مشتبه بهما يعترفان بقتل صحافي بريطاني ومرشده في البرازيل

بعد 10 أيام من فقدان فيليبس وبيريرا في الأمازون عثر على رفات في مكان عمليات البحث (رويترز)
بعد 10 أيام من فقدان فيليبس وبيريرا في الأمازون عثر على رفات في مكان عمليات البحث (رويترز)
TT

مشتبه بهما يعترفان بقتل صحافي بريطاني ومرشده في البرازيل

بعد 10 أيام من فقدان فيليبس وبيريرا في الأمازون عثر على رفات في مكان عمليات البحث (رويترز)
بعد 10 أيام من فقدان فيليبس وبيريرا في الأمازون عثر على رفات في مكان عمليات البحث (رويترز)

اعترف برازيليان مشتبه بهما في قضية اختفاء الصحافي البريطاني دوم فيليبس ومرشده البرازيلي برونو بيريرا بقتل وتقطيع أوصال الرجلين. وقال شهود بأن الشرطة اقتادت رجلا ملثما يضع كمامة قرب النهر الذي اختفى عنده الرجلان. ولم تعلق الشرطة بعد على تقارير اعتراف المشتبه بهما، كما أفاد تلفزيون (سي. إن. إن البرازيل) وإذاعة (باند نيوز) البرازيلية. والمشتبه بهما هما صياد يدعى أماريلدو دا كوستا دي أوليفيرا (41 عاما) وشقيقه أوسيني. وبعد عشرة أيام من فقدان فيليبس والخبير بيريرا في منطقة الأمازون، تأكدت أسوأ الاحتمالات الأربعاء مع اعتراف أحد الإخوة بأنه دفن جثتيهما، وعثر على «رفات بشرية» في مكان عمليات البحث. وقال قائد الشرطة الفيدرالية ولاية أمازوناس إدواردو ألكسندر فونتيس في ماناوس كبرى مدن الأمازون في شمال البرازيل «حصلنا على اعترافات أحد مشبوهين تم توقيفهما (...) روى لنا بالتفصيل كيف ارتكبت الجريمة وقال لنا أين دفنت الجثتان».
وعبرت الساندرا سامبايو الزوجة البرازيلية للصحافي البريطاني، في بيان عن شكرها «لكل الفرق التي قامت بالبحث وخصوصاً من السكان الأصليين المتطوعين». وقالت، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية، «مع أننا ما زلنا ننتظر التأكيدات النهائية، هذه النهاية المأساوية تضع حداً لمعاناة عدم معرفة مكان دوم وبرونو. الآن سنتمكن من إعادتهما إلى الديار ووداعهما بحب». وأضافت «اليوم نبدأ أيضاً معركتنا من أجل العدالة (...) لن يرتاح لنا بال إلا بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي».
وأوضح قائد الشرطة أن أوليفيرا اعترف بالمشاركة في «الجريمة» لكن من دون تحديد دوره بدقة. وأحضرت الشرطة الصياد إلى موقع عمليات البحث لتحديد المكان بالضبط. وتابع أن أوليفيرا ذكر أن الرجلين قتلا «بسلاح ناري». ولم يستبعد توقيف مزيد من المشتبه بهم. وأوقف أماريلدو دا كوستا دي أوليفيرا الملقب «بيلادو» في السابع من يونيو (حزيران). وذكر شهود أنهم رأوه يمر بسرعة كبيرة على متن قارب باتجاه قارب دوم فيليبس وبرونو بيريرا قبل اختفائهما.
أما المشتبه به الثاني أوسيني دا كوستا دي أوليفيرا الملقب بـ«دوس سانتوس»، فقد أوقف الثلاثاء «للاشتباه في مشاركته في القضية»، حسب الشرطة الاتحادية. وقال قائد الشرطة إن «عمليات حفر جرت في المكان والبحث سيستمر، لكن عثر على رفات بشرية». وأضاف «فور تمكننا من التحقق عبر تحاليل من أنها رفات دوم فيليبس وبرونو بيريرا ستعاد جثتاهما إلى عائلتيهما».
وشوهد الصحافي البريطاني والخبير البرازيلي للمرة الأخيرة في الخامس من يونيو خلال رحلة استكشافية إلى منطقة وادي جافاري. وهذه المنطقة القريبة من الحدود مع البيرو وكولومبيا معروفة بخطورتها الكبيرة. وينتشر فيها تهريب المخدرات والأسماك والتنقيب عن الذهب بشكل غير قانوني. وقد أصبحت في السنوات الأخيرة محورا استراتيجيا لعصابات مهربي المخدرات الذين ينقلون الكوكايين أو القنب المنتج في البلدان المجاورة عبر النهر.
ويقيم دوم فيليبس (57 عاما) في البرازيل منذ 15 عاما وكان يزور المنطقة من جديد في إطار أبحاث لكتاب حول حماية البيئة. أما برونو بيريرا (41 عاما) فهو خبير معروف ومدافع عن حقوق الشعوب الأصلية وعمل لسنوات في الوكالة الحكومية البرازيلية لشؤون السكان الأصليين. وتولى إدارة فرع الوكالة في بلدة أتالايا دو نورتي (شمال غرب) التي كان يفترض أن يعود إليها الرجلان بمركب عندما فقدا، وكذلك إدارة برنامج لحماية مجموعة من السكان الأصلين معزولة في المنطقة.
ووصف «اتحاد الشعوب الأصلية لوادي جافاري»، الذي شارك أعضاء فيه في عمليات البحث، قتلهما بأنها «جريمة سياسية». وذكر الاتحاد بأنه سبق أن أبلغ السلطات بوجود مجموعات لصيادي السمك والصيادين غير القانونيين المرتبطين بمهربي المخدرات. وأضاف «لكن لم تتخذ الإجراءات بسرعة كافية ولهذا السبب نشهد اليوم جريمة قتل زميلينا فيليبس وبيريرا». وتساءلت المنظمة نفسها «عندما تغادر الشرطة والصحافة، ماذا سيحدث لنا؟ هل سنستمر في العيش تحت التهديد؟».
كان برونو بيريرا وهو أب لثلاثة أطفال، ذكر مرات عدة أنه كان هدفا لتهديدات من حطابين ومنقبين عن الذهب وصيادي سمك غير قانونيين يحاولون التعدي على الأراضي المحمية. وأثار اختفاء الرجلين غضبا عبر العالم مع ردود فعل لشخصيات سياسية مهمة ومشاهير. مثل أعضاء فرقة الروك الإيرلندية «يو تو». وواجه الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو الذي يؤيد استغلال المناجم والزراعة في محميات السكان الأصليين في الأمازون، انتقادات حادة لأنه وصف رحلة الرجلين بأنها «مغامرة لا ينصح بها».
وقال بولسونارو الأربعاء إنه كان ينظر «باستياء» إلى دوم فيليبس في الأمازون لأنه كتب «الكثير من التحقيقات ضد المنقبين عن الذهب، حول البيئة». وبعد إعلان الشرطة، علق الرئيس اليساري السابق إيناسيو لويس لولا دا سيلفا المرشح للرئاسة في انتخابات 2022 «إنه أمر محزن جدا». وكتب في تغريدة على تويتر «مات شخصان للدفاع عن أراضي السكان الأصليين والبيئة. البرازيل لا يمكن أن تكون كذلك».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».