واشنطن تحظر استخدام الألغام الأرضية في العالم باستثناء الحدود الكورية

7 آلاف شخص يموتون سنوياً بسببها غالبيتهم من المدنيين ونصفهم من الأطفال

إشارة تحذير من ألغام في محيط قاعدة باغرام الجوية في أفغلنستان، في 22 مارس 2002 (أ ب)
إشارة تحذير من ألغام في محيط قاعدة باغرام الجوية في أفغلنستان، في 22 مارس 2002 (أ ب)
TT

واشنطن تحظر استخدام الألغام الأرضية في العالم باستثناء الحدود الكورية

إشارة تحذير من ألغام في محيط قاعدة باغرام الجوية في أفغلنستان، في 22 مارس 2002 (أ ب)
إشارة تحذير من ألغام في محيط قاعدة باغرام الجوية في أفغلنستان، في 22 مارس 2002 (أ ب)

أعاد البيت الأبيض فرض حظر على استخدام الألغام الأرضية في معظم أنحاء العالم، باستثناء الحدود بين الكوريتين الشمالية والجنوبية. وهو قرار يلغي القواعد التي وضعها الرئيس السابق دونالد ترمب الذي كان قد سمح باستخدام أكبر لتلك الألغام التي دائماً ما تكون السبب الرئيسي في قتل آلاف المدنيين سنوياً.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، في بيان صباح أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعمل على مواءمة سياستها المتعلقة باستخدام هذه الأسلحة، خارج شبه الجزيرة الكورية، مع أحكام اتفاقية أوتاوا التي تعد المعاهدة الدولية التي تحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام الأرضية. وأضافت أن الرئيس جو بايدن ملتزم بمواصلة دور الولايات المتحدة كقائد عالمي في التخفيف من الآثار الضارة للألغام الأرضية المضادة للأفراد في جميع أنحاء العالم.
وأوضح البيان أن هذا القرار «يأتي لتجنب التأثير المدمر الذي يمكن أن تحدثه الألغام الأرضية المضادة للأفراد، في سياق الحرب الروسية الوحشية وغير المبررة في أوكرانيا؛ حيث تسبب استخدام القوات الروسية لهذه الذخائر وغيرها في إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين والأعيان المدنية».
كما أوضح أن الولايات المتحدة استثمرت منذ عام 1993 أكثر من 4.2 مليار دولار في أكثر من 100 دولة، لتعزيز السلام والأمن الدوليين من خلال برامج تدمير تلك الأسلحة.
وجاءت هذه الخطوة بعد مراحل من النقاشات والمراجعات الداخلية للسياسة التي تم وضعها في أوائل عام 2020، والتي مكّنت القادة العسكريين من استخدام الألغام على مستوى العالم في مواقف معينة.
وبينما لا تزال الولايات المتحدة غير مؤهلة للانضمام إلى معاهدة أوتاوا بسبب رفضها التخلي عن استخدام الألغام الأرضية بالكامل، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم يأملون في القيام بذلك، إذا أمكن تطوير أسلحة بديلة لحماية حدود كوريا الجنوبية مع كوريا الشمالية. تجرد القواعد الجديدة «البنتاغون» من السلطة في هذه القضية، مما يعطي السيطرة للبيت الأبيض.
عندما أعلن ترمب عن لوائح استخدام الألغام الأرضية عام 2020، وصف «البنتاغون» هذا الأمر بأنه ذو قيمة في حماية القوات من اجتياح أو توجيه قوات العدو إلى مناطق يمكن مهاجمتها فيها. وكان بايدن قد هاجم سياسات ترمب خلال حملته كمرشح رئاسي، وتعهد ببذل الجهود لتدمير الأسلحة، بما في ذلك الألغام الأرضية. إلا أنه واجه بعض الاعتراضات من القادة العسكريين الذين دعموا استخدام الألغام.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، وصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك إيه ميلي، الألغام بأنها أداة مهمة في زمن الحرب. وقال: «الألغام المضادة للدبابات أو الألغام المضادة للأفراد هي استخدام فعال للغاية في القتال»؛ مشيراً إلى ضرورة ضمان عدم بقاء الأسلحة. وقال مسؤول كبير في «البنتاغون» في ذلك الوقت: «لن تضحي الولايات المتحدة بسلامة الجنود الأميركيين».
وتشير التقارير إلى أن مخزون الولايات المتحدة يحتوي على حوالي 3 ملايين لغم مضاد للأفراد، تتميز جميعها بخصائص التدمير الذاتي أو التعطيل الذاتي. وقد استخدمت الولايات المتحدة الألغام المضادة للأفراد مرة واحدة منذ دخول معاهدة أوتاوا حيز التنفيذ في أفغانستان.
ويشير المحللون إلى أن السياسة الجديدة ستجعل الولايات المتحدة ملتزمة بمعظم جوانب معاهدة أوتاوا، وحظر إنتاج وشراء الألغام وحظر تصديرها ونقلها إلا عند الضرورة لتدميرها. كما تلزم اللوائح الولايات المتحدة بتدمير الألغام الأميركية الحالية التي لا تعتبر ضرورية في كوريا الجنوبية.
وقال مسؤول إن السياسة الجديدة كانت انعكاساً لاعتقاد إدارة بايدن بأن حقوق الإنسان يجب أن تكون عاملاً مهماً عند التفكير في استخدام الأسلحة، أو توفيرها لبلدان أخرى. ويقول المسؤولون الأميركيون إن الألغام المضادة للأفراد التي تستخدمها دول مختلفة تقتل نحو 7 آلاف شخص سنوياً، الغالبية العظمى منهم من المدنيين. ويعتقد أن نصف الضحايا على الأقل من الأطفال.
وفي أماكن مثل أفغانستان واليمن، ظلت الألغام الأرضية تشكل خطراً خفياً وطويل الأمد في أعقاب النزاعات، وزرع الأراضي الزراعية أو الممرات الجبلية بها.
ورحب المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة، داريل كيمبال، بالسياسة الجديدة، مطالباً بمزيد من الخطوات لنزع تلك الألغام من عدة دول. وقال: «ما زلنا بعيدين عن خطى معظم العالم، والإدارة الأميركية بحاجة إلى التحرك بسرعة أكبر لنزع تلك الألغام».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به «تروث سوشيال» يوم الجمعة، قال ترمب إن حزبه سيحاول إنهاء هذه الممارسة عندما يعود إلى منصبه.

وكتب ترمب: «سيبذل الحزب الجمهوري قصارى جهده لإلغاء التوقيت الصيفي... التوقيت الصيفي غير مريح ومكلف للغاية لأمتنا».

يذكر أن تقديم الوقت ساعة واحدة في الربيع وتأخيره ساعة واحدة في الخريف يهدف إلى تعظيم ضوء النهار خلال أشهر الصيف، ولكنه كان يخضع للتدقيق منذ فترة طويلة. وقد تم اعتماد التوقيت الصيفي لأول مرة كإجراء في زمن الحرب في عام 1942.

واقترح المشرعون التخلص من تغيير الوقت تماماً. وكانت أبرز محاولة أخيرة، وهي مشروع قانون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو متوقف الآن، ويحمل عنوان «قانون حماية أشعة الشمس»، وقد اقترح جعل التوقيت الصيفي دائماً.

وكان مشروع القانون يحظى برعاية سيناتور فلوريدا ماركو روبيو، الذي اختاره ترمب لتولي وزارة الخارجية.