مشايخ إب يشكلون مجلسًا للمقاومة الشعبية

التحالف يستهدف أكبر ميناء عسكري في الحديدة تسيطر عليه الميليشيات الحوثية

مشايخ إب يشكلون مجلسًا للمقاومة الشعبية
TT

مشايخ إب يشكلون مجلسًا للمقاومة الشعبية

مشايخ إب يشكلون مجلسًا للمقاومة الشعبية

أعلنت جماعة من مشايخ قبائل محافظة إب، الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، عن تشكيل مجلس للمقاومة في المحافظة لمقاومة المسلحين الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وذلك حتى يتحقق لأبناء المحافظة والشعب اليمني الأمن والاستقرار وعودة مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة مهامها ووظائفها الدستورية والقانونية.
ودعا بيان مشايخ المحافظة عن تشكيل مجلس للمقاومة الشعبية يحمل الرقم 1، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «كافة أبناء المحافظة من مشايخ ووجهاء وكل مكونات المحافظة بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم للاصطفاف مع المقاومة بدعمها ومساندتها والالتفاف حولها حتى تحقيق النصر إن شاء الله».
وقالوا في بيانهم: «نظرا لما وصلت إليه محافظة إب من تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية في ظل سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على مؤسسات الدولة في المحافظة وما تقوم به هذه الميليشيات من تمادٍ في استباحة الدماء وهدم البيوت وتهجير ساكنيها وترويع الآمنين واختطاف المدنيين، وزرع الفتنة الطائفية والسلالية بين أبناء المحافظة وتمردها على الشرعية، وما تمثله من خطر على المواطن اليمني في حياته وحقوقه وأمنه واستقراره، وما ترتكبه من جرائم إبادة جماعية بحق أبناء الشعب اليمني في مدينة عدن وتعز والضالع وبقية محافظات اليمن غير عابئة بالدماء والحرمات، ولهذا اتفق جمعٌ من مشايخ قبائل محافظة إب على تشكيل مجلس للمقاومة الشعبية لترتيب الجهود وتوظيف طاقات أبناء المحافظة لمقاومة ميليشيات الحوثي وصالح حتى يتحقق لأبناء المحافظة والشعب اليمني الأمن والاستقرار، وعودة مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة وظائفها الدستورية والقانونية، حيث لم يبق أمام الشعب من خيار إلا مواجهة هذه الفئة الضالة المنحرفة حتى تتطهر المحافظة من شر هذه الفئة وإجرامها».
في غضون ذلك، كثفت طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية غاراتها ضد المقار العسكرية الخاصة بجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في محافظة الحديدة، غرب اليمن، في حين تستمر المقاومة الشعبية التهامية في ملاحقة المسلحين الحوثيين في جميع مدن ومحافظات إقليم تهامة، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه جمع من مشايخ محافظة إب، وسط البلاد، عن تشكيل مجلس للمقاومة الشعبية لمقاومة المسلحين الحوثيين والموالين للرئيس السابق صالح.
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «طيران التحالف كثف من غاراته ضد المقار العسكرية للحوثيين والرئيس السابق صالح في الحديدة، وإن إحدى هذه الغارات كانت على القاعدة البحرية، أكبر ميناء عسكري في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي المسلحة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ودمرته تدميرا كاملا، بعد أن قصفتها بما يقارب 15 غارة من الطيران والبوارج البحرية».
وأضاف المصدر: «تكبد الحوثيون خسائر فادحة في صفوفهم بالإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من الجنود والمسلحين الحوثيين المرابطين في القاعدة البحرية بأكثر من 25 جريحا من ضمنهم ضباط، وأكثر من 20 قتيلا، كإحصائية أولية حين كتابة الخبر، بالإضافة إلى تدمير ناقلتين بحريتين عسكريتين وإغراقهما في البحر، إحداهما تدعى (بلقيس) والأخرى (شمسان)، وكذا تدمير أكثر من 5 زوارق بحرية حربية وتدمير جميع التشكيلات الصاروخية وكافة مخازن السلاح العام بحرية وصواريخ مضادة السفن وتدمير رصيف القاعدة بشكل كامل. بالإضافة أيضا إلى تدمير موقعين آخرين تسيطر عليهما جماعة الحوثي المسلحة في مدينة الحديدة».
وفي السياق نفسه، استهدف مجهولون، بمدينة الحديدة، المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح، بشارع زايد، الذي تتمركز فيه جماعة الحوثي المسلحة، قذيفة صاروخية، وأنباء عن إصابات في صفوف المسلحين الحوثيين.
وقال شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن «سكانا في منطقة الجاح، التابعة لمديرية بيت الفقيه في الحديدة، عثروا على 13 جثة تعود لجماعة الحوثي المسلحة في وادي الجفينة بمنطقة الجاح، القبيلة من الزرانيق، ويعتقد أنه تمت تصفيتهم على يد المقاومة الشعبية التهامية، خاصة أن مسلحي المقاومة استهدفوا قبل أيام في المنطقة نفسها نقطة عسكرية تابعة للمسلحين الحوثيين وصالح بواسطة قنبلة يدوية ما أدى إلى سقوط جرى في صفوف الجماعة».



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».