«المعدن الحرباء» حل أميركي لندرة المواد المحفزة

ينتجه جهاز ابتكره باحثون أميركيون

TT

«المعدن الحرباء» حل أميركي لندرة المواد المحفزة

توصل فريق بحثي من جامعة مينيسوتا الأميركية، إلى اختراع ربما يسهم في مواجهة ظاهرة سرقات المحولات الحفازة بالسيارات.
وتتم هذه السرقات التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، في بلد مثل ليبيا، للحصول على المعادن الثمينة الموجودة بداخل المحولات الحفازة مثل الروديوم والبلاديوم، حيث إن معدناً مثل البلاديوم، يمكن أن يكون أغلى من الذهب.
وتملك هذه المعادن الثمينة خصائص سطح إلكترونية فريدة، ما يجعلها عاملاً محفزاً في التفاعلات الكيميائية، التي تدخل في تطبيقات متعددة مهمة مثل تخزين الطاقة المتجددة، وصنع الوقود المتجدد، وتصنيع المواد المستدامة. والفكرة التي قدمها الفريق البحثي الأميركي في دراسة نشرت 9 مايو (أيار) الجاري بدورية الجمعية الكيميائية الأميركية، قد تغني عن استخدام هذه المعادن الثمينة، لأنها تجعل أي معدن قادراً على تغيير شكله مثل الحرباء، ليتصرف مثل آخر، بما يمكن أن يؤهله للاستخدام كمحفز في التفاعلات الكيميائية.
والفكرة هي عبارة عن جهاز يسمى «المكثف الحفزي»، وهو أول جهاز من نوعه يثبت أن المواد البديلة التي يتم تعديلها إلكترونياً لتوفير خصائص جديدة، يمكن أن تنتج معالجة كيميائية أسرع وأكثر كفاءة، وهو ما يفتح الباب أمام تقنيات تحفيزية جديدة تستخدم محفزات معدنية غير ثمينة في التطبيقات المختلفة.
واعتمدت المعالجة الكيميائية منذ القرن الماضي على استخدام مواد معينة لتعزيز تصنيع المواد الكيميائية والمواد التي نستخدمها في حياتنا اليومية، والعديد من هذه المواد، مثل المعادن الثمينة والروثينيوم والبلاتين والروديوم والبلاديوم، لها خصائص سطح إلكترونية فريدة، ويمكن أن تكون بمثابة معادن وأكاسيد معدنية، ما يجعلها حاسمة للتحكم في التفاعلات الكيميائية.
وغالباً ما يكون هناك نقص في المعروض من هذه المواد باهظة الثمن حول العالم ما يشكل عائقاً رئيسياً أمام تقدم التكنولوجيا، وربما يكون ذلك هو السبب في سرقات المحولات المحفزة بالسيارات لوجود هذه المعادن بها.
واعتمد الفريق البحثي الأميركي في اختراعهم لجهاز المكثف المحفز الذي يعالج تلك المشكلة، على معرفتهم بكيفية تصرف الإلكترونات على الأسطح، واختبر الفريق البحثي بنجاح نظرية مفادها أن إضافة الإلكترونات وإزالتها إلى مادة ما يمكن أن تحوّل أكسيد الفلز إلى شيء يحاكي خصائص مادة أخرى.
ويستخدم الجهاز مجموعة من الأفلام النانومترية لتحريك الإلكترونات وتثبيتها على سطح المحفز، ويتميز هذا التصميم بآلية فريدة للجمع بين المعادن وأكاسيد المعادن مع الجرافين لتمكين تدفق سريع للإلكترون مع أسطح قابلة للضبط من أجل الكيمياء.
تقول تيسيا مينغ أون، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة مينيسوتا، والباحث الرئيسي، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع الدراسة «باستخدام تقنيات الأغشية الرقيقة المتنوعة، قمنا بدمج طبقة نانوية من الألومينا المصنوع من معدن الألمنيوم الوفير منخفض التكلفة مع الجرافين، والذي مكنا بعد ذلك من ضبط خصائص المواد الأخرى، وفاقت القدرة الكبيرة على ضبط الخصائص الحفازة والإلكترونية للمحفز توقعاتنا».
وتضيف: «تصميم المكثف الحفاز يتميز بفائدة كبيرة كجهاز منصة لمجموعة من تطبيقات التصنيع، ويأتي هذا التنوع من تصنيعه بالنانومتر الذي يشتمل على الجرافين كعنصر تمكين للطبقة السطحية النشطة، ويمكن استخدامه لمحاكاة أي خصائص لإحدى المواد الحفازة باهظة الثمن».
يقول دان فريسبي، الأستاذ ورئيس قسم الهندسة الكيميائية وعلوم المواد وعضو فريق البحث في جامعة مينيسوتا: «ننظر إلى المكثف الحفاز باعتباره تقنية منصة يمكن تنفيذها عبر مجموعة من تطبيقات التصنيع، ويمكن تعديل رؤى التصميم الأساسية والمكونات الجديدة إلى أي كيمياء يمكننا تخيلها تقريباً».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

محكمة أميركية ترفض وقف حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
TT

محكمة أميركية ترفض وقف حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)

رفضت محكمة استئناف أميركية أمس (الجمعة)، طلباً طارئاً من تطبيق «تيك توك»، لمنع قانون يلزم الشركة الصينية المالكة للتطبيق «بايت دانس»، بسحب تطبيقها من الولايات المتحدة بحلول 19 يناير (كانون الثاني) أو مواجهة الحظر.

وقدمت «تيك توك» و«بايت دانس» طلباً طارئاً لمحكمة استئناف مدينة كولومبيا بولاية نورث كارولاينا الأميركية، للحصول على مزيد من الوقت لعرض قضيتهما على المحكمة العليا الأميركية، ويعني حكم أمس (الجمعة)، أنه يجب على «تيك توك» الإسراع في الذهاب إلى المحكمة العليا الأميركية، في محاولة لمنع أو إلغاء القانون.

وكانت الشركتان قد قالتا إن القانون ومن دون إجراء قضائي «سيؤدي إلى إيقاف تطبيق (تيك توك) - إحدى أشهر منصات التعبير في البلاد - لدى أكثر من 170 مليون مستخدم شهرياً».

وعللت المحكمة رفضها للطلب بأن الشركتين لم تحددا قضية سابقة «منعت فيها المحكمة قانوناً أصدره الكونغرس، بعد رفض الطعن الدستوري عليه، بدخول حيز التنفيذ أثناء السعي للنظر فيه أمام المحكمة العليا».

وقال متحدث باسم «تيك توك»، إن الشركة تعتزم عرض قضيتها على المحكمة العليا الأميركية «التي لها سجل تاريخي راسخ في حماية حق الأميركيين بحرية التعبير»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وبموجب القانون، سيتم حظر تطبيق «تيك توك» ما لم تبِع شركة «بايت دانس» حصتها فيه بحلول 19 يناير. ويمنح القانون أيضاً الحكومة الأميركية سلطات واسعة النطاق، لحظر التطبيقات الأخرى المملوكة لأجانب، والتي قد تثير مخاوف بشأن جمع بيانات الأميركيين.

وتقول وزارة العدل الأميركية إن «استمرار سيطرة الصين على تطبيق (تيك توك) يشكل تهديداً مستمراً للأمن القومي».

وتقول «تيك توك» إن وزارة العدل الأميركية أدلت بتصريحات خاطئة عن ارتباط التطبيق بالصين، وقالت إن محرك التوصيات الخاص بمحتوى «تيك توك» وبيانات المستخدمين مخزنان في الولايات المتحدة على خوادم سحابية تديرها شركة «أوراكل»، وأيضاً يتم اتخاذ قرارات تعديل المحتوى التي تؤثر على المستخدمين الأميركيين في الولايات المتحدة.

ويضع القانون - ما لم تلغِه المحكمة العليا - مصير «تيك توك» في يد الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن بشأن ما إذا كان سيمنح تمديداً لمدة 90 يوماً على الموعد النهائي في 19 يناير، أم لا، لفرض البيع على الشركة، ثم في يد الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير.

وقال ترمب، الذي حاول دون جدوى حظر «تيك توك» خلال ولايته الأولى في عام 2020، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، إنه لن يسمح بحظر «تيك توك».

وأبلغ رئيس لجنة مجلس النواب الأميركي المعنية بالصين أمس (الجمعة)، الرئيسين التنفيذيين لشركة «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، وشركة «أبل»، أنه يتعين عليهما الاستعداد لإزالة «تيك توك» من متاجر التطبيقات الأميركية في 19 يناير.