللي أعمله في عشر دقائق داخل الحلبة هو أهم شيء».

ولدى خلود (34 عاماً) سجل حافل بالألقاب، مثل ذهبية البطولة الأفريقية المؤهلة للأولمبياد لوزن أقل من 57 كيلوغراماً، التي أقيمت العام الماضي في العاصمة السنغالية دكار، وذهبية دورة الألعاب الأفريقية 2019 بالرباط بجانب فضية الألعاب الأفريقية 2015 في وزن أقل من 60 كيلوغراماً.

ولا تحظى الملاكَمة النسائية، مثل معظم الرياضات النسائية، باهتمام كبير من السلطات أو بتشجيع الجماهير والأندية.

لكن ذلك لم يمنع البطلات من شق طريقهن بثبات وحفر أسمائهن بالذهب.

وقال زياد بربوش، رئيس الاتحاد التونسي للملاكَمة: «ترشح خلود يُعدّ إنجازاً تاريخياً باعتبارها ترشحت في السابق في طوكيو، لكن لم يسعفها الحظ ولم تتأهل من الدور الأول. ثم انقطعت على ممارسة الملاكمة، وبقدوم مكتب جامعي (اتحاد) جديد تجددت الثقة في خلود وكانت الحقيقة في مستواها، وكنا موجودين معها في الألعاب الترشيحية للسنغال، وفازت في النزالات كلها وترشحت عن جدارة، خلود هي في الحقيقة فخر الملاكَمة التونسية وفخر الملاكَمة النسائية، ونتمنى أن تكون النتائج طيبة خلال الألعاب الأولمبية في فرنسا إن شاء الله».

وأضافت خلود: «ميدالية بطولة أفريقيا الترشحية المؤهلة للألعاب الأولمبية، هي التي ترشحت بها بالذهب وفي الوقت نفسه فزت ببطولة أفريقيا التي ترشحت بها لطوكيو».

خلود بدأت رحلتها هوايةً وشغفها أصبح أقوى بمرور الوقت (رويترز)

هواية: بدأت رحلة خلود هوايةً، لكن شغفها بهذه الرياضة أصبح أقوى بمرور الوقت.

والآن بعد ضمان تأهلها الثاني للأولمبياد، تهدف إلى كتابة التاريخ كأول امرأة تونسية تفوز بميدالية أولمبية في الملاكمة.

وأضافت خلود: «هناك لحظات في الحلبة يجب أن تتحدث مع نفسك، في الوقت الذي كنت فيه ستستسلم أو يأتيك خبر إنك خاسر، في هذه اللحظة يجب عليك أن تحفز نفسك بالتضحيات اللي قدمتها».

وتابعت: «تبعد عن عائلتك ىشهرين، وكم من فرصة عمل تأتيك للحصول على الفلوس وأنت متمسك بالملاكمة لماذا؟ لأنك تعرف نفسك إنك تستطيع أن تحقق الكثير من الأشياء».

ورغم تعرضها لانتقادات وشكوك حول مكانتها في هذه الرياضة، لا تزال خلود صامدة وتعدّ ذلك حافزاً على النجاح.

وقالت خلود: «كنت أسمع بأذني وهم يقولون إنها ليست ملاكِمة ولن تصل لشيء، إنها قصيرة (1.60) متر، ماذا ستفعل؟ الترشح الثاني لي كنت أسمعهم يقولون والدة من شهرين بالعملية القيصرية، ليس لديها شيء لتفعله سيقومون بإقصائها بالضربة القاضية، وعندما تسمع أنت كل هذا الكلام يكون لك حافزاً، و قد قمت بالفوز بالضربة القاضية. أنا في دكار في دور الثمانية فزت بالقاضية وقبل النهائي أيضاً، يعني كلام الناس عندما تسمعه تبني عليه، هم يتحدثون وأنت تبني، أتركهم يتحدثون لا بأس فهو يسليني».

ويأمل التونسيون في أن تعود الملاكمة إلى مكانتها الدولية وأن يتحقق المجد الأولمبي على يد خلود بعد غياب دام نحو 28 عاماً، وهي آمالها نفسها، حيث تنوي إسعاد وطنها والمرأة العربية بتحقيق الفوز.

وقالت خلود: «في الألعاب الأولمبية 2024، سأعطي كل ما عندي وكل التضحيات وكل شيء لأكون متوجة بقدرة الله، ومن 1996 لم نحقق ميدالية أولمبية، لكن إن شاء الله تكون على يد خلود الحليمي وأفرح تونس وأفرح الشعب التونسي كله وأفرح العرب».

وكان فتحي الميساوي آخر ملاكم تونسي حقق ميدالية بعدما فاز بالبرونزية في أولمبياد أتلانتا 1996.


سموتريتش يسعى إلى قرصنة جزء من الأموال الفلسطينية المحتجزة

وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أغسطس الماضي (رويترز)
وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أغسطس الماضي (رويترز)
TT

سموتريتش يسعى إلى قرصنة جزء من الأموال الفلسطينية المحتجزة

وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أغسطس الماضي (رويترز)
وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أغسطس الماضي (رويترز)

يسعى وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموترتيش إلى مصادرة الأموال الفلسطينية المجمدة لدى إسرائيل، في خطوة لو تمت من شأنها تعميق الأزمة المالية لدى السلطة إلى وضع قد لا يمكن الصمود معه.

وأرسل سموتريتش، صباح الأربعاء، رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هاجمه فيها لأنه يمنع هذه الخطوة، واتهمه بالمماطلة.

وقال سموتريتش: «أنت تماطل وتؤجل الخطوة (إقرار قانون تم الاتفاق عليه بين الطرفين يقضي بمصادرة ثلاثة مليارات شيقل تابعة للسلطة الفلسطينية)».

وأضاف مخاطباً نتنياهو: «خلافاً لالتزامك، فإنك تحجب مصدراً في الميزانية من المفترض أن يستخدم لتمويل نفقات إعادة إعمار منطقة تكوما (في الجنوب)، بحيث يتم استخدام أموال الإرهابيين لإصلاح الأضرار التي لحقت بها. وبهذه الطريقة سيتم تحرير 3 مليارات شيقل مما سيسهل مكافحة غلاء المعيشة».

وانتقد سموتريتش رئيس الوزراء باعتبار أنه لا يمكن أن يكون الاهتمام بالسلطة الفلسطينية أكثر أهمية من مواطني إسرائيل.

وتضمنت رسالة وزير المال الإسرائيلي طلباً بطرح القانون فور افتتاح الدورة الصيفية للكنيست.

وأكدت رسالة سموتريتش تقارير سابقة بشأن تخطيطه لقرصنة نحو 3 مليارات شيقل (835 مليون دولار) من الأموال الفلسطينية المحتجزة للتخفيف من غلاء المعيشة في إسرائيل.

وتعاني السلطة في الضفة من وضع مالي حرج ولم تدفع رواتب موظفيها حتى يوم الأربعاء عن شهر مارس (آذار) الماضي.

واضطرت السلطة قبل شهرين لأخذ قرض كبير من البنوك لكنها لم تستطع دفع رواتب موظفيها بانتظام، وهي مديونة للموظفين والبنوك ومؤسسات وشركات وهيئات محلية وشركات إسرائيلية كذلك.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى خلال لقاء سابق مع الرئيس محمود عباس (وفا)

ومنذ عامين تدفع السلطة رواتب منقوصة للموظفين في القطاعين المدني والعسكري، بسبب اقتطاع إسرائيل نحو 50 مليون دولار من العوائد الضريبية، تساوي الأموال التي تدفعها السلطة لعوائل مقاتلين قضوا في مواجهات سابقة، وأسرى في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى بدل أثمان كهرباء وخدمات طبية.

وعمّقت الحرب على غزة هذه الأزمة بعدما بدأت إسرائيل باقتطاع حصة غزة كذلك.

وبموجب اتفاق أوسلو، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين عند استيراد السلع من الخارج إلى السلطة الفلسطينية، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة تشكل 65 في المائة من ميزانيتها السنوية، وتتراوح التحويلات من 750 إلى 800 مليون شيقل. ويثير هذا الترتيب خلافات مستمرة، وصلت إلى حد رفض السلطة بعد حرب غزة تسلم الأموال منقوصة من حصة القطاع، قبل أن تتدخل واشنطن، وتضع حلاً تقوم إسرائيل بموجبه بتحويل أموال المقاصة إلى السلطة على أن تبقى حصة غزة في عهدة الحكومة النرويجية، لحين تسوية الخلافات.

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، أن حكومته تبذل جهداً مع الشركاء الدوليين للضغط على إسرائيل للإفراج عن الأموال المحتجزة في النرويج التي وصلت إلى 423 مليون دولار حتى مارس الماضي، مؤكداً أنه في حال نجحت الجهود في استعادتها، ستتمكن الحكومة من دفع جزء بسيط من مستحقات الموظفين والموردين كشركات الأدوية والفئات المستحقة الأخرى، لضمان استمرار توريد بعض السلع والخدمات الأساسية.

وقال مصطفى إنه «إلى حين الإفراج عن بعض الأموال المحتجزة، ووصول أي مبالغ من المساعدات الخارجية المتوقعة، فإن الحكومة ستصرف رواتب الموظفين العموميين عن شهر مارس المنصرم وفق نسبة تراعي الموظفين ذوي الرواتب المتدنية والمتوسطة؛ حيث ستقوم وزارة المالية بتحديد نسبة وموعد صرف الرواتب فور تسلم المقاصة».


السعودية تواصل تنفيذ مبادرة «طريق مكة» في 11 مطاراً بـ7 دول

جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
TT

السعودية تواصل تنفيذ مبادرة «طريق مكة» في 11 مطاراً بـ7 دول

جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)

واصلت وزارة الداخلية السعودية تنفيذ مبادرة «طريق مكة» للعام السادس على التوالي عبر 11 مطاراً في 7 دول هي «المغرب وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وبنغلاديش وتركيا وكوت ديفوار»، وذلك ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج رؤية المملكة 2030.

وتهدف المبادرة إلى توفير خدمات نقل ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها إلى المملكة، ويشمل ذلك استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار تأشيرة الحج إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بمهام المديرية العامة للجوازات لإنهاء إجراءات الدخول إلى المملكة من مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها.

وتنفذ وزارة الداخلية السعودية المبادرة في عامها السادس بالتعاون مع وزارات «الخارجية والصحة والحج والعمرة والإعلام»، والهيئة العامة للطيران المدني وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن.

وأسهمت المبادرة في تقديم خدمات ذات جودة عالية لـ617 ألفاً و756 حاجاً في بلدانهم منذ إطلاقها عام 2017.


أوسع تصعيد في جنوب لبنان: عشرات الغارات والهجمات المتبادلة

فرق الإسعاف في موقع منزل استهدفته غارة إسرائيلية في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
فرق الإسعاف في موقع منزل استهدفته غارة إسرائيلية في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

أوسع تصعيد في جنوب لبنان: عشرات الغارات والهجمات المتبادلة

فرق الإسعاف في موقع منزل استهدفته غارة إسرائيلية في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
فرق الإسعاف في موقع منزل استهدفته غارة إسرائيلية في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

تصاعد تبادل إطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بشكل غير مسبوق، حيث شن الجيش الإسرائيلي «هجمات واسعة النطاق» بلغت إحدى جولاتها 20 غارة متزامنة في القطاع الأوسط، كما استخدم «قنابل ارتجاجية»، في حين أعلن «حزب الله» عن استهدافات لمنازل يتحصن بها جنود إسرائيليون في 5 بلدات إسرائيلية، وموقع عسكري بُعيد زيارة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت له وتوعَّد منه لبنان بـ«صيف ساخن».

أهداف محددة

ويركز الحزب منذ مطلع الأسبوع الحالي، على قصف تجمعات لجنود إسرائيليين أو مراكز التجمع المؤقتة، كما يقول، وذلك في تصعيد جديد يتزامن مع تعثر المفاوضات في مصر لإنهاء حرب غزة.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح الأربعاء، عن 8 صواريخ موجهة استهدفت 5 بلدات ومستوطنات إسرائيلية في الشمال.

