فضيحة «ووترغيت» قبل 50 عاماً أدخلت مصطلحاً لغوياً للفضائح السياسية حول العالم

تسببت الفضيحة التي كشفتها صحيفة «واشنطن بوست» في استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون 1974 واعتماد مصطلح «غيت» في الصحف الأميركية والعالمية (أ.ف.ب)
تسببت الفضيحة التي كشفتها صحيفة «واشنطن بوست» في استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون 1974 واعتماد مصطلح «غيت» في الصحف الأميركية والعالمية (أ.ف.ب)
TT

فضيحة «ووترغيت» قبل 50 عاماً أدخلت مصطلحاً لغوياً للفضائح السياسية حول العالم

تسببت الفضيحة التي كشفتها صحيفة «واشنطن بوست» في استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون 1974 واعتماد مصطلح «غيت» في الصحف الأميركية والعالمية (أ.ف.ب)
تسببت الفضيحة التي كشفتها صحيفة «واشنطن بوست» في استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون 1974 واعتماد مصطلح «غيت» في الصحف الأميركية والعالمية (أ.ف.ب)

أدخلت عملية سرقة فاشلة قبل خمسين عاماً في مقر الحزب الديمقراطي في مبنى ووترغيت، هذا المجمع الفخم في واشنطن التاريخ وبات اسمه مرتبطاً بفضائح، خصوصاً السياسية منها. وتسببت الفضيحة التي كشفتها صحيفة «واشنطن بوست» باستقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون في 1974 واعتماد مصطلح «غيت» في الصحف الأميركية والعالمية.
في السنة التالية، سميت الرشى التي دفعتها شركة «يونايتد براندز» إلى رئيس هندوراس لتخفيض الرسوم على صادرات الفاكهة «بانانا غيت».
واستمر المصطلح بالانتشار مع الوقت. في تسعينات القرن الماضي خلال ولايتي الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، تناول الجمهوريون قضايا كثيرة أثارت جدلاً، مثل «تروبغيت» و«ترافيلغيت» بعد تسريح أشخاص مكلفين تنظيم رحلات سفر الصحافيين في البيت الأبيض. وخرج المصطلح من دائرة السياسة مع «نيبلغيت» عندما ظهر نهد جانيت جاكسون من دون قصد منها خلال نقل مباشر للوصلة الفنية الفاصلة بين شوطي مباراة سوبر بول النهائية في 2004. وارتبطت الكلمة أيضاً بواحدة من أكثر الفضائح المدوية في أوساط كرة القدم الأميركية «ديفلايت غيت» وهي ممارسة تقوم على نفخ الكرات بكمية أقل للتمكن من رميها بسهولة أكبر. وهي فضيحة لطخت مسيرة نجم هذه اللعبة الكبير توم برايدي.
وقد انتشر مصطلح «غيت» على المستوى العالمي أيضاً. وكانت فرنسا من أول المبادرين إلى استخدامه في العام 1973 مع «واينغيت» وهي فضيحة احتيال هزت أوساط النبيذ العريقة في منطقة بوردو. يضاف إلى ذلك فضيحة «أنغولاغيت» حول مبيعات أسلحة بطريقة غير قانونية لحكومة لواندا في 1944، وقد طالت شخصيات سياسية فرنسية كثيرة.
في العام 2017 خسر رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا فيون حظوظه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد قضية وظائف وهمية شملت زوجته بينيلوب وسميت الفضيحة «بينيلوب غيت». أما في إيطاليا، فكانت فضيحة «روبي غيت» مع سهرات نظمها رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلوسكوني وشاركت فيها شابات. وحل المصطلح عندها مكان عبارة «اوبولي» المستخدمة سابقاً مثل «كالتشيو بولي» الفضيحة الرياضية التي طالت أوساط كرة القدم المحترفة. في العام 1992، كشفت صحيفة «ذي صن» عن فضيحة «سكويدجي غيت» وهو لقب صديق مقرب من الأميرة ديانا، بنشرها مضامين اتصالات هاتفية لا تترك للشك مجالاً حول علاقتهما الغرامية.
وفي الأسابيع الأخيرة، أفلت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من مذكرة حجب ثقة داخل حزبه الذي سئم من فضائح عدة، من بينها «بارتي غيت» حول حفلات نظمت في مقر رئاسة الحكومة وتخللها إسراف في الشرب خلال مرحلة الإغلاق الصارم جراء وباء «كوفيد - 19».
لكن المصطلح لم يفرض نفسه في بعض الحالات. ففي الولايات المتحدة سُميت قضية بيع أسلحة بطريقة غير قانونية إلى إيران من قِبل إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان لتمويل تمرد معارضي الحكومة الاشتراكية في نيكاراغوا، «إيران غيت» و«كونترا غيت». لكنها عُرفت في نهاية المطاف بتسمية «قضية إيران كونترا».
وتجنب الرئيس الأميركي بيل كلينتون بشق الأنفس مصير سلفه ريتشارد نيكسون بسبب علاقته الغرامية مع المتدربة الشابة مونيكا لوينسكي التي لم يطلق عليها «مونيكا غيت».
ورأت ميريل بيرلمان، سكرتيرة التحرير السابقة في صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه في تلك الفترة كانت الصحافة لا تحبذ فكرة استخدام هذا المصطلح في كل فضيحة، وأضافت «كان هناك تفاوت في اللغة» المستخدمة. وواجه الرئيس الأميركي السبق دونالد ترمب فضيحة «راشا غيت» حول شبهات بحصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 ومن ثم «يوكراين غيت» عندما اتهم بابتزاز كييف للحصول على معلومات قد تكون محرجة لجو بايدن في انتخابات 2022. إلا أن هاتين التسميتين تلاشتا؛ إذ طغت عليهما قضايا أخرى كثيرة مثيرة للجدل طالت الملياردير الجمهوري. لكن الإسراف في استخدام تعبير «غيت» في الصحف عبر العالم خفف من أهمية الفضيحة الأساسية في السياسة الأميركية على ما أكدت ميريل بيرلمان. وأوضحت، أن «المصطلح فقد الكثير من وزنه السياسي».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

طائرات مسيّرة غامضة تثير قلق السكان والسياسيين في نيويورك

TT

طائرات مسيّرة غامضة تثير قلق السكان والسياسيين في نيويورك

صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)
صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)

أثار رصد مجموعة من الطائرات المسيرة الغامضة في منطقة مدينة نيويورك الأميركية، التي تشمل بعض أجزاء ولاية نيو جيرسي المجاورة، قلق السكان والسياسيين المحليين والوطنيين ودفع السلطات إلى إجراء تحقيقات.

وكتبت حاكمة نيويورك كاث هوتشيل على موقع «إكس» يوم الجمعة: «نعرف أن سكان نيويورك رصدوا مسيرات في الجو هذا الأسبوع ونحن نقوم بالتحقيق... في هذا الوقت، لا يوجد دليل على أن هذه المسيرات تشكل تهديداً للسلامة العامة أو الأمن القومي».

وقالت هوتشيل إن مكتبها يقوم بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب وزارة الأمن الداخلي، «لحماية سكان نيويورك».

وفي رسالة تم إرسالها يوم الخميس إلى هذين المكتبين الاتحاديين، بالإضافة إلى إدارة الطيران الاتحادية، التي تشرف على الحركة الجوية في الولايات المتحدة، طالب عضوا مجلس الشيوخ عن نيويورك تشاك شومر، زعيم الأغلبية، وكيرستن جيليبراند، وعضوا مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي كوري بوكر وأندرو كيم، بإحاطة حول نشاط المسيرات.

وجاء في الرسالة: «منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، أبلغ سكان في منطقة مدينة نيويورك وشمال نيوجيرسي عن عدة حوادث لظهور طائرات مسيرة في الليل، مما أثار قلق السكان وسلطات إنفاذ القانون المحلية».

وقال عضو الكونغرس الأميركي ريتشارد بلومنتال، إن المسيرات الغامضة يجب أن «يتم إسقاطها إذا لزم الأمر»، رغم أنه لا يزال غير واضح من يملكها.

وقال بلومنتال من ولاية كونيتيكت يوم الخميس، إن «علينا القيام بتحليل استخباراتي عاجل وإخراجها من السماء، خصوصاً إذا كانت تحلق فوق المطارات أو القواعد العسكرية».

وأضاف أن هناك مخاوف من أن المسيرات قد تشارك الأجواء مع الطائرات التجارية، وطالب بمزيد من الشفافية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يوم الخميس، إن مراجعة التقارير عن رصد مسيرات أظهرت أن كثيراً منها في الواقع طائرات مأهولة تحلق بشكل قانوني. وأكد أنه لم يتم رصد أي مسيرات في أي منطقة جوية محظورة، وأن خفر السواحل الأميركي لم يعثر على أي دليل على تورط أجنبي من السفن الساحلية.