كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

حملة علامة «بيركينشتوك» الأخيرة تتغنى بثقافة وتنوع المملكة

تشتهر عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو بأسلوب مميز (بيركنشتوك)
تشتهر عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو بأسلوب مميز (بيركنشتوك)
TT

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

تشتهر عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو بأسلوب مميز (بيركنشتوك)
تشتهر عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو بأسلوب مميز (بيركنشتوك)

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية. اختارت لها بصمات دائمة: عبر تاريخ وحقبات المملكة العربية السعودية Perpetual Footprints:

Across Saudi Times and Eras عنواناً وست شخصيات سعودية أبطالا. هؤلاء جمعهم حذاء بسيط لكن معروف بعمليته وما يمنحه من راحة صحية.

فهدفها لم يكن استعراض مهارتها وخبرتها في صناعة الأحذية التي تتحدى الزمن والاختلاف والمسافات فحسب، بل أيضاً التعبير عن اهتمامها بسوق تعرف أهميته بالنسبة لها، وفي الوقت ذاته التعبير عن إعجابها بالثقافة السعودية لما فيها من تنوع وحيوية تكتسبها من شبابها. لكي تنجح حملتها وتكتسب عبق المنطقة، استعانت بمواهب محلية ناجحة في مجالاتها، لعرض الإرث الثقافي الغني للملكة، وتلك الديناميكية التي تميز كل منطقة. حتى مهمة تنسيق جلسة التصوير أوكلتها لمصمم الأزياء ورائد الأعمال السعودي حاتم العقيل من باب أن «أهل مكة أدرى بشعابها».

عبد العزيز الغصن يظهر في الحملة في عدة لقطات تعبر عن المنطقة التي يُمثِلها (بيركنشتوك)

جمعت ستة مؤثرين، ثلاث نساء هن فاطمة الغمدي وديم القول وداليا درويش، وثلاث رجال، هم خيران الزهراني وعبد العزيز الغصن وأحمد حكيم، كثنائيات لإبراز السمات الفريدة التي تُميز ثلاث مناطق هي نجد والحجاز والشرقية. وبينما كانت أحذية «بيركنشتوك» الخيط الرابط بينهم جميعاً، تركت لكل واحد منهم حرية التعبير عن رؤية تعكس أسلوب حياته ومجال تخصصه، سواء كان موسيقياً أو رياضياً أو رائد أعمال.

الحجاز القديم

خيران الزهراني ابن مدينة الباحة ممثلاً منطقة الحجاز (بيركنشتوك)

مثَل المنطقة كل من خيران الزهراني وفاطمة الغمدي. خيران وهو ابن مدينة الباحة معروف في عالم الأوبرا بصفته الكاونترتينور الأول في البلاد، يمزج عمله ما بين الفخر الثقافي والإبداع الفني. غني عن القول إنه يلعب دوراً ريادياً في أداء أعمال أوبرالية بارزة باللغة العربية، بما فيها مشاركته في أول أوبرا عربية تمثّل المملكة العربيّة السعوديّة في قمة BRICS لعام 2024. في هذه الحملة يظهر خيران في حذاء «بوسطن» Boston Suede المصنوع من الشامواه، والمتعدد الاستخدامات مع ملابسه العصرية. في صورة أخرى نسَق حذاء «جيزيه» Gizeh مع زيه التقليدي.

خيران الزهراني ابن مدينة الباحة والفنانة فاطمة الغمدي ممثلان منطقة الحجاز (بيركنشتوك)

تنضم إليه الفنانة والرسامة «فاطمة الغمدي» وهي من الطائف لإكمال قصة منطقة الحجاز. تظهر في حذاء «أريزونا» المتميز ببكلة بارزة، باللون الزهري الفوشيا. تظهر ثانية بحذاء «مدريد»، الذي يأتي هو الآخر ببكلة كبيرة الحجم، ليُكمل زيها التقليدي.

منطقة نجد

عبد العزيز الغصن كما ظهر في الحملة (بيركنشتوك)

هنا ينضم الموسيقي عبد العزيز الغصن، المقيم في الرياض، إلى الحملة للاحتفال بمنطقة نجد. الجميل في هذا الفنان أنه تأثر بعدة ثقافات موسيقية وشغف دائم لخوض غمار الجديد، بأسلوب موسيقى يمزج ما بين الـ«أفروبيت»، الـ«أر أند بي» والـ«هيب هوب». يظهر في الحملة محاطاً بأشجار النخيل النجدية، وهو يرتدي حذاء «كيوتو» Kyoto ثم حذاء «بوسطن» Boston.

عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو (بيركنشتوك)

تنضم إليه «ديم القو»، وهي عارضة أزياء سعودية ومؤثرة عُرفت بأسلوبها الخاص يجعل أكثر من 230 ألف شخص يتابعونها و3.2 مليون معجب على تطبيق «تيك توك». تظهر في حذاء «مدريد» ويتميز ببكلة ضخمة باللون البيج الشديد اللمعان يعكس جانبها النجدي المعاصر، في حين يعكس حذاء «جيزيه» Gizeh باللون الذهبي الإرث الغني المتجدر في التاريخ.

المنطقة الشرقية

رائد الأعمال والرياضي ومؤسس علامة «أستور» للأزياء (بيركنشتوك)

يُمثِلها «أحمد حكيم»، وهو رائد أعمال ورياضي وصانع محتوى، كما تمثّل علامته التجارية الخاصة بالملابس، Astor أسلوب حياة يعمل من خلالها على تمكين الأفراد من التعبير عن أنفسهم بثقة ومصداقية. يظهر في الحملة وهو يتجوّل تحت قناطر مدينة الدمام القديمة منتعلاً حذاء «أريزونا» Arizona الكلاسيكي ذا قاعدة القدم الناعمة باللون الأزرق. في لقطة أخرى يظهر في كورنيش المدينة مع داليا درويش، منتعلاً لوناً جديداً، الأزرق الأساسي.

داليا درويش تشارك في الحملة بصفتها محررة ومصممة وصانعة محتوى وسيدة أعمال (بيركنشتوك)

أما ابنة مدينة الخبر الساحليّة، داليا درويش، فتشارك في الحملة بصفتها محررة، ومصممة، وصانعة محتوى وسيدة أعمال، لتُعبِر عن طبيعة المنطقة الشرقية المتعددة الأوجه. ولأنها تعشق السفر، اختارت حذاء «أريزونا» Arizona، الذي يجمع الكلاسيكية بالعصرية، باللونين الذهبي والأزرق المعدني.


مقالات ذات صلة

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

لمسات الموضة كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

لا تتعدى سنواته الخمس، ومع ذلك فرد «جوي أووردز» عضلاته عالمياً. أكد في دورته الخامسة أنه لا يقل إبهاراً وقوة عن حفل جوائز الأوسكار الأميركي، الذي بلغ من العمر…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ميلانيا مع دونالد ترمب في حفل التنصيب المسائي ظهرت فيه بفستان أنثوي كشف عن قوام عارضة أزياء سوبر (أ.ب)

ميلانيا ترمب... قوة ناعمة أم قوة قادمة؟

أشعلت قبعة ميلانيا مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد أن عاق حجمها دونالد ترمب من طبع قُبلة على وجنتها. هزمته القبعة، واكتفى بنصف قُبلة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة (عزة فهمي) play-circle 00:24

عزة فهمي... تحمل عشقها للغة الضاد والتاريخ العربي إلى الرياض

من تلميذة في خان الخليلي إلى «معلمة» صاغت عزة فهمي طموحها وتصاميمها بأشعار الحب والأحجار الكريمة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
TT

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)

لا تتعدى سنواته الخمس، ومع ذلك فرد «جوي أووردز» عضلاته عالمياً. أكد في دورته الخامسة أنه لا يقل إبهاراً وقوة عن حفل جوائز الأوسكار الأميركي، الذي بلغ من العمر 96 عاماً.

في هذه الدورة جمع حفل «جوي أووردز» كالعادة وجوهاً عالمية وعربية من كل فئات الترفيه: الفن والرياضة والموضة. الفرق؟ زادت جرعة الجمال والإبهار. والأهم: حصل المصممون العرب على منصة عالمية من أرض عربية. منحتهم النجمات الأولوية.

حصل المصمم زهير مراد على جائزة الترفيه الفخرية لعام 2025 تقديراً لمسيرته المتميزة (زهير مراد)

المتابع للفعالية لا يخامره شك أن الموضة كانت جزءاً لا يتجزأ منه، وربما ملحة أيضاً بالنسبة للمتحمسين، خصوصاً أن المصممين العرب لم يخيبوا الأمل. منهم من حضر شخصياً، مثل زهير مراد الذي تسلم شخصياً جائزة الترفيه الفخرية لعام 2025، تقديراً لمسيرته المتميزة، ومنهم من انضم إلى قائمة «الحاضر الغائب».

تارا عبود في فستان من رامي قاضي (رامي قاضي)

في هذا المشهد المثير، كان حماس الحضور لافتاً، لا سيما من الجنس اللطيف. مثل المصممين، كان لسان حالهن يقول إن البيت بيتهن والعُرس عرسهن. أمّا فيما يتعلق بخياراتهن، فشتان بين الأمس واليوم. اكتسبت الإطلالات رقياً قد يعود سببه إلى التعلم من دروس الماضي. فعدد من النجمات اللاتي تألقن في هذه المناسبة، تلقين انتقادات لاذعة في مهرجانات سينمائية سابقة لظهورهن بأزياء، أقل ما يقال عنها، إنها لم تكن في المستوى.

حرصن على تفادي أي مطبات أو أخطاء باستعانتهن بخبراء وخبيرات أزياء، كانوا صلة الوصل بينهن وبين المصممين وبيوت الأزياء العالمية لاختيار المناسب. فالغالبية تعلَّمت من نجمات هوليوود بأنه في هذه المناسبات تكون المصلحة المتبادلة بينهن وبين المصممين.

الممثلة رزان جمال مثلاً اعتمدت فستاناً أسود من «ديور» بحكم أنها سفيرة الدار. النجمة التركية توبا بويوكستون خطفت الأنظار بفستان من مجموعة قديمة للمصمم الفرنسي جان بول غوتييه، بينما صرَّحت النجمة أصالة بأنها ترتدي زياً من نيكولا جبران.

المغنية كريستينا أغيليرا قدمت عرضها في فستان من إيلي صعب (موسم الرياض)

بينما اختارت كاميلا ألفيز زوجة ماثيو ماكونهي وكريستينا أغيليرا وأنغام وريتا حرب فساتين من «ميزون إيلي صعب» ومنى زكي فستاناً من زهير مراد، بينما كان طوني ورد هو مصمم فستاني ماغي بو غصن ونيللي. أما رامي قاضي فكان حاضراً من خلال كل من ليلى أحمد زاهر وماريتا حلاني وتارا عبود. المصممان جورج حبيقة وجان بيار خوري أيضاً كان لهما نصيب من الحفل، الأول من خلال يسرا وفستانها الأحمر اللافت، والثاني من خلال ياسمين صبري ودرة زروق.

أما مؤثرات ونجمات من المغرب مثل أسماء لمنور وسلمى رشيد، فتمسكن بالقفطان المغربي. من جهة لأنهن يُقدِّرن جمالياته، ومن جهة ثانية لسد باب أي انتقادات قد يشنها عليهن الجمهور المغربي المتحمس لهذا الزي.