نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تكون روسيا استهدفت مركزاً للتسوق الاثنين، في مدينة كريمنتشوك الأوكرانية، حيث قتل 18 شخصاً على الأقل بعد ضربة روسية، كما رفضت موسكو أمس (الثلاثاء)، تلك المزاعم، وقالت إنها قصفت على نحو شرعي هدفاً عسكرياً في المدينة، مضيفة أن مركز التسوق غير مستخدم، فيما قال الكرملين إن هجومه في أوكرانيا سينتهي خلال يوم واحد عندما تستسلم سلطات كييف ويلقي الجيش الأوكراني بأسلحته.
وقال لافروف للصحافيين، مكرراً ما ورد في بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أمس (الثلاثاء)، إن المركز التجاري كان خالياً وقت اندلاع حريق نتيجة قصف روسيا مستودعات أسلحة أرسلتها الولايات المتحدة وأوروبا إلى كييف بجوار مركز التسوق، ملقياً باللوم على الدول الغربية التي تمد كييف بالسلاح وتطيل أمد الصراع. وقال لافروف إنه كلما أرسلت الدول الغربية مزيداً من الأسلحة إلى أوكرانيا «طال أمد الصراع».
وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمام الصحافيين: «يمكن للجانب الأوكراني إنهاء (النزاع) في غضون يوم واحد. يجب إصدار أوامر للوحدات القومية بإلقاء السلاح، ويجب إصدار أوامر للجنود الأوكرانيين بإلقاء أسلحتهم، ويجب تنفيذ كل الشروط التي وضعتها روسيا. حينها سينتهي كل شيء خلال يوم واحد».
وتأتي تصريحات بيسكوف رداً على كلام أدلى به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام قادة دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي طالبها «ببذل قصارى جهدها» لوضع حد للنزاع الذي تشهده بلاده قبل نهاية العام.
وأسفر قصف صاروخي روسي على مركز تسوّق في مدينة كريمنتشوك بوسط أوكرانيا عن مقتل 18 شخصاً على الأقل، ما استدعى إدانة شديدة الثلاثاء، من مجموعة السبع التي أنهت أعمالها في ألمانيا أمس. وقال دميتري لونين الذي يرأس بالوكالة إدارة منطقة بولتافا صباح الثلاثاء: «18 قتيلاً... خالص التعازي للعائلات والأقارب. عناصر الإنقاذ يواصلون العمل». وتقع مدينة كريمنتشوك على بعد 330 كيلومتراً جنوب شرقي كييف، وتبعد أكثر من 200 كلم عن خط الجبهة. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان، بأن القسم الأكبر من المبنى انهار واحترق.
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني أن هذه «أحد أكبر الأعمال الإرهابية السافرة في تاريخ أوروبا»، داعياً إلى تصنيف روسيا «دولة راعية للإرهاب» بعد هذه الضربة على «بلدة مسالمة ومركز تسوق عادي في داخله نساء وأطفال ومدنيون عاديون». وأكد سلاح الجو الأوكراني أن المركز التجاري أصيب بصواريخ مضادة للسفن من نوع «كي إتش 22» أطلقتها قاذفات تعمل من مسافة بعيدة من نوع «تو - 22» من منطقة كورسك الروسية.
وفي نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمره الصحافي اليومي، إن الضربة الروسية على المركز التجاري «مؤسفة جداً». وأضاف: «نشير مرة جديدة إلى أن كل الأطراف مطالبة، بموجب القانون الإنساني الدولي، بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية». ومن المقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن القصف الروسي الأخير على أهداف مدنية في أوكرانيا، حسبما علم فريق وكالة الصحافة الفرنسية من الرئاسة الألبانية للأمم المتحدة.
وبعد ساعات قليلة من الإعلان عن القصف في كريمنتشوك، أعلنت السلطات الأوكرانية عن هجوم روسي دامٍ آخر ضد مدنيين في ليسيتشانسك، الجيب الاستراتيجي في حوض دونباس (شرق).
وقُتل ما لا يقلّ عن ثمانية مدنيين وأُصيب أكثر من 20 آخرين بينهم طفلان جراء قصف روسي على المدينة الأوكرانية المجاورة لسيفيرودونيتسك التي سيطرت عليها القوات الروسية مؤخراً، وفق ما أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي. وأوضح أن «الروس استهدفوا حشداً من الناس براجمات صواريخ من نوع أوراغان، في وقت كان فيه مدنيون يتزودون بالمياه من صهريج».
وتشكل مدينة ليسيتشانسك الهدف المقبل للقوات الروسية بعد بسط سيطرتهم الكاملة على سيفيرودونيتسك، إثر معارك استمرّت أسابيع عدة ودمّرت المدينتين وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. وسيسمح الاستيلاء على المدينتين لروسيا بالسيطرة على كامل منطقة لوغانسك في حوض دونباس الغني بالمناجم.
الكرملين يطالب كييف بالاستسلام كشرط لإنهاء الحرب
لافروف: إمدادات الأسلحة الغربية تطيل أمد الصراع
الكرملين يطالب كييف بالاستسلام كشرط لإنهاء الحرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة