فيتامين «إيه» يعزز البصر ويحافظ على سلامة شبكية العين

تتنوع مصادره.. ونقصه يؤدي إلى مشكلات صحية لدى الأطفال

فيتامين «إيه» يعزز البصر ويحافظ على سلامة شبكية العين
TT

فيتامين «إيه» يعزز البصر ويحافظ على سلامة شبكية العين

فيتامين «إيه» يعزز البصر ويحافظ على سلامة شبكية العين

الفيتامينات ضرورية جدا لضمان الصحة الجيدة والوقاية من الأمراض. وعلى الرغم من المقدار اليومي الضئيل الذي نحتاجه من الفيتامينات، فإنها تعد من أهم المكونات الغذائية في حياتنا. ولأن الجسم في الأغلب لا يمكنه صناعة الفيتامينات بشكل طبيعي، فإن الاعتماد عليها يكون من الخارج سواء من الطعام أو من الأدوية التي تحتوى على الفيتامينات.
وتبعا لطبيعة الفيتامينات الكيميائية، فإنها تقسم إلى جزئين رئيسين وهما: الفيتامينات التي تذوب في الماء، والفيتامينات التي تذوب في الدهون. ويجري التعامل مع كل منهما في الجسم بشكل مختلف. ويعد فيتامين «إيه» A بالغ الأهمية بالنسبة للبصر وسلامة الشبكية والقرنية خاصة الرؤية الليلية وتمييز الألوان، وكذلك يزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض. أما حالات نقص فيتامين «إيه» فهي نادرة الحدوث في الدول المتقدمة، لكن أغلب الحالات تظهر في الدول الفقيرة التي يعاني سكانها من سوء التغذية بشكل عام.

فيتامين حيوي

من المعروف أن فيتامين «إيه» يذوب في دهون الغذاء. وتمثل الخضراوات والحبوب نحو 55 في المائة من مصادر الحصول على فيتامين «إيه»، بينما تمثل منتجات الألبان واللحوم نحو 30 في المائة، والباقي من مصادر حيوانية. ويعتمد امتصاص فيتامين «إيه» على كمية الدهون الموجودة في الوجبة الغذائية، ويجري الامتصاص في الأمعاء الدقيقة، ولذلك فإنه في حالات عسر الهضم وسوء هضم الدهون يحدث نقص في نسبة فيتامين «إيه». ويجري تخزينه في الكبد، ثم يجري إفراز الفيتامين الذي جرى تخزينه في الكبد إلى الدورة الدموية، ويجري حمله عن طريق بروتين معين retinol-binding protein إلى جميع أجزاء الجسم. وفى حالة سوء التغذية، خاصة نقص البروتين، يحدث بالضرورة نقص في الفيتامين لعدم توفر البروتين الحامل له. وعند الولادة يكون المخزون من الفيتامين في الكبد ضئيلا جدا، ولكن بعد الولادة بنحو ستة أشهر تزداد هذه الكمية بمقدار 80 ضعفا. وإذا تناول الرضيع أو الطفل كمية متوازنة من الغذاء الذي تكون منه الخضراوات والمنتجات الغنية بفيتامين «إيه» فإن خطر تعرضه لنقص الفيتامين يكون ضعيفا جدا. ولكن حتى النقص البسيط غير الملحوظ إكلينيكيا في فيتامين «إيه» يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية.

* مصادر غنية
تعد الخضراوات والفواكه من المصادر الغنية بفيتامين «إيه» مثل الجزر والكنتالوب والبرتقال والبطاطا واللفت والسبانخ. وهناك مصادر حيوانية مثل الكبد واللحوم الحمراء، ولكن يجب الحد من تناول الأطفال الحوم الحمراء، حيث إنها تحتوي على كميات كبيرة من الكولسترول. وهناك بعض الأسماك التي يمكن أن تحتوي على كميات قليلة من الفيتامين مثل سمك السلمون.
وتبلغ الاحتياجات اليومية من الفيتامين للأطفال تحت عمر 14 سنة نحو 400 ميكروغرام، بينما تبلغ الاحتياجات من 700 إلى 900 من عمر 14 عاما فأكثر. وتزيد الاحتياجات للسيدات الحوامل حتى تصل إلى 1200 ميكروغرام، وللبالغين الذين يتناولون أقراصا تحتوي على الفيتامين يجب ألا تتجاوز الجرعة اليومية أكثر من 3000 ميكروغرام.

* نقص الفيتامين وعلاجه
تعد الأعراض التي تؤثر على العين وسلامة الرؤية أهم الأعراض على الإطلاق، لكنها نادرا ما تحدث للأطفال قبل عامين. ويكون عدم وضوح الرؤية الليلية (العشا الليلي) هو أول الأعراض التي تلفت النظر، وتحدث عتامة للقرنية، كما يمكن حدوث عدوى في العين، وتصبح الملتحمة جافة وغير شفافة. ويمكن أن تؤدي هذه التغيرات إذا تركت دون علاج ولفترات طويلة إلى عواقب وخيمة تصل إلى فقدان البصر تماما.
وسجلت في الدول النامية أكثر من 350 ألف حالة من فقدان البصر لدى الأطفال سببها الرئيس هو النقص الشديد في فيتامين «إيه». ونظرا لذلك، أجريت في المناطق الفقيرة التي يندر بها الغذاء بعض التجارب التي يجري فيها إعطاء الأم فيتامين «إيه» مباشرة بعد الولادة، حيث إن ذلك يمكن أن ينعكس على الطفل في لبن الأم. وكذلك يجري إعطاء الطفل الفيتامين على ثلاث جرعات.
وبجانب ذلك، تكون أكثر أعراض نقص فيتامين «إيه» وضوحا، هي الأعراض الناتجة عن الوظائف التي يؤديها الفيتامين، ومنها الحفاظ على الخلايا المبطنة للأمعاء التي تعمل جدارا طبيعيا يقي الأمعاء من الميكروبات، وبالتالي يمكن حدوث الإسهال. كما أن النقص يؤثر بشكل كبير على الشفاء من الأمراض المختلفة ويؤثر على نمو الطفل.
يجري العلاج عن طريق إعطاء فيتامين «إيه» بالفم في جرعات نحو 1500 ميكروغرام، ولكن يجري ذلك تحت الملاحظة الطبية الدقيقة، حيث إن زيادة الفيتامين في الجسم HYPERVITAMINOSIS تؤدي إلى أخطار صحية أيضا، مثل الصداع والقيء في البداية، ويحدث جفاف وتشققات في الجلد، خاصة ناحية الفم وأيضا القدمين والكفين، ويمكن سقوط الشعر أيضا، كما يحدث تضخم في الطحال والكبد.
* استشاري طب الأطفال



أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
TT

أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)

يُعدّ البيض مصدراً ممتازاً للبروتين، إذ تحتوي كل بيضة كبيرة على نحو 6.3 غرام من البروتين، ولكنه ليس الخيار الوحيد، بل إن هناك العديد من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على كمية بروتين أكبر من البيض.

وحسب موقع «فيري ويل هيلث» فإن أبرز هذه الأطعمة هي:

الزبادي اليوناني

تحتوي عبوة 1.5 غرام من الزبادي اليوناني على كمية من البروتين تقدر بنحو 16.1 غرام.

ويُصنع الزبادي اليوناني، المعروف بقوامه الكريمي ونكهته المميزة، بطريقة مختلفة عن الزبادي التقليدي، حيث يُصفّى الزبادي اليوناني عدة مرات لإزالة السوائل الزائدة، مما ينتج عنه نسبة بروتين أعلى لكل غرام مقارنةً بالزبادي التقليدي.

صدور الدجاج

تحتوي 100 غرام من صدور الدجاج على 22.5 غرام من البروتين.

وإلى جانب البروتين، يتميز صدر الدجاج منزوع الجلد بانخفاض نسبة الدهون والصوديوم والكربوهيدرات والسعرات الحرارية فيه.

ويحتوي صدر الدجاج ومصادر البروتين الحيوانية الأخرى على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة (اللبنات الأساسية للبروتين التي لا يستطيع الجسم إنتاجها)، مما يجعله بروتيناً متكاملاً.

التونة

تحتوي حصة 85 غراماً من التونة على 21.7 غرام من البروتين.

وبالإضافة إلى غناها بالبروتين لبناء العضلات، تُعد التونة المعلبة غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تُساعد على الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

سمك السلمون

تحتوي حصة 100 غرام من سمك السلمون على 20.3 غرام من البروتين.

ومثل التونة، يُعد سمك السلمون غنياً بأحماض أوميغا 3 الدهنية، كما أنه غني بفيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران ضروريان لبناء عظام قوية وحماية المفاصل.

الفاصوليا السوداء

تحتوي حصة 100 غرام من الفاصوليا السوداء على 6.91 غرام من البروتين.

تُعدّ الفاصوليا السوداء المعلبة في الماء خياراً نباتياً ممتازاً للحصول على البروتين الذي تحتاج إليه. كما أنها غنية بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، وهي ضرورية لصحة الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية.

زبدة الفول السوداني

تحتوي ملعقتان كبيرتان من زبدة الفول السوداني على 7.1 غرام من البروتين.

وبالإضافة إلى استخدامها في تحضير شطيرة زبدة الفول السوداني والمربى الشهيرة، يمكنك إضافة زبدة الفول السوداني إلى الصلصات، أو رشها كصلصة على السلطة، أو إضافتها إلى الحساء، أو الاستمتاع بها كوجبة خفيفة.

اللوز

تحتوي حصة 57 غراماً من اللوز على 7.6 غرام من البروتين.

ويحتوي اللوز على دهون أحادية غير مشبعة صحية، التي ترفع مستوى الكوليسترول الجيد وتقلل من الدهون غير الصحية. كما أن اللوز غني بالكالسيوم والألياف والمغنيسيوم والفوسفور وفيتامين ه.

العدس

يحتوي كوب واحد من العدس على 17.9 غرام من البروتين.

وإلى جانب البروتين، يحتوي العدس على كمية وفيرة من الألياف وهو منخفض السعرات الحرارية.

لحم البقر

يحتوي 100 غرام من لحم البقر على 20.1 غرام من البروتين.

كما يُعد اللحم الأحمر غنياً بفيتامينات ب والحديد والزنك.


هذه التمارين تساعدك في الحصول على دماغ أصغر سناً وأكثر صحة

مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)
مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)
TT

هذه التمارين تساعدك في الحصول على دماغ أصغر سناً وأكثر صحة

مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)
مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)

إذا كنت بحاجة إلى سبب إضافي لممارسة الرياضة، فقد وجدت دراسة جديدة شملت ما يقرب من 1200 رجل وامرأة أصحاء في منتصف العمر أن الأشخاص الذين يتمتعون بكتلة عضلية أكبر يميلون إلى امتلاك أدمغة أصغر سناً من أولئك الذين لديهم كتلة عضلية أقل.

تُضيف هذه النتائج، التي عُرضت في شيكاغو هذا الشهر خلال الاجتماع السنوي لجمعية الأشعة في أميركا الشمالية، إلى الأدلة المتزايدة التي تُشير إلى أن بناء كتلة العضلات، والحفاظ عليها مع التقدم في السن قد يكون مفتاحاً لبناء صحة الدماغ، والحفاظ عليها أيضاً.

كما وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الدهون المتراكمة في منطقة البطن لديهم أدمغة أكبر سناً، مما يثير تساؤلات حول الآثار السلبية المحتملة لبعض أنواع دهون الجسم على الدماغ، ومدى أهمية الجمع بين تمارين رفع الأثقال وفقدان الوزن، إذا أردنا الحفاظ على شباب أدمغتنا.

لماذا تُعدّ التمارين الرياضية مفيدة للدماغ؟

إن فكرة أن التمارين الرياضية مفيدة لأدمغتنا ليست جديدة. فقد أظهرت دراسات سابقة أُجريت على القوارض أن أدمغة الحيوانات، بعد ممارسة الرياضة، تمتلئ بمادة كيميائية عصبية تُسمى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، أو BDNF.

ويُشار أحياناً إلى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) باسم «سماد الدماغ المعجزة»، فهو يُحفز تكوين خلايا عصبية جديدة. لذا، ليس من المستغرب أن تنمو في أدمغة الفئران والجرذان بعد التمرين عادةً ضعف أو ثلاثة أضعاف عدد الخلايا العصبية الجديدة التي تنمو في أدمغة الحيوانات الخاملة. كما تتفوق الحيوانات التي تمارس الرياضة في اختبارات ذكاء القوارض.

يُظهر الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) في دمائهم بعد ذلك.

وأظهرت دراسات أخرى أن 25 دقيقة فقط أسبوعياً من المشي، أو ركوب الدراجات، أو السباحة، أو تمارين مماثلة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة حجم الدماغ لدى كبار السن، بينما يساعد المشي 3000 خطوة يومياً على إبطاء التدهور المعرفي لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

لكن معظم هذه الأبحاث ركزت على التمارين الهوائية، وتأثيرات التحمل على الدماغ. وقد تناولت دراسات أقل دور كتلة العضلات. ولا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول دور دهون الجسم في صحة الدماغ، وخاصة الدهون الحشوية العميقة المتراكمة حول البطن، والتي قد تزيد من الالتهابات في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ.

هل دماغك شاب أم متقدم في السن؟

في الدراسة الجديدة، قرر علماء من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس ومؤسسات أخرى فحص أنسجة الجسم والدماغ بدقة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وفق ما أفادت صحيفة (واشنطن بوست).

استعان الباحثون بصور مسح ضوئي لكامل الجسم لـ 1164 رجلاً وامرأة يتمتعون بصحة جيدة، تتراوح أعمارهم بين الأربعين والخمسين وأوائل الستينات. يقول سايروس راجي، الأستاذ المشارك في علم الأشعة وعلم الأعصاب بكلية الطب بجامعة واشنطن، والمؤلف الرئيس للدراسة: «لفهم مخاطر الإصابة بالخرف، علينا التركيز على منتصف العمر». ويضيف أن هذه المرحلة العمرية هي التي نبدأ فيها عادةً بتطوير -أو تجنب- معظم عوامل الخطر الشائعة للإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من العمر، مما يجعلها فترة حاسمة للدراسة.

استخدم العلماء الذكاء الاصطناعي لتحليل صور المسح الضوئي، وتحديد إجمالي كتلة العضلات، ونسبة الدهون في الجسم. وصُنفت الدهون إلى نوعين: حشوية، وتحت الجلد، وهو نوع مختلف من الدهون يوجد أسفل الجلد مباشرة.

استخدم الباحثون خوارزميات تعتمد على مسح عشرات الآلاف من أدمغة الأشخاص لتحديد العمر الظاهري لأدمغتهم. وقد وفرت هذه الخوارزميات معايير لبنية الدماغ وحجمه النموذجيين لأي شخص في أي عمر. ويمكن أن تتطابق أدمغة الأشخاص مع هذه المعايير لأعمارهم الزمنية، أو تبدو أدمغة أشخاص أصغر أو أكبر سناً. وتواجه الأدمغة التي تبدو أكبر سناً مخاطر متزايدة للتدهور المعرفي المبكر.

زيادة الكتلة العضلية تعني أدمغة أصغر سناً

وجد الباحثون أن كمية الكتلة العضلية والدهون الحشوية لدى الأشخاص مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعمر الدماغ الظاهري، وإن كان ذلك بطرق متعاكسة.

وقال راجي: «كلما زادت الكتلة العضلية، بدا الدماغ أصغر سناً. وكلما زادت الدهون الحشوية، بدا الدماغ أكبر سناً». وكان الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من الدهون الحشوية إلى الكتلة العضلية -أي إن لديهم مستوى عالياً نسبياً من الدهون الحشوية وكتلة عضلية منخفضة- يميلون إلى امتلاك أدمغة تبدو أكبر سناً. (لم يُرصد أي ارتباط بين الدهون تحت الجلد وعمر الدماغ). وأوضح راجي أن الدراسة لم تتناول تأثير العضلات والدهون على الدماغ، إلا أن كلا النسيجين يُفرز مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية الحيوية التي يمكنها الوصول إلى الدماغ، وتحفيز عمليات حيوية مختلفة فيه. فالمواد المُفرزة من العضلات تُعزز تكوين خلايا الدماغ، وتكاملها، بالإضافة إلى الروابط العصبية، بينما تُحدث المواد المُفرزة من الدهون الحشوية عكس ذلك.

على الصعيد العملي، تؤكد النتائج أن تمارين المقاومة «بالغة الأهمية» لصحة الدماغ مع التقدم في العمر، كما أوضح راجي. يبدأ معظمنا بفقدان كتلة العضلات في منتصف العمر، لكن تمارين القوة يمكن أن تبطئ هذا التدهور، أو حتى تعكسه. وأضاف التقرير أن التخلص من الدهون الحشوية مفيدٌ أيضاً لصحة الدماغ. فكل من التمارين الهوائية وتمارين المقاومة تستهدف الدهون الحشوية. كما أن استخدام أدوية إنقاص الوزن مثل (ويغفوي) وغيره من أدوية (جي إل بي-1) يمكن أن يقلل الدهون الحشوية بشكل ملحوظ. لكن راجي أشار إلى أن العديد من الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية يفقدون كتلة العضلات ما لم يمارسوا تمارين رفع الأثقال أيضاً.

للدراسة بعض القيود، فهي لم تُنشر ولم تخضع لمراجعة الأقران. ولأنها ليست تجربة، فهي لا تستطيع إثبات أن زيادة كتلة العضلات وانخفاض دهون البطن يؤديان إلى إبطاء شيخوخة الدماغ، بل تُشير فقط إلى أن هذه العوامل مرتبطة ببعضها.

لكن نتائجها معقولة، وتتوافق مع نتائج عدد متزايد من الدراسات الأخرى، كما صرّحت فانغ يو، مديرة مركز رويبال لكبار السن الذين يعيشون بمفردهم، ويعانون من تدهور معرفي في جامعة ولاية أريزونا في فينيكس. وهي متخصصة في دراسة العلاقة بين التمارين الرياضية والشيخوخة، لكنها لم تشارك في الدراسة الجديدة.

باختصار، رسالة الدراسة بسيطة وعملية، بل ومصوغة بأسلوب شعري: إذا أردت دماغاً أكثر شباباً وصحة، كما قال راجي، «مارس تمارين القوة».


بعد الخامسة والثلاثين... الجسد يبدأ العدّ التنازلي

العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)
العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)
TT

بعد الخامسة والثلاثين... الجسد يبدأ العدّ التنازلي

العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)
العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)

تصل القدرة البدنية للإنسان إلى ذروتها في سنّ الـ35 عاماً، وتبدأ في التدهور بعد ذلك بوقت قصير، وفق دراسة استمرَّت عقوداً، التي أشارت أيضاً إلى أنّ البدء بممارسة الرياضة، حتى في سنّ متأخرة، يمكن أن يكون مفيداً للصحة العامة.

ويؤكد الباحثون أنه رغم أنّ اللياقة البدنية والقوة والقدرة على تحمّل العضلات قد تتغيَّر بعد هذا العمر، فإنّ الوقت ليس متأخراً أبداً للبدء في ممارسة التمارين الرياضية.

وقد أظهرت الدراسات أنّ وظيفة الأنسجة العضلية يمكن أن تنخفض بشكل ملحوظ في العقد السادس من العمر، مما يؤثّر على قدرة الفرد على العيش باستقلالية.

وحتى الآن، كان الباحثون يعتمدون في معرفتهم حول هذا الأمر على دراسات أُجريت في نقاط زمنية محدّدة على مشاركين مختارين.

في المقابل، شرعت الدراسة الأخيرة التي أجراها معهد «كارولينسكا» في السويد بمتابعة أكثر من 400 رجل وامرأة جرى اختيارهم عشوائياً من مواليد عام 1958 لمدة 47 عاماً، وقاس الباحثون لياقتهم وقوتهم بانتظام من سنّ 16 إلى 63 عاماً.

وتُظهر النتائج أنّ اللياقة البدنية والقوة تبدآن في الانخفاض في وقت مبكر يصل إلى سنّ 35 عاماً، بغضّ النظر عن حجم التدريب.

ووفق الدراسة التي نقلتها «الإندبندنت» عن مجلة «كاشكسيا، ساركوبينيا، والعضلات»، فإنه بعد بلوغ سنّ الـ35، يحدث تدهور تدريجي في القدرة البدنية يتسارع مع تقدُّم العمر.

وكتب العلماء: «كان معدل الانخفاض صغيراً في البداية، لكنه ازداد مع تقدُّم العمر لدى الجنسين، مع عدم وجود فرق بينهما». وأضافوا: «تراوح الانخفاض الإجمالي في القدرة البدنية من مرحلة الذروة إلى سنّ الـ63 عاماً ما بين 30 في المائة و48 في المائة».

توفر هذه النتائج رؤى جديدة حول كيفية تغيُّر القدرة البدنية بمرور الوقت. ويقول العلماء إنها تتطابق أيضاً مع نتائج مماثلة ظهرت سابقاً لدى نخبة الرياضيين.

وكتب الباحثون: «هذا يؤكد المفهوم القائل بأن انخفاض القدرة البدنية يمكن ملاحظته قبل سن الأربعين، وهو ما قد يؤدي لاحقاً إلى خلل بدني ملموس سريرياً، خصوصاً لدى الأفراد الذين يتبعون نمط حياة خاملاً (كثير الجلوس)».

ومع ذلك، يقول الباحثون: «لم يفت الأوان أبداً للبدء في الحركة».

وأشار العلماء إلى أنّ حتى المشاركين في الدراسة الذين بدأوا في ممارسة النشاط البدني في مرحلة البلوغ، تحسَّنت قدرتهم البدنية بنسبة تتراوح بين 5 في المائة و10 في المائة.

وقالت ماريا ويسترستول، المؤلّفة الرئيسية للدراسة: «تُظهر دراستنا أن النشاط البدني يمكن أن يُبطئ من تراجع الأداء، حتى لو لم يتمكن من إيقافه تماماً».

ويأمل الباحثون في دراسات مستقبلية العثور على الآليات الكامنة وراء وصول البشر إلى ذروة أدائهم في سنّ الـ35 عاماً، و«لماذا يمكن للنشاط البدني أن يُبطئ فقدان الأداء، لكنه لا يستطيع إيقافه تماماً».

كما يأمل العلماء في مواصلة الدراسة العام المقبل مع المشاركين أنفسهم الذين سيبلغون حينها من العمر 68 عاماً، سعياً للعثور على روابط بين القدرة البدنية ونمط الحياة، والصحة، والآليات البيولوجية.