رداً للجميل... زوجان يتبرعان بـ60 مليون دولار لمستشفى أنقذ قريبهما منذ 11 عاماً

المنتجة إيلين ديفيدسون جرايكين وزوجها جون جرايكين مع ابن شقيقة المنتجة جو جاليفورد «تايمز»
المنتجة إيلين ديفيدسون جرايكين وزوجها جون جرايكين مع ابن شقيقة المنتجة جو جاليفورد «تايمز»
TT

رداً للجميل... زوجان يتبرعان بـ60 مليون دولار لمستشفى أنقذ قريبهما منذ 11 عاماً

المنتجة إيلين ديفيدسون جرايكين وزوجها جون جرايكين مع ابن شقيقة المنتجة جو جاليفورد «تايمز»
المنتجة إيلين ديفيدسون جرايكين وزوجها جون جرايكين مع ابن شقيقة المنتجة جو جاليفورد «تايمز»

تبرعت منتجة سويسرية وزوجها بمبلغ 50 مليون جنيه إسترليني (61. مليون دولار) لمستشفى في لندن، بعد 11 عاما من إنقاذ ابن شقيقتها في نفس المستشفى.
وكان تم إنقاذ الطفل جو جاليفورد وهو عمره أربعة أيام بعد نقله إلى مستشفى «جريت أورموند ستريت» في لندن، وكان مريضاً بعيب خلقي نادر في الأمعاء. وهو الآن معافى ونجم فريق الرغبي ومحب للتنس.
وتقدم عمه وعمته، إيلين ديفيدسون جرايكين، المنتجة المسرحية، وجون جرايكين، الملياردير السويسري، بالتبرع الذي يعتبر الأكبر في تاريخ التبرعات الخاصة منذ 170 عاما، موجهين المناشدة لجمع 300 مليون جنيه إسترليني لمركز سرطان الأطفال.
وقالت المنتجة ديفيدسون جرايكين: «لقد أنقذوا حياة ابن أخي. أتذكر أنني ذهبت إلى شارع جريت أورموند وقضيت الوقت هناك عندما كان مريضاً ودهشت تماماً من قبل جميع الموظفين والرعاية. أن تكون قادراً على رد شيء ما لقضية هذا يعني الكثير بالنسبة لنا».
وتبرع الزوجان سابقاً بمبلغ 5.4 مليون جنيه إسترليني (6.6 مليون دولار) للمستشفى للمساعدة في تمويل مجموعة التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء الجراحة والتي مكنت لأول مرة جراحي الأعصاب من إجراء فحوصات الدماغ أثناء العمليات.
ومن المقرر أن يبدأ العمل في مركز السرطان العام المقبل على أمل افتتاحه في بداية عام 2027، بعد الحصول على الموافقات الرسمية من السلطات. وسيشمل المركز وحدة العناية المركزة الجديدة، وطابقاً كاملاً مخصصاً لمعدات التصوير المعقدة الجديدة، والحدائق. سيتم استبدال المدرسة الحالية، التي تسمح للأطفال الذين يخضعون لرعاية طويلة الأجل بمواصلة تعليمهم.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2010، كانت عائلة جرايكين تعيش في سويسرا عندما اتصلت سوزانا، شقيقة إيلين، لتبلغها بوضع ابنها، وتقول المنتجة، حسبما نقلت صحيفة «تايمز» البريطانية: «لقد كانت ولادة طبيعية، ولم يتم تشخيص أي شيء. لقد كان الأمر مفاجئاً ومخيفاً تماماً».
وكان ابن أخيها يعاني من حالة تسمى سوء الاستدارة المعوية، والتي تؤثر على واحد من كل 2500 إلى 3000 طفل. ويحدث هذا المرض في وقت مبكر من الحمل، عندما لا تلتف الأمعاء في الوضع الصحيح أثناء النمو. لا يمكن أن يكون للحالة أعراض ولكنها تصبح مشكلة عندما تتسبب في انسداد حتى لا يمر الطعام.
وقدمت المنتجة المسرحية المستقلة وراعية مهرجان «بافتا»، وعمرها (50 عاما)، العديد من المسرحيات في لندن ونيويورك وتشارك في إنتاج جناح بلازا، بطولة سارة جيسيكا باركر، في مسرح هدسون في برودواي.
والزوج جون جرايكين (66 عاماً)، رئيس مجلس إدارة شركة للأسهم الخاصة ومقرها تكساس، والتي أسسها في عام 1995، وهو في المرتبة 34 في قائمة الأغنياء لصحيفة «تايمز» البريطانية، بثروة تقدر بنحو 5.37 مليار جنيه إسترليني (6.59 مليار دولار).
وقال جرايكين: «لقد كنا محظوظين ونشعر أنه من المهم رد الجميل، وحيثما نرى الحاجة، نحاول تلبيتها». وتابع: «لطالما انجذبت أنا وإيلين إلى الأسباب التي تساعد الأطفال والطب. نتمنى أن نتمكن من فعل المزيد».
في عام 2017، تبرع الزوجان بمبلغ 25 مليون دولار لمركز بوسطن الطبي، في ولاية ماساتشوستس، حيث كانا يعيشان سابقاً، والذي استخدم التبرع - وهو الأكبر في تاريخه - لإنشاء مركز جرايكين لعلاج الإدمان.
ووصفت لويز باركس، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة مستشفى «جريت أورموند ستريت» الخيرية التبرع بأنه مذهل، وأضافت: «نأمل أن يكون هذا المركز المتطور مورداً وطنياً للأطفال وعائلاتهم من جميع أنحاء المملكة المتحدة وخارجها».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».