وقال الحزب بدوره، خلال بيانات متعاقبة، صباح الأربعاء، إن مقاتليه استهدفوا مباني يستخدمها جنود إسرائيليون في مستعمرات «المطلة» التي تم استهداف منزل فيها، و«شلومي» حيث تم استهداف مبنيين يستخدمهما الجنود، و«المنارة» حيث تم استهداف مبنى، و«حانيتا» حيث قُصف مبنيان يستخدمهما الجنود، و«أفيفيم» حيث تم استهداف مبنيين، حسبما قال الحزب.

وبعد الظهر، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار في الجليل الغربي إثر إطلاق رشقة صاروخية وطائرات مسيرة. وأعلن «حزب الله» بدوره عن سلسلة عمليات عسكرية، حيث نفذ «هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضية على مقر قيادة اللواء الغربي المستحدث في يعرا، ‏وأصابت هدفها بدقة»، حسبما قال في بيان، كما نفَّذ مقاتلوه هجوماً مركَّباً بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية استهدفت موقع المالكية التي «أوقعت حاميته بين قتيل وجريح ودمرت تجهيزاته التجسسية»، بُعيد استهداف جنود إسرائيليين داخل إحدى دُشَم موقع المالكية بالصواريخ الموجهة. وبعد الظهر، أعلن الحزب عن استهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت «بصاروخ (بركان) من العيار الثقيل».

الدخان يتصاعد نتيجة غارة اسرائيلية استهدفت مروحين بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

ويُعد هذا التصعيد كمياً ونوعياً، تحولاً كبيراً في مجريات القصف من داخل لبنان الذي قابلته إسرائيل بمروحة واسعة من القصف، استخدمت فيها القنابل الارتجاجية الخارقة للتحصينات. ‏ وشن الطيران الحربي الإسرائيلي حتى العاشرة صباحا 20 غارة على جبل بلاط وأطراف بلدتي رامية وبيت ليف وعيتا الشعب في القطاع الأوسط، سُمِعت أصداؤها في مدينة صور. وقالت مصادر ميدانية إن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل ارتجاجية ضخمة سُمِعت تردداتها في الزهراني التي تبعد نحو 40 كيلومتراً.

وتناقلت وسائل إعلام لبنانية مشاهد لغارة جوية استهدفت بلدة كفركلا، قائلة إنها «قد تكون من أولى الاستعمالات الموثقة للقنابل الخارقة للتحصينات المعروفة بعائلة GBU الأميركية في لبنان بهذه الحرب».

‏ومن المعروف أن هذه القنابل مُعدَّة لاختراق التحصينات، وتتمتع بقدرات اختراق السطوح الأرضية قبل الانفجار الأساسي، وهو ما يترك بصمة واضحة للانفجار عبر عمود السحاب الطويل، وتؤدي إلى انفجار تحت الأرض ينتج عنه اهتزاز أكبر من العادة، بهدف تدمير الأنفاق والتحصينات.

الدخان يتصاعد عمودياً إثر غارة إسرائيلية بقنبلة خارقة للتحصينات استهدفت كفركلا بجنوب لبنان (مواقع تواصل)

الجيش الإسرائيلي

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، عصر الأربعاء، إنه هاجم أكثر من 20 هدفاً عسكرياً لـ«حزب الله» في راميا بجنوب لبنان. وأضاف البيان أنه هاجم الأهداف بواسطة القصف المدفعي والطيران الحربي، ومن بين الأهداف مبان عسكرية وبنى تحتية عسكرية.

وذكر الجيش في بيانه: «رصدنا بالتزامن انفجارات على هامش استهدافاتنا للمواقع، ما يُشير إلى مواقع أسلحة في المكان. وبالإضافة إلى ذلك، هاجم الطيران الحربي مبنى عسكرياً وبنية تحتية عسكرية لـ(حزب الله) في مروحين وكفركلا بجنوب لبنان».

