غوتيريش يرى السوريين على «حافة الهاوية» ويطالب بتمديد إيصال المساعدات

90 % تحت خط الفقر و12 مليوناً يعانون انعدام الأمن الغذائي

طفلان لعوائل نزحت بسبب الحرب في سوريا خارج خيمتهما شمال البلاد (الأمم المتحدة)
طفلان لعوائل نزحت بسبب الحرب في سوريا خارج خيمتهما شمال البلاد (الأمم المتحدة)
TT

غوتيريش يرى السوريين على «حافة الهاوية» ويطالب بتمديد إيصال المساعدات

طفلان لعوائل نزحت بسبب الحرب في سوريا خارج خيمتهما شمال البلاد (الأمم المتحدة)
طفلان لعوائل نزحت بسبب الحرب في سوريا خارج خيمتهما شمال البلاد (الأمم المتحدة)

عرض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، أمام أعضاء مجلس الأمن في نيويورك، ما سماه «أرقاماً صارخة» حول ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في سوريا، موضحاً أن 90 في المائة من السوريين «يعيشون حالياً تحت خط الفقر» وهم الآن «على حافة الهاوية». وحض المجتمع الدولي على تقديم مزيد من المساعدات، وتمديد التفويض لإدخال المعونات عبر الحدود، وعدم الاكتفاء بالشاحنات التي تعبر جبهات القتال.
وكان غوتيريش يشير بذلك إلى اقتراب موعد انتهاء التفويض الحالي الممنوح من مجلس الأمن بالقرار 2585، لتمرير المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى على الحدود السورية- التركية، في ظل مخاوف من احتمال رفض روسيا تجديد هذا التفويض.
وعقد مجلس الأمن جلسته الشهرية حول الوضع الإنساني في سوريا، واستمع إلى إفادة من الأمين العام للمنظمة الدولية الذي قال إن الوضع الإنساني في هذا البلد «لا يزال مزرياً بالنسبة لملايين الأطفال والنساء والرجال في كل أنحاء البلاد»، مضيفاً أن الحاجات في الوقت الراهن «في أعلى مستوياتها منذ بداية الحرب منذ أكثر من 11 عاماً». وأكد أنها لا تزال أكبر أزمة لاجئين في العالم، وهي «تستمر في التأثير على المنطقة والعالم». وأشار إلى أن تقريره الأخير حول الوضع الإنساني في سوريا يتضمن «أرقاماً صارخة» تفيد بأن «14.6 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، و12 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي وغير متأكدين من أين ستأتي وجبتهم التالية». وشدد على أن «90 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر». ولفت أيضاً إلى تداعي البنية التحتية وتراجع النشاط الاقتصادي إلى النصف خلال عقد من النزاع والأزمات المالية الإقليمية والعقوبات ووباء «كوفيد- 19»، ملاحظاً أن الناس «يعيشون على حافة الهاوية، وما عادوا قادرين على التأقلم».
وقال غوتيريش: «يتطلب نداؤنا الإنساني الحالي 4.4 مليار دولار لمساعدة الناس داخل سوريا، و5.6 مليار دولار أخرى لدعم اللاجئين في المنطقة»، مضيفاً أنه «يجب دفع التعهدات السخية» التي تم التعهد بها في مؤتمر المانحين السادس في بروكسل. وطالب المجتمع الدولي بـ«تسهيل العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين والنازحين».
ونبه إلى أن الحاجات في شمال غربي سوريا «تستمر في الازدياد»؛ لأن 2.8 مليون شخص معظمهم من النساء والأطفال نزحوا، بالإضافة إلى أن أكثر من 90 في المائة من الناس في شمال غربي البلاد بحاجة إلى المساعدة، مشدداً على «أهمية الحفاظ على إيصال المساعدات الإنسانية، وتوسيعه، بما في ذلك من خلال العمليات عبر الخطوط وعبر الحدود».
وذكَّر بأن القرار 2585 الذي أقره مجلس الأمن العام الماضي، أدى إلى «استفادة كاملة من التفويض عبر الحدود لإنقاذ الأرواح»، إذ «تمر الآن مئات الشاحنات من تركيا كل شهر»، علماً بأنه «منذ الموافقة على المساعدات عبر الحدود في عام 2014، عبر أكثر من 50 ألف شاحنة في سوريا لتقديم المساعدة للمحتاجين». وقال إن «زيادة المساعدة عبر الخطوط كانت إنجازاً مهماً»، مستدركاً أنه «في الظروف الحالية ليست بالمقياس المطلوب لتحل محل الاستجابة الهائلة عبر الحدود». واستناداً إلى ذلك، ناشد أعضاء المجلس «بشدة» من أجل الحفاظ على توافق الآراء بشأن السماح بتمرير المساعدات عبر الحدود، من خلال تجديد القرار 2585 لمدة 12 شهراً إضافية.
وكرر غوتيريش أن «الطريقة الوحيدة لإنهاء المأساة الإنسانية في سوريا، هي حقاً، في وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وحل سياسي يمكّن الشعب السوري من تحديد مستقبله»، داعياً إلى إظهار الشجاعة والتصميم من أجل القيام بكل ما هو ضروري للوصول إلى حل سياسي تفاوضي يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.