مسؤولة أممية تؤكد الحاجة إلى «محكمة مختصة» للتحقق من جرائم الحرب

«غوغل» ترى حرب أوكرانيا «كرة بلورية» لمشكلات المستقبل إلكترونياً

TT

مسؤولة أممية تؤكد الحاجة إلى «محكمة مختصة» للتحقق من جرائم الحرب

أكدت أليس نديريتو، المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أن «الادعاءات الخطيرة» عن احتمال ارتكاب إبادة وجرائم حرب في أوكرانيا «لا يمكن التحقق منها إلا عن طريق محكمة مختصة». فيما حذر المسؤول التنفيذي في «غوغل» جاريد كوهين، أعضاء مجلس الأمن من أن الهجمات الإلكترونية وغيرها من أشكال حرب المعلومات التي تشن في الجمهورية السوفياتية السابقة تمثل «كرة بلورية» لمشكلات مستقبلية في أماكن أخرى. وعقد مجلس الأمن اجتماعاً، الثلاثاء، حول خطاب الكراهية والتحريض والفظائع في أوكرانيا، واستمع خلاله إلى إحاطة من نديريتو التي أفادت بأن مكتبها لا يجري تحقيقات جنائية في حوادث معينة حاضرة أو سابقة. وقالت إنه «دون صلاحيات قضائية أو شبه قضائية، لا يمكن لمكتبي أن يحدد ما إذا كانت حالات معينة، سواء كانت في الوقت الحاضر أو في الماضي، تعتبر جرائم إبادة جماعية دولية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب».
أما كوهين الذي يترأس شركة «جيغساو» التابعة لـ«غوغل» التي تركز على بناء تقنية لمكافحة المعلومات المضللة والرقابة والتطرف على الإنترنت، فقال إنه «يجب على الدول أن تجد طريقة لخفض الحجم وتسوية نوع من عقيدة الردع للمجال السيبراني»، مضيفاً أنه بينما احتاجت شركات التكنولوجيا إلى الخبرة «لا توجد خوارزمية سحرية أو حل واحد لهذا». ونبه إلى أن إيجاد حل يتطلب الكثير من التجارب. وأضاف أن أوكرانيا «استهدفت بشكل غير متناسب» من الهجمات الإلكترونية المتقدمة منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.
وقال إن هذه «كرة بلورية لدينا لما سيحدث على الأرجح» في المستقبل. وذكّر بمقال كتبه عام 2016 في مجلة «تايم» حول أن كل الحروب ستبدأ إلكترونية، مضيفاً أن هذه الملاحظة «أكثر صحة اليوم» من أي وقت مضى، لكن أنواع الهجمات «للأسف متنوعة وأصبحت ديمقراطية».
وزادت الحرب في أوكرانيا الضغط على شركات التكنولوجيا للعمل بجدية أكبر لمكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والمحتويات الضارة الأخرى عبر الإنترنت. يعمل الاتحاد الأوروبي على قواعد جديدة شاملة تتطلب من «غوغل» وشركة «ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» وغيرهما من عمالقة التكنولوجيا مراقبة منصاتها بشكل أكثر حزماً.
وأشار رئيس مركز الاتصالات الاستراتيجية وأمن المعلومات ليوبوف تسيبولسكا إلى أن «هناك بالفعل العديد من الضحايا في هذه الحرب»، لكن «من غير المرجح أن نتمكن من إحصاء ذلك بدقة».


مقالات ذات صلة

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.