كندا تعلن عن أكبر استثمار لتحديث قدراتها الدفاعية القارية

TT

كندا تعلن عن أكبر استثمار لتحديث قدراتها الدفاعية القارية

في أكبر عملية تحديث لقدراتها «الدفاعية القارية»، ولمواجهة «عالم يتغير»، أعلنت كندا عن خطة طموحة لاستثمار مليارات الدولارات لمدة 20 عاماً، من أجل توفير سلسلة من القدرات الجديدة والمحسّنة، لضمان تمكين قواتها المسلحة من الدفاع ضد التهديدات المستقبلية.
وقدمت وزيرة الدفاع الكندية، أنيتا أناند، برفقة رئيس أركان الجيش الكندي الجنرال واين إير، ونائب قائد «نوراد» (قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية) اللفتنانت جنرال آلان بيليتيير، الخطة، في مؤتمر صحافي، بمشاركة قائد قوات «نوراد» الجنرال في القوات الجوية الأميركية غلين دي فانهيرك.
وقالت أناند إنه «نظرا لأن الأنظمة الاستبدادية تهدد النظام الدولي القائم على القواعد، ومع زيادة التأثيرات الأمنية والدفاعية لتغير المناخ، وقيام منافسينا بتطوير تقنيات جديدة مثل الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، هناك حاجة ملحة لتحديث قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد)، التي حافظت على سلامتنا لأكثر من 60 عاما». وأضافت أن الخطة المقدمة اليوم «ستوفر معدات حديثة ومتطورة لقواتنا المسلحة الكندية، التي تضع حياتها على المحك كل يوم لضمان أمن وسيادة بلدنا، وحماية الكنديين لأجيال».
وأكدت أناند أن «نوراد» تكيفت باستمرار وتطورت، استجابة للتهديدات الجديدة، وهي اليوم تفتح صفحة أخرى. من ناحيته، قال قائد «نوراد» الجنرال الأميركي غلين دي فانهيرك، إنه «في مواجهة المنافسة الاستراتيجية المتطورة والتهديدات المحتملة لأميركا الشمالية عبر جميع المجالات ومن جميع المحاور، فإن الاستثمار في الوعي بالمجال وتعزيز قدرات القيادة والسيطرة المرنة إلى جانب أحدث الأبحاث والتطوير، ستمكن نوراد بقوة، من اكتشاف التهديدات المحتملة وفهمها بشكل أسرع، وتوفير ردع موثوق به، وإذا لزم الأمر، هزيمتها».
وبدءا من هذا العام، تستثمر حكومة كندا 3 مليارات دولار على مدى ست سنوات، مع 1.9 مليار دولار من الأموال المتبقية في موازنة العام الجاري، في خطة تحديث الدفاع القاري، مع تمويل إجمالي قدره 38.6 مليار دولار على مدى السنوات العشرين المقبلة. وهو ما يعد أهم تحديث لمساهمات كندا في «نوراد»، منذ ما يقرب من أربعة عقود. وتتضمن الخطة سلسلة من القدرات الجديدة والمحسّنة، التي ستندرج في عدة مجالات مترابطة، وهي:
- تعزيز القدرات على اكتشاف التهديدات في وقت مبكر، وبشكل أكثر دقة، من خلال تحديث أنظمة المراقبة بشأن المجال الجوي الكندي.
- تحسين القدرة على فهم التهديدات، من خلال الاستثمارات في التكنولوجيا الحديثة، مثل أنظمة معلومات القيادة والتحكم الحديثة، وقدرات الاتصالات اللاسلكية المطورة، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية المحسنة في القطب الشمالي.
- تعزيز القدرة على ردع التهديدات الفضائية والتغلب عليها من خلال تحديث أنظمة أسلحتنا الجوية، عبر شراء صواريخ جو - جو جديدة ومتقدمة يمكنها التعامل مع التهديدات من نطاقات قصيرة ومتوسطة وطويلة، وستكون متوافقة مع أسطول كندا المقاتل الحديث في المستقبل. (يذكر أن وزارة الدفاع الأميركية/ البنتاغون أعلنت قبل أيام أنها نجحت في تطوير أجهزة تتبّع قادرة على اكتشاف الصواريخ الفرط صوتية، كما أنها بدأت في الحصول على صواريخ فرط صوتية أيضاً).
- التأكد من أن القوات المسلحة الكندية يمكنها إطلاق واستدامة وجود عسكري قوي في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك شمال كندا، من خلال الاستثمارات في البنية التحتية الجديدة وقدرات الدعم، والحصول على طائرات إعادة تزويد بالوقود في الجو إضافية.
أضافت الوزيرة الكندية أنه من خلال هذه الاستثمارات، ستتمكن القوات الكندية و«نوراد» من حماية الكنديين وأميركا الشمالية، من التهديدات العسكرية الجديدة والناشئة، كقاعدة للمشاركة الكاملة والحرة في الخارج، وتعزيز الجناح الغربي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في وقت تسعى فيه «الأنظمة الاستبدادية» لتهديد النظام الدولي القائم على القواعد. وأضافت أن الخطة تعتمد على الأسس التي وضعتها الحكومة الكندية لتحديث «نوراد»، وتتماشى مع المجالات ذات الأولوية المحددة في البيان المشترك لوزيري الدفاع الكندي والأميركي، حول تحديث «نوراد»، الذي صدر قبل أسبوعين، والتي من خلالها ستقوم الحكومة بمراجعة موارد وأدوار ومسؤوليات القوات الكندية، لتعكس «عالمنا المتغير».


مقالات ذات صلة

اكتشاف بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية... في الغيوم

يوميات الشرق اكتشاف بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية... في الغيوم

اكتشاف بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية... في الغيوم

اكتُشفت في الغيوم بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية سحبتها الرياح إلى السحاب لمسافات طويلة جداً أحياناً، على ما كشفت دراسة فرنسية كندية. وقال معدّ الدراسة الرئيسي فلوران روسّي في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة الصحافة الفرنسية أمس (الجمعة)، إنّ «هذه البكتيريا عادة ما تعيش فوق الأوراق أو داخل التربة». وأضاف: «اكتشفنا أنّ الرياح حملتها إلى الغلاف الجوي وأنّ بإمكانها التنقل لمسافات طويلة وعبور الكرة الأرضية على ارتفاعات عالية بفضل السحب». وكان عدد من الباحثين في جامعة لافال في كيبيك وجامعة كليرمون أوفيرنيه أخذوا عينات باستخدام «مكانس كهربائية» عالية السرعة من سحب متشكّلة فوق بوي دو دوم، وهو بركان خامد

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم روسيا تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى كندا

روسيا تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى كندا

نصحت وزارة الخارجية الروسية، (السبت)، مواطنيها بتجنّب السفر إلى كندا، لأسباب وصفتها بـ«العنصرية». وتُعد كندا من أكثر الدول دعماً لكييف في حربها مع روسيا، كما فرضت عقوبات على مئات المسؤولين والشركات الروسية، إضافة إلى فرض حظر تجاري واسع النطاق. وذكرت الوزارة أنه «نظراً للعديد من حالات السلوك العنصري ضد المواطنين الروس في كندا، بما يشمل العنف الجسدي، نوصيكم بتجنّب السفر إلى هذا البلد، سواء لأغراض السياحة أو التعليم أو في سياق العلاقات التجارية».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الشرطة الكندية تحقق بعملية سرقة ذهب ضخمة في مطار تورونتو

الشرطة الكندية تحقق بعملية سرقة ذهب ضخمة في مطار تورونتو

تحقق الشرطة الكندية في عملية سرقة ذهب ضخمة في مطار بيرسون الدولي بتورونتو، بعد اختفاء مقتنيات ثمينة تُقدَّر قيمتها بملايين الدولارات، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية». وكشفت الشرطة، أمس (الخميس)، أن لصوصاً سرقوا ذهباً ومقتنيات ثمينة يوم الاثنين الماضي قيمتها أكثر من 20 مليون دولار كندي (14 مليون دولار أميركي). وقال ستيفن دويفستين مفتش الشرطة الإقليمية لصحيفة «تورونتو ستار» إنه تمت سرقة حاوية بعد تفريغها من طائرة في منشأة شحن. وتابع: «ما يمكنني قوله أن الحاوية كانت تحتوي على شحنة قيمتها مرتفعة.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
سيلين ديون تطرح أغنيات جديدة للمرة الأولى منذ مرضها

سيلين ديون تطرح أغنيات جديدة للمرة الأولى منذ مرضها

أعلنت سيلين ديون، إطلاق أغنيات جديدة هي الأولى لها منذ أن أعلنت المغنية الكندية في ديسمبر (كانون الأول) أنها تعاني من حالة عصبية نادرة. ويحمل الألبوم الجديد عنوان «لاف أغين»، ويتضمن أعمالاً موسيقية خاصة بفيلم يحمل الاسم نفسه، بينها خمس أغنيات جديدة، إضافة إلى أعمال قديمة. وتصدر هذه المجموعة الموسيقية في 12 مايو (أيار)، بالتزامن مع طرح الفيلم في دور السينما الكندية. هذا الألبوم الأول منذ ألبوم «كاريدج» الذي أصدرته النجمة المتحدرة من مقاطعة كيبيك الكندية عام 2019، التي تظهر على الشاشة في فيلم «لاف أغين»، حيث تؤدي شخصيتها الخاصة. وقالت سيلين ديون، في بيان، «لقد استمتعتُ كثيراً بصنع هذا الفيلم.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
العالم قراصنة روس يستهدفون مواقع رسمية كندية خلال زيارة لرئيس الوزراء الأوكراني

قراصنة روس يستهدفون مواقع رسمية كندية خلال زيارة لرئيس الوزراء الأوكراني

صرح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بأن هجوماً إلكترونياً أعلن قراصنة مؤيدون لروسيا مسؤوليتهم عنه، استهدف مواقع حكومية كندية خلال زيارة لنظيره الأوكراني، مؤكداً أن ذلك «لن يغيّر بأي حال من الأحوال دعمنا الثابت لأوكرانيا»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال ترودو إن الهجوم الذي تبنته «نو نيم» (بلا اسم) في رسالة على تطبيق «تلغرام»، أدى إلى توقف عدد كبير من المواقع الرسمية لبضع ساعات صباح الثلاثاء، بينها موقعا رئيس الدولة ومجلس الشيوخ، خلال اجتماع بين دنيس شميهال وترودو في تورونتو. وأضاف رئيس الوزراء الكندي في مؤتمر صحافي مشترك مع شميهال أن «مهاجمة قراصنة معلوماتية روس لبلدان تعبّر عن دعمها الث

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.