مذكرة حكومية: الملكة إليزابيث تدخلت سراً لتعديل مسودات قوانين باسكوتلندا

الملكة إليزابيث الثانية (رويترز)
الملكة إليزابيث الثانية (رويترز)
TT

مذكرة حكومية: الملكة إليزابيث تدخلت سراً لتعديل مسودات قوانين باسكوتلندا

الملكة إليزابيث الثانية (رويترز)
الملكة إليزابيث الثانية (رويترز)

كشفت مذكرة سرّية تابعة للحكومية الاسكوتلندية، حصلت عليها صحيفة «الغارديان» البريطانية، أنه «يكاد يكون من المؤكد» أن مسودات القوانين قد تم تعديلها سراً وفقاً لتوجيهات الملكة إليزابيث الثانية، بغرض إخفاء ثروتها والحفاظ على سلطاتها العامة.
ولفتت المذكرة إلى أن هناك آلية تسمح لملكة بريطانيا بفحص القوانين المقترحة التي يمكن أن تؤثر على ممتلكاتها الشخصية وسلطاتها العامة بشكل مسبق قبل الموافقة عليها.
وتختلف هذه الآلية عن الإجراء الرسمي الذي يُدعى «الموافقة الملكية»، وهو إجراء شكلي يتم اتخاذه في اللحظة التي يصبح فيها مشروع القانون قانوناً، حيث يتم منح الموافقة الملكية لهذا القانون حينها بناءً على طلب الحكومة.

وسبق أن ذكر تحقيق أجرته صحيفة «الغارديان» العام الماضي أن الملكة ضغطت قبل نحو نصف قرن لتغيير تشريع حكومي بغرض إخفاء ثروتها.
اقرأ أيضاً: هل عرقلت ملكة بريطانيا تشريعاً قبل 50 عاماً لإخفاء ثروتها؟
وأكد التحقيق أن هناك وثائق تشير إلى أن المحامين الشخصيين للملكة «كانوا قد نجحوا في سبعينات القرن الماضي في الضغط على الحكومة لتغيير مسودة قانون بغرض إخفاء ثروتها الخاصة».
وكشفت الوثائق أن الملكة قامت بمنح موافقتها على تغيير هذا التشريع.
ورداً على هذا التحقيق، قال قصر باكنغهام إن موافقة الملكة كانت عملية «رسمية بحتة» ويتم منحها دائماً عند طلب الحكومة.
وقال متحدث باسم قصر باكنغهام: «موافقة الملكة هي عملية برلمانية، رسمية بحتة. ويتم منح الموافقة الملكية دائماً عندما تطلبها الحكومة. وأي ادّعاء بأن الملكة قد منعت التشريع هو ببساطة ادعاء غير صحيح».
وتابع: «يقرر البرلمان ما إذا كانت موافقة الملكة مطلوبة، بشكل مستقل عن الأسرة المالكة، في الأمور التي قد تؤثر على المصالح الملكية، بما في ذلك الممتلكات الشخصية والمصالح الشخصية للملكة».
وأكمل المتحدث: «إذا كانت الموافقة مطلوبة، فإن مشروع القانون يُعرض على صاحب السيادة لمنحه الموافقة فقط بناءً على مشورة الوزراء وكسجل عام».
إلا أن «الغارديان» قالت إن المذكرة الداخلية التي حصلت عليها حديثاً تحتوي على أول اعتراف صريح بأن هذا الإجراء المعروف باسم «الموافقة الملكية» يمكن استخدامه لتغيير التشريعات وتعديلها للتصدي لمخاوف الملكة.
ولفتت الوثائق إلى أن محامي الملكة قد يناقشون مضمون مشاريع القوانين مع الحكومة الاسكوتلندية وأنه «من شبه المؤكد أنه تم تغيير بعض مشاريع القوانين سراً قبل الإعلان عنها لمعالجة المخاوف التي انتابت الملكة بشأنها».

وأضافت الوثائق أنه، في العام الماضي، ضغط محامو الملكة سراً على الوزراء الاسكوتلنديين لتغيير مشروع قانون لإعفاء أرضها الخاصة من مبادرة كبرى لخفض انبعاثات الكربون. ويعني هذا الإعفاء أن الملكة كانت المالك الوحيد لإحدى الأراضي في اسكوتلندا والتي لم يكن مطلوباً منها تسهيل إنشاء خطوط أنابيب لتدفئة المباني باستخدام الطاقة المتجددة.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الملكة بفحص 67 مستنداً اسكوتلندياً على الأقل، بما في ذلك التشريعات التي تتناول قوانين التخطيط، وضرائب الممتلكات، والحماية من المستأجرين، وفقاً لمراسلات كشف عنها عدد من أعضاء حزب الديمقراطيين الليبراليين باسكوتلندا، وأوضحت بالتفصيل استخدام «الموافقة الملكية» على هذه المستندات.
ووصف أولئك الأعضاء بحزب الديمقراطيين الليبراليين هذا الأمر بأنه «قلب مذهل للمبدأ الشائع بأن الملكة يجب ألا تغيِّر التشريعات من أجل مصلحتها الخاصة».
ورفض قصر باكنغهام التعليق على محتويات هذه الوثائق السرية المنشورة حديثاً.


مقالات ذات صلة

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

الأميرة كيت: الحب أعظم هدية

قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: ألعاب الفيديو تزيد معدل ذكاء الأطفال

ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز ذكاء الأطفال (رويترز)
ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز ذكاء الأطفال (رويترز)
TT

دراسة: ألعاب الفيديو تزيد معدل ذكاء الأطفال

ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز ذكاء الأطفال (رويترز)
ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز ذكاء الأطفال (رويترز)

قالت دراسة جديدة إن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو تزيد من معدل ذكائهم، وهو ما يتناقض إلى حد ما مع السرد القائل بأن هذه الألعاب سيئة لأدمغة وعقول الأطفال والمراهقين.

وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد شملت الدراسة ما يقرب من 10 آلاف طفل جميعهم في الولايات المتحدة وتتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، قام الباحثون بفحص مدى استخدامهم للشاشات وممارستهم لألعاب الفيديو.

وفي المتوسط، أفاد الأطفال بأنهم يقضون 2.5 ساعة يومياً في مشاهدة التلفزيون أو مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وساعة واحدة في ممارسة ألعاب الفيديو، ونصف ساعة في التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.

وتابع الباحثون الأطفال لمدة عامين تم خلالهما قياس مستوى ذكائهم باستمرار.

ووجد الفريق أن أولئك المشاركين الذين أفادوا بقضاء أكثر من ساعة في ممارسة ألعاب الفيديو شهدوا زيادة بمقدار 2.5 نقطة في معدل ذكائهم.

وفي الوقت نفسه، لم يبدُ أن مشاهدة التلفزيون واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان لهما تأثير إيجابي أو سلبي على الذكاء.

وقال عالم الأعصاب توركل كلينغبرغ من معهد كارولينسكا في السويد، والذي شارك في إعداد الدراسة: «نتائجنا تثبت أن وقت الشاشة لا يضعف بشكل عام القدرات المعرفية للأطفال، وأن ممارسة ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد في الواقع على تعزيز الذكاء».

إلا أن الباحثين أقروا بأنهم لم يأخذوا في اعتبارهم تأثيرات العوامل البيئية الأخرى والتأثيرات المعرفية على تطور أدمغة الأطفال، مشيرين إلى أنهم سيسعون لدراسة هذه الأمور في أبحاثهم المستقبلية.