تتفاقم أزمة الخبز في لبنان وتزداد أعداد الطوابير أمام الأفران التي تعطي المواطنين كميات قليلة منه، وسط تقاذف الاتهامات بين الأفران ووزارة الاقتصاد.
وعلى مدى أيام، شهدت مناطق عدة في البلاد ازدحاماً كبيراً وطوابير انتظار طويلة أمام الأفران لشراء ربطة خبز، وسط تراجع كبير في توفر الرغيف في المخابز ولدى تجار التجزئة، وذلك بعد توقف بعض الأفران عن العمل بسبب نفاد مادة الطحين لديها، في حين عمد عدد آخر من الأفران إلى العمل بشكل جزئي لنفس السبب.
ولم تخلُ الطوابير من الإشكالات؛ إذ حصل أمس إشكال تطور إلى تضارب بالأيادي والكراسي بسبب الخبز أمام أفران «شمسين» في منطقة نهر إبراهيم (جبل لبنان).
ويعتمد لبنان على استيراد القمح الطري بشكل كامل لصناعة الخبز، ويواجه مستوردو القمح صعوبة في الاستيراد بسبب قصور مصرف لبنان في فتح الاعتمادات.
وتأثر لبنان بشكل كبير بالأزمة الأوكرانية، خصوصاً أنه يستورد أكثر من 70 في المائة من أوكرانيا، وحتى الساعة لم تستطع الدولة إيجاد بدائل رغم الوعود الكثيفة التي تطلقها.
وللتداول في آخر مستجدات أزمة القمح والخبز، اجتمع وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام في مكتبه في الوزارة مع وفد من أصحاب الأفران، وأكد عقب الاجتماع أن «المشهد مؤسف في الأسبوع الأخير، مع العلم أن الدولة سعت لتأمين الدعم وفتح الاعتمادات، مع أننا في بلد عاجز عن الدعم، وقررنا الاستمرار بدعم الخبز».
وكانت السجالات قد أشعلت بين المعنيين في الأيام الماضية؛ إذ نفى سلام في تصريحات وجود أزمة خبز. وأكد، أن مخزون الطحين متوفر، متهماً أصحاب المخابز والتجار باحتكار الطحين المدعوم والمخصص لإنتاج الخبز العربي، لاستخدامه في إنتاج الحلويات وأنواع من الخبز غير المدعوم بغية تحقيق مكاسب مالية.
وقال سلام اليوم «تجار المطاحن كان لديهم تخوّف بسبب شحّ الأموال واحتمالية عدم تأمينها وسنتابع مع مصرف لبنان فتح الاعتمادات».
ورفض الدعوات لرفع الدعم عن الخبز، مؤكداً أن «هذا القرار تتخذه الدولة بالتعاون مع الوزراء وليس النقابات أو التجمعات ولا أستطيع اليوم وضع لبنان بخطر بظل أزمة قمح عالمية».
وقال «قررنا الاستمرار بدعم الخبز لأنه آخر ما يلجأ له المواطن بسبب نسبة الفقر الكبيرة».
وكان نقيب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف قد اعتبر أن «أزمة الرغيف الحالية تشير إلى إمكانية رفع الدعم كلياً عن الخبز كما حصل في المواد النفطية في السابق».
يشار إلى أن لبنان يعيش تحت وطأة أزمة طاحنة لنقص مخزون من القمح منذ انفجار المرفأ في 4 أغسطس (آب) 2020، حيث دمّرت إهراءات القمح بشكل كامل، ومنذ ذلك الحين لا تملك البلاد سعة كافية لتخزين إمدادات تزيد على شهر واحد.