نيران الحرب في أوكرانيا تهدد بإحراق الاقتصاد الأوروبي

صورة مركبة تجمع أنبوباً للغاز الطبيعي وعلمَي روسيا والاتحاد الأوروبي (رويترز)
صورة مركبة تجمع أنبوباً للغاز الطبيعي وعلمَي روسيا والاتحاد الأوروبي (رويترز)
TT

نيران الحرب في أوكرانيا تهدد بإحراق الاقتصاد الأوروبي

صورة مركبة تجمع أنبوباً للغاز الطبيعي وعلمَي روسيا والاتحاد الأوروبي (رويترز)
صورة مركبة تجمع أنبوباً للغاز الطبيعي وعلمَي روسيا والاتحاد الأوروبي (رويترز)

تعددت تعريفات الحرب على مر التاريخ، لكنها أجمعت على أنها نزاع مسلح بين أمّة وأخرى أو داخل أمّة واحدة تضم مجموعات مختلفة. وإذا كانت الحساسيات القومية أو الدينية من أسباب الحرب، فإنها تبقى ثانوية أمام «المصالح»، وهي كلمة تجمع كلمتين: الأرض والموارد.
قال كلاوس فون كلاوسيفيتز (1780 – 1831)، الجنرال البروسي (الألماني) والمنظّر الإستراتيجي، إن «الحرب ليست سوى مبارزة على نطاق واسع... عمل عنيف يهدف إلى إجبار خصمنا على تحقيق ما نريد». ولعل عبارة «ما نريد» شرحها المؤرخ الألماني المعاصر يوهانز فريد عندما كتب عن أهداف الحرب أنها «الفوائد الإقليمية أو الاقتصادية أو العسكرية أو غيرها من الفوائد المتوقعة بعد الخاتمة الناجحة للحرب».
مهما تعدّدت القراءات تظل الأرض ومواردها السبب الأول للنزاعات، وبتعبير آخر الاقتصاد هو السبب الأول، وفي الموازاة هو المتأثر الأول بالحرب سلباً أو إيجاباً، سلباً للأكثرية وإيجاباً لمن يحسن اقتناص الفرص وتحويل التداعيات لمصلحته.
وبما أن أوكرانيا هي مسرح الحرب فإن اقتصادها تضرر وسيتضرر أكثر بطبيعة الحال. وعلى الطرف الآخر لا يبدو أن اقتصاد روسيا تضرر كما كان متوقعاً، لأن مبيعات الطاقة لا تزال نشطة على الرغم من عدم انتقال مشروع «نورد ستريم 2» لنقل الغاز إلى ألمانيا إلى حيّز التنفيذ، فيما الروبل يتقدم على حساب الدولار واليورو. غير أن البحث هنا لا يتصل بأوكرانيا وروسيا، بل بأوروبا، وهي «المسرح الأكبر» للحرب والمتوجس الأول من تداعياتها.
أوكرانيون ينتظرون تلقي مساعدات غذائية في بلدة قريبة من كييف (إ.ب.أ)
ورد في مدوّنة صندوق النقد الدولي أن الحرب في أوكرانيا «تمثل انتكاسة خطيرة لانتعاش أوروبا غير المكتمل بعد مرحلة جائحة كورونا، الأمر الذي جعل الاستهلاك والاستثمار أقل بكثير من المستويات التي كانا عليها ما قبل الجائحة (...). ويؤدي الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة والغذاء إلى توليد ضغوط عميقة على مالية الأُسر، كما أن حالة عدم اليقين تبطئ حركة الاستثمار».
ولا ننسى أن الكارثة الإنسانية في أوكرانيا تنعكس مباشرة على كل دول أوروبا، لأن حوالى 5 ملايين أوكراني تركوا بلادهم في أكبر نزوح جماعي شهدته القارة منذ الحرب العالمية الثانية. وتوجه العدد الأكبر من النازحين إلى بولندا ورومانيا والمجر ومولدوفا. وكان لا بد للاتحاد الأوروبي من أن يحتضن الذين شردهم الغزو الروسي، ويمنحهم أذونات إقامة وعمل، ويمدّهم بالمساعدات الاجتماعية. وبالطبع يشكل هذا الأمر عبئاً اقتصادياً كبيراً على دول تعاني ماليتها العامة في الاصل عجزاً تتفاوت نسبه بين دولة وأخرى.
*توقعات سلبية
يفيد أحدث تقرير لصندوق النقد عن التوقعات الاقتصادية في أوروبا بأن النمو المقدَّر على صعيد القارة تراجع نقطة مئوية واحدة إلى 3% عام 2022 مقارنة بتوقعات يناير (كانون الثاني). أما في ما يخص الاقتصادات الناشئة في القارة، فقد تراجع النمو المتوقع بمقدار 1.5 نقطة مئوية إلى 2.7%. وتبدو المشكلة أكثر حدة في الاقتصادات الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، إذ إنها لن تحقق سوى نموّ ضئيل، بل مع احتمال أن يكون النمو سلبياً لربعين متتاليين هذا العام.
الموقع الإلكتروني للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية (الاتحاد الأوروبي)، لا يرسم صورة أفضل. ويكتب في مدوّنة الموقع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل: «الحرب في أوكرانيا هي الصدمة الثالثة غير المتكافئة، كما يسميها الاقتصاديون، التي شهدها الاتحاد في العقدين الماضيين، بعد الأزمة المالية والاقتصادية عام 2008 وأزمة منطقة اليورو التي تلتها، ثم جائحة كوفيد - 19. الصدمة غير المتكافئة هي التغيّر المفاجئ في الظروف الاقتصادية التي تؤثر على بعض دول الاتحاد الأوروبي أكثر من غيرها. في الواقع، للحرب في أوكرانيا تأثير أكبر بكثير على البلدان المجاورة بسبب تدفق اللاجئين والاعتماد الكبير على الغاز الروسي».
يحيلنا هذا الكلام مباشرة على أزمة الطاقة التي سبّبها الهجوم الروسي على أوكرانيا، وما تبعه من عقوبات على موسكو طاولت قطاع النفط، فما كان من فلاديمير بوتين إلا أن راح يقفل صمامات ضخ الغاز إلى أوروبا تدريجاً، فيما طفق يبحث عن أسواق بديلة (الصين خصوصاً) لمنتجات الطاقة التي تخرج من أرض بلاده. وهذا ما أدى إلى ارتفاعات خيالية لأسعار الطاقة، خصوصاً الغاز الذي تجعل أسعاره تفكير الدول الأوروبية في البرد الآتي مع حلول الخريف ثم الشتاء كابوساً حقيقياً...
متسوّقون في سوبرماركت بلندن (رويترز)
لا شك في أن المؤشر الاقتصادي الأكثر تعبيراً وصدقاً هو معدّل التضخم، أي الغلاء بلغة المستهلك العادي. فقد بلغ معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو (الدول الـ19 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تعتمد العملة الموحّدة) 8.1٪ في مايو (أيار) الماضي مقابل 7.4% في مارس (آذار)، ارتفاعًا من 7.4٪ في أبريل (نيسان)، وفقًا للجهاز الإحصائي للاتحاد الأوروبي «يوروستات». وخارج الاتحاد بلغ التضخم في بريطانيا، على سبيل المثال، 9.1% في مايو، وهو المستوى الأعلى في أربعة عقود.
وبقليل من التفصيل، سجلت أسعار الطاقة أعلى معدل للتضخم على أساس سنوي بلغ 39.2% في مايو مقارنة بـ 37.5% في أبريل. وحلت في المرتبة الثانية أسعار الأغذية والتبغ (7.%)، تلتها السلع الصناعية (4.2%) والخدمات (3.5%).
*سلسلة تحديات
في ظل هذه الوقائع، تواجه القارة الأوروبية تحديات اقتصادية هائلة، في موازاة الأخطار الجيوسياسية والأمنية.
أول التحديات ضرورة لجم التضخم الذي يضرب القدرة الشرائية للفرد والأسرة. ولم نرَ حتى الآن من تدابير سوى رفع المصارف المركزية لأسعار الفوائد خفضاً للاستهلاك. إلا أن هذا الأمر يقوّض البيئة الاستثمارية، وبالتالي يؤدي إذا استمر إلى فقدان وظائف وإبطاء النمو وصولاً إلى الانكماش والركود...
على الدول الأوروبية التفكير في مصادر بديلة من روسيا للطاقة، خصوصاً الغاز الذي لا غنى عنه لتوليد الكهرباء والتدفئة وتحريك النشاط الصناعي... وحتى الآن لا ملامح واضحة لهذه البدائل، الأمر الذي يعطي روسيا اليد الطولى في هذا المجال، خصوصاً إذا وجدت هي البدائل لتصريف إنتاجها وتخلت عن الأسواق الأوروبية، علماً أن بعض هذه لا تريد أن تستغني عن الغاز الروسي، وهو ما ينعكس خلافات سياسية داخل عائلة الاتحاد الأوروبي.
لا تستطيع الدول الأوروبية المضيّ في فرض الحزمة تلو الأخرى من العقوبات على روسيا، لأن هذا الأمر يجعل سلاسل التوريد العالمية تضطرب، ولا سيما إمدادات الغذاء. وليس منطقياً هنا أن تطالب الدول روسيا بتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، وفي الوقت نفسه تواصل مراكمة العقوبات عليها.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
إذا كان مفروغاً منه أن الدول الأوروبية ستبقى بجانب أوكرانيا في الحرب، فإن عليها أن تصارح مواطنيها أكثر بأن لذلك ثمناً، ليس أقله التضخم وأكلاف المعونات التي تقدَّم للنازحين الأوكرانيين والمساعدات العسكرية الكبيرة التي تذهب إلى كييف...
يضاف إلى ذلك كله أن على قادة أوروبا أن يفكروا أيضاً أنه بعد نهاية هذه الحرب المدمّرة لا بد من إعادة بناء أوكرانيا قوية اقتصاديًا لتشجيع اللاجئين على العودة. ولا شك في أن إعادة بناء البنية التحتية سيتطلب تمويلاً كبيراً قد يستعاد بعضه وقد يكون البعض الآخر هبات ومنحاً.
الخلاصة، أن الحرب في أوكرانيا تشكل في وجهها الاقتصادي عبئاً كبيراً على طرفيها بالطبع، ولكن أيضاً على أوروبا والعالم. وإذا كان هناك من يظن أن طريق الانتعاش والازدهار لا بد أن يمر في قيعان الانكماش والركود، فإن عليه أن يفكر في الأثمان التي تدفعها على امتداد هذا الطريق الشاق المجتمعات والشعوب...


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«الشفاء» تطلق «عسل السدر السعودي» المستخلص من مناحل جبال السعودية

«عسل السدر السعودي» المستخلص من مناحل جبال السعودية
«عسل السدر السعودي» المستخلص من مناحل جبال السعودية
TT

«الشفاء» تطلق «عسل السدر السعودي» المستخلص من مناحل جبال السعودية

«عسل السدر السعودي» المستخلص من مناحل جبال السعودية
«عسل السدر السعودي» المستخلص من مناحل جبال السعودية

كشفت العلامة التجارية «عسل الشفاء» التابعة لمجموعة «السنبلة» المختصة بصناعة الأغذية في المملكة العربية السعودية عن منتجها الجديد، والذي يحمل اسم «عسل السدر السعودي»، وهو منتج سعودي يحمل اعتماد برنامج «صنع في السعودية». ويُجمع عسل السدر من مناحل الجبال السعودية، وقد تم التعاقد مع النحّالين المعتمدين لتوريده؛ إذ يهدف المنتج، الذي حصل على اعتماد الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، إلى دعم النحّالين المحليين ودعم الصناعة السعودية. وأعرب رئيس مجلس إدارة مجموعة «السنبلة»، سامر كردي، عن سعادته بإطلاق «عسل السدر السعودي»، مشيراً إلى أنه واحد من الأعسال المحبوبة لدى المستهلكين السعوديين، ويحظى بقيمة عالية لدى عشاق العسل؛ لذا تم توفيره ضمن مجموعة «عسل الشفاء» المتنوعة ليكون في متناول الجميع في المملكة، آملاً في بيعه في الشرق الأوسط والدول الغربية. ولفت كردي إلى أنه في اليوم الوطني الـ92 تم إطلاق أول منتج من «الشفاء» لعسل محلي وهو «عسل الطلح»، واليوم يتم إطلاق «عسل السدر السعودي» في اليوم الوطني الـ93، بهدف توصيل الأنواع النادرة من العسل لأكبر شريحة من المستهلكين بسعر مناسب وجودة عالية. كما أكد أن «الشفاء» تواكب توجهات «رؤية المملكة 2030» لناحية تحسين جودة الحياة ودعم المنتج المحلي، وهي الآن تدعم أكثر من 200 نحّال في المملكة. وعن تغيير شعار «الشفاء»، أشار كردي إلى أن الهوية الجديدة والشعار الجديد ستتضمن في رسالتها التطلع نحو مستقبل واعد للمنتج السعودي بشكل عام، والتطور الكبير في منتجات «الشفاء» في مختلف الاتجاهات، من حيث تنوع الأصناف وتعدد مصادر العسل وزيادة التوزيع على نطاق محلي وعالمي.

تجدر الإشارة إلى أن «عسل الشفاء» هي علامة تجارية رائدة في سوق العسل في المملكة، وحظيت منذ 40 عاماً بموثوقية كبيرة وجودة عالية، وتحتل المركز الرابع عالمياً كأكبر العلامات التجارية لبيع العسل. وتخضع مختلف منتجات «عسل الشفاء» لفحص دقيق بداية من مصادرها من مختلف أنحاء العالم، مروراً بنقلها ومعالجتها، وصولاً إلى فحصها واختبارها، حتى تكون منتجات ذات جودة عالية.


البيانات في أسبوع: الأنظار إلى أرقام التضخم الأميركي والأوروبي

متداولون يراقبون تحرك أسعار الأسهم في سيول (أ.ب)
متداولون يراقبون تحرك أسعار الأسهم في سيول (أ.ب)
TT

البيانات في أسبوع: الأنظار إلى أرقام التضخم الأميركي والأوروبي

متداولون يراقبون تحرك أسعار الأسهم في سيول (أ.ب)
متداولون يراقبون تحرك أسعار الأسهم في سيول (أ.ب)

ستكون كل الأنظار في الأسبوع المقبل على التصريحات التي سيطلقها مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» وهم يشرحون رؤيتهم من أجل رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام. كما أنه أسبوع كبير في منطقة اليورو مع إصدار كل من التضخم الرئيسي والأساسي.

الولايات المتحدة

سيشهد الأسبوع المقبل قيام العديد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» بشرح وجهة نظرهم ورؤيتهم من أجل تبرير الزيادة الجديدة المتوقعة في معدلات الفائدة قبل نهاية العام، وما يرونه السيناريو الأكثر ترجيحاً للعام المقبل.

وستكون هناك إطلالة لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول الذي سيتحدث في قاعة بلدية للمعلمين. وقال المصرف المركزي (الخميس) إن هذا الحدث سيُبث مباشرة على الهواء؛ إذ سيتلقى أول الأسئلة من الجمهور.

وسيصدر مجلس المؤتمرات (كونفرنس بورد) يوم الثلاثاء تحديث سبتمبر (أيلول) لمؤشر ثقة المستهلك. ويعكس بيان ثقة المستهلك ظروف العمل السائدة والتطورات المحتملة للأشهر المقبلة. ويفصل هذا التقرير الشهري مواقف المستهلكين ونيات الشراء وخطط العطلات وتوقعات المستهلكين للتضخم وأسعار الأسهم وأسعار الفائدة. وكان مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن «كونفرنس بورد» ارتفع في أغسطس (آب)، بعد ثلاثة انخفاضات شهرية متتالية. ويبلغ المؤشر الآن 103.2 ارتفاعاً من 95.3 في يوليو (تموز).

وسيكون الإصدار الرئيسي الذي يجب مراقبته يوم الجمعة هو تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر أغسطس، وهو مقياس التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي».

ومن المرجح أن ترتفع نفقات الاستهلاك الشخصي الرئيسية؛ نظراً لارتفاع أسعار الطاقة، في حين أن القراءة الأساسية يجب أن تحافظ على الوتيرة الشهرية بنسبة 0.2 في المائة.

منطقة اليورو

الأسبوع المقبل، سيكون كل التركيز على التضخم في منطقة اليورو. بعد مؤشر مديري المشتريات هذا الأسبوع، الذي أكد أن منطقة اليورو لا تزال في بيئة اقتصادية ضعيفة، سيتحول التركيز نحو تقدم التضخم. من المتوقع انخفاض في كل من التضخم الرئيسي والأساسي على خلفية التأثيرات الأساسية، لكن ارتفاع سعر النفط سيكون له تأثير محدود على تضخم الطاقة.

وكان المصرف المركزي الأوروبي أشار بعد اجتماعه في سبتمبر إلى أن دورة التشديد كانت على الأرجح في نهايتها، باستثناء أي مفاجآت سيئة على جبهة البيانات.

وستتم مراقبة خطاب المصرف المركزي، وأبرزها تعليقات الرئيسة كريستين لاغارد في جلسة استماع الاتحاد الأوروبي أمام لجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية التابعة للبرلمان الأوروبي في بروكسل ببلجيكا يوم الثلاثاء.

المملكة المتحدة

فاجأ بنك إنجلترا الأسواق الأسبوع الماضي باختياره إبقاء سعر المصرف عند 5.25 في المائة. هذا لا يمثل بالضرورة نهاية دورة التشديد، ولكن إذا تحسنت البيانات كما تتوقع لجنة السياسة النقدية، فقد يحصل هذا الأمر. سيكون هناك المزيد من الضغط على البيانات الآن، ولكن الأهم في الأسبوع المقبل سيكون لأرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني.

الصين

البيانات الوحيدة التي يجب مراقبتها هي إجمالي الأرباح الصناعية لشهر أغسطس التي من المتوقع أن تتقلص بوتيرة أبطأ من -10 في المائة على أساس سنوي من -15.5 في المائة على أساس سنوي في يوليو.

اليابان

سيصدر محضر اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان يوم الأربعاء، وسيقوم المشاركون في السوق بفحص تصريحات مسؤول بنك اليابان أو وجهات نظره حول حالة التضخم في اليابان، بالإضافة إلى أي نقاش حول إنهاء سياسة سعر الفائدة السلبية.

وسوف يكون يوم جمعة مزدحماً مع عدد كبير من إصدارات البيانات. فمن المتوقع أن تنخفض قراءة التضخم الأساسي في طوكيو (باستثناء الأغذية الطازجة) إلى 2.6 في المائة على أساس سنوي من 2.8 في المائة. وسيكون هذا هو الشهر الثالث على التوالي من التباطؤ في التضخم الأساسي في طوكيو. ومع ذلك، من المتوقع أن يظل معدل التضخم الأساسي (باستثناء الأغذية الطازجة والطاقة) كما هو عند 2.6 في المائة على أساس سنوي لشهر سبتمبر، وهو أعلى مستوى في 31 عاماً.

ومن المتوقع أن تنخفض مبيعات التجزئة لشهر أغسطس بشكل طفيف إلى 6.6 في المائة على أساس سنوي من 6.8 في المائة في يوليو، ومن المتوقع أن تتحسن ثقة المستهلك في سبتمبر إلى 37 من 36.2 في أغسطس.


«البترول الكويتية»: حريق مصفاة بميناء الأحمدي لم يؤثر على الإنتاج أو التصدير

«شركة البترول الوطنية الكويتية»
«شركة البترول الوطنية الكويتية»
TT

«البترول الكويتية»: حريق مصفاة بميناء الأحمدي لم يؤثر على الإنتاج أو التصدير

«شركة البترول الوطنية الكويتية»
«شركة البترول الوطنية الكويتية»

أعلنت شركة البترول الوطنية الكويتية، «السيطرة الكاملة على حريق اندلع في المنطقة السادسة وحدة رقم 35 في مصفاة ميناء الأحمدي».

وقال غانم العتيبي، المتحدث باسم البترول الوطنية، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن «رجال الإطفاء تمكنوا من إخماد حريق في وحدة بمصفاة ميناء الأحمدي دون وقوع إصابات أو تأثر عمليات الإنتاج أو التصدير»، مشيراً إلى أن المصفاة استمرت وفق برنامجها المعتاد.

وكانت شركة البترول الوطنية الكويتية قالت في وقت سابق في منشور على منصة «إكس»، إن حريقاً اندلع في الوحدة رقم 35 التابعة للمنطقة السادسة في مصفاة ميناء الأحمدي مساء الجمعة.


«الكرملين» لا يخشى «انفجاراً اجتماعياً» رغم ارتفاع الأسعار في روسيا

فرضت الحكومة الروسية قيوداً على تصدير البنزين والديزل (إ.ب.أ)
فرضت الحكومة الروسية قيوداً على تصدير البنزين والديزل (إ.ب.أ)
TT

«الكرملين» لا يخشى «انفجاراً اجتماعياً» رغم ارتفاع الأسعار في روسيا

فرضت الحكومة الروسية قيوداً على تصدير البنزين والديزل (إ.ب.أ)
فرضت الحكومة الروسية قيوداً على تصدير البنزين والديزل (إ.ب.أ)

أعلن «الكرملين»، اليوم الجمعة، أنه لا يخشى حدوث «انفجار اجتماعي» في روسيا، رغم عودة التضخم الذي يقلص بشكل متزايد دخل الروس الذي تأثر أصلاً بالعقوبات وضعف الروبل.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، رداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه «لا انفجار اجتماعياً. لا شيء».

وقررت الحكومة، يوم الخميس، على أثر ارتفاع أسعار البنزين القياسية، الأسبوع الماضي، فرض قيود على تصدير البنزين والديزل، وهذا يدل على خطورة الوضع.

وأوضح بيسكوف، خلال مؤتمره الصحافي، اليوم الجمعة، أن مثل هذا الإجراء كان «ضرورياً لتنظيم السوق في سياق الحصاد»، معتبراً أن سوق المحروقات العالمية «غير مستقرة حالياً».

وقال، للصحافيين، إن القيود ستظل سارية في روسيا، «ما دام الأمر يستلزم ذلك».

بعد عام ونصف عام من العقوبات الدولية الشديدة، ورغم التكيف السريع، تواجه روسيا سلسلة صعوبات اقتصادية: التضخم الذي عاد ليرتفع، +5.15 في المائة في أغسطس (آب)، وضعف الروبل، ونقص اليد العاملة في بعض القطاعات، وهجرة الأدمغة إلى الخارج، وانخفاض كبير في الدخل المرتبط ببيع المحروقات.

في هذا السياق، أعلن البنك المركزي الروسي أنه يتوقع، في منتصف سبتمبر (أيلول)، تباطؤ النمو في النصف الثاني من العام الحالي.

ولا يزال الرئيس فلاديمير بوتين يؤكد أن العقوبات المتعددة التي فُرضت على روسيا منذ هجومها على أوكرانيا، فشلت في إلحاق ضرر دائم بالاقتصاد الروسي.


أوروبا تسعى لعلاقة اقتصادية «أكثر توازناً» مع الصين

يقوم المفوض الأوروبي فالديس دومبروفسكيس بزيارة تبدأ (السبت) للصين وسط أوضاع متوترة بين الطرفين (رويترز)
يقوم المفوض الأوروبي فالديس دومبروفسكيس بزيارة تبدأ (السبت) للصين وسط أوضاع متوترة بين الطرفين (رويترز)
TT

أوروبا تسعى لعلاقة اقتصادية «أكثر توازناً» مع الصين

يقوم المفوض الأوروبي فالديس دومبروفسكيس بزيارة تبدأ (السبت) للصين وسط أوضاع متوترة بين الطرفين (رويترز)
يقوم المفوض الأوروبي فالديس دومبروفسكيس بزيارة تبدأ (السبت) للصين وسط أوضاع متوترة بين الطرفين (رويترز)

يسعى مسؤول أوروبي رفيع المستوى للعمل على حث بكين من أجل تخفيف القيود على الشركات الأوروبية، وذلك خلال زيارة للصين، يُتوقع أن تشهد محادثات صعبة على هامش تحقيق الاتحاد الأوروبي المزمع في واردات السيارات الكهربائية.

وسيشارك المفوض التجاري فالديس دومبروفسكيس، على مدار زيارته التي تستغرق 4 أيام، في حوار اقتصادي وتجاري مشترك، ويلتقي مسؤولين صينيين وشركات أوروبية نشطة في البلاد، ويلقي خطابين خلال رحلته في الفترة من 23 إلى 26 سبتمبر (أيلول) إلى شنغهاي وبكين.

بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، تهدف الزيارة إلى تجديد الحوار مع الصين، الذي فتر منذ إغلاق البلاد بسبب فيروس كورونا، ومع تزايد قلق الاتحاد الأوروبي بشأن علاقات بكين الوثيقة مع موسكو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وسيصل دومبروفسكيس بعد ما يزيد قليلاً على أسبوع من إعلان السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي أنها ستحقق فيما إذا كان سيتم فرض «تعريفات عقابية» لحماية المنتجين الأوروبيين من واردات السيارات الكهربائية الصينية الأرخص... وقد يؤدي التحقيق إلى استقبال أكثر فتوراً في الصين، لكن مصادر مطلعة على الرحلة تقول إنه قد يؤدي بشكل مفيد إلى مناقشة أكثر تركيزاً حول «المحفزات التجارية».

ويُلقي الاتحاد الأوروبي باللوم في عجزه التجاري البالغ 400 مليار يورو (426.32 مليار دولار) جزئياً على القيود الصينية على الشركات الأوروبية، ويقول إن سوق الاتحاد الأوروبي مفتوحة في المقابل إلى حد كبير أمام الاستثمارات الصينية.

وقالت غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين في تقرير، يوم الأربعاء، إن السلطات الصينية ترسل رسائل متناقضة للشركات الأجنبية، وإنه «بالنسبة للكثيرين، لم يتحقق الانتعاش السريع المتوقع بعد إعادة فتح حدود الصين في يناير (كانون الثاني) الماضي».

وقال التقرير: «على الرغم من إعلانات رسمية تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال، فقد تم إصدار عدد كبير من التشريعات التي تركز على الأمن القومي، مما أدى إلى تعميق حالة عدم اليقين وزيادة مخاطر الامتثال».

ويشمل ذلك قانون مكافحة التجسس الذي يحظر نقل المعلومات المتعلقة بالأمن والمصالح الوطنية، دون تحديد لنطاقه. ويمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات على الشركات الأجنبية العاملة في الأعمال التجارية العادية.

ومن المتوقع أيضاً أن يُطلب من الاتحاد الأوروبي خلال الزيارة توضيح ما يعنيه بـ«إزالة المخاطر» في سياق الحديث عن الصين. ويقول مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن الكتلة تسعى إلى الحد من اعتمادها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، خصوصاً بالنسبة إلى المواد والمنتجات اللازمة للتحول الأخضر، لكنها ترغب في الاحتفاظ بالعلاقات التجارية.

ومن وجهة نظر موازية، صرح وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت، بأنه لا بد أن ينخرط الغرب في حوار مع الصين بشأن أفضل السبل لتنظيم نمو الذكاء الاصطناعي، بعد أن وجّهت لندن دعوة إلى بكين للمشاركة في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تستضيفها في وقت لاحق هذا العام.

وقال هانت في مقابلة مع «بلومبرغ»: «لن يحضروا جميع المناقشات، ولكن ينبغي إقامة حوار مع دول مثل الصين، فهم لن يذهبوا إلى أي مكان، ولا بد أن نكون واقعيين ونقيم مثل هذه الحوارات وأن نظل متيقظين».

وتستعد بريطانيا لاستضافة أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء ريشي سوناك، لأن تضطلع بلاده بدور قيادي في الجهود العالمية لوضع ضوابط تنظيمية لهذه التكنولوجيا.

وتضم العاصمة البريطانية لندن بالفعل عدداً من مقرات كبرى شركات الذكاء الاصطناعي في العالم مثل «ستابيليتي إيه آي»، و«سينثيا»، وتأمل أن تصبح مركزاً عالمياً لهذه الصناعة، غير أن هناك بعض الشكوك بشأن قدرة لندن على التنافس مع دول مثل الولايات المتحدة والصين أو الاتحاد الأوروبي.

وفي إشارة إلى الضوابط التنظيمية للذكاء الاصطناعي، قال هانت: «يريد المستثمرون أن يروا أن الحكومات تبينت جميع الجوانب المتعلقة بهذه المسألة»، مضيفاً أنه يتعين وضع الضوابط المناسبة للحفاظ على أمان هذه التكنولوجيا... واستطرد قائلاً: «عندما يحدث ذلك، فسوف يبدأون في ضخ مبالغ ضخمة».


أميركا والصين تطلقان «مجموعات عمل» اقتصادية لتخفيف التوترات

أعلام أميركية وصينية قرب مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن خلال مناسبة سابقة (رويترز)
أعلام أميركية وصينية قرب مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن خلال مناسبة سابقة (رويترز)
TT

أميركا والصين تطلقان «مجموعات عمل» اقتصادية لتخفيف التوترات

أعلام أميركية وصينية قرب مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن خلال مناسبة سابقة (رويترز)
أعلام أميركية وصينية قرب مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن خلال مناسبة سابقة (رويترز)

أطلقت وزارة الخزانة الأميركية، ووزارة المالية الصينية، مجموعات عمل اقتصادية، يوم الجمعة، في محاولة لتخفيف التوترات وتعميق العلاقات بين البلدين.

وبقيادة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ، سيتم تقسيم مجموعات العمل إلى قطاعات اقتصادية ومالية.

وقالت يلين في سلسلة من التغريدات التي نقلتها وكالة «أسوشيتد برس»، يوم الجمعة، إن مجموعات العمل «ستعمل على إنشاء قناة اتصال دائمة بين أكبر اقتصادين في العالم». وأضافت أن المجموعات «ستعمل منتديات مهمة لتوصيل المصالح والمخاوف الأميركية، وتعزيز المنافسة الاقتصادية السليمة بين بلدينا مع توفير فرص متكافئة للعمال والشركات الأميركية».

يأتي هذا الإعلان في أعقاب سلسلة من الزيارات التي قام بها مسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأميركية إلى الصين هذا العام، مما يمهد الطريق لاجتماع محتمل بين الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في المؤتمر الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو. وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان صحافي، إن الوزيرين اتفقا على الاجتماع بـ«إيقاع منتظم».

وسافرت يلين، إلى جانب مسؤولين آخرين في إدارة بايدن، إلى الصين، هذا العام، بعد أن وجه الرئيس الديمقراطي كبار المسؤولين «بالحفاظ على التواصل وتعميق الجهود البناءة بعد لقائه مع شي في بالي العام الماضي». ويأتي إطلاق المجموعات أيضاً بعد أن التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، نائب الرئيس الصيني، يوم الاثنين، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتعد الصين واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وقد زادت المنافسة الاقتصادية بين البلدين في السنوات الأخيرة. ووصلت التوترات بين البلدين إلى ذروتها في وقت سابق من هذا العام عندما تم رصد بالون مراقبة صيني وهو يسافر فوق المجال الجوي الأميركي الحساس. وأسقط الجيش الأميركي المنطاد قبالة ساحل كارولينا بعد أن اجتاز مواقع عسكرية حساسة في جميع أنحاء أميركا الشمالية. وأصرت الصين على أن التحليق كان مجرد «حادث عرضي».


ضغوط الفائدة تنعكس على الأسواق

شاشة في بورصة مدريد الإسبانية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «إيبكس 35» (إ.ب.أ)
شاشة في بورصة مدريد الإسبانية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «إيبكس 35» (إ.ب.أ)
TT

ضغوط الفائدة تنعكس على الأسواق

شاشة في بورصة مدريد الإسبانية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «إيبكس 35» (إ.ب.أ)
شاشة في بورصة مدريد الإسبانية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «إيبكس 35» (إ.ب.أ)

انعكست ضغوط ناجمة عن زيادة احتمالية بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول على الأسواق، وذلك عقب أسبوع حافل باجتماعات لعدد من البنوك المركزية الكبرى. ورغم أن الاجتماعات لم تخرج بقرارات بعيدة عن التوقعات، فإن إشارات استمرار التشديد غلبت على الصورة العامة.

وتراجعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة متجهة لإنهاء الأسبوع على انخفاض، وذلك في الوقت الذي تخلص فيه تقييمات المستثمرين إلى احتمالات بقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة لبعض الوقت.

وبحلول الساعة 07:09 بتوقيت غرينتش، انخفض المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.6 في المائة، بعد أن أنهى الجلسة السابقة متراجعاً بأكثر من واحد في المائة، إذ حذا بنك إنجلترا حذو مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) وثبت أسعار الفائدة، لكنه عبر عن اعتقاده أن مهمته لم تنته بعد.

وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا 0.3 في المائة، وهبطت أسهم الشركات العقارية 1.1 في المائة، وتراجعت أسهم البنوك 0.4 في المائة.

وهبطت سهم «ستيلانتيس»، الشركة الأم لكرايسلر، واحداً في المائة تقريباً، مع اقتراب شركات صناعة السيارات الثلاثة في ديترويت والنقابة التي تمثل عمال الشركات الأميركية بنظام الأجر بالساعة، من الموعد النهائي للوصول إلى اتفاقات جديدة بشأن العمالة قبل أن يتوسع الإضراب الحالي ليشمل المزيد من المصانع.

وفي آسيا، قلصت الأسهم اليابانية الخسائر الحادة التي سجلتها في مستهل التعاملات يوم الجمعة، بعد أن أبقى بنك اليابان المركزي على برامج التحفيز دون تغيير، وأشار إلى أنه ليس في عجلة من أمره للتحول إلى التشديد النقدي.

وأنهى المؤشر «نيكي» التعاملات منخفضاً 0.52 في المائة عند 32402.41 نقطة، بعد أن هوى إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع تقريباً عند 32154.53 نقطة في وقت سابق، مقتفياً الانخفاضات الحادة في «وول ستريت»، وسط مخاوف من المزيد من التشديد النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقلص المؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» خسائر حادة بلغت 1.2 في المائة، لينهي التعاملات منخفضاً 0.3 في المائة فقط.

وحصلت الأسهم اليابانية على دعم إضافي بسبب تراجع الين الذي واصل الانخفاض مقابل الدولار بعد قرار بنك اليابان، متجهاً نحو أدنى مستوى في 10 أشهر. وقال كايل رودا، كبير محللي الأسواق المالية في «كابيتال دوت كوم»: «العملية الحسابية بسيطة جداً... أي سوق شديدة التأثر بالتصدير تفضل العملة الأضعف».

ومن جانبها، ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة على الرغم من ضغوط قوة الدولار وصعود عوائد سندات الخزانة الأميركية، فيما عكف المستثمرون على تقييم قرارات البنوك المركزية الكبرى بالتمسك بأسعار الفائدة المرتفعة.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1923.29 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 03:50 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل، الخميس، أكبر انخفاض يومي منذ الخامس من سبتمبر (أيلول). وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب أيضاً 0.2 في المائة إلى 1943.10 دولار.

وقال إيليا سبيفاك، رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في تيستيلايف: «نظرت الأسواق إلى البنوك المركزية، وقالت إنكم لم تمتنعوا الآن عن رفع أسعار الفائدة لأنه تم التغلب على التضخم، وإنما لأنكم قلقون من أن النمو العالمي على وشك التوقف». وتابع أن «هناك شعوراً قوياً للغاية بأن النمو العالمي لم يعد قادراً على الصمود».

واستقر الدولار قرب أعلى مستوى في 6 أشهر، وسط توقعات ببقاء أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مرتفعة لفترة أطول، في حين ارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى في 16 عاماً.

وعادة ما يشتري المستثمرون الذهب باعتباره وسيلة للتحوط في أوقات الضبابية الاقتصادية، إلا أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤثر على أسعار السبائك التي لا تدر عوائد، ويتم تسعيرها بالدولار. وتتوقع الأسواق بنسبة 45 في المائة أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى قبل نهاية العام.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 23.47 دولار للأوقية، واتجهت لتسجيل أفضل أداء في 4 أسابيع. وزاد البلاتين 0.7 في المائة إلى 925.77 دولارا، وقفز البلاديوم 0.8 في المائة إلى 1272.85 دولار.


قيود الوقود الروسية ترفع أسعار النفط

منشأة تكرير نفطية ضخمة في مدينة أومسك بإقليم سيبيريا شمال روسيا (رويترز)
منشأة تكرير نفطية ضخمة في مدينة أومسك بإقليم سيبيريا شمال روسيا (رويترز)
TT

قيود الوقود الروسية ترفع أسعار النفط

منشأة تكرير نفطية ضخمة في مدينة أومسك بإقليم سيبيريا شمال روسيا (رويترز)
منشأة تكرير نفطية ضخمة في مدينة أومسك بإقليم سيبيريا شمال روسيا (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، يوم الجمعة، إذ بدد تجدد المخاوف العالمية بشأن الإمدادات عقب الحظر الذي فرضته روسيا على صادرات الوقود، مخاوف الطلب الناجمة عن عوامل معاكسة على مستوى الاقتصاد الكلي وارتفاع أسعار الفائدة.

وبحلول الساعة 10:29 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 92 سنتاً، بما يعادل 0.99 في المائة، إلى 94.22 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.07 دولار، أو 1.19 في المائة، إلى 90.70 دولار للبرميل.

واتجه كلا الخامين القياسيين نحو إنهاء الأسبوع على تعادل بعد أن ارتفعا أكثر من 10 في المائة في الأسابيع الثلاثة السابقة وسط مخاوف بشأن شح الإمدادات العالمية مع استمرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها (أوبك بلس) في تخفيضات الإنتاج.

وقال توشيتاكا تازاوا، المحلل لدى «فوجيتومي»: «ظل التداول متقلباً وسط شد الحبل بين مخاوف العرض التي عززها الحظر الروسي على صادرات الوقود، والمخاوف بشأن تباطؤ الطلب بسبب تشديد السياسات النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا».

وأشارت وكالة أنباء «تاس» الحكومية، يوم الجمعة، إلى أن شركة «ترانسنفت» الروسية علّقت تسليمات الديزل إلى محطتَي «بريمورسك» و«نوفوروسيسك» الرئيسيتين على بحر البلطيق والبحر الأسود. وذلك بعدما قالت الحكومة الروسية، يوم الخميس، إنها حظرت مؤقتاً صادرات البنزين والديزل إلى جميع الدول خارج دائرة الدول السوفياتية السابقة بأثر فوري لتحقيق الاستقرار في سوق الوقود المحلية.

لكنّ الرياح المعاكسة على مستوى الاقتصاد الكلي لا تزال تؤثر على معنويات الطلب على النفط. وقال محللو «كومرتس بنك» في مذكرة: «إن الإشارات على جانب الطلب هي التي من المرجح أن تؤثر بشكل أساسي في أسعار النفط على المدى القصير».

ومن المرجح أن ينكمش اقتصاد منطقة اليورو في الربع الثالث، وفقاً لبيانات مؤشر مديري المشتريات الصادرة يوم الجمعة. وأظهرت بيانات إضافية لمؤشر مديري المشتريات أن انكماش النشاط الاقتصادي في بريطانيا تعمق أكثر في سبتمبر (أيلول) مقارنةً بأغسطس (آب). فيما أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يوم الأربعاء على أسعار الفائدة، لكنه زاد التأكيد على موقفه المتشدد، مما أثار المخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تثبيط النمو الاقتصادي.

ورفع بنك «إتش إس بي سي» يوم الجمعة، توقعاته لسعر برنت إلى 90 دولاراً للبرميل في الربع الرابع و82.50 دولار في 2024 بسبب الطلب الصيني القياسي وتوقعات باستمرار تخفيضات الإنتاج الطوعية للسعودية حتى الربع الثاني من 2024.

وعلى الجانب الروسي، انخفضت أسعار الجملة للبنزين الروسي من فئة Ai - 92 بنسبة 9.7 في المائة إلى 55892 روبل (582 دولاراً) للطن المتري، يوم الجمعة، وانخفضت أسعار الديزل بنسبة 7.5 في المائة إلى 66.511 روبل للطن، وفقاً لبيانات البورصة، بعد الحظر الحكومي على صادرات الوقود.

وكانت أسعار الوقود بالجملة في روسيا ترتفع بشكل مطرد هذا العام وسط نقص الوقود، لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. وصدرت روسيا نحو مليون برميل من الديزل وزيت الغاز و130 ألف برميل من البنزين يومياً حتى الآن، وفقاً لبنك «جيه بي مورغان».

وقال النائب الأول لوزير الطاقة بافيل سوروكين، يوم الخميس، إن الحظر غير محدد المدة وإن الإجراءات الحكومية الإضافية ستعتمد على «تشبع» السوق بالوقود. ويتوقع المحللون أن تكون القيود قصيرة الأجل.

وقال «جي بي مورغان» في مذكرة للعملاء: «نعتقد أن الحظر سيكون مؤقتاً بالفعل وسيستمر لأسبوعين فقط»، بينما قال محللو «سيتي» إنهم يتوقعون أن يستمر الحظر الروسي نحو ستة أسابيع.


بريطانيا «تفتح الباب» لاستحواذ «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن» بعد «التعديلات»

شعار شركة «أكتيفيجن» أمام مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
شعار شركة «أكتيفيجن» أمام مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
TT

بريطانيا «تفتح الباب» لاستحواذ «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن» بعد «التعديلات»

شعار شركة «أكتيفيجن» أمام مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
شعار شركة «أكتيفيجن» أمام مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

قالت هيئة مكافحة الاحتكار البريطانية، يوم الجمعة، إن إعادة هيكلة عرض استحواذ «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن بليزارد»، «يفتح الباب» أمام إتمام الصفقة.

وأعلنت شركة «مايكروسوفت» عن أكبر صفقة في تاريخ صناعة الألعاب الإلكترونية في أوائل عام 2022، ولكن تم حظر عملية الاستحواذ البالغة قيمتها 69 مليار دولار في أبريل (نيسان) من هيئة تنظيم المنافسة البريطانية، التي كانت تشعر بالقلق من أن عملاق الحوسبة الأميركي سيحظى بقدر كبير من السيطرة على سوق الألعاب السحابية الناشئة.

وفي أغسطس (آب)، وافقت «أكتيفيجن بليزارد» صانعة لعبة «كول أوف ديوتي» Call of Duty على بيع حقوق البث لشركة «يوبيسوفت إنترتينمنت». وقالت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية في بيان، إن سحب استثمارات «يوبيسوفت»، «يعالج بشكل كبير المخاوف السابقة».

وقالت الهيئة التنظيمية: «على الرغم من أن هيئة أسواق المال حددت مخاوف متبقية محدودة بشأن الصفقة الجديدة، فقد طرحت (مايكروسوفت) مقترحات خلصت هيئة أسواق المال بشكل مؤقت إلى أنها يجب أن تعالج هذه المشكلات».

وقالت «مايكروسوفت» إنها «تشجعت بهذا التطور الإيجابي في عملية المراجعة التي تجريها هيئة أسواق المال».

وقال براد سميث، نائب رئيس مجلس إدارة «مايكروسوفت»: «لقد قدمنا حلولاً نعتقد أنها تعالج بشكل كامل مخاوف الهيئة البريطانية المتبقية المتعلقة ببث الألعاب السحابية، وسنواصل العمل من أجل الحصول على الموافقة للإغلاق قبل الموعد النهائي في 18 أكتوبر (تشرين الأول)».

وقالت الهيئة البريطانية إن هناك «مخاوف متبقية» من إمكانية التحايل على بعض البنود في صفقة «يوبيسوفت»، أو إنهائها أو عدم تنفيذها. فيما عرضت «مايكروسوفت» مقترحات لضمان أن شروط البيع قابلة للتنفيذ من الجهة المنظِّمة. وتقوم هيئة أسواق المال الآن بالتشاور بشأن الحلول قبل اتخاذ القرار النهائي.


مخاطر الركود تتفاقم في بريطانيا

معروضات في سوق «بيتيكوت» الشعبية وسط العاصمة البريطانية لندن قريباً من الحي المالي الذي يظهر في الخلفية (رويترز)
معروضات في سوق «بيتيكوت» الشعبية وسط العاصمة البريطانية لندن قريباً من الحي المالي الذي يظهر في الخلفية (رويترز)
TT

مخاطر الركود تتفاقم في بريطانيا

معروضات في سوق «بيتيكوت» الشعبية وسط العاصمة البريطانية لندن قريباً من الحي المالي الذي يظهر في الخلفية (رويترز)
معروضات في سوق «بيتيكوت» الشعبية وسط العاصمة البريطانية لندن قريباً من الحي المالي الذي يظهر في الخلفية (رويترز)

أظهر مسح (الجمعة) أن الشركات البريطانية عانت من شهر أصعب كثيراً مما كان متوقعاً في سبتمبر (أيلول) الحالي، حيث اتسم بازدياد مخاطر البطالة والركود، ما يسلط الضوء على خطوة بنك إنجلترا بوقف زيادات أسعار الفائدة يوم الخميس.

وانخفضت القراءة الأولية لمؤشر ستاندرد آند بورز لمديري المشتريات العالمي في بريطانيا لقطاع الخدمات إلى 47.2 من 49.5 نقطة في أغسطس (آب)، لتنخفض أكثر إلى ما دون خط الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش.

ويراقب بنك إنجلترا ووزارة الخزانة هذا المسح من كثب بوصفه مقياساً عالي القيمة للنشاط الاقتصادي. وكانت هذه أدنى درجة لمؤشر مديري المشتريات منذ الإغلاق الوبائي في يناير (كانون الثاني) 2021، وأقل من جميع التوقعات في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء الاقتصاديين التي أشارت إلى قراءة 49.2 نقطة.

وباستثناء جائحة «كوفيد - 19»، انخفض المؤشر إلى هذا المستوى المنخفض آخر مرة خلال الأزمة المالية العالمية، في حين عانى مقياس التوظيف الخاص بالمؤشر من أكبر انخفاض له على الإطلاق خارج فترة الوباء.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال» إن الأرقام تتفق مع انخفاض الناتج الاقتصادي الفصلي بنحو 0.4 بالمائة. وأوضح كبير الاقتصاديين أن «نتائج مسح المؤشر المخيبة للآمال لشهر سبتمبر تعني أن الركود يبدو محتملاً بشكل متنامٍ في المملكة المتحدة».

وأظهر الاستطلاع مزيداً من الانخفاض في ضغط التضخم على الشركات، على الرغم من التقارير واسعة النطاق المتوقِعة نمواً قوياً في الأجور.

وقال ويليامسون: «كان مصدر القلق الرئيسي في توقعات التضخم هو نمو الأجور، ولكن مع إشارة المسح الآن إلى أكبر انخفاض في التوظيف منذ عام 2009، فإن القدرة على المساومة على الأجور تتآكل بسرعة».

وتحسن مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع في سبتمبر، إلى 44.2 من 43.0 نقطة، لكنه يظل غارقاً في منطقة الانكماش. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز المركب للتصنيع والخدمات إلى 46.8 من 48.6 نقطة في أغسطس، وهي أدنى قراءة منذ يناير 2021.

وقال ويليامسون: «إن الربع الثالث يشهد بالفعل خسائر كبيرة في الاقتصاد من واقع زيادة تكاليف المعيشة والارتفاع السريع الأخير في أسعار الفائدة».

ووسط هذه الصورة السلبية، يؤكد وزير المالية البريطاني جيريمي هانت أن ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل يضغط على الميزانية وأنه «من المستحيل تماماً» التنبؤ بما إذا كان سيكون هناك مجال لتخفيضات ضريبية بحلول وقت إعلان ميزانية في ربيع 2024.

وقال هانت لـ«رويترز» في مقابلة عبر الهاتف من لوس أنجليس مساء الخميس، إن «السبب الرئيسي للضغط على ماليتنا العامة هو زيادة تكاليف فوائد الديون الناجمة عن توقعات أسعار الفائدة طويلة الأجل».

ورداً على سؤال عما إذا كانت الضغوط ستخفف بدرجة كافية لاقتراح تخفيضات ضريبية في ربيع 2024، قال هانت إنه لا يرى أي شيء من شأنه أن يغير الوضع على المدى القريب، «لكنني لن أتمكن أبدًا من التنبؤ بما سيحدث خلال 6 أشهر أو 12 شهراً».

وقال هانت في وقت سابق إنه سيكون «من المستحيل تقريباً» إدراج التخفيضات الضريبية في تحديث ميزانيته، والذي من المقرر أن يصدر في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إلى جانب أحدث مجموعة من التوقعات المستقلة للمالية العامة.

ومع تراجع حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بشكل سيئ في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة المتوقعة العام المقبل، يتعرض هانت لضغوط كبيرة من مشرعي حزبه للإعلان عن تخفيضات ضريبية تؤدي إلى فوزه بالأصوات.

لكن تعليقات هانت كانت أقوى مؤشر حتى الآن على أنه ليس لديه مثل هذه الخطط، قائلاً إن مدفوعات الفائدة المرتفعة على الديون البريطانية - مدفوعة بارتفاع التضخم على مدى العامين الماضيين - لم تترك له مجالاً كبيراً لتقديم تنازلات.

وقال هانت: «إذا نظرت إلى ما يتعين علينا دفعه مقابل ديوننا طويلة الأجل، فهو أعلى الآن مما كان عليه في ميزانية الربيع... إن ذلك يجعل الأمور صعبة للغاية، ويجعل التخفيضات الضريبية مستحيلة عملياً، ويعني بكل صراحة أنني سأواجه مجموعة أخرى من القرارات الصعبة للغاية». متابعاً: «إذا أردنا خفض تكاليف الديون طويلة الأجل، فعلينا أن نلتزم حقاً بهذه الخطة لخفض التضخم، وخفض أسعار الفائدة. لا أعرف متى سيحدث ذلك. لكنني لا أعتقد أن ذلك سيحدث قبل بيان الخريف».