وشوهد الدخان يتصاعد من الجبال التي تعرضت للغارات، وأدَّت الغارات إلى اشتعال النار في الأحراج المتاخمة للخط الأزرق قرب بلدتي رامية وعيتا الشعب... كما نفَّذ الجيش الإسرائيلي غارات طالت إقليم التفاح ومحيط نبع الطاسة ومرتفعات جزين الجنوبية، واستهدف بلدة الخيام حيث تم تدمير منزل، وأسفرت الغارة عن مقتل 3 فلسطينيين كانوا يوجدون فيه، كما استهدفت غارة بلدة العديسة، حيث تحدثت معلومات عن وقوع إصابات.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت أطراف الناقورة وكفرشوبا وحلتا وكفرحمام وبلدة يارون. وتعرضت الأحياء السكنية في بلدة عيترون لقصف مدفعي مصدره المرابض الإسرائيلية، و«استخدم الجيش الإسرائيلي في اعتداءاته القذائف الفسفورية المحرمة دولياً».

غالانت

ووسط هذا التصعيد، التقى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة ميدانية في مقر الفرقة 91 بالمنطقة الحدودية مع لبنان (وهو المقر الذي استهدفه «حزب الله» بصاروخ «بركان» بُعيد مغادرة غالانت)، مع قوات الاحتياط التابعة لسلاح المدفعية العاملين في المنطقة، وقال: «المعركة الدفاعية معركة معقدة، هي معركة تتوقع فيها باستمرار ردود فعل العدو، وتكون فيها نشطاً على الدوام»، وتابع: «أعتقد أن الفرقة بأكملها تنفذ هذه المعركة بطريقة ممتازة، لقد أبعدنا (حزب الله) عن خطوط التماس إلى مسافات كبيرة»، لكنه استدرك قائلاً: «هذا لا يعني أنه اختفى، لكنه ليس موجوداً هناك»، حسبما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن.

غالانت خلال زيارته للحدود مع لبنان (وزارة الأمن الإسرائيلية)

وأضاف أنه «من أجل إعادة السكان بأمان، هناك حاجة إلى عملية سياسية (تفضي إلى التوصل إلى اتفاق) أو عملية عملياتية (عسكرية) ومن واجب الجيش الإعداد للعملية العسكرية، التي ستكون أيضاً بمثابة مرساة وسندان لعملية أخرى. أنا مصمم على إعادة السكان إلى منازلهم بأمان وإعادة بناء ما تم تدميره».

وتابع «إنني أدرك الحاجات وكذلك الشعور في كثير من النواحي بأن المهمة لم تكتمل، وهي في الواقع لم تكتمل. للحرب تكاليف، ستكون باهظة على إسرائيل وكارثية على (حزب الله) ولبنان، ونحن نسعى جاهدين للوصول إلى وضع دون الوصول إلى الحرب، لكن إذا كان هذا هو الملاذ الأخير فسنلجأ إليه، لأننا في النهاية لدينا التزام بالعقد بيننا وبين المواطنين».

وختم مخاطباً قوات الاحتياط التابعة للفرقة 91 (تابعة للقيادة الشمالية ومسؤولة عن الجبهة مع لبنان، من رأس الناقورة إلى جبل الشيخ): «لدينا منظومات نارية كبيرة جداً وثقيلة جداً، وسنتأكد من تفعيلها إذا استدعت الحاجة وتوفرت الأسباب؛ عليك الاستعداد للمواصلة... هذا الصيف قد يكون حاراً».


شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
TT

شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)

أثار اتهام الشاعر المصري هاني عبد الموجود للفنان هاني شاكر وآخرين بـ«سرقة كلمات أغنية (رحماكي) التي طرحها شاكر عام 2009 ضمن ألبوم (حبيب حياتي)» ضجة في مصر.

وحقّقت الأغنية نحو نصف مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، وهي من إنتاج شركة «عالم الفن» للمنتج المصري محسن جابر، وكلمات الشاعر محمد بن عبود العمودي، وألحان محمد ضياء الدين.

وتقدم وكيل الشاعر هاني عبد الموجود ببلاغه ضد الفنان هاني شاكر وآخرين، يتهمهم بـ«الاستيلاء على كلمات أغنية (رحماكي)»، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.

وردّ الفنان المصري هاني شاكر على هذه الاتهامات، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن صاحب البلاغ يهدف إلى الشهرة على حساب الآخرين»، متسائلاً: «الأغنية تم طرحها منذ أكثر من 15 عاماً، فلماذا تذكر عبد الموجود أنها سرقت منه بعد كل هذه السنوات، ولم يتخذ إجراء حينها؟»، مؤكداً «أن تجاهله لهذه الاتهامات هو الحل الأمثل».

وتعليقاً على البلاغ، أكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية بمصر، أن ما حدث هو شأن قضائي بحت، وليس للنقابة دخل به. وأوضح عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن نقابة الموسيقيين كذلك ليست طرفاً في النزاع القائم بين الشاعر المصري صاحب البلاغ وصناع أغنية «رحماكي»، بل الاختصاص أمام المحكمة الاقتصادية وهي المنوطة بالنظر في هذا النزاع.

وكان الفنان هاني شاكر قد افتتح نهاية أبريل (نيسان) الماضي حفلات الربيع على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وقدّم قائمة منوعة من أغنياته القديمة والحديثة، من بينها «كل ليلة»، و«لو رحت بعيد»، و«يا ريتني»، و«نسيانك صعب أكيد»، و«لسه بتسألي»، و«دعوة فرح»، و«مع قلبك»، و«أنت معايا»، بجانب تقديمه أغنيات للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

شاكر فضّل تجاهل الاتهام (حسابه على «فيسبوك»)

كما طرح هاني شاكر أخيراً دعاء بعنوان «حلمت»، عبر قناته بموقع «يوتيوب»، كلمات محمد حجازي وألحان حاتم عزت وتوزيع ميدو عاطف، بالإضافة إلى أحدث أعماله الغنائية التي طرحها أيضاً منذ عدة أشهر بعنوان «انسي اللي خان»، من كلمات بهاء الدين محمد، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع موسيقي أحمد عادل.

وتعدّ اتهامات سرقة الأغاني أمراً معتاد التكرار في مصر، فقد أثار اتهام الشاعر المصري عادل صابر للفنان أكرم حسني، كاتب وملحن أغنية محمد منير الجديدة «لِلّي»، بسرقة كلماتها من أحد مؤلفاته الشعرية التي كان كتبها منذ فترة، ضجة واسعة في مصر.

كما اعتذر المطرب الشاب محمود المنسي، للفنان أكرم حسني، على اتهامه بـ«سرقة لحن الأغنية ذاتها»، وقال المنسي، في مقطع فيديو عبر حسابه على «فيسبوك»، إنه شعر بـ«الغيرة الفنية بعدما لاحظ تشابه لحن أغنيته (ولد الهلالية) مع أغنية (للي)، ما جعله يأخذ رأي المتابعين عبر (فيسبوك)».

وأضاف المنسي أنه «بعد عمل مقارنة للنوتتين الموسيقيتين للأغنيتين لوحظ تشابه، وليس تطابق في اللحن، وهنا أدرك أنه أساء التقدير للموقف».

وقال ملحن أغنية «رحماكي» محمد ضياء، في تصريحات صحافية، إن «كلمات الأغنية تعود للشاعر السعودي محمد بن عبود بن علي العمودي، حيث نشرت في ديوان شعري بعنوان (نفحات الورد) عام 2009، وقمت بوضع لحنها وغناها هاني شاكر وقدمها في عدة حفلات، لذلك أرى أن ما يحدث مجرد عبث، ورغبة في الشهرة». وفق تعبيره.


من يشتري منديل ليونيل ميسي؟

سيدة تحمل منديل ميسي المعروض في المزاد (إ.ب.أ)
سيدة تحمل منديل ميسي المعروض في المزاد (إ.ب.أ)
TT

من يشتري منديل ليونيل ميسي؟

سيدة تحمل منديل ميسي المعروض في المزاد (إ.ب.أ)
سيدة تحمل منديل ميسي المعروض في المزاد (إ.ب.أ)

أصبح المنديل الذي كتب عليه اتفاق برشلونة الأول مع ليونيل ميسي بشكل غير رسمي معروضا للبيع في مزاد علني.

وتدير دار المزادات الدولية «بونهامز»، وهي دار مزادات دولية مملوكة للقطاع الخاص ومقرها لندن، المزاد حتى 17 مايو (أيار) الحالي بسعر يبدأ من 220 ألف جنيه إسترليني (274.55 ألف دولار)، نيابة عن وكيل اللاعب الأرجنتيني هوراسيو جاجيولي.

تم التوصل إلى الاتفاق في 14 ديسمبر (كانون الأول) 2000، مع مدير برشلونة كارليس ريكساتش الذي كان يائساً من النادي للتعاقد مع ميسي، الذي كان يبلغ من العمر 13 عاماً.

وكان ميسي قد تألق خلال تجربته التي استمرت أسبوعين مع برشلونة في سبتمبر (أيلول) 2000، لكن النادي كان متردداً في البداية في التعاقد مع لاعب شاب غير أوروبي.

أصبح ريكساتش يشعر بالقلق من أن النادي الكاتالوني قد يفوت فرصة التعاقد مع ميسي، الذي عاد إلى مدينته روزاريو في الأرجنتين.

اهتمام كبير بمنديل ميسي ومطالبات بأن يكون في متحف برشلونة (أ.ف.ب)

وقال جاجيولي لشبكة «ذا أتليتيك» العام الماضي إنه أبلغ ريكساتش في ديسمبر 2000 أنه إذا لم يتمكنوا من الالتزام بالتعاقد مع ميسي، فسيتم عرض المراهق على أندية أخرى، بما في ذلك ريال مدريد.

دعا ريكساتش جاجيولي لتناول العشاء في برشلونة لاتخاذ قرار نهائي بشأن ميسي، ولكن كانت هناك مشكلة واحدة: لم يكن لدى ريكساتش الوقت لصياغة العقد أو طباعته ولكنه كان بحاجة إلى التوقيعات ذات الصلة على وثيقة ستصبح فيما بعد ملزمة قانوناً.

وجاء في المنديل: «في برشلونة، في 14 ديسمبر 2000، وبحضور (الوكيل، جوسيب ماريا) مينغويلا وهوراسيو (جاجيولي)، كارليس ريكساتش، السكرتير الفني لنادي البايرن، يلتزم تحت مسؤوليته، على الرغم من رأي الآخرين الذين يعارضون التعاقد مع ليونيل ميسي، إذا تم الحفاظ على الرسوم المتفق عليها».

وقع ريكساتش على المنديل مع وكيلي كرة القدم، مينغويلا - الذي عمل في عدة صفقات مع برشلونة في الماضي، بما في ذلك دييغو مارادونا - وجاجيولي.

وقال إيان إيلنغ، رئيس قسم الكتب والمخطوطات الفاخرة في «بونهامز نيويورك»: «إنه واحد من أكثر العناصر إثارة التي تعاملت معها على الإطلاق. نعم، إنه منديل ورقي، لكنه المنديل الشهير الذي كان في بداية مسيرة ليونيل ميسي. لقد غير حياة ميسي، ومستقبل نادي برشلونة، وكان له دور فعال في منح بعض من أروع لحظات كرة القدم لمليارات المشجعين حول العالم».

وتعليقاً على الحدث بعد سنوات، وصفه جاجيولي بأنه «لحظة رائعة».

منديل ميسي بمثابة تحد لنجوميته المتفردة (د.ب.أ)

وأضاف: «هذا المنديل كسر الجمود. نظر المحامون الخاصون بي إليه. كان المنديل يحتوي على كل شيء: اسمه، واسمي، والتاريخ. إنه موثق. لقد كان وثيقة قانونية. سيكون جزءاً مني لبقية حياتي. سيظل المنديل بجانبي دائماً. أعيش في أندورا وقد احتفظت بالمنديل في خزانة داخل أحد البنوك».

وقال مينغويلا لراديو كاتالونيا، الأربعاء، إن المنديل كان في مكتبه لسنوات، وإنه عرض على برشلونة فرصة عرضه في متحف النادي.

ويدعي أنه لم يتلق ردا من برشلونة وأنه سيطلب الآن من المحامين اكتشاف من هو المالك القانوني للمنديل وكيف يمكن لأي شخص إثبات أنه يملكه قانونيا لعرضه للبيع.

وأصر مينغويلا على أنه لا يرغب في الربح من المنديل، لكنه يفضل رؤيته في متحف برشلونة أو أن، في حالة بيعه، تذهب الأموال إلى مؤسسة النادي.


«الاشتراكي» يطالب بمعالجة ملف النازحين في لبنان «ضمن مؤسسات الدولة»

وفد من «الاشتراكي» برئاسة تيمور جنبلاط خلال لقائه مع بري (إعلام مجلس النواب)
وفد من «الاشتراكي» برئاسة تيمور جنبلاط خلال لقائه مع بري (إعلام مجلس النواب)
TT

«الاشتراكي» يطالب بمعالجة ملف النازحين في لبنان «ضمن مؤسسات الدولة»

وفد من «الاشتراكي» برئاسة تيمور جنبلاط خلال لقائه مع بري (إعلام مجلس النواب)
وفد من «الاشتراكي» برئاسة تيمور جنبلاط خلال لقائه مع بري (إعلام مجلس النواب)

طالب حزب «القوات اللبنانية» الدولة اللبنانية بطرح التدابير التنفيذية لهبة المليار دولار الأوروبية، و«بروزنامة زمنية لإعادة السوريين إلى بلدهم»، وسط انتقادات للهبة الأوروبية وانقسامات حول طرق التعامل مع أزمة النزوح السوري التي دعا الحزب «التقدمي الاشتراكي» إلى معالجتها «برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة».

وعرض وفد من «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الورقة التي أعدها الحزب لمعالجة ملف النازحين السوريين في لبنان. وقال «الاشتراكي» في بيان: «كان هناك تأكيد على أن تتم معالجة هذا الملف برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة، وبما تقتضيه ضرورة التعامل مع هذه القضية بعيداً عن التحريض والاستغلال، وضمن ما يحفظ هيبة الدولة وكرامة المواطن اللبناني».

وتأتي هذه الدعوة بعد إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من بيروت الخميس الماضي، أن الاتحاد الأوروبي عرض على لبنان حزمة مالية بقيمة مليار يورو لدعم اقتصاده المتعثر، وقوات الأمن. وطالبت لبنان بمنع تدفق اللاجئين.

وقبل نحو أسبوع على جلسة برلمانية لمناقشة الهبة الأوروبية، قال رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان: «انطلاقاً من دورنا بوصفنا سلطة رقابية وممثلة للشعب اللبناني، نطالب الحكومة بتزويد النواب قبل الجلسة النيابية المزمع عقدها في 15 مايو (أيار) بشروط الهبة الأوروبية لمعرفة كامل تفاصيلها وكيفية التصرف بها. كما نطالبها بطرح التدابير التنفيذية مقرونة بروزنامة زمنية لإعادة السوريين إلى بلدهم».

ويتفاعل ملف النازحين السوريين منذ أشهر. وقال عضو «تكتل الجمهورية القوية» النائب غسّان حاصباني بعد زيارته ومجموعة من النوّاب نائبة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو: «التقينا ضمن وفد نيابي ضم نواباً من المعارضة الموسعة نائبة الأمين العام للأمم المتّحدة روزماري ديكارلو، وأوصلنا رسالة واضحة بالنسبة إلى تطبيق القرار 1701 وأهميّة تطبيقه اليوم، في ظلّ خطر الحرب الواسعة على لبنان، إضافة إلى موضوع النازحين السوريّين، ودور الأمم المتحدة في عدم تشجيع النزوح الأكبر إلى لبنان، وتأدية دورها بحسب المعاهدات والاتفاقيات الموقّعة معها وعدم الخروج عن السيادة اللبنانيّة، بما فيها أوّلاً تخفيف الدعم للنازحين السوريين الموجودين بطريقة غير شرعية على الأراضي اللبنانية، خصوصاً أن لبنان في المعاهدات والاتفاقيات التي وقّعها مع الأمم المتّحدة هو بلد عبور وليس بلد لجوء».

وأضاف: «لا يمكن لأيّ شخص نزح إلى لبنان البقاء فيه أكثر من سنة، إذا لم يكن وضعه قانونيّاً. ولذا يجب أن يرحّل إلى بلد آخر أو إلى بلده، إذا كانت هناك إمكانيّة، وكانت الساحة آمنة».