ثلاثي نسائي يتصدر المشهد السياسي الفرنسي

رئاسات الحكومة والبرلمان والمجموعة النيابية الأكبر في عهدتهن

يائيل براون ــ بيفيه (وسط) تلوّح بعد انتخابها رئيسة للجمعية الوطنية (أ.ب)
يائيل براون ــ بيفيه (وسط) تلوّح بعد انتخابها رئيسة للجمعية الوطنية (أ.ب)
TT

ثلاثي نسائي يتصدر المشهد السياسي الفرنسي

يائيل براون ــ بيفيه (وسط) تلوّح بعد انتخابها رئيسة للجمعية الوطنية (أ.ب)
يائيل براون ــ بيفيه (وسط) تلوّح بعد انتخابها رئيسة للجمعية الوطنية (أ.ب)

مع انتخاب يائيل براون - بيفيه رئيسةً للبرلمان الفرنسي الجديد، والنائبة أورور بيرجيه، رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب «النهضة» الرئاسي، واللتين انضمتا إلى إليزابيت بورن، رئيسة الحكومة التي ثبّتها الرئيس إيمانويل ماكرون في موقعها وكلّفها إعداد صيغة الحكومة الجديدة، تكون فرنسا قد حققت قفزة نسائية واسعة تمكّنها من اللحاق بالديمقراطيات الغربية التي سبقتها على هذا الصعيد، لا بل إنها تتجاوزها. فالمواقع التي يحتلها الثلاثي النسائي رئيسية بحيث إن واحدة تتربع لأول مرة على رأس السلطة التشريعية (يائيل براون – بيفيه) والثانية (إليزابيت بورن) على رأس السلطة التنفيذية المكلفة، تحت قيادة رئيس الجمهورية، تسيير سياسة فرنسا، أما الثالثة (أورور بيرجيه) فإن مهمتها أن تكون الذراع الضاربة للرئاسة والحكومة في الجمعية الوطنية حيث لا يتمتع ماكرون بالأكثرية المطلقة كما أن عليها أن تحافظ على الانسجام داخل المجموعة المؤلفة من 245 نائباً. والثلاثي النسائي يخلف ثلاثياً ذكورياً كان يتكون من جان كاستيكس، رئيساً للحكومة وريشار فيران، رئيساً للبرلمان وكريستوف كاستانير، رئيساً للمجموعة البرلمانية. وباستثناء بورن التي تعد المرأة الثانية التي تتبوأ رئاسة الحكومة، «بعد تجربة أولى غير مشجعة لأديث كريسون بداية التسعينات»، فإنها المرة الأولى التي تنجح فيها امرأة في ترؤس البرلمان ومجموعة نيابية كبيرة.
وإذا كانت بورن تَدين بمنصبها للرئيس ماكرون الذي كان يبحث عن رئيسة للحكومة ذات خلفية اجتماعية تكون مقبولة من اليسار والشرائح الشعبية التي مكّنته من الفوز بولاية رئاسية ثانية بوجه منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي عادت إلى الندوة البرلمانية رئيسةً لكتلة نواب حزبها «التجمع الوطني»، فإن نجاح براون - بيفيه وبيرجيه يعود لمؤهلاتهما وللعمل الذي قامتا به في البرلمان السابق. وثمة وجه شبه بين المسار العائلي لرئيستي الحكومة والبرلمان؛ فكلتاهما تتحدر من عائلتين مهاجرتين، الأولى من روسيا والأخرى من بولندا وألمانيا، وكلتا العائلتين عانت من الاضطهاد النازي لليهود.
ويأتي هذال التحول على رأس الهرم السياسي في فرنسا استكمالاً لمبدأ المساواة بين الجنسين المعمول به على الصعيدين النيابي والحكومي. ووصول النساء الثلاث إلى هذه المناصب تم بفضل مسار سياسي طويل حيث عملت بورن في الكثير من الوزارات مستشارةً قبل أن يستدعيها ماكرون إلى حكومات عهده الأول ويختارها رئيسةً لأول حكومة في عهده الثاني. أما رئيسة البرلمان الجديدة البالغة من العمر 51 عاماً ومهنتها الأساسية محامية متخصصة بالقانون الجزائي، فإنها اكتسبت سمعة وشهرة بفضل عملها في إطار المجتمع المدني بدايةً قبل أن تدخل الندوة البرلمانية في العام 2017 وتترأس، في بادرة غير مسبوقة لامرأة، لجنة الإدارة والعدل.
يبقى أن أورور بيرجيه البالغة من العمر 36 عاماً سلكت مساراً مختلفاً عن المرأتين السابقتين حيث عدّلت كثيراً في ولاءاتها السياسية قبل أن ترسو، في عام 2017، في الحركة السياسية التي أسّسها المرشح إيمانويل ماكرون «إلى الأمام». وبعد انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية، حظيت بترشيح حزبه لمقعد نيابي في عام 2017، وخلال ولاية البرلمان السابقة، سعت لاحتلال منصب رئيس المجموعة النيابية في البرلمان. لكنها لم تصب نجاحاً بعكس محاولتها الثانية.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


الشرطة الأوروبية تحقق بشأن سفينة صينية كانت بالقرب من كابلات اتصالات تعرضت لأضرار

السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفينة دورية بحرية دنماركية (لا تظهر في الصورة) في بحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند بالدنمارك 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفينة دورية بحرية دنماركية (لا تظهر في الصورة) في بحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند بالدنمارك 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الأوروبية تحقق بشأن سفينة صينية كانت بالقرب من كابلات اتصالات تعرضت لأضرار

السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفينة دورية بحرية دنماركية (لا تظهر في الصورة) في بحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند بالدنمارك 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفينة دورية بحرية دنماركية (لا تظهر في الصورة) في بحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند بالدنمارك 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

رافق رجال شرطة من ألمانيا والدنمارك وفنلندا والسويد، اليوم (الخميس)، رجال شرطة صينيين للتحقيق بشأن سفينة صينية ذكرت تقارير أنها كانت تقع قرب اثنين من كابلات الاتصالات لحقت بهما أضرار في قعر بحر البلطيق الشهر الماضي.

وذكرت الشرطة الألمانية أن الهدف كان «التحقيق بصورة مشتركة بشأن معدات السفينة المعنية ووثائقها، فضلاً عن استجواب الطاقم بصورة مشتركة للحصول على معلومات».

وأعلنت الشرطة السويدية في وقت سابق أن المسؤولين الصينيين دعوهم، إضافة إلى لجنة حوادث سويدية، للوجود على متن السفينة مراقبين خلال تحقيقاتهم المخطط لها بشأن سفينة «يي بينغ 3».

وذكرت الشرطة أن الجانب السويدي لن يتخذ أي إجراءات بنفسه على متن السفينة.

يذكر أن كابلات الاتصالات، التي تمتد بين العاصمة الفنلندية هلسنكي وميناء روستوك الألماني، وبين السويد وليتوانيا، تم قطعهما فجأة واحداً تلو الآخر قبل شهر.

وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في الشهر الماضي إن بلاده طلبت رسمياً من الصين التعاون في تفسير الأضرار الأخيرة التي أصابت اثنين من كابلات البيانات في قعر بحر البلطيق في منطقة شوهدت فيها السفينة الصينية.