طهران تضاعف جهودها للحصول على تكنولوجيا صواريخ نووية

منشأة بوشهر النووية في جنوب إيران (أ.ف.ب)
منشأة بوشهر النووية في جنوب إيران (أ.ف.ب)
TT

طهران تضاعف جهودها للحصول على تكنولوجيا صواريخ نووية

منشأة بوشهر النووية في جنوب إيران (أ.ف.ب)
منشأة بوشهر النووية في جنوب إيران (أ.ف.ب)

كشفت مصادر الاستخبارات الألمانية أن النظام الإيراني ضاعف جهوده لتطوير تكنولوجيا غير مشروعة لبرنامجه النووي. وأوضح تقرير «المكتب الفيدرالي لحماية الدستور» الألماني، أن وكالات الاستخبارات الألمانية تمكنت من رصد زيادة كبيرة في محاولات إيرانية لشراء مكونات وأجزاء لصالح برنامج طهران النووي. وأضافت وكالة الاستخبارات أنه إذا كان هناك اشتباه في حدوث انتهاكات محتملة لخطة العمل الشاملة المشتركة، أي الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، فقد قام «المكتب الفيدرالي لحماية الدستور» في ألمانيا بنقل المعلومات ذات الصلة إلى السلطات المسؤولة.
وتمت الإشارة إلى النظام الإيراني 59 مرة في الوثيقة التي قدمتها الاستخبارات الألمانية المكونة من 368 صفحة، والتي تتناول التهديدات الأمنية التي واجهتها ألمانيا في عام 2021، وتعتقد القوى الغربية وإسرائيل أن النظام الإيراني يبدو عازماً على إنتاج سلاح نووي.
وكشفت قناة «فوكس نيوز ديجيتال» لأول مرة عن اتهامات جهاز الاستخبارات الألماني الجديدة التي تناولت أنشطة إيران غير القانونية داخل الأراضي الألمانية. وبدأ مكتب التحقيقات الجمركية الألماني تحقيقاً ضد مواطن ألماني من أصل إيراني في مدينة نوردرستيدت تتعلق بـ«الاشتباه في انتهاكه لقانون التجارة الخارجية في ثلاث قضايا تجارية، إذ يشتبه في أنه شارك في شراء معدات معملية ومقاييس طيفية (spectrometers) لصالح البرامج النووية والصاروخية الإيرانية». وذكر تقرير الاستخبارات الألمانية أن «أنشطة القوى الأجنبية تشمل أيضاً اقتناء المعرفة الفنية والمنتجات لتطوير وإنتاج أسلحة الدمار الشامل وتقنيات إطلاقها»، ومنها أنظمة إطلاق الصواريخ.
ذكر تقرير استخباراتي ثان صادر من ولاية راينلاند بالاتينات الجنوبية الغربية أن هناك دولاً «غالباً ما تكون غير قادرة على تطوير وتصنيع منتجاتها الخاصة»، فتسعى «للحصول على المعرفة والمنتجات والسلع اللازمة بطريقة غير قانونية عبر استخدام أساليب الخدمة الاستخباراتية السرية. وقد لوحظت هذه المحاولات لسنوات، خصوصاً من جانب إيران».
وقالت مصادر صحافية إسرائيلية إن طريقة عمل أجهزة المخابرات في الولايات الألمانية تشبه طريقة عمل جهاز «الشاباك» الإسرائيلي، إذ تصدر كل ولاية من الولايات الألمانية الـ16 تقريراً استخباراتياً دورياً حول التهديدات الأمنية.
وأشار تقرير الاستخبارات الفيدرالية إلى أن الدولة الإيرانية تطور «أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط»، وأضاف أن «إيران متهمة بتزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بتكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيّرة». واستطرد التقرير أن «برنامج إيران الصاروخي الطموح غير مشمول بأحكام خطة العمل الشاملة المشتركة. لذلك فإن المشتريات في ألمانيا لهذه الغاية (توسيع برنامج الصواريخ) مرتفعة باستمرار، وما زالت في ازدياد»، لذلك، سرعان ما تم الإبلاغ عن رصد الزيادة الإيرانية في أنشطة الشراء غير القانونية في ألمانيا التي تسعى إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا لإعادة النظام الإيراني إلى الامتثال لـ«خطة العمل الشاملة المشتركة» (الاتفاق النووي لعام 2015).
وعرضت القوى العالمية على طهران تخفيف العقوبات مقابل تجميد قصير المدى لتطوير برنامجها النووي. كما نددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً بقرار إيران «إغلاق 27 كاميرا» لمراقبة أنشطتها النووية، محذرة من «ضربة قاضية» للمحادثات حول هذا الملف الشائك إذا استمر التعطيل.
وقال المدير العام للوكالة رافايل غروسي، خلال مؤتمر صحافي في مقر المنظمة في فيينا، إن هذا الإجراء يشكل «تحدياً كبيراً لقدرتنا على مواصلة العمل في إيران». وهذه الانتقادات هي الأولى التي تُوَجه لإيران منذ يونيو (حزيران) 2020، ووافق عليها ثلاثون من أعضاء مجلس حكام الوكالة ولم تُصوت ضدها سوى روسيا والصين، مع امتناع ثلاثة بلدان هي الهند وباكستان وليبيا.
ودعت برلين ولندن وباريس، في بيان مشترك، طهران، إلى «إنهاء التصعيد النووي» و«القبول بشكل عاجل بالتسوية المطروحة على الطاولة» منذ مارس (آذار) لإحياء اتفاق 2015 الذي يُفترض أن يمنع إيران من صنع قنبلة ذرية. وقالت الدول الثلاث في البيان الذي نشرته الخارجية الألمانية إنه فيما يتعلق بالتسوية المطروحة على الطاولة منذ مارس «نأسف لأن إيران لم تنتهز بعد هذه الفرصة الدبلوماسية، وندعو طهران إلى القيام بذلك فوراً».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.