في الوقت الذي بدأت فيه القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لها تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في منطقة عملية «نبع السلام» بريف مدينة رأس العين في الحسكة (شمال شرقي سوريا)، سيّرت القوات الأميركية دورية في بلدة تل تمر المجاورة وتفقدت نقاط التماس ومركز البلدة، وجالت على خطوط الجبهة. وفي الوقت ذاته دفعت القوات الروسية بمزيد من الأسلحة إلى قاعدتها في منطقة «المباقر» غرب تل تمر، ضمت أجهزة رادار وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بينها مضادات للطيران.
وذكرت صفحات محلية ومواقع إخبارية أن الفصائل السورية الموالية لتركيا وتحت إشراف ومشاركة ضباط من الجيش التركي، نفذت تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية بريف مدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة في مناطق عملية «نبع السلام». ووصلت طلائع هذه القوات إلى خطوط التماس الفاصلة بينها وبين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من جهة، ومواقع انتشار الجيش السوري الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، في حين جددت المدفعية التركية قصفها على محيط ناحية أبو راسين وقصفت قريتي تل الورد والربيعات بريفها الجنوبي بعد 10 أيام من الهدوء الحذر. كما قصفت فصائل المعارضة السورية، ليل الجمعة السبت، بالقذائف قرية الطويلة غرب تل تمر. وقال آرام حنا، المتحدث باسم قوات «قسد»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن فرق الرصد التابعة لهم «مستنفرة تتابع التطورات الميدانية شمال الحسكة، وعموم تشكيلات قواتنا رفعت جاهزيتها بما فيها الوحدات الخاصة، تأهباً لأي تحركات عسكرية مضادة». إلى ذلك، سيّرت القوات الأميركية دورية في بلدة تل تمر، بعد أيام من دفع القوات الروسية والقوات الحكومة السورية بمزيد من التعزيزات إلى مواقعها ومقارها العسكرية في البلدة.
في غضون ذلك، عثرت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة على خندق داخل إحدى الخيام تحت القسم الخاص بالعائلات المهاجرة، وعلى جثتي امرأتين في القسم الثالث. وقال مسؤول أمني إن «قوات الأمن تمكنت من التعرف على إحدى الجثتين، وهي لنازحة سورية من الرقة تدعى (ف.ع.أ)، فيما لم يتم التعرف على جثة المرأة الثانية ويرجح أن تكون لاجئة عراقية». كما عثرت قوات الأمن على خندق وشبكة أنفاق داخل قسم المهاجرات.
في سياق متصل، كشفت ليلى إبراهيم، مديرة «البيت الإيزيدي» في إقليم الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن قوات «الأسايش» في مخيم الهول تمكنت من تحرير فتاة كردية من الطائفة الإيزيدية، وسلمتها إلى لجنة متخصصة مشتركة، تمهيداً لإعادتها إلى ذويها في قضاء سنجار العراقي. والطفلة تدعى «روسيتا» من مواليد 2006، منحدرة من قرية تل قصب التابعة لقضاء شنكال العراقي، «بقيت أسيرة في المخيم عند عوائل عناصر ومسلحي تنظيم داعش منذ انتهاء معركة الباغوز، كانت تحاول الاتصال بمن تبقى من أقربائها دون جدوى، وسط مخاوف من معاقبتها وافتضاح أمرها من عائلات التنظيم».
وأخبرت إبراهيم بأن الطفلة الإيزيدية وقعت أسيرة بقبضة مسلحي «داعش» الإرهابي، في أثناء صعودها مع عائلتها إلى الجبال صيف 2014. وبحسب روايتها، أقدم عناصر التنظيم على قتل والدها وثلاثة من أعمامها مع أبنائهم، وقاموا بأخذ النساء كسبايا لتقوم والدتها بالانتحار لمنع عناصر التنظيم من اغتصابها.
تحركات أميركية وروسية وتركية في ريف الحسكة
تحركات أميركية وروسية وتركية في ريف الحسكة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة