تبادل «الجيش الوطني السوري»، المدعوم من أنقرة، والنظام السوري، أمس (الاثنين)، عدداً من الأسرى والمعتقلين، في شمال سوريا، بإشراف «الهلال الأحمر السوري»، وبضمانة الجانب التركي والروسي، في وقت تشهد فيه خطوط التماس شمال حلب، تحشيدات عسكرية ضخمة من قبل كل الأطراف، وسط أنباء عن قرب بدء العملية العسكرية التركية.
وقال نشطاء في مدينة الباب (40 كيلومتراً شمال شرقي حلب)، إن «الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، أجرى أمس (الاثنين)، عملية تبادل أسرى جديدة مع قوات النظام السوري في معبر أبو الزندين، بالقرب من مدينة الباب، شمال شرقي حلب، الفاصلة بين مناطق نفوذ الطرفين.
وتضمنت العملية تبادل 5 أسرى ومعتقلين لكل طرف، كانوا احتُجزوا سابقاً في عمليات أمنية لقوات النظام، وآخرين في عمليات عسكرية جرت خلال السنوات الماضية، بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام في شمال سوريا، وجرت العملية بإشراف مباشر من قبل (الأمم المتحدة)، وفريق في (الهلال الأحمر السوري)، وشخصيات ضامنة من الجانب التركي والروسي، في المعبر».
وقال مصدر في فصائل المعارضة، أمس، إن عملية تبادل الأسرى والمعتقلين التي جرت خلال الساعات الماضية، بين الفصائل والنظام السوري، تمت بعد تفاوض بين الطرفين استمر لأكثر من 3 أشهر، بوساطة وضمانة كل من الهلال الأحمر السوري والجانب التركي والجانب الروسي، (كما جرت العادة سابقاً في عمليات التبادل بين المعارضة وقوات النظام السوري)؛ حيث جرى آخر عملية تبادل مماثلة في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2021، وتم خلالها تبادل 5 أسرى من كل طرف في المعبر ذاته (أبو الزندين) بريف مدينة الباب، شمال حلب.
في سياق آخر، شهدت خطوط التماس بين فصائل «الجيش الوطني السوري» والقوات التركية من جهة، وقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة ثانية، في مناطق شمال حلب، وصول تعزيزات عسكرية جديدة من كلا الطرفين، في إطار الاستعدادات العسكرية لمواجهة العملية التركية (المرتقبة) مع فصائل المعارضة، ضد (قسد).
وقال مرصد معارض إنه «جرى رصد خروج رتل عسكري تابع للميليشيات الموالية لإيران، منها حركة النجباء العراقية، ولواء فاطميون، من الفوج «46»، غرب حلب، متوجهاً إلى مناطق نبل والزهراء المتاخمة لتل رفعت، شمال حلب، لتعزيز مواقعها الدفاعية عن المنطقة، ضد التهديدات التركية وفصائل المعارضة بشن عملية عسكرية جديدة، على المدينة التي تعتبر الخط الدفاعي الأول عن بلدتي نبل والزهراء (الشيعيتين)، اللتين ينتشر فيهما أكثر من 18 موقعاً عسكرياً لـ«الحرس الثوري»، والميليشيات الأجنبية الموالية لإيران.
ويرى مراقبون أن الحشود والتعزيزات التي تدفع بها إيران إلى خطوط التماس مع فصائل المعارضة والقوات التركية شمال حلب تمثل تدخلاً واضحاً ومباشراً، في خط المواجهة ضد تركيا والفصائل الموالية لها، وإعلان استعدادها لضرب الجيش التركي وفصائل المعارضة، خلال العملية العسكرية (المرتقبة) على مدينة تل رفعت، خاصة أن مسؤولين عسكريين إيرانيين أكدوا أن بلادهم مستعدة لمواجهة أي تحرك عسكري على مدينة تل رفعت، كونها تطل على بلدتي نبل والزهراء.
على الصعيد العسكري، وتزامناً مع إعلان فصائل الجيش الوطني السوري استعدادها لشنّ عملية عسكرية بالاشتراك مع القوات التركية، في مناطق منبج وتل رفعت وأكثر من 20 قرية مجاورة، قصفت الفصائل السورية الموالية لتركيا، إضافة إلى قوات الأخيرة، بالمدفعية الثقيلة، مواقع عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، في مناطق أبين ومحيطها، شمال غربي حلب، وأسفر القصف عن إصابة عدد من عناصرها، وذلك بعد يومين من استهداف موقع عسكري لـ«قسد»، في برج السيرتيل بالقرب من منطقة الحلوانجي بريف جرابلس شمال حلب، ما أدى إلى تدمير الموقع ومقتل وجرح عدد من عناصرها.
تبادل للأسرى بين النظام السوري والفصائل بضمانة تركية وروسية
بعد تفاوض بين الطرفين استمر أكثر من 3 أشهر
تبادل للأسرى بين النظام السوري والفصائل بضمانة تركية وروسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة