الصين تدشن ثالث حاملة طائرات... الثانية المصنعة محلياً

وسط توترات عالية مع الولايات المتحدة بشأن الهيمنة الجيوسياسية والخلافات حول تايوان

حاملة الطائرات «فوجيان» الثانية التي تُبنى كلياً في الصين وأكثر تطوراً من الحاملتين السابقتين (أ.ب)
حاملة الطائرات «فوجيان» الثانية التي تُبنى كلياً في الصين وأكثر تطوراً من الحاملتين السابقتين (أ.ب)
TT

الصين تدشن ثالث حاملة طائرات... الثانية المصنعة محلياً

حاملة الطائرات «فوجيان» الثانية التي تُبنى كلياً في الصين وأكثر تطوراً من الحاملتين السابقتين (أ.ب)
حاملة الطائرات «فوجيان» الثانية التي تُبنى كلياً في الصين وأكثر تطوراً من الحاملتين السابقتين (أ.ب)

وسط توترات عالية مع الولايات المتحدة بشأن الهيمنة الجيوسياسية والخلافات حول العلاقات مع تايوان، التي تعتبرها بكين مقاطعة تابعة لها، دشّنت الصين ثالث حاملة طائرات، أمس (الجمعة)، المصممة والمصنعة محلياً، لتبعث رسالة إلى القوى الغربية الأخرى المنافسة مع استمرارها في تحديث جيشها. وأطلق على حاملة الطائرات الجديدة اسم «فوجيان» تيمناً بمقاطعة صينية على غرار الحاملتين السابقتين «لياونينغ» و«شاندونغ»، وهي الثانية التي تُبنى كلياً في الصين وأكثر تطوراً بكثير من الحاملتين السابقتين. ولن تسلم إلى القوات البحرية إلا بعد تجارب عدة في البحر. ولم توضح الوكالة موعد تسليمها ووضعها في الخدمة.
وقد عمدت البحرية الصينية في السنوات الأخيرة إلى تمرير حاملات الطائرات التابعة لها في مضيق تايوان الذي يفصل الصين القارية عن تايوان. وخلال مراسم أقيمت بمناسبة إنزال السفينة إلى المياه في حوض جيانغنان لبناء السفن في شنغهاي، اصطف العشرات من أفراد البحرية أمام السفينة ورددوا النشيد الوطني، في الحفل الذي حضره أيضاً كبار المسؤولين، ومن بينهم شو تشي ليانغ، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية. وتنضم «فوجيان» إلى حاملة الطائرات «شاندونغ»، التي تم تشغيلها في أواخر عام 2019، و«لياونينغ» التي اشترتها الصين مستعملة من أوكرانيا في عام 1998، وتم تجديدها محلياً.
وتمتلك الولايات المتحدة 11 حاملة طائرات، وهي الدولة الوحيدة التي تملك عدداً أكبر من هذه السفن. وتحتل بريطانيا المركز الثالث بعد الصين مباشرة بامتلاكها سفينتين.
ويظهر تدشين «فوجيان» تزايد قدرات الجيش الصيني في وقت يتصاعد فيه التوتر مع الولايات المتحدة بشأن تايوان، ومطالب بكين بالسيادة في بحر الصين الجنوبي.
وتتميز حاملة الطائرات الصينية الثالثة هذه عن الحاملتين الأخريين بحجمها الكبير، فضلاً عن تمتعها بمنجنيق لإطلاق الطائرات على ما ذكرت وكالة الصين الجديدة. وتتمتع حاملتا الطائرات السابقتان بمنصة لإقلاع الطائرات. ويسمح نظام المنجنيق للطائرات بحمل كمية أكبر من الوقود والأسلحة. وسيعمل نظام المنجنيق المتطور بالطاقة الكهرومغناطيسية، على ما أكدت الوكالة.
وقالت وكالة «جينز» المرجعية للمعلومات العسكرية إن الولايات المتحدة تملك العدد الأكبر من حاملات الطائرات في الخدمة (11) تليها الصين (2) والمملكة المتحدة (2) وروسيا (1) وفرنسا (1) وإيطاليا (1) والهند (1) وتايلاند (1). ووضعت حاملة الطائرات الصينية الأولى «لياونينغ» في الخدمة عام 2012، وتستخدم خصوصاً منصة تدريب. وسمحت الخبرة المستقاة منها ببناء أول حاملة طائرات تبنى في الصين سميت «شاندونغ» وضعت في الخدمة نهاية عام 2019.
وتراجعت العلاقات بين تايبيه وبكين إلى أدنى مستوياتها، مع زيادة الضغط السياسي والعسكري من الصين لحمل الجزيرة على قبول سيادتها. وتقول الصين إن تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي، إقليم تابع لها. وقال وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه، الأحد، في منتدى أمني في سنغافورة، إن الحكومة الصينية تسعى إلى «إعادة التوحيد السلمي» مع تايوان، لكنها تحتفظ بـ«خيارات أخرى». وقال رئيس الوزراء التايواني: «ما دامت هناك مساواة ومعاملة بالمثل وعدم وضع شروط سياسية مسبقة، فنحن على استعداد للتواصل بنية طيبة مع الصين. تايوان لا تريد أن تغلق الباب في وجه الصين. إن الصين هي التي تستخدم وسائل مختلفة لقمع تايوان ومعاملتها بشكل غير منطقي».
وبخصوص ترسانتها النووية، قال وزير الدفاع الصيني إن بكين أحرزت «تقدماً كبيراً» في تطوير أسلحة نووية جديدة، لكنها لن تستخدمها إلا للدفاع عن النفس، ولن تكون البادئة باستخدامها.
ورداً على سؤال حول تقارير في العام الماضي تحدثت عن بناء أكثر من 100 صومعة صواريخ نووية جديدة في شرق الصين، قال وي إن الصين «تتبع دائماً مساراً مناسباً لتطوير القدرات النووية لحماية بلادنا». وقال إنه تم تشغيل ونشر الأسلحة النووية التي ظهرت في عرض عسكري عام 2019 في بكين، التي تضمنت راجمات مطورة لصواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز «دي إف – 41». وأضاف أن «الصين طوّرت قدراتها على مدى أكثر من خمسة عقود. ومن الإنصاف أن نقول إنه تم تحقيق تقدم كبير. سياسة الصين... ثابتة. نستخدمها للدفاع عن النفس. لن نكون الطرف البادئ في استخدام (الأسلحة) النووية». وقال إن الهدف النهائي لترسانة الصين النووية هو منع وقوع حرب نووية.
وقال وي: «طورنا القدرات النووية لحماية العمل الدؤوب للشعب الصيني وحماية شعبنا من ويلات الحرب النووية».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة يوم الأربعاء لصالح المطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة والإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وتمثل المطالبة بوقف إطلاق النار الواردة في القرار الذي جرت الموافقة عليه بأغلبية 158 صوتا تصعيدا من جانب الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا والتي دعت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي إلى هدنة إنسانية فورية في غزة ثم طالبت بها بعد شهرين.