تركيا تمنع السوريين من قضاء عيد الأضحى في بلادهم... «من يذهب لن يعود»

أعلنت حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان أمس إجراءات جديدة لتوزيع اللاجئين السوريين في المدن التركية ومنع الذين يذهبون لقضاء عيد الأضحى في سوريا من العودة إلى تركيا (أ.ب)
أعلنت حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان أمس إجراءات جديدة لتوزيع اللاجئين السوريين في المدن التركية ومنع الذين يذهبون لقضاء عيد الأضحى في سوريا من العودة إلى تركيا (أ.ب)
TT

تركيا تمنع السوريين من قضاء عيد الأضحى في بلادهم... «من يذهب لن يعود»

أعلنت حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان أمس إجراءات جديدة لتوزيع اللاجئين السوريين في المدن التركية ومنع الذين يذهبون لقضاء عيد الأضحى في سوريا من العودة إلى تركيا (أ.ب)
أعلنت حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان أمس إجراءات جديدة لتوزيع اللاجئين السوريين في المدن التركية ومنع الذين يذهبون لقضاء عيد الأضحى في سوريا من العودة إلى تركيا (أ.ب)

أعلنت تركيا عدم السماح للسوريين بزيارة عائلاتهم وذويهم في سوريا خلال عطلة عيد الأضحى، على غرار ما تم تطبيقه للمرة الأولى في عطلة عيد الفطر الماضي، بالإضافة إلى إجراءات جديدة فيما يتعلق بتوزيع السوريين على الأحياء السكنية في المدن التركية، ووقف منح بطاقة الحماية المؤقتة (كمليك) إلا بضوابط مشددة.
وكشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أنه على غرار عيد الفطر لن يسمح للسوريين بزيارة بلادهم في عيد الأضحى، قائلاً إن كثيراً من السوريين الموجودين في تركيا، سواء المجنسون منهم أو غير المجنسين، يعودون إلى بلادهم في الأعياد، ومن ثم يعودون بعد العيد، هذا أمر غير مقبول في الوقت الحالي، فمن يريد العودة إلى سوريا «سيكون تصريح عبوره في اتجاه واحد».
وتناول صويلو، في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس (السبت)، الإجراءات والضوابط الجديدة التي ستطبق في المرحلة القادمة، قائلاً إنه سيتم تخفيض نسبة الأجانب الذين يسمح لهم بالإقامة في كل حي من 25 في المائة إلى 20 في المائة، بدءاً من الأول من يوليو (تموز) المقبل، وبناء على ذلك سيتم إغلاق 1200 حي أمام طلبات الإقامة في تركيا.
وكانت السلطات التركية قد بدأت تطبيق سلسلة إجراءات، خلال الأشهر الماضية، من أجل ضبط توزع السوريين في البلاد، بعدما باتت حكومة «العدالة والتنمية» برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان تتعرض لضغوط في هذا الملف من جانب أحزاب المعارضة التركية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة بعد عام.
وأعلن صويلو، الأربعاء الماضي، أن وزارة الداخلية منحت سائقي سيارات الأجرة صلاحيات التحقق من إذن السفر للركاب الأجانب، حتى لا يكونوا واسطة في نقل المهاجرين غير الشرعيين ما بين الولايات التركية.
وأضاف صويلو أن وزارته ستعمد كذلك إلى وضع كاميرات مراقبة في مواقف الشاحنات، لمنع نقل المهاجرين غير الشرعيين الذين يختبئون بها سراً. وتشهد المدن التركية، وخصوصاً الكبرى منها، مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، حملة أمنية موسعة ضد المهاجرين غير الشرعيين، وتشمل الإجراءات السوريين ممن يقيمون في ولايات أخرى، غير الولايات المسجلين فيها تحت الحماية المؤقتة.
ورحّلت السلطات التركية 34 ألفاً و112 مهاجراً ولاجئاً، ممن دخلوا البلاد بطرق غير قانونية منذ مطلع العام الحالي.
وتمنح تركيا، بموجب قوانينها السارية، أنواعاً عدة من الإقامات للأجانب، مثل: إقامة الطالب، وإقامة مستثمر، والإقامة العقارية، وإقامة العمل، بالإضافة إلى الإقامة السياحية التي باتت تخضع لضوابط مشددة. يضاف إلى ذلك بطاقة الحماية المؤقتة (كمليك) التي حصل معظم السوريين في تركيا عليها، والتي لا تعتبرها السلطات بمثابة إقامة، إذ تمنع القوانين حامليها من السفر خارج تركيا والعودة إليها؛ بل وتفرض إذناً للسفر والتنقل بين المدن التركية على حامليها.
ويبلغ عدد السوريين في تركيا نحو 3.7 مليون، يقيم معظمهم في ولايات: إسطنبول، وغازي عنتاب، وهطاي، وشانلي أورفا، وأنقرة، وكيليس، وغيرها.
وكشفت وزارة الداخلية التركية، في فبراير (شباط) الماضي، عن خطة تخفيف أعداد السوريين في الأحياء السكنية في المدن، استهدفت انتشار اللاجئين السوريين في عديد من الولايات، وتضمنت منع الأجانب الحاملين لكل أنواع الإقامات، والسوريين المسجلين تحت الحماية المؤقتة، من التسجيل في 16 ولاية تركية و800 حي في 52 ولاية من بين ولايات تركيا الـ81.
وأعلن صويلو، في المؤتمر الصحافي أمس، عن أن هناك فئة من السوريين لن يتم استقبالهم أو منحهم بطاقات الحماية المؤقتة بعد دخولهم للأراضي التركية بطريقة ما؛ حيث سيتم نقل القادمين من سوريا إلى مخيمات في هطاي، للتعرف على أماكن سكنهم في سوريا، وبمجرد معرفة أن مكان إقامتهم هو دمشق ستتم إعادتهم على الفور.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».