300 متهم أمام القضاء الجزائري في «حادثة المذبحة الداعشية»

الصورة للضحية جمال بن إسماعيل (من حسابه بفيسبوك)
الصورة للضحية جمال بن إسماعيل (من حسابه بفيسبوك)
TT

300 متهم أمام القضاء الجزائري في «حادثة المذبحة الداعشية»

الصورة للضحية جمال بن إسماعيل (من حسابه بفيسبوك)
الصورة للضحية جمال بن إسماعيل (من حسابه بفيسبوك)

أعلنت الجهات القضائية في الجزائر عن إحالة «قضية حرق الشاب جمال بن إسماعيل» لمحكمة الجنايات في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، ويرتقب أن يرد 300 متهم، 99 منهم في الحبس الاحتياطي، على تهم تتعلق بقتل وحرق جثة ثلاثيني حمّلوه مسؤولية الحرائق الكبيرة، التي التهمت الصيف الماضي مئات الهكتارات من الغطاء النباتي بمنطقة القبائل، شرق العاصمة.
وكانت مشاهد فيديو حرق الجثة، التي تداولها ناشطون بشبكة التواصل الاجتماعي، صادمة لملايين الجزائريين. وأعادت بحدة الجدل حول رفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي توقف العمل بها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي تحت ضغط الجماعات الحقوقية الأجنبية.
وتتضمن لائحة الاتهامات جنايات عديدة، من بينها «القتل والحرق العمدي، وارتكاب أفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة، والوحدة الوطنية واستقرار المؤسسات، وتعريض حياة الأشخاص وأمنهم للخطر، والمساس بممتلكاتهم، والانخراط في جماعة إرهابية». وقالت النيابة إن المتهمين مناضلون في التنظيم الانفصالي «حركة الحكم الذاتي في منطقة القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك».
وتعود وقائع هذه الحادثة الأليمة إلى يوليو (تموز) 2021، حينما اندلعت حرائق مهولة بقرى القبائل، هب لإخمادها مئات الأشخاص من مناطق أخرى بغرض المساعدة على إطفاء النيران. وكان من بينهم جمال بن إسماعيل، المقيم بمدينة مليانة (وسط)، الذي اعتقلته الشرطة وسط الغابة بشبهة إضرام النار. وتحت ضغط السكان الغاضبين، الذين أرادوا الانتقام منه، ترك رجال الشرطة الشاب داخل عربة أمنية، وانتشر فيديو له بداخلها وهو يحاول إقناعهم بأنه بريء من تهمة إضرام النيران، وبأنه قدم من منطقة بعيدة للمساعدة. ثم ظهر بعدها وهو يحترق وحوله عدة أشخاص وهم يتشفون في موته.
وخلفت الحرائق مقتل 90 شخصاً على الأقل، من بينهم 33 عسكرياً ومئات الجرحى، وخسائر فادحة في الأملاك العقارية والأشجار المثمرة والماشية. واستعرت ألسنة اللهب في 26 محافظة من أصل 58 في تلك الفترة. وبينما اتهمت الحكومة عناصر «حركة الحكم الذاتي في القبائل» أساساً بالوقوف وراء الحرائق، أكد متخصصون في البيئة وتغيرات المناخ أن مصدرها عوامل طبيعية؛ خصوصاً أن إسبانيا واليونان وتركيا عرفت بدورها في نفس الفترة، حجماً مشابهاً من الحرائق.
كما اتهمت السلطات تنظيماً إسلامياً محظوراً اسمه «رشاد» بقتل وحرق الشاب جمال،
وإضرام النيران في غابات القبائل. وقد نفى زعيم الانفصاليين بالقبائل المقيم بفرنسا، فرحات مهني، ومسؤولو «رشاد» الذين يقيمون بالخارج، مسؤوليتهم عن قتل الشاب وحرق الغابات.
وبعد شهر من الأحداث، قالت الحكومة الجزائرية إن التنظيمين يلقيان دعماً من طرف المغرب، ما كان سبباً في قطع العلاقات معه في 24 أغسطس (آب) 2021.
وزارت «الشرق الأوسط» عائلة بن إسماعيل بمليانة بعد أقل من أسبوع على الجريمة، وتوقفت على مدى إصرار شقيقه التوأم، وأهل الحي وأصدقائه على الاطلاع على «كل الحقيقة»؛ خصوصاً من أذاع الخبر الكاذب بأن جمال واحد من الذين أشعلوا الحرائق، بينما المعروف أنه سافر إلى المنطقة لمشاركة أصدقاء له من القبائل لإخمادها، ومَن سلّمه للشرطة؟ وقد ظلت علامات استفهام كثيرة تحوم حول القضية، بعد مرور نحو عام على ما اتفق على تسميته «مذبحة داعشية»، كما أن اهتمام الإعلام بها تلاشى مع مرور الوقت.


مقالات ذات صلة

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )
خاص معتقلون من تنظيم «داعش» في سجن الغويران بالحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

خاص «قسد» ترفض تسليم معتقلي «داعش» لدمشق بلا ضمانات أمنية

نفى قيادي من قوات «قسد» التي تسيطر على مساحات واسعة شمال شرقي سوريا، وجود اتفاق مع الإدارة السورية الجديدة على تسليمها معتقلي تنظيم «داعش».

كمال شيخو (دمشق) حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي امرأة تحمل طفلها تمر من أحد الأنفاق في دمشق ويظهر خلفها بعض الباحثين عن مأوى (أ.ب)

الشيباني يؤكد العمل على دستور شامل لسوريا ويطالب بالضغط على إسرائيل

أكد وزير الخارجية في الإدارة السورية أسعد الشيباني أنه سيتم خلال المرحلة الانتقالية وضع دستور على أساس الحوار الوطني يضمن حقوق جميع السوريين على قدم المساواة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد

سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
TT

واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد

سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)

قال «برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة»، اليوم (الأحد)، إن طفلاً واحداً من كل 3 يواجه سوء التغذية الحاد في السودان، وهو ما يجعل البلاد على شفا مجاعة.

وشدَّد «برنامج الأغذية العالمي» على أن الحاجة لدعم الأفراد في السودان باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وتسببت الحرب في أكبر أزمة لجوء في العالم، ووضعت مناطق عديدة بالسودان على شفا المجاعة.

وانتشرت المجاعة في 5 مناطق في السودان، وفقاً لوكالات أممية استندت إلى التقرير المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي صدر حديثاً، وتدعمه الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً