تمهد دراسة جديدة نشرت أول من أمس في دورية «بلوس باثولوجي»، الطريق لفهم أفضل وعلاج لأولئك الذين يعانون من أعراض طويلة لـ«كوفيد - 19». وهذه الدراسة التي أجراها فريق بحثي من جامعة كولورادو الأميركية، هي الأولى التي تربط بين الخلايا التائية في الرئة المخصصة لمهاجمة الفيروس المسبب للمرض، وأعراض «كوفيد - 19» طويلة الأمد، والتي تؤثر حالياً على عدد كبير من المرضى.
ووجدت الدراسة أن «المرضى الذين يعانون من مرض (كوفيد – 19) لفترة طويلة لديهم مستويات خلايا تائية خاصة بالفيروس أكثر 100 مرة من أولئك الذين تعافوا من المرض». ويقول برنت بالمر، أستاذ علم المناعة السريري في كلية الطب بجامعة كولورادو، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «يشير استمرار وجود أعداد كبيرة من الخلايا التائية الخاصة بالفيروس لدى الأفراد المصابين بفيروس (كوفيد - 19) لفترة طويلة إلى احتمال وجود مستودعات فيروسية مخفية تحافظ على الأعراض طويلة المدى وتؤدي إلى ظهورها».
وتركز العلاجات الحالية لفيروس «كورونا» الطويل، بدافع الضرورة، على معالجة أعراض محددة وليس السبب الجذري للمرض، ويشير هذا الدليل إلى الخزانات كعامل مهم يسبب «كوفيد - 19» الطويل، وهو ما يمكن أن يوجه العلاجات المستقبلية، حيث يمكن أن تحول النتائج توصيات العلاج إلى التركيز على اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات التي يمكن أن تقلل من أعراض «كوفيد - 19» الطويلة وتساعد على إزالة الفيروس من نظام الناس، كما يؤكد بالمر.
وتناولت الدراسة سبب «كوفيد - 19» الطويل من خلال فهم أفضل للاستجابة المناعية التكيفية للفيروس، حيث ربطت النتائج التي توصل إليها فريق البحث بين الالتهاب الجهازي والأعراض الرئوية المستمرة وانخفاض وظائف الرئة ووجود أعداد كبيرة من الخلايا التائية النوعية للفيروس أثناء العدوى الأولية، وتكون هذه الخلايا التائية الخاصة بالفيروسات مهمة للسيطرة على العدوى ولكن في سياق «كوفيد - 19» الطويل، فهي مرتبطة بالأعراض المستمرة وضيق التنفس وتلف الرئة.
وتقدر مؤسسة بروكينغز بالعاصمة الأميركية واشنطن أن أكثر من مليون أميركي عاطلون عن العمل بسبب استمرار «كوفيد - 19» لفترة طويلة، بالإضافة إلى ذلك، مع إصابة أكثر من 500 مليون شخص خلال الوباء حتى الآن، يوجد من 20 - 30 في المائة منهم يصابون بـ«كوفيد - 19» طويل الأمد، وعالمياً يوجد ما يزيد على 15 مليون شخص يعانون من «كوفيد - 19» الطويل في جميع أنحاء العالم، وهذا يمثل عبئاً خطيراً على السكان ونظام الرعاية الصحية.
ويقول بالمر: «تأمل النتائج التي توصلنا إليها في المساعدة في تغيير الاستراتيجية نحو التركيز على العلاجات التي تعمل على تحسين إزالة الفيروس، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للفيروسات مثل (باكسلوفيد) في تقليل الأعراض لدى أولئك الذين يعانون من عبء كوفيد الطويل، ما يساعد على إزالة الفيروس من أجسامهم».
ونظرت الدراسة أيضاً في اثنين من المؤشرات الحيوية الرئيسية المستخدمة لقياس الالتهاب في الجسم، ووجد الباحثون أنه كلما ارتفعت مستويات الخلايا التائية للفيروس، زاد مقياس الالتهاب، ما يشير إلى أن هذه الخلايا التائية يمكن أن تلعب أيضاً دوراً في دفع الالتهاب المزمن وأعراض «كوفيد - 19» الطويلة الأخرى.
ويقول بالمر إنه «بدون الدراسات المستمرة التي تركز على أصل كوفيد الطويل، سيستمر الناس والقوى العاملة ونظام الرعاية الصحية في المعاناة». ويضيف: «من الواضح أن علاجات الأعراض لن تحل هذه المشكلة، ونحن بحاجة إلى مواصلة هذا البحث من أجل تطوير علاجات محددة لأولئك الذين اقتلعت حياتهم تماماً بسبب فيروس ما زلنا نعمل على فهمه».
وتقدم بالمر وفريقه بطلب للحصول على منحة المعاهد الوطنية للصحة (NIH) لمواصلة هذا البحث، في حالة الموافقة، سيكونون قادرين على غسل الخلايا من الرئتين باستخدام إجراء غير جراحي يسمح لهم بمقارنة خلايا المرضى الذين يعانون من «كوفيد - 19» لفترة طويلة بخلايا الأشخاص غير المصابين بالفيروس.
«مستودعات فيروسية مخفية» تسبب أعراض «كوفيد» طويلة الأمد
«مستودعات فيروسية مخفية» تسبب أعراض «كوفيد» طويلة الأمد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة