مالي: تجدد العنف إثر مقتل 20 مدنياً وجندي في قوة حفظ السلام

«التعاون الإسلامي» تُدين الهجوم الإرهابي قرب مدينة غاو

صورة نشرتها هيئة الدفاع الفرنسية في 13 يونيو 2022 تُظهر تدريب الجنود في قاعدة ميناكا العسكرية شمال شرقي مالي قبل انسحاب نهائي بعد تسع سنوات من القتال ضد المتطرفين (أ.ف.ب)
صورة نشرتها هيئة الدفاع الفرنسية في 13 يونيو 2022 تُظهر تدريب الجنود في قاعدة ميناكا العسكرية شمال شرقي مالي قبل انسحاب نهائي بعد تسع سنوات من القتال ضد المتطرفين (أ.ف.ب)
TT

مالي: تجدد العنف إثر مقتل 20 مدنياً وجندي في قوة حفظ السلام

صورة نشرتها هيئة الدفاع الفرنسية في 13 يونيو 2022 تُظهر تدريب الجنود في قاعدة ميناكا العسكرية شمال شرقي مالي قبل انسحاب نهائي بعد تسع سنوات من القتال ضد المتطرفين (أ.ف.ب)
صورة نشرتها هيئة الدفاع الفرنسية في 13 يونيو 2022 تُظهر تدريب الجنود في قاعدة ميناكا العسكرية شمال شرقي مالي قبل انسحاب نهائي بعد تسع سنوات من القتال ضد المتطرفين (أ.ف.ب)

تجددت دوامة العنف في مالي، حيث قتل مسلحون 20 مدنياً على الأقل قرب مدينة غاو، فيما قضى جندي في قوة حفظ السلام أول من أمس، في كيدال بشمال هذا البلد الساحلي، حيث يزداد الوضع الأمني سوءاً. وقال مسؤول في شرطة المنطقة لم يشأ كشف هويته في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «إرهابيين مجرمين اغتالوا 20 مدنياً على الأقل في قرى عدة بمنطقة أنشاودج» التي تبعد عشرات الكيلومترات شمال غاو. وأكد مسؤول في الشرطة بباماكو رفض أيضاً كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، «اغتيال 20 مدنياً في ايباك على بعد 35 كلم شمال غاو وفي قرى مجاورة»، متهماً «مجرمين مسلحين بارتكاب هذا الفعل». من جهته، قال مسؤول محلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المتطرفين اغتالوا 24 مدنياً في منطقة أنشاودج. إنه الذعر العام». وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بشدة» بهذا الهجوم. وذكر في بيان، أن «الهجمات التي تستهدف الجنود الأمميين يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب من زاوية القانون الدولي وينبغي ملاحقة مرتكبيها». ولم يؤكد أي مصدر آخر أن المتطرفين يقفون خلف الهجمات. ولكن في هذه المنطقة الساحلية المترامية، تزداد وتيرة هجمات المتطرفين المنتمين إلى تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى مع اتساع منطقة عملياتهم. وتتحدث المعلومات الضئيلة التي مصدرها هذه المنطقة النائية عن مقتل مئات المدنيين ونزوح الآلاف في الأشهر الأخيرة في منطقتي ميناكا، قرب الحدود مع النيجر، وغاو (غرب). والأربعاء، أكدت حركة تحرير أزواد، إحدى المجموعات التي تقاتل المتطرفين، مقتل 22 شخصاً بأيدي «مسلحين» في بلدة ايزينغاز بمنطقة ميناكا. ولم يؤكد أي مصدر آخر أو ينفِ هذه المعلومة.
وقال المسؤول في منطقة غاو لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الوضع مقلق جداً في منطقة أنشاودج» مع فرار عدد كبير من المدنيين من تجاوزات «المسلحين» في القرى المجاورة. وأضاف أن «قسماً كبيراً من منطقتي غاو وميناكا يحتله متطرفون. وعلى الدولة أن تفعل شيئاً ما». وتشهد هذه المنطقة أعمال عنف منذ بدء النزاع في 2012، حين بدأت مجموعات مسلحة تمرداً ضد باماكو. ووقعت تلك المجموعات في 2015 اتفاق سلام مع مالي، لكن تنفيذه يتعثر. وإضافة إلى هذه المجموعات المسلحة، تنشط في المنطقة حركات متطرفة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» تقاتل من تتهمهم بدعم السلطات الرسمية، علماً بأنها تتقاتل أيضاً فيما بينها للسيطرة على الأراضي. وثمة حضور أيضاً لمهربين وعصابات أخرى في هذه المنطقة الصحراوية الخارجة عن سيطرة الدولة. وفي تقريره الأخير عن مالي، لاحظ أنطونيو غوتيريش أن الوضع الأمني «تدهور إلى حد بعيد» في منطقتي غاو وميناكا، موضحاً أن «التهديد الإرهابي لا يزال يتمدد»، ومبدياً قلقه لـ«عدم وجود حضور معزز لقوات الأمن والسلطة العامة في هذه المناطق». وينتشر في غاو جنديون ماليون وعناصر في قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما، 13 ألف جندي) إضافة إلى جنود فرنسيين في إطار عملية برخان.
وبدأ الجنود الفرنسيون انسحاباً تدريجياً من مالي بداية العام. وقالت هيئة الأركان الفرنسية إنهم سيغادرون نهائياً قاعدة غاو «مع نهاية الصيف»، علماً بأنها آخر موطئ قدم للقوات الفرنسية في مالي. وقتل صباح أول من أمس، جندي أممي غيني بانفجار لغم في كيدال (شمال)، فيما كان يشارك في دورية أمنية في إطار عملية لرصد الألغام، بحسب قوة الأمم المتحدة. ويأتي ذلك وسط توتر يسود المفاوضات حول تمديد مهمة قوة حفظ السلام في مالي التي تكبدت أكبر قدر من الخسائر في الأرواح. فمنذ إنشائها في 2013، قتل 175 من عناصرها في أعمال عدائية. وشهدت مالي، البلد الفقير في الساحل، انقلابين عسكريين في أغسطس (آب) 2020 ومايو (أيار) 2021. وتتزامن الأزمة السياسية مع أزمة أمنية مستمرة منذ 2012 وبروز حركات تمرد انفصالية ومتطرفة في شمال البلاد.
إلى ذلك، أدانت منظمة «التعاون الإسلامي» بشدة، الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم السبت الماضي بالقرب من مدينة غاو شمال جمهورية مالي، وأدى إلى مقتل 20 مدنياً. وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، عن صادق تعازيه لأسر ضحايا هذا العمل الإجرامي الجبان، وكذلك للحكومة والشعب الماليين. وتؤكد منظمة التعاون الإسلامي موقفها المبدئي الرافض للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وتُجدد دعمها لجهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. وكانت منظمة «التعاون الإسلامي» أدانت بشدة، الهجوم الدامي الذي استهدف معبداً للسيخ في العاصمة الأفغانية كابل الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل أحد المصلين وحارس أمن أفغاني، وعن إصابة العشرات بجروح خطِرة. وجاء الهجوم الدموي في أعقاب انفجار آخر هز مسجداً في ولاية قندوز شمال أفغانستان يوم الجمعة الماضي، ولقي خلاله مصلٍّ واحد على الأقل مصرعه وأُصيب عدد قليل آخر بجراح.


